السودان من حالة الاجتماع الى مستوى المجتمع
طاهر عمر
16 May, 2022
16 May, 2022
حالة السودان الآن في عدم استقراره السياسي لأنه لم يخرج من حالة الاجتماع ليصل الى مستوى المجتمع الذي ينقاد الى مسيرة تراجيدية و مأساوية بلا قصد و لامعنى في مجابهتها للظواهر الاجتماعية و كيفية خلق حلول تؤدي الى حالة توازن الى حين في ظل إكراهات تواجه تقدم المجتمع نحو المستقبل في استشرافه.
لهذا فقد عرف علماء الاجتماع بأن المجتمعات المعاصرة في مواجهة دائمة لمصاعب جمة تمسك بتلابيب بعضها البعض منفتحة على اللا نهاية بلا قصد و لا معنى. دور علماء الاجتماع و الاقتصاديين و الفلاسفة و المؤرخين خلق ديناميكية تواجه ظواهر المجتمع في ظل مفاهيم حديثة فيما يتعلق بالسلطة و مفهوم الدولة الحديثة و كيفية توضيح بأن الظاهرة الاجتماعية الغاية منها الفرد لأنه دوما يبحث عن الحرية و العدالة.
لهذا كانت فكرة معادلة الحرية و العدالة هي التي تفسر سير الانسانية التاريخية و الانسان التاريخ و هنا يمكننا ان نوضح شئ مهم هو أن العلوم الانسانية تبحث دوما لخلق توازن مؤقت للمجتمع في مجابهته لمشاكل و إكراهات لا نهاية نضرب مثلا على ذلك و نوضح به خطاء أصحاب أحزاب اللجؤ الى الغيب أي أحزاب وحل الفكر الديني في السودان و كذلك أحزاب الايديولوجيات المتحجرة كحالة النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية في إعتقادهم بأنهم يستطيعون تقديم حلول نهاية لظواهر اجتماعية تمثل سلسلة لا نهاية للإكراهات التي تجابه المجتمع و يبحث على الدوام في خلق ديناميكيات لتعيد فكرة التوازن الاجتماعي المؤقت.
نضرب مثل بماكس فيبر و فكرة العقلانية و الأخلاق و فيها يغادر المجتمع فكرة الايمان التقليدي التي تعطل نخبنا السودانية و تقف أمام تطورهم الفكري بل تقف حاجز منيع أمام الاحزاب السودانية التقليدية في أن تكون لها القدرة على كيفية إنتاج ثقافة علمانية تفرض عقلانية و أخلاقية الفرد و تعرف بأننا في زمن لم يعد للدين أي دور بنيوي على أصعدة السياسة و الاجتماع و الاقتصاد بل أن الدين يخص الفرد في سلوكه الفردي و علاقته مباشرة مع الله بلا وساطة من قبل تجار الدين.
أما صراع الفرد مع مجتمعه فتضبطها معادلة الحرية و العدالة التي لا نجد لها أي تصور عند أتباع النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية مثلا مسألة الحرية لا يمكن تحقيقها بحكم شمولي بغيض كما رأينا الشيوعية و النازية و الفاشية لذلك معادلة الحرية و العدالة و قد تصادفت مع شعار ثورة ديسمبر المجيدة حرية سلام و عدالة لا يمكن تحقيق ضلع الحرية في ثالوث شعار ثورة ديسمبر بغير فكر ليبرالي ينزل الليبرالية السياسية و الاقتصادية على أرض الواقع بعيدا عن حكم بغيض كشمولية الشيوعية.
أما العدالة و فكرة الضمان الاجتماعي فنجدها في البلدان التي تسير في طريق الليبرالية السياسية و الاقتصادية متجسدة في فكرة الضمان الاجتماعي في مستوى الحد الأدنى للدخول أي فكرة المقطع الرأسي و فكرة الاستهلاك المستقل عن الدخل في معادلة رياضية تجسد معادلة الحرية و العدالة و المضحك أن الماركسية ليست لها معادلة رياضية تثبت بأنها يمكنها خلق حالة توازن كما رأينا في معادلات رياضية تخص نماذج الفكر الليبرالي و لهذا نقول و قد قلنا من قبل أن شعار ثورة ديسمبر حرية سلام و عدالة شعار يتطابق مع روح الفكر الليبرالي بشقيه السياسي و الاقتصادي و المضحك ان الشيوعيين السودانيين في مكاوراتهم و خمهم قد قالوا أنه شعارهم بالله شوف؟
عندنا مشكلة كبيرة في وسط النخب السودانية فيما يخص أدبيات الفكر الليبرالي بشقيه السياسي و الاقتصادي و هذه المشكلة موروثة منذ أيام أتباع مؤتمر الخريجيين و هو إعتقادهم ان الفكر الليبرالي فكر رميم و هذا بسبب جهلهم بفكرة العقد الاجتماعي الكامن في فلسفة و افكار كل من جون لوك الأب الشرعي للفكر الليبرالي بشقيه السياسي و الاقتصادي و يليه عمانويل كانط في فكره الكامن في انثروبولوجيا الليبرالية و ديمقراطية توكفيل و علم اجتماع منتسكيو و نظرية العدالة لجون راولز و جان جاك روسو و فلسفة توماس بين مثلا نجد عنده فكرة الحق في الاستمرارية.
