السودان اليوم: حيث ضحك القدر

 


 

 

Where God laughed: the Sudan Today
* ساط البرهان جمهورية السودان سواطةً تبُكِّيك بقدرِ ما تُضحكك، فإنقلابه في ٢٥ أكتوبر كان ملهاةً مأساوية Tragicomedy (شتراء) عنوانها (عودة نظام البشير).. وفي تخبط أرعن أعاد عشرات القياديين المحسوبين على النظام، بعد أن طردت لجنة التمكين فسادهم من العديد من المناصب القيادية في الدولة..
* فقد البرهان البوصلة،بعد الإنقلاب، وهو في دوامة لا يعرف اتجاهها ويبحث عن قشة تنقذه من الدوامة.. وفي الأفق شبهاتٔ وأيادٍ ممدودة لإنقاذه.. شبهات مضحكة لأنها ساذجة!
* لكن إياك أن تضحك على شبهة إشراك البرهان في حكومة إنتقالية قادمة قوامها (حرية سلام وعدالة).. إنها قابعة في مخططات مرسومة بعناية، وليس أمامك سوى أن تنزل الشارع مع لجان المقاومة لوأد إشراكه في أي موقع تنفيذي مباشر أو غير مباشر..
* وإن منعتك مانعةٔٔ من النزول مع اللجان، فلا بأس عليك من الضحك على عجزك.. آضحك كي تتفادى البكاء على كل الذي يجري في السودان.. إضحك مع القدر.. إضحك.. إضحك حتى تسيل الدموع، و(المقدَّر لا بد يكون)!
* قرأ الكاتب الانجليزي، Anthony Mann مستقبلَ السودان، ولمس فيه المتناقضات تمسك بتلابيب بعضها بعضاً في أفعال وأقوال السياسيين، والعسكر المَّسيَسِين، وربما في الجغرافيا والتاريخ أيضاً.. قرأ ولمس كل ذلك بعد زيارته للبلد، في أوائل خمسينيات القرن العشرين، فألف كتاباً عنوانه:- السودان اليوم:- حيث ضحك القدر
(Where God laughed:-
the Sudan Today)
* ومجازاً، ضحك القدر ضحكةً مجلجلةً بعد أن شاهد مستقبل السودان.. وأدرك ما سوف يعتري البلد من تشابكٍ لأطراف خيوط ٍ ملَوََّنة يستحيل الوصول لرأس أي خيط منها.. والناس تبحث، بعشوائيةٍ، عن رأس كل خيط ، فتزداد الخيوط تشابكاً ٍ في هرجٍ ومرجٍ يثيران الشفقة والضحك، معاً..
* أنت في زمن البرهان وحميدتي.. حيث انفلت المنطق من عقاله، ولم نعد نجد له أثراً في أي مؤسسة من المؤسسات العامة أو الخاصة.. ولا في أي مكان في دولة كانت مساحتها مليون ميلاً مربعاً.. ثم فرَّ منها ثلث المساحة، ولا يزال المنطق غائباًً عنها، بل وغائباً حتى عن الجزء الذي انفصل منها انفصالاً بفضل مسعى نظام البشير لبناء دولة (المشروع الحضاري) بلا أدوات بناء..
* وأتى البرهان، حاملاً غرائب أطواره، ساعياً لإعادة (المشروع الحضاري) سيرتَه الأولى بإعادة كبار (الحرامية) لمناصبهم بعد أن أزاحتهم لجنة إزالة التمكين من تلك المناصب.. وكانت عصابة بنك السودان المركزي ضمن الحرامية الذين أعادهم البرهان لمناصبهم..
* ألا قاتل الله البرهان!
* قرأتُ، قبل يومين، مقالاً للصحفية النابهة صباح محمد الحسن، مقالاً يميط اللثام عن مسخرةٍ مجسدةٌ حَريةٍ بالتواجد في مضابط أي لجنة تمكين قادمة..
* تحدث المقال عن صرف مبلغ ٣٧ مليار جنيه ( بالقديم)
( بدل اللبس) للمحافظ، و ٣٣ مليار لكل نائب من نوابه.. كما تم صرف كل المستحقات المالية، المزعومة، للمحافظ السابق ونائبه عن الأعوام (٢٠٢٣ الي ٢٠٢٥)، وتشمل المستحقات المزعومة (المرتب، بدل اللبس، منحة العيدين، حافز الأداء (البونص)، وبلغت مليارات ومليارات الجنيهات بادعاء أن ذلك متبقي فترة العقد...
* و تقول صباح أن ادارة بنك السودان أعدت مدراء من الصف الثاني كي يحتلوا مناصب الصف الاول الذين يُتوقع إقالتهم بقرارات تصدرها لجنة التفكيك الجديدة..
* ٣٧ مليار جنيهاً بدل لبس؟!
* ماذا أقول للمعلمات والمعلمين حول هذه المسخرة؟ هل أكتفي بمشاركة الضحك مع القدر وأنا في السودان حيث ضحك القدر على الملهاة التي تخرج من قلب مآسي البلد؟!

osmanabuasad@gmail.com

 

آراء