السودان ..أولاد البشير يتقدمون .!! … بقلم: عبدالباقى الظافر

 


 

 

تراسيم.

 

 

alzafir@hotmail.com

 

كان (غريبا)  ان يمضى الشيخ على عثمان نائب الرئيس السوداني في إجازة طويلة مابين مكة السعودية وأنقرة التركية  .. وتمر ما بين ثنايا رحلة الاستجمام ذكرى الثورة .. وتتجاهل الثورة النائب ..ويتغافل عنها الشيخ ..(شيخ على) هو الذى أوصل عسكر الإنقاذ إلى قصر الحاكم العام بالخرطوم.. عندما اختفى كل نجوم الحركة الإسلامية بعد مسرحية أذهب للقصر رئيسا وسأذهب للسجن حبيسا ..ظل على عثمان هو المخرج الذكي الذى يشرف على سيناريوهات الإحداث لحظة بلحظة و ساعة عقب ساعة .

 

ليس تلك المرة الأولى التي يغيب فيها شيخ على (احتجاجا) ..فقد ذهب إلى تركيا من قبل ومكث فيها أياما وليالي ..اختار على عثمان ذات الطريق للمرة الثانية ليرسل رسالة تؤكد ان الأمور ليست هادئة داخل القصر .. للإسلاميين قدرة هائلة على إخفاء الخلافات والتكتم على الصراعات ..قبيل المفاصلة الكبرى بين الإسلاميين.. انقطع الوصال لفترة طويلة  بين الشيخ الترابي والرئيس البشير..ولكن هذه الخلافات ظلت محفوظة من وراء جدران الحكم.. حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت .

كان (مدهشا) ان يختار المشير البشير ذكرى عيد الجيش .. ليقيل الفريق صلاح قوش من أمارة الأمن العام ..لم يكتفي ضابط المظلات السابق بهذه (الركلة) ..بل في ذات الذكرى أهدى نجمة الانجاز لرفيقه وصديقه وزير الدفاع الفريق عبد الرحيم  حسين .. كان من اللافت للنظر ان الفريق بكرى حسن صالح يقف ( مبتسما) ما بين الرئيس ووزير دفاعه.

قوش وحسين تجمع بينهم مهنة الهندسة والرتبة الرفيعة .. ولكن تفرق بينهم الذراع الطويلة ..حين كادت الخرطوم بسبب (تقديرات)  الفريق عبد الرحيم تسقط تحت بنادق ثوار العدل والمساواة ولكن صدتهم ذراع قوش القوية .

ما يحدث في حوش الإنقاذ ليس صراعا قبليا كما يتصور البعض ..بل عراكا بين العسكر والمدنيين .. هذا العراك لن يفضى إلى طلاق بائن بينونة كبرى ..ولكنه سينتهي بأن تقبع  الحركة الإسلامية داخل جيب الجنرال البشير.

الرئيس البشير رجل شديد الغضب ..إلا انه سياسي يجيد الالتفاف ..صبر على الشيخ الترابي عقدا .. وسيصبر على نائبه على عثمان عقدا أخرا.. المشير البشير شعبيته الآن اكبر من شعبية الحزب الحاكم..  رجالات مايو طوع بنانه .. ولهم خبرة طويلة للتعايش مع الجنرالات.. بعض مشايخ الحركة الإسلامية  معه في خندق واحد.. منهم رجال زهدوا في المستقبل ..ومنهم قوم غرقوا في السلطة.. ومنهم قيادات ملت الصراع و فترت من (المجابدة) ..فرضوا بالبشير (شيخا) عليهم  وان اعتمر (الكاب)  بدلا عن العمامة.

الاتحاديون يناورون ..مولانا محمد عثمان الميرغني ..يفحص الصفقة قبيل المباركة..الإمام الصادق مشغول بأهل بيته فى حزبه الكبير ..الشعبي والشيوعي يحاولون صنع حلف الضعفاء..الحركة الشعبية  تحيك فى علم استقلال الجنوب.

 

المشير البشير يدرك جيدا ان مرحلة ما بعد اوكامبو تستدعى الحذر.. ان يتسلل السناتور  الامريكى جون كيري إلى معاقل الإنقاذ بالخرطوم ويجتمع جهرا وسرا مع مدير الأمن العام ..كان ذلك يحتم على المشير البشير ان يطلق صافرته ويجمع جنده القدامى .

 

الإنقاذ مرت بجمهوريتين .. الأولى سيطر عليها الترابي بلا منافس ..والثانية تشاطرها المشير البشير والشيخ على عثمان ..أما الجمهورية الثالثة التي ستعقب الانتخابات القادمة فهي جمهورية البشير بلا منازع ..على الخرطوم ان تتأهب لأولاد البشير كما فعلت مع أولاد قرنق.

 

آراء