السوار الذى ذهب! … بقلم: تاج السر حسين
7 March, 2010
royalprince33@yahoo.com
عدد كبير من المثقفين والأعلاميين العرب الذين لا يعرفون الأوضاع السودانيه بصوره دقيقه وعميقه، يعتبرون المشير/ سوار الذهب، الذى كان يشغل منصب وزير دفاع (الطاغيه) جعفر نميرى (رحمه الله)، رجلا يستحق الأحترام والتقدير (فقط) لأنه سلم السلطه لنظام ديمقراطى منتخب بعد عام واحد كما حدد المجلس العسكرى الذى كان يراسه ولم يتشبث بكرسى الحكم كما ظل يفعل كثير من الأنقلابيين الأفارقه والعرب.
وهم لا يعلمون أن وصول (سوار الذهب) الى قمة السلطه فى تلك اللحظات التى أعلنت نهاية عهد (النميرى) كان بمثابة (سرقه) لتلك الأنتفاضه وافراغها من مضمونها وأهدافها.
فسوار الذهب الذى لم يتخذ اى قرار مهم خلال ذلك العام، تكفله له (الشرعيه الثوريه) ومن اهم تلك القرارات الغاء قوانين سبتمبر الجائره الظالمه التى هددت وحدة البلاد وأذلت العباد وشوهت الدين والشريعه كما وصفها الشهيد/ محمود محمد طه.
ولا اظن هؤلاء المثقفين والأعلاميين يعلمون أن سوار الذهب ينتمى تاريخيا للطريقه الختميه بل كان أحد أكبر مشائخها فى مدينة الأبيض، اى ينتمى للحزب الأتحادى الديمقراطى، لكنه رغم ذلك عمل وزير دفاع وقائد عام للجيش فى عهد أكبر طاغيه عرفته أفريقيا وعرفه العالم العربى حتى انه وصل الى مستوى تعدى فيها جبروت (لويس الرابع عشر) الذى قال (رغبتى القانون)!
فالنميرى قال ذات مره:-
"اعلم أن الشريعه لا تدعو الى القفز فوق الحوائط ولا تعرف شئ اسمه قانون طوارئ، لكننا سوف نقفز الحوائط".
المشير سوار الذهب طيلة فترة النميرى لم يرفض أو يعترض على قرار بل قيل حينما هم المجلس العسكرى باستلام السلطه وازاحة النميرى واتصلوا به ليصبح قائدا لهم رفض بشده ولم يقبل حتى جاءوا له بفتوى من السيد/ محمد عثمان الميرغنى، لا تمنعه من ذلك العمل.
والمشير/ سوار الذهب هو احد الوسطاء الذين اقنعوا شهداء رمضان بالقاء السلاح وتسليم انفسهم حتى لا تراق الدماء فى السودان، وضمن لهم محاكمات عادله، كانوا واثقين من براءتهم فيها ومحاكمة نظام الأنقاذ الذى هدد وحدة البلاد وأمنها وسلامتها، فنكص الأنقاذيون بالعهد وأعدموا شهداء رمضان ال 28 فى يوم واحد وقبيل العيد، فلم يغضب سوار الذهب أو يعبر عن اسفه لما حدث.
بدلا عن ذلك قبل بمنصب أمين عام منظمة الدعوه الأسلاميه براتب عال مكأفاة له على ما قدمه (للآسلامويين) أو الأنقاذيين السودانيين، الذين اصبحوا الآن يخجلون من وصفهم (بالأنقاذيين)!
أن الذين يعتبرون (سوار الذهب) أحد عظماء افريقيا والعالم العربى لا يعرفون (سوارالذهب) ودوره فيما وصل اليه السودان من تردى وتدهور وفساد فى جميع المجالات بموالاته لهذا النظام الذى يهدد وحدة البلاد.
وسوار الذهب غير مستغرب منه أن يتراس أى مجموعه تدعم حملة (البشير) تحت أسم (الهيئة القومية لانتخاب البشير رئيسا للجمهورية)، وأن يأتى لمصر من أجل هذا الغرض وأن يشارك فى احتفال على الباخرة السياحيه الفارهه (السرايا) القابعه على النيل، وهو (أمين منظمة الدعوه الأسلاميه)، وكلما ارجوه منه ان يقوم بزياره لهذه الباخره فى أى ليلة يختارها بعد تلك الليله التى غنى فيها مطربون ومطربات سودانيات دعما للبشير.
آخر كلام:-
سؤال برئ .. هل صحيح ان (النميرى) رحمه الله، بعد اقالته من الحكم واقامته فى القاهره أصدر كتابا عنوانه (رجال تحت أقدامى)؟