السودان الوطن الممكن: الشباب القادم من روح أكتوبر وصانع (تسقط بس): سقطت

 


 

 

 

 

 

Abdullahi.gallab@asu.edu

يا عنصري مغرور كل البلد دار فور
شباب السودان في دار صباح.

يا عنصري وغدار عطبرة الحديد والنار
شباب السودان في دار غرب.

يا عنصري يا جبان كل البلد كردفان
شباب السودان في كردفان.

ابقوا عشرة على السودان
نحن هنا الوضع مؤمن.
شباب السودان في المهجر امام المحكمة الدولية في لاهاي.

الشعب السوداني هو أبانا الذي علي يديه تربينا ومنه تعلمنا الكثير وكما وصفه الراحل العظيم محجوب شريف ...
منك كل حتة
في الخاطر صبابة
جمبك نبتة نبتة
ونكبر نحن يابا
نسألك انت وانت
تورينا الاجابة ....
فهو الشعب المعلم والعبقري والملهم الذي يحدونا الفخر بأننا كنا أحد مكوناته وروافده المتعددة وما زالت جسور المحبة والتواصل الأخوي والانساني ممتدة بيننا وبين الكثير من أبنائه وبناته وستظل كذلك الي يوم الدين ،وشأنه يهمنا بشكل مباشر وأساسي ورئيسي.
مايكل كريستوفر رئيس تحرير صحيفة الوطن الجنوبية في جوبا.

#تسقط بس
شباب السودان في كل مكان.
****
لا شك أن هنالك أعدادا كبيرة من الذين خرجوا في مظاهرات الأيام الماضية والذين كانوا يهتفون بداية "عائد عائد يا أكتوبر" وتصاعد صوتهم العالي على طول البلاد وعرضها" حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب " ومن ثم إتلفت قلوبهم جميعا وصدحت حناجرهم وكتبت أيديهم: # تسقط بس؛ لم يولدوا حين صنع اهلهم اكتوبر الثورة بل إنهم عاشوا عمرهم العامر في ظل هذا النظام الغاشم الذي لم يعرفوا له وفيه غير بشاعة وبؤس قفصه الحديدي والذي يهمهم الآن أن يكسروه كما فعل أباء وأجداد لهم من قبل مرتين في كسر أقفاص حديدية مشابهة. وإن الذين كانوا يحملون فروع النيم هذه الأيام تاكيدا لفاعلية تواصل تلك الوقفة التاريخية التي شكلت ذلك التاريخ الحي في الوجدان السوداني هم صلة وصل العبارة التي ظلت تقول أن مبادئ أكتوبر لن تنهار. والذين يرددون الآن في شوارع مدن السودان المختلفة: حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب وتسقط بس هم الذين يمسكون الآن بزمام تلك اللحظة التاريخية التي تشير إلى أن أننا أمام بوابة الخروج الكامل من هذا الوضع الذي ظل يشكل أبشع مسالك الثورة المضادة لآفاق أكتوبر في بناء سودان جديد يقوم على حق المواطن أن يعيش في وطنه موفور الكرامة مشاركا في تقدمه دون خوف أو سجن أو تعذيب او قتل. وبمقدار ما أوغلت الحركة الأسلاموية في شكلها العسكري والمدني في إبتداع تيارات العنف التي رعتها وهي في خارج وداخل أطر الدولة حتى تسمى بعض أفرادها بالسيخ وغيره من الادوات الفتاكة وكل أمرئ منهم فرح بما أوتي تظل ممارسة الشر قائمة عندهم حتى الان. وكانت بداية آيتهم وهم في الحكم أن بشروا بسيل الدماء رددوا ذلك شعرا ونثرا واقاموا أركان دولتهم على العنف الذي سخروا له كل آلات الدولة بل زادوا عليها بكل يمكن أن ياتي به عقل وممارسة الشر اذ لم تسلم بقعة من البلاد على إتساع رقعتها من شرهم. لقد بنت الحركة الإسلامية إستراتجيتها الكبرى وعكفت على تطويرها بواقع مقتضى الحال منذ إنتصار ثورة أكتوبر لتكون هي القائد للثورة المضادة. ووسمت كل ما هو ومن هو في طريق التقدم والديمقراطية والتحرير بما أسمته بالعلمانية. وجعلت من العلمانية والكفر صنوان. ومن منطلق ذلك أستباحت حق الحياة وحق المواطنة وحق العبادة وحق الدين. ولم ترعى الاسلاموية حتى الان وهي في حشرجة الموت خلقا ولا دين. فبالأمس يبشر البشير في نيالا بان ترق كل الدماء. ويكشر علي عثمان انياب الشر قبل أيام في الخرطوم. وقد مارست ذلك الشر في ما أسمته كسبا وتمكينا ما إستباحت به ليس حقوق العباد فحسب بل تعدت في ذلك حتى على حقوق رب العباد. فقد ذهبت الحركة الأسلاموية وهي في الحكم بالعنف الى مدى لم يسبق عليه احد من قبل للحد الذي لم يبق لها الآن غير ذلك العنف الفعلي وذلك اللفظي الذي لم يعرف حتى أبسط مقتضيات الكياسة التي يفرضها المنصب والذي ظل يمثله في اقبح اشكاله جلافة عمر البشير وتابعه النافع. حتى أصبحت الجلافة ماركة مسجلة بإسميهما وكل بما لديهم فرحون.

