السلب والنهب والاغتصاب هي أسلحة الانقلاب الأخيرة ..!
د. عبدالله سيدأحمد
23 March, 2022
23 March, 2022
أصبحت حالات النهب والسلب علي الطرقات وفي وضح النهار من السمات اليومية البارزة حتي تطور الأمر رويدا رويدا لحالات اغتصاب الفتيات التي ترتكبها العصابات المسلحة الممثلة في الجنجويد والاجهزة الأمنية الاخري في ابشع الصور .. وابرز تلك الحالات جريمة الاغتصاب الأخيرة التي تمت تحت كبري المسلمية من جماعة متوحشة تنقصها الرجولة والنخوة بالاعتداء علي فتاة يافعة بريئة لا حول لها ولا قوة في الدفاع عن شرفها .. هذا السلوك المشين والدخيل علي المجتمع له هدف وحيد هو كسر عزيمة الكنداكات اللواتي أصبح لهن دورا بارز في الحراك الثوري وليست مبالغة اذا قلنا ان النساء يشكلون اكثر من ٧٠ في المية من نسبة الثوار في الشارع كما انهم الدينمو المحرك والوقود الذي يشعل الثورة ويثير حماسة الثوار ..
لا شك أن السلطة الانقلابية أصبحت عاجزة تماما بعد اعيتها الحيل الخبيثة حتي اصبحت الآن تقف عند مفترق الطرق ولا تدري السبيل الي اين تكون وجهتها ومخرجها من تلك الورطة الكبيرة التي اوقعت فيها نفسها ولسان حالها يصرخ .. أين المفر ..؟!!
كان ظن عسكر اللجنة الأمنية لنظام الإنقاذ البائدة انهم بعد الانقلاب سيتمكنون من ابتلاع الثورة في غضون ايام معدودة او اسابيع قليلة بعد خروجهم بميثاق الاتفاق الاحادي مع الدكتور عبدالله حمدوك ولكن خاب ظنهم وسرعان ما تبخر الحلم وطارت السكرة وحلت مكانها الصدمة الكبيرة عندما رفض الشارع ذلك الاتفاق الفطير الذي كان يهدف فقط لشرعنة الانقلاب وعودة الحكم الشمولي واستمرار السلطة العسكرية الغاشمة بالتحكم في مستقبل البلاد والعباد .. الرفض الشعبي لم يكن فقط لميثاق الاتفاق الاحادي بل تعداه أيضا لرفض الدكتور حمدوك الذي خيب الآمال و أضاع الفرصة الذهبية بأن يخرج من معتقله علي الأعناق ليقود ثورة التأسيس من جديد مستفيدا من وقفة الشارع القوية ضد الانقلاب .. للأسف الشديد تجاهل حمدوك ان موقفه الاحادي المذل كان سبب مباشر في إرباك الشارع السياسي وانه فعلته المريبة قدمت خدمة جليلة وفرصة ثمينة للعسكر لإطالة عمر الانقلاب الذي كان يتهاوي بعد ان احكمت الثورة قبضتها ولم يتبقي لها غير خروج قادتها من المعتقلات شامخين ومنتصرين لمواصلة المسيرة التي قطعها الانقلاب الفاشل ..
بدأ تخبط الانقلابيين جليا بعد فشل ميثاق الاتفاق الأحادي واستقالة الدكتور حمدوك وهو نادم علي خطوته التي ماتت في مهدها ولم تجد آذان صاغية من الشارع وبعدها باءت كل محاولات العسكر بالإلتفاف علي مكتسبات الثورة التي رفعت شعارات الحرية والسلام والعدالة .. كل الوعود التي ذكرها قائد الانقلاب السفاح البرهان أصبحت كصرخة في وادي العدم لا اثر ولا وجود لها وكانت النتيجة الفشل في تعيين السلطة التنفيذية والعجز الكامل في تسيير دولاب الدولة .. مرت قرابة الخمسة شهور والبلاد بدون رئيس للوزراء ومن يسير دفة الحكومة وزراء أو وكلاء مكلفين لا حول لهم ولا قوة غير إطاعة أوامر الطاغية البرهان الذي يتربع علي رأس مجلس سيادة إنقلابي وقيادة جيش مغلوب علي امره ..
إن الفوضي الأمنية التي تعيشها البلاد الآن من نهب وسلب واغتصابات هدفها الأساسي اقناع الشارع بأنه لا حل له غير الاستسلام لحكم العسكر القادر وحده علي فرض الأمن والأمان ومنع الانفلات لانه يمتلك قوة السلاح التي يفتقدها المدنيين .. بمعني أن المراد هو مقايضة الحرية بالأمن .. لقد نسي عسكر اللجنة الأمنية ان الحرية هي أهم ضلع في مثلث الثورة التي لا يمكن التنازل عنها مهما كان الثمن و التي في سبيلها سالت دماء شباب الثوار الزكية وفاضت فداء لها أرواح الشهداء الطاهرة .. الثابت أن الشعب السوداني لن يتراجع او يحيد عن ثورته ولن يتنازل عن حريته وكرامته وسيمضي بخطوات ثابتة في الطريق من أجل مستقبل الوطن وبناء السودان الجديد الذي ينعم بالحرية والسلام والعدالة وتعمه الديمقراطية الرشيدة ..
العار للمجرمين والخونة أعداء الوطن .. ولا نامت أعين الجبناء ..
# الشعب أقوي .. أقوي والردة مستحيلة ✌?
د. عبدالله سيدأحمد
abdallasudan@hotmail.com