السودان: قتل الحكومة العريضة دت كى !!

 


 

 


بعد  اكثر  من عشرين عاما  من  الحل  والتشطير  والتمزيق   والتشقيق  ، والمطاردة ، والمصادرة  ، والزج  فى  السجون ،  وفى  بيوت  الاشباح ، وبعد   وصفها   بالاحزاب  فاقدة  للبصر  والبصيرة ، التى عليها  أن  تلحس  كوعها  ان  هى ارادت  أن  يكون لها  موقع  فى دهاليز السلطة ،  وبعد  تحديه  لها  بأن  تحمل  السلاح ان  كانت  تريد استعادة   السلطة  ،  لأنه  اخذ  هذه  السلطة  بالسلاح ،  ولن  يسلمها  الا  لمن  يستطيع  نزعها  منه  بالسلاح . وبعد  منعها  من  المشاركة  فى  مفاوضات  السلام  بين  الحكومة  وبين  الحركة  الشعبية  حتى  بدرجة   المراقب  الذى لا  يفقده  احد  اذا غاب ،  ولا  يحس  بوجوده  احد  اذا  حضر . و  بعد  تزوير  الانتخابات  بصورة  بشعة  جعلت  حتى المرشح  المنافس  من هذه  الاحزاب  المليونية لا يجد  حتى   صوته الشخصى الذى  وضعه  بنفسه  فى  صندوق  الاقتراع .  بعد  كل  هذه  المرمطة  التى  تعرضت  لها هذه الاحزاب  الجماهيرية  الكبرى  التى  كم  جرعت  حزب  السيد  البشير فى الماضى القريب  كؤوس الهزائم المرة  مرات  ومرات  ، عندما  كانت  الانتخابت  نظيفة ، وغير  مخجوجة . نظر المشير  من حوله فجأة  وهو يغالب حالة من الضيق من محنته  المتجذرة  المتفرعة  من عزلته  المجيدة ،و تذكر السيد المشير ( مشير ، نعم  فى  الضحا   الاعلى  والماعجبو  يشرب كل مياه قناة  السويس !)  تذكر السيد  المشير  احزاب  الجن المليونية  هذه التى ظلت  ماكثة  فى  مكانها القديم  مثل  شوكة  الحوت  التى  لا تنبلع  ولا تفوت .  وتزيد كل  صيف  وخريف  ولا تنقص . و فكر المشير   وقدر .  ثم  فكر وقدر .  ثم نظر . ثم طار فرحا  مثل طيب الذكر ارخميدس الاغريقى  وجدتها وجدتها ! لقد خطر بذهنه   الخلاق  ان  يقلب  صفحة  الاساءات  والاهانات القديمة  ضد هذه  الاحزاب ،  ويفتح  معها صفحة  جديدة ، يكيل لها  الثناء  العطر  المخدر علها تنسى ، خصوصا  انها  احزاب  كانت  حتى  وقت  قريب  فاقدة  للبصر والبصيرة  حسب توصيف رئيس  هيئة  اركان  نظامه  النافع جدا  فى الكلام  النتن  الذى  يزكم  حتى  انف  ابى العفين ، ذلك  الحيوان  الذى لا  يجالسه  حتى نافخ الكير . لقد جاءته  الفكرة الجهنمية  بجر هذه  الاحزاب  الفاقدة  للبصر  والبصيرة  لكى  تقتسم  مع  حزبه  محن  ما بعد  تقسيم الوطن  حتى  وان كانت  غائبة   ومغيبة يوم  النطيحة الكبرى . وجرها  الى حظيرة  سقط  المتاع  المتوالى من الاحزاب  النطيحة  و المتردية  و الموقوذة  من احزاب  الزينة  حسب  وصف الكجور  الكبير .  ومن  ثم  ركمها   كلها جميعا  فى ترلة  الانقاذ  السائرة  على  غير  هدى  ، فان  مادت  بها الارض ،  واصبح  كل  من  عليها  فان ،  فسوف  تكون تلك  ميتة  جماعية . وقديما  قال المثل موت  الجماعة عيد .  وان  سلمت  الترلة وسلم  كل  من ة كان  مطمورا  فى  داخلها  يكون ذلك  هو المرام  الذى  ما بعده مرام .  