ولا شك أن الكل يدرك بأننا أمام نظام ظل يتملكه الرعب منذ يومه الأول من هول يوم كهذا. أي اليوم الذي يمكن أن يخرج فيه الشباب يتقدمون الصفوف من أجل إسقاطه. ويعرفون من واقع معاشيتهم أكتوبر وأبريل من قبل بأن الخيال السوداني قد إنعقد على أن صناعة أكتوبر وأبريل جديدين ممكنة. لذلك ظلت كوابيس النظام تترجم خوفها ذلك في الحيلولة دون ذلك عن طريق العنف وتطوير ذلك الخوف وإنتاجه أنماطا من الشر بالمزيد من العنف.

ولماذا لا يخرج الشباب زرافاتا ووحدانا ضد نظام حكم ظل منذ أيامه الأولى لم ير فيهم غير أن يكونوا وقودا لحروب لم تبق ولم تذر. يساقون إليها قسرا ويرمون في إتونها بغير إستعداد اوتدريب يذكر. أي روح شريرة تلك التي لم يرتجف لها جفن وهي تحول شباب في مقتبل العمر إلى دبابين؟ وأي ضمير لم يقرعه جلال موت شباب لم يعرفوا من مباهج الحياةأو الدنيا شيئا سيقوا الى تلك الحروب وماتوا "فطائس" كما قال الشيخ عندما جاءت الفكرة بمرارتها وحرموا أهليهم حتى من بكاء موتاهم ليحتفلوا كرها بما أسموه عرس الشهيد. يبعون الموتى عرساً في جنة لا ناقة لهم فيها ولا جمل وكما ظلوا يبعون الاحياء سمكا في ماء أجاج. ولماذا لا يثور الشباب وقد غلق عليهم النظام كل أبواب الأمل بان جعل التعليم دولة بين ابناء الاغنياء منهم وحدد صروف وظروف العمل ما بين السخرة والفاقة . ولماذا لا يثورون وهم يرون نظاما جعل من نفسه الوطن. وجعل من ذلك الوطن ملكا خاصا لا يحفل بأن تتقطع أوصاله وأن يسام العذاب أنسانه وتباع وتنهب أراضيه وثرواته. كيف لا وهم عاشوا محنه الصالح العام الذي عصف بالأباء والتمكين الذي إرتقى بآخرين قد يكونوا من الجيران أو المعارف من حال إلى حال وهم يتطاولون الان في البنيان. وبذلك ومن كل ذلك وقد بلغت الروح الحلقوم فقد هرب بالبعض من دولتهم بجلدهم أو صوتوا بأرجلهم خروجا من دولة الظالم أهلها تلك أو عندما إستفتوا خرجوا دون تردد من النظام ودولته الغاشمة ولسان حالهم يقول بأننا خرجنا من النظام وإن لم نخرج من السودان ولن نفتقدكم عندما نرحل يا أهل الإنقاذ. ولعل الأنكى هو أن البعض قدإنسحب كرها للنظام كرها في ذات الوقت للوطن للدين.

يخرج الشباب اليوم من إجل إستعادة الوطن عن طريق إستعادة أكتوبر. وذلك من أجل إبتكار سوداني جديد يبدأ بتغيير المناخ العام للحوار الوطني ليتضمن التحرير الكامل من ربقة إستعباد دولة الإسلامويين حتى وان ظل البعض التنصل منها هذه الأيام. ولا مشاحة في ذلك اذ لنا بما تنطوى عليه النوايا. إذ الامر الذي يهم هو أن صيحة الشارع الآن بأن الشعب يريد أسقاط النظام هي الخطوة الأولى التي لها ما بعدها. وما بعدها هو ما نردده بالصوت العالي بأن الشعب يريد تغيير النظام. وفي إطار ذلك ياتي تطوير أدوات تجاربنا الكبرى التي بنى وخاض بها الشعب السوداني خارج إطار الدوالة المركزية أمره في إطار المجال العام وعاش فيها المزالق الكبرى وترك إرثاً يعتد به يمكن يدرس ويمكن أن يلهم. وتظل أكتوبر أحد إبتكارات ومبادأت هذا الشعب في إطار المجال العام ذات الأثر الأكبر. هذا والأمر كذلك فإن التقويم الجاد لأكتوبر يمكن أن يعطي ذلك الإنموذج الجديد وزناُ وقيمة أخلاقية وأسلوب عمل له من القوة والفاعلية التي يمكن أن تلهم أسلوباً جديداً من أجل الوصول إلى ميثاق داخلي جديد يقوم على تصور مدروس ومتكامل لإعادة صناعة الدولة الوطنية و ذلك ما نعني بالسودان الجديد الذي تكون فيه المواطنة هي حجر الزاوية في كل مراحل إتمام بنيانه. وبمقدار ما تهب فيه رياح أكتوبر ويتنسم الجميع عبق المجال العام وسلطتة في قيادة حركة التغيير التي تدخل الناس أفواجاً وتنقلهم عبرها إلى رحاب تلك الأمة التي سيختارون وفق ارادتهم الحرة وبالتراضي لا عن طريق القوة الغاشمة أو القمع. الان يتنسم شباب السودان عبق وعد جديد ينقلهم إلى مقعد القيادة نحو سودان جديد.

الآن وعندما يقف شيوخ أكتوبر الذين عاشوا عظيم تجربتها وظلوا على العهد مع مبادئها مع الذين ظل يراودهم الحلم الأكتوبري مع شباب ما بعد أكتوبر في لحظة تتواصل فيها التجربة في إرثها العظيم ووفق ذلك المنهج يمكن أن تصبح صناعة الوطن والدولة عملية ثورية نتحرر بها جميعاً من ربقة عبودية السودان القديم الذي تقوم دولته على تأكيد وتوطيد هياكل السيطرة والعنف والتهميش. والتي تتعامل معنا كرعية لا كمواطنين والذي تظل دولته قابلة لان تكون الحامل لجرثومة الإستبداد من أين أتى. فنحن لم نتحرر بعد. ومن هنا يمكن أن ننتقل بفيض ذلك التحرر إلى رحابة الدولة القائمة على قيم المواطنة وتأكيد قيم العدل والمساوة والكرامة وإحترام إنسانية المواطن وحقوقه. ومن ذلك أيضاً يمكن أن نعيد العافية للمجال العام السوداني وللمجتمع المدني ليكون هو مجال المباداءة والمبادرة ونماء الجهد الخلاق في صناعة الوطن ومؤسساته والشعب وكياناته التي يختارها بارادته الحرة. ومن ذلك نستطيع بناء الدولة ومن ثم الثورة المستدامة.

مرة أخرى لقد صنع السودان وتخلق في رحم التحديات والذي أمامنا الآن هو تحدي العصر. إذ من هنا يمكن أن يكون السودان أكبر أو أصغر أو في ذات حجمه هذا العام القادم أو في المستقبل. لذلك نقول مرة ثالثة وكل مرة يا صناع السودان الجديد إتحدوا وأخرجوا ففي خروجكم الخروج الكامل من نظام الاستبداد الظالم والقائم بالشر ودولته.

 

آراء