و هي أي فكرة الحق في الاستمرارية مستمدة من فكر جان جاك روسو و نجد فكرة الحق في الاستمرارية نجدها تمثل فكرة الضمان الاجتماعي و أقل مستوى لها في فكرة الحد الادنى للدخل اي الاستهلاك المستقل عن الدخل و هو ما تقوم به الدول الاوروبية في إعطاء حد أدنى للدخل للعاطلين عن العمل و نجد فرانسوا ميتران كاشتراكي فرنسي قد أدخله الى مستوى التنفيذ و هنا يكمن الفرق بين اليسار السوداني الرث المتمثل في الحزب الشيوعي السوداني و بين يسار أوروبا استفاد من أفكار غرامشي.
لذلك نجد عالم الاجتماع التونسي الطاهر لبيب قد تحدث عن إعادة إكتشاف غرامشي و بالمناسبة ننبه النخب السودانية لأهمية التحرر من أوهام الحزب الشيوعي السوداني و قد دمر الفكر في السودان و قد بنى قاعدة من العاطلين من كل موهبة و قد تجمعوا في حزب متكلس و أصدقاء للحزب غاب عن أفقهم بأن تحقيق العدالة و الحرية أقرب طريق لتحقيقه هو الفكر الليبرالي بشقيه السياسي و الاقتصادي.
و ننبه النخب السودانية الى مغادرة اللغة المتخشبة لمفكري الحزب الشيوعي السوداني و نجدها في تكرارهم الممجوج للبراجوازية الصغيرة كسب للفكر الرأسمالي و غاب عنهم لولا تتطابق طموح البرجوازية الصغيرة مع أفكار مارتن لوثر لما تحقق إصلاح ديني في أوروبا و لولا ظهور العقلانية لما حققت أوروبا إزدهارها المادي كنتاج للعقلانية التي تباهي بها أوروبا و نجدها في تباهي ماكس فيبر على تحقيق الحضارة الغربية لمستوى من الوعي غاب عن أفق الحضارات التقليدية و الحضارة الاسلامية العربية كحضارة تقليدية من ضمنهم.
بالمناسبة مسألة أن الفكر الليبرالي بشقيه السياسي و الاقتصادي هو أقصر الطرق لتحقيق ازدهار مادي و بالتالي توازن اجتماعي تتحقق فيه معادلة الحرية و العدالة قد دعى لها عالم الاجتماع العراقي علي الوردي و قال بأن مجتمعاتنا العربية الاسلامية بتركيبتها الاجتماعية الهشة و نخبها التي تعاني من إزدواج الشخصية و التناشز الاجتماعي لا يخرجها من مشكلتها العويصة غير الفكر الليبرالي و حينها قد هاجمه الشيوعيون و القوميون و أتباع الحركات الاسلامية و مرت الأيام و ها هو العالم العربي و الاسلامي يتحول الى رماد بسبب دكتاتوريات القوميين في كل من العراق و سوريا و أصبح في مستوى متدني من الوعي بعد فشل النخب في إنزال قيم الجمهورية الى مستوى قد أصبحت السعودية في مستوى تقود فيه العالم و هذه من المفارقات العجيبة و قيادة السعودية للعالم العربي و الاسلامي ليست نتاج ارتفاع مستوى الوعي فيها بل نتيجة فشل النخب في العالم العربي لتحقيق فكرة قيم الجمهورية و انتاج ثقافة علمانية و لهذا نزل مستوى العالم العربي لمستوى تقوده السعودية بمستواها المتدني.
عليه أن مسألة التحول الديمقراطي يفرض على النخب السودانية بأن تفكر في مفهوم الدولة كمفهوم حديث و هي التي تقود التحول الاجتماعي و التحول الديمقراطي و لا يكون ذلك بغير الفكر الليبرالي بشقيه السياسي و الاقتصادي و طريقنا طويل و أول خطاويه تمر بمفارقة أحزاب وحل الفكر الديني و فكر أتباع النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية و التفكير بشكل جاد لإنزال فكر ليبرالي يحقق شعار ثورة ديسمبر حرية سلام و عدالة و هو شعار يتطابق مع معادلة الحرية و العدالة روح الفكر الليبرالي و ليس كما يتوهم أتباع الحزب الشيوعي السوداني بأنه شعارهم لأن فكرهم لا ينتج غير نظم حكم شمولية بغيضة لا تختلف عن النازية و الفاشية.
taheromer86@yahoo.com
/////////////////////
لهذا فقد عرف علماء الاجتماع بأن المجتمعات المعاصرة في مواجهة دائمة لمصاعب جمة تمسك بتلابيب بعضها البعض منفتحة على اللا نهاية بلا قصد و لا معنى. دور علماء الاجتماع و الاقتصاديين و الفلاسفة و المؤرخين خلق ديناميكية تواجه ظواهر المجتمع في ظل مفاهيم حديثة فيما يتعلق بالسلطة و مفهوم الدولة الحديثة و كيفية توضيح بأن الظاهرة الاجتماعية الغاية منها الفرد لأنه دوما يبحث عن الحرية و العدالة.
لهذا كانت فكرة معادلة الحرية و العدالة هي التي تفسر سير الانسانية التاريخية و الانسان التاريخ و هنا يمكننا ان نوضح شئ مهم هو أن العلوم الانسانية تبحث دوما لخلق توازن مؤقت للمجتمع في مجابهته لمشاكل و إكراهات لا نهاية نضرب مثلا على ذلك و نوضح به خطاء أصحاب أحزاب اللجؤ الى الغيب أي أحزاب وحل الفكر الديني في السودان و كذلك أحزاب الايديولوجيات المتحجرة كحالة النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية في إعتقادهم بأنهم يستطيعون تقديم حلول نهاية لظواهر اجتماعية تمثل سلسلة لا نهاية للإكراهات التي تجابه المجتمع و يبحث على الدوام في خلق ديناميكيات لتعيد فكرة التوازن الاجتماعي المؤقت.
نضرب مثل بماكس فيبر و فكرة العقلانية و الأخلاق و فيها يغادر المجتمع فكرة الايمان التقليدي التي تعطل نخبنا السودانية و تقف أمام تطورهم الفكري بل تقف حاجز منيع أمام الاحزاب السودانية التقليدية في أن تكون لها القدرة على كيفية إنتاج ثقافة علمانية تفرض عقلانية و أخلاقية الفرد و تعرف بأننا في زمن لم يعد للدين أي دور بنيوي على أصعدة السياسة و الاجتماع و الاقتصاد بل أن الدين يخص الفرد في سلوكه الفردي و علاقته مباشرة مع الله بلا وساطة من قبل تجار الدين.
أما صراع الفرد مع مجتمعه فتضبطها معادلة الحرية و العدالة التي لا نجد لها أي تصور عند أتباع النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية مثلا مسألة الحرية لا يمكن تحقيقها بحكم شمولي بغيض كما رأينا الشيوعية و النازية و الفاشية لذلك معادلة الحرية و العدالة و قد تصادفت مع شعار ثورة ديسمبر المجيدة حرية سلام و عدالة لا يمكن تحقيق ضلع الحرية في ثالوث شعار ثورة ديسمبر بغير فكر ليبرالي ينزل الليبرالية السياسية و الاقتصادية على أرض الواقع بعيدا عن حكم بغيض كشمولية الشيوعية.
أما العدالة و فكرة الضمان الاجتماعي فنجدها في البلدان التي تسير في طريق الليبرالية السياسية و الاقتصادية متجسدة في فكرة الضمان الاجتماعي في مستوى الحد الأدنى للدخول أي فكرة المقطع الرأسي و فكرة الاستهلاك المستقل عن الدخل في معادلة رياضية تجسد معادلة الحرية و العدالة و المضحك أن الماركسية ليست لها معادلة رياضية تثبت بأنها يمكنها خلق حالة توازن كما رأينا في معادلات رياضية تخص نماذج الفكر الليبرالي و لهذا نقول و قد قلنا من قبل أن شعار ثورة ديسمبر حرية سلام و عدالة شعار يتطابق مع روح الفكر الليبرالي بشقيه السياسي و الاقتصادي و المضحك ان الشيوعيين السودانيين في مكاوراتهم و خمهم قد قالوا أنه شعارهم بالله شوف؟
عندنا مشكلة كبيرة في وسط النخب السودانية فيما يخص أدبيات الفكر الليبرالي بشقيه السياسي و الاقتصادي و هذه المشكلة موروثة منذ أيام أتباع مؤتمر الخريجيين و هو إعتقادهم ان الفكر الليبرالي فكر رميم و هذا بسبب جهلهم بفكرة العقد الاجتماعي الكامن في فلسفة و افكار كل من جون لوك الأب الشرعي للفكر الليبرالي بشقيه السياسي و الاقتصادي و يليه عمانويل كانط في فكره الكامن في انثروبولوجيا الليبرالية و ديمقراطية توكفيل و علم اجتماع منتسكيو و نظرية العدالة لجون راولز و جان جاك روسو و فلسفة توماس بين مثلا نجد عنده فكرة الحق في الاستمرارية.