وهكذا  ضرب  المشير  اكباد  ابله  وراء  سراب  الاحزاب التى  استصغرها  واستهجنها  بالأمس بحسبانه   ماءا . ولكنه  ، ويللحسرة ، لم  يجده  شيئا عندما جاءه . بل  وجد عنده  قادة  تلك  الاحزاب  و فى  جعبتهم  مطالب  يند  من قسوتها  الجبين . وقيل  له   لابد  من الاستجابة  اذا  اراد  المشير صحبتهم . والا  فالطريق  العالى امامك .  وذكر له  ما  لا  يحب  ولا  يرضى . ذكر له  تحديدا   التعامل  مع  المحكمة  الدولية  أولا . كلام  واضح  لا يقبل  التحويل  ولا التبديل .  لقد كان   كلاما  حارا على  سعادة  المشير . وكان هناك  مطلب دستور الجديد  وانتخابات جديدة  غير  قابلة  للخج . ومطلب وقف  حروب  كردفان  والنيل  الازرق  ودارفور الماجنة . ومطلب  توطيد  علاقة عسل  مع الجنوب  الحبيب . لقد  سمع المشير  كلام  ناس  عاقلين حقا  وحقيقة  .  وليسوا  فاقدى  بصر  وبصيرة . و ليس بهم  خصاصة  للسلطة  تجبرهم   على لحس الكوع  او  الطمع المستحيل  فيها الذى  يعدل  طمع  ابليس  المستحيل  فى الجنة . عدل  المشير  من جلسته . واشار للجاهزين  دائما  لتلقى  الاوامر وتنفيذها  بدون نقاش . وجاء الامر بوقف  الجرى  وراء  سراب  الحكومة  العريضة .  والبحث  عن  سرابات اخرى . وفرحت  طائفة  من بطانة المشير  من الذين  كانت الدائرة    ستضيق  عليهم  ،  ويجدون  انفسهم  خارج  السياج السلطوى  الذى  تسوروه  ومكثوا وراءه  لاكثر  من عشرين عاما  حسوما  العام  يدفع  العام . و لا  احد  درى  أو  رأى  ماذا  تفعل كتائب  الغنيمة  تلك  من  عمل  بان  مردوده  على الجباه  والجيوب  وعلا  فى جوف  السماء بناطحات  السحاب .  ولكن  كان  هناك  فرحون  من  كتائب  اخرى  منهم  هذا  العبد  الفقير  الى رحمة ربه ، ابن عمكم  حمد ابراهيم  اسماعيل ، الشيخ  البدوى الصنديد . لقد  فرح  العبد الفقير لرحمة مولاه   لفشل  مسعى  المهرولين لجرجرة  حزب  الفارس  الصنديد الصديق  المهدى ، حفيد كسار قلم مكميك ،  جرجرته  الى الركوب  فى  الترلة القاصدة  الى مظان  الضعة  والهوان .  ولكن الله  سلم . فلم تنكسر  الجرة . ولم  يرق ماء  وجه  انصار المهدى  الامام . وكفاهم  الله  بفضل  مداومتهم  على قبض الجمر  الحارق ـ كفاهم القتال والعراك  مع اناس  وفدوا على دارهم خلسة ،و دخلوها  من  النافذة الضيقة مثلما دخل الثلج ذات يوم  من نافذة حنا مينا  السورى  ، يا غبطتى  للنوافذ  الكثيرة  التى فتحها ثوار درعا والرنتان  ودير الزور فى وقت يواصل  فيه اسد القوم  الزئير الكاذب  و قول  الزور  فى دير  الزور !
قلت ان كتائبا  من صنف آخر  فرحت   هى  الاخرى لانهيار حوارات  الطرشان التى استهلكتها، واستهلكت  صبرها  وقواها  بلا  طائل  يلوح  فى  الافق  منذ  جيبوتى  التى ذهبوا   اليها ليصطادوا  ارنبا ، فاصطادوا   فيلا   وما دروا  ان الفيل  سيدوس عليهم بخفه  الثقيل  ويمزق حزبهم   اربا اربا .  ومنذ  التراضى  الذى  اريد له  ان يشحن  فيه العالم  مثلما  شحن  النبي الكريم  عالم الانسان والحيوان  فى ذلك الزمان البعيد  فى   سفينته ذات  الالواح  والدسر .  ونداء السودان الذى  ضاع  فى البرية القفر  كما  يضيع  الصدى الضهبان  فى الفلاة  ولا سميع  ولا مجيب .  نعم ، قيل ان الأمر  قد  قضى لأن الحزب الجهبوذ  قد رفض  العرض  القزم  الذى  يدعوه الى الدخول  فى  وزارة  ستدير  ثلاث  حروب  ماجنة .  خطوة  متقدمة  بلا  شك  .ولكن  باطن  الرفض  ليس كظاهره  تماما .  فالأمر  ما زال  فيه  شئ  من حتى .  رفض للحكومة  العريضة . و اتفاق  على  الاجندة  الوطنية . من اتفق  مع  من . لقد قال "المشيريون" انهم  مع اجندة  ترقيع  الملبس القديم البالى هذا  الذى  ظل  يتدرع  به   المتنفذون  المهووسون  بالبقاء  فوق ظهر السلطة آناء  الليل  والنهار على مدى قرنين  من الزمن لاعطائه  ملمسا  ومظهرا جديدين  فقط  لا غير .  لماذا نقول المشيريين  ( نسبة للمشير )  شيئا  لم  يقولوه  بافواهم .  لقد  قالوا انهم  جاءوا  لترقيع  القديم البالى . ولم  يقولوا ابدا  انهم  جاءوا  مفاوضين  لتنفيذ الاجندة الوطنية ، هذا التعبير  المخملى  العائم  مثل نسيم الدعاش تحس به ولكنك  لا تستطيع  لمسه  بيديك . انه  يهفهف  الخدود  ولكن  لا  يبللها . لماذا نعدل لهم تعابيرهم  التى جبلوا عليها  منذ  صرخة  ميلادهم  السياسى . الذى  يريد ان  ينخدع  لهم  حبا  وكرامة ، يمكنه ان  يفعل  ذلك  حصرا على  نفسه . الذى  يريد  ان  يقفز  فى السفينة  التائهة وسط  اعاصير الحروب  البلهاء  ،  وقد  ضاع  من ملاحها المجداف ،  يمكنه ان يفعل ذلك  بمفرده  ،  دون ان  يزج   معه  حزب  احفاد  ود تور شين و ابوقرجة  وابوعنجة  والنجومى  والزاكى طمل  ودقنة  ومحمود ود احمد  واحمد  فضيل  ، ذلك الرعيل  الراعف  بالرجولة  الصماء . لقد أسف  بعض اركان النظام  لانهيار  مفاوضات  الحكومة العريضة.  تذكرون  ان  بعضهم  كان  قد  فرح  لانهيار وحدة  البلد  الحدادى  المدادى  ونحر  الذبائح .  دعونا نفرح  مرة  واحدة . وأن  نستبد  بفرحنا هذا مرة  واحدة  ، وقديما  قال الشاعر ان العاجز  من  لا  يستبد .  دعونا  نفرح  بانهيار مفاوضات  الطرشان التى  نظرت  لعدة  شهور فى كيفية  تشكيل  حكومة  قاعدة عريضة . وهو اسم  الدلع  لحكومة  احمد  وحاج  احمد   تتكون  من حزبى الامة  والاتحادى.  ويبعد منها  الحزب الشيوعى  وحزب الترابى. لأن  الحزبين  يضمان  مجموعات  مهرولة تهفو افئدتها للسلطة بأى  شكل جاءت . و تستنشق  عطرها  الفواح  من  ذرى المريخ  . وتسوق  وتسوّق  تعبير الاجندة  الوطنية  للوصول به  الى مراميها البعيدة  فى الاستوزار . هذا  التعبير  الذى  برع  فيه  حزب الامة  على  وجه التحديد  وكرره  الى  درجة  الملل  هو تعبير  هلامى  لمجسد هلامى  سيتحقق الوصول اليه  فقط  بعد ضياع  ما تبقى  من الوطن   وبالتالى  ضياع  اجندة  الجميع ، وطنية كانت او غير  وطنية .
وياحضرات  أهلى الانصار  : تحزموا  وتلزموا  وسدوا الطريق  امام  اية  عودة  لحوار  الطرشان  بين حزبكم وحزب نافع على نافع على خلفية  ما ذكر عن لقاء  قادم بين كبيركم وكبيرهم . سدوا الطريق دت كى !


Ali Hamad [alihamad45@hotmail.com]

 

آراء