السلطة وواجبها حيال الصحافة … بقلم: د . احمد خير / واشنطن

 


 

د. أحمد خير
24 February, 2010

 

 

هالنى ماكتبته الأستاذه / هبه عبد العظيم فى جريدة السودانى بتاريخ 17 فبراير 2010 تحت عنوان " صحفيون يتعرضون إلى إهانة " . جاء فيما كتبت أن صحفيين قد تعرضوا لإهانة ومعاملة غير كريمة وإساءات من قبل رئيس مجلس تشريعى محلية الخرطوم . كما ذكرت " .. وتعتبر حادثة محلية الخرطوم هى الثالثة التى يتعرض لها الصحفيون خلال أقل من أسبوعين بعد (منعهم) من تغطية زيارة الرئيس التشادى بقاعة الصداقة ، وطردهم خارج أسوار القاعة ، كما منعت إدارة فندق السلام روتانا الصحفيين كذلك من الجلوس فى باحة الفندق لتغطية لقاءات الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر .."

هذا يدفعنا لأن نتساءل: أين نقابة الصحافيين من كل ذلك ؟!

ثم من المسئول عن تدهور العلاقة بين السلطة والصحافة ؟!

إذا كانت العلاقة بين السلطة والصحافة ليست جيدة بسبب القوانين المجحفة التى سنتها السلطة ،  وتعمل مافى وسعها لتطبيقها ، بدون أية إعتبارات لأهمية السلطة الرابعة التى هى مرآة المجتمع ، ومقوم من مقومات الحكم الرشيد ، فإلى متى سيستمر ذلك الوضع ؟!  هذا التعامل غير الإيجابى من قبل السلطة التى أصبحت تخاف حتى من فلاش كاميرا الصحافة ، لابد من التمعن فيه بغرض إيجاد الحل المناسب الذى يخدم الوطن والمواطن ! وفى البدء ، لابد من تحديد على من تقع مسئولية إصلاح الخلل ؟!

ونتساءل: هل المسئولية تقع على ذاك  المسئول الذي يحول دون الصحافى والحدث ؟! أم على الصحافى الذى لم يقدم للمسئولين المعلومة التى تؤكد مدى أهمية الصحافة  فى وقتنا الراهن ؟!

ليس المجال هنا تحديد المسئولية وتقديم العلاج . وكل مايمكن قوله فى هذه العجالة هو أن تعمل السلطة على تسهيل مهمة الصحافة ، لأن الصحافة  أولاً وأخيرًا هى الباقية .

وهنا نهمس فى أذن من حال بين الصحافة والأحداث المشار إليها قائلين: ان الصحافة ياهذا ليست مجرد سطور تسطر عن خبر ما ، أو حدث ما ، إنها صوت العقل فى بحر الأحداث المضطرب . ولتعلم ياهذا أن من يحاول إخراس ذلك الصوت فإنه حتما سيحفر قبره بيديه ، لأنه مهما كان حجم التسلط والعنجهية سيأتى اليوم الذى تخرج فيه الشمس .

أما عن مسئول فندق السلام روتانا الذى سار على نهج قوى الأمن، فأقل مايقال عنه انه لايعرف أبجديات العلاقات العامة ، وعلى الإدارة العليا لفنادق روتانا أن تبحث عن شخص  آخر يكون بحجم المسئولية . شخص تكون له الخبرة بأبجديات التعامل مع الجماهير، شخص له معرفة بأصول فن التعامل " إتيكيت " وبدون ذلك ، فقل على فندقكم السلام ، حيث سيصبح تمامًا كحوض السباحة الخاص بالفندق .. تنعق فيه الضفادع ، ولا أحد يسبح فيه !

تجولت فى مدن كثيرة فى أنحاء العالم . فى حياتى لم أصادف فندقاً تنعق الضفادع فى مسبحه ، إلا فندق السلام روتانا بالخرطوم ! إلى حد حسبت معه ان إدارة الفندق وبفكرة جهنمية قد حولت مسبح الفندق إلى بركة لتربية الضفادع ، ربما بغرض التصدير !  

ان كان لى أن أوشوش فى أذن صحافى لقلت : بالله عليك إذهب وصور مسبح فندق السلام روتانا بالخرطوم ، دع الكاميرا تتجول بين الضفادع ، ربما عندها ينعق مسئول الفندق ويفيق من غفوته !

 

* عن صحيفة (السودانى ) الثلاثاء 23 فبراير 2010

Ahmed Kheir [aikheir@yahoo.com]

 

آراء