و هي أي فكرة الحق في الاستمرارية مستمدة من فكر جان جاك روسو و نجد فكرة الحق في الاستمرارية نجدها تمثل فكرة الضمان الاجتماعي و أقل مستوى لها في فكرة الحد الادنى للدخل اي الاستهلاك المستقل عن الدخل و هو ما تقوم به الدول الاوروبية في إعطاء حد أدنى للدخل للعاطلين عن العمل و نجد فرانسوا ميتران كاشتراكي فرنسي قد أدخله الى مستوى التنفيذ و هنا يكمن الفرق بين اليسار السوداني الرث المتمثل في الحزب الشيوعي السوداني و بين يسار أوروبا استفاد من أفكار غرامشي.
لذلك نجد عالم الاجتماع التونسي الطاهر لبيب قد تحدث عن إعادة إكتشاف غرامشي و بالمناسبة ننبه النخب السودانية لأهمية التحرر من أوهام الحزب الشيوعي السوداني و قد دمر الفكر في السودان و قد بنى قاعدة من العاطلين من كل موهبة و قد تجمعوا في حزب متكلس و أصدقاء للحزب غاب عن أفقهم بأن تحقيق العدالة و الحرية أقرب طريق لتحقيقه هو الفكر الليبرالي بشقيه السياسي و الاقتصادي.
و ننبه النخب السودانية الى مغادرة اللغة المتخشبة لمفكري الحزب الشيوعي السوداني و نجدها في تكرارهم الممجوج للبراجوازية الصغيرة كسب للفكر الرأسمالي و غاب عنهم لولا تتطابق طموح البرجوازية الصغيرة مع أفكار مارتن لوثر لما تحقق إصلاح ديني في أوروبا و لولا ظهور العقلانية لما حققت أوروبا إزدهارها المادي كنتاج للعقلانية التي تباهي بها أوروبا و نجدها في تباهي ماكس فيبر على تحقيق الحضارة الغربية لمستوى من الوعي غاب عن أفق الحضارات التقليدية و الحضارة الاسلامية العربية كحضارة تقليدية من ضمنهم.
بالمناسبة مسألة أن الفكر الليبرالي بشقيه السياسي و الاقتصادي هو أقصر الطرق لتحقيق ازدهار مادي و بالتالي توازن اجتماعي تتحقق فيه معادلة الحرية و العدالة قد دعى لها عالم الاجتماع العراقي علي الوردي و قال بأن مجتمعاتنا العربية الاسلامية بتركيبتها الاجتماعية الهشة و نخبها التي تعاني من إزدواج الشخصية و التناشز الاجتماعي لا يخرجها من مشكلتها العويصة غير الفكر الليبرالي و حينها قد هاجمه الشيوعيون و القوميون و أتباع الحركات الاسلامية و مرت الأيام و ها هو العالم العربي و الاسلامي يتحول الى رماد بسبب دكتاتوريات القوميين في كل من العراق و سوريا و أصبح في مستوى متدني من الوعي بعد فشل النخب في إنزال قيم الجمهورية الى مستوى قد أصبحت السعودية في مستوى تقود فيه العالم و هذه من المفارقات العجيبة و قيادة السعودية للعالم العربي و الاسلامي ليست نتاج ارتفاع مستوى الوعي فيها بل نتيجة فشل النخب في العالم العربي لتحقيق فكرة قيم الجمهورية و انتاج ثقافة علمانية و لهذا نزل مستوى العالم العربي لمستوى تقوده السعودية بمستواها المتدني.
عليه أن مسألة التحول الديمقراطي يفرض على النخب السودانية بأن تفكر في مفهوم الدولة كمفهوم حديث و هي التي تقود التحول الاجتماعي و التحول الديمقراطي و لا يكون ذلك بغير الفكر الليبرالي بشقيه السياسي و الاقتصادي و طريقنا طويل و أول خطاويه تمر بمفارقة أحزاب وحل الفكر الديني و فكر أتباع النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية و التفكير بشكل جاد لإنزال فكر ليبرالي يحقق شعار ثورة ديسمبر حرية سلام و عدالة و هو شعار يتطابق مع معادلة الحرية و العدالة روح الفكر الليبرالي و ليس كما يتوهم أتباع الحزب الشيوعي السوداني بأنه شعارهم لأن فكرهم لا ينتج غير نظم حكم شمولية بغيضة لا تختلف عن النازية و الفاشية.
taheromer86@yahoo.com
/////////////////////