السودان : سماء مستباحة وسيادة منقوصة ورئيس مطلوب

 


 

سارة عيسى
27 March, 2009

 


سارة عيسي
أظن أنني توصلت إلى المعني الحرفي لكلمة " جكة " ، فهي في الرطانة النيلية تعني تحلية الفم بالتمر قبل شرب الشاي المسيخ ، ويتم ذلك بصيغة حوافز الأسهم "Bonus shares " ، 3:1 ، تعني أن كل تمرة تضاهيها ثلاثة رشفات من الشاي ، الآن قد أغلقنا هذا الفصل ، ولنجاري سعادة المستشار في زعمه أن الشعب السوداني كان شحاتاً ويتسول في الصفوف ، لكن نريد أن نسأل سعادة المستشار ، وهو الرجل الضليع بشئون الشعب السوداني ، فهل كان مجالنا الجوي مستباحاً بهذا الشكل ؟؟ ما الذي يجري في هذا الوطن ؟؟ وأعرف أن الرئيس البشير ترقى أو بالأصح رقى نفسه إلى رتبة مشير ، ومدير المخابرات ترقى إلى رتبة فريق أول ، لن أطوف إلي ترقية السيد/ وزير الدفاع ، فيا ليته لو تمسك بإستقالته عندما أنهار مبنى جامعة الرباط ، سؤالي لهذه العقول العسكرية الكبيرة ... كم مرة قصفت إسرائيل السودان خلال شهرين من الزمان ؟؟ ولماذا لم يكن الشعب السوداني يعلم بأنه كان جزءاً من عمليات الرصاص المصبوب ؟؟ صحيح أننا كنا نتظاهر ضد قتل المدنيين في غزة ، لكننا  لم نكن نعلم أن هناك المئات من السودانيين قد قُتلوا في نفس اللحظة ، فيا ترى لماذا تكتمت حكومة الإنقاذ على هذه المجزرة وهي التي علمتنا دروس حفظ هيبة الدولة وعدم التفريط في شبر واحد من  تراب الوطن ؟؟ بل وحتى عدم التفريط في " كدايسنا " لأن جلد الكديس نلبسه جزمة  وندوس بها على مذكرة أوكامبو ، قد كشفت عملية الذراع الطويلة بقيادة الدكتور خليل ابراهيم  أن حكومة الإنقاذ هي نمر من ورق ، أنها أسد على الصحف والطلاب والمدنيين وسنور أليف يحرك ذيله بنعومة عندما تنهشه الذئاب  ، أنها أكبر فضيحة عاشها هذا النظام والذي لا يهمه سوى المحافظة فقط على رموزه وربطهم بإسطورة السيادة الوطنية ، وخوفي الكبير أن تكون إسرائيل قد هبطت بجنودها في تلك المنطقة التي وصفها الناطق الرسمي بإسم الخارجية السودانية علي الصادق بأنها منطقة نائية ،  هذا هو العذر الأقبح من الذنب ونحن في عهد ثورة الإتصال لا يوجد شيء إسمه منطقة نائية وبعيدة ، فهي كانت عن إسرائيل أبعد  ، و الفضيحة الكبيرة أن تكون إسرائيل قد هبطت بجنودها في هذه المنطقة النائية  ، فقتلت من قتلت ، وخطفت من خطفت ، وصورت العملية كاملة لتقوم بنشرها بعد ذلك أمام الملأ لتؤكد أن ذراعها أطول من ذراع دكتور خليل إبراهيم ، وقد شاهدت أولمرت اليوم يتباهى بهذه العملية ،وحكومة الإنقاذ تتوهم دائماً أن الخطر يأتيها من غرب السودان لذلك أخذت كامل عدتها العسكرية إلي دارفور  ، وهي لا  تعلم أن شرق السودان الذي وصفته بالنائي هو منطقة  مكشوفة للموساد الإسرائيلي ، هذا يعود إلي منتصف الثمانينات عندما سمح الرئيس النميري بتهريب يهود الفلاشا من هذه المنطقة ، وفي أيام الحرب على غزة قال أولمرت أن الجيش الإسرائيلي نفذ عملية نوعيه خارج إسرائيل ، وقد أعتقدت أنه يقصد لبنان أو سوريا ولم اضع في الحسبان أنه يقصد السودان، لأن الشارع السوداني كان يخرج مندداً بقتل المدنيين في  غزة ولم يندد بقتل هؤلاء الثمانمائة من السودانيين ،  منذ ذلك التاريخ وحكومة الإنقاذ تعلم بأمر هذه الضربة لكن حياءها منعها من الإقرار بالمصيبة ، وحتى هذه اللحظة لا تعلم حكومتنا الموقرة كم عدد الضربات  التي تلقيناها  ، فهي مشغولة بتأمين سفر الرئيس البشير إلي الخارج ، فهل هذا الشعب الذي وصفه ربيع عبد العاطي بأنه يخرج في مسيرات عفوية تأييداً للرئيس ...فهل كان يعلم أن حدوده مستباحة بهذا الشكل ؟؟ ولماذا حرص المركز الصحفي للأعلام بقيادة ربيع عبد العاطي على عرض صور قتلى حركة العدل والمساواة ولكنه تجاهل عرض صور 800 قتيلي سوداني  حصدتهم آلة الحرب الإسرائيلية ؟؟ ولماذا يحرص الإعلام السوداني على القول  أن هؤلاء القتلى هم إرتريون وأثيوبيون ؟؟ فهل سحب الجنسية السودانية يعطي إسرائيل حق القتل في بلادنا متى تشاء  ؟؟
سارة عيسي
sara_issa_1@yahoo.com

 

آراء