السودان وكشح الزريعة

 


 

شوقي بدري
21 August, 2022

 

لفترة تزيد عن سنتين كنت اعتبر أحد الحواتة او صائدي السمك بدأت في الثامنة بالجبادة ولم اتوقف . الولد ،، المطوس ،، المهندس حسام زاهر سرور الساداتي المتواجد اليوم في كندا، نتواصل باستمرار . اهله من مؤسسي فريق ريد بالقرب من الطابية، وكنت انا من القاطنين على شاطئ النيل ومكمل للماء الشجر والطابية . اخي حسام لانه يصغرني بعقد من الزمان يداعبني ويقول انهم كانوا يحضرون للنيل لكي يتفرجوا على ،،الهيبي ،،الذي يسكن على شاطئ النيل من الصباح الى غروب الشمس.
كانت لى صريمتان . الصريمة هى خيط طويل قوي تتعلق به ما يفوق مئة سنارة باحجام مختلفة . كنت القمها النيل سباحة بعيدا داخل النيل بحجر كبير واخرجها مع شروق الشمس . في احد الايام اتى اثنان من صبية النقادة وهم المسيحيون الذين هاجروا الى السودان من بلدة نقادة وما حولها في صعيد مصر وتخصص بعضهم في النسيج البلدي والعيش البلدي والبعض في صيد السمك . الصبيان كان يقومان بعملية ،،الكر،، او التجريف بالقرب من الشط . ويستخدمون شبكة بارتفاع اكثر قليلا من المتر وقد يكون طولها مترين . وعلى كل جانب غابة او قناية كانت لي مثلها الا انها بفتحات كبيرة لصيد القرقور بانواعخ الكنكيج ابو مخاتة المنيا بسبب لون الفضي او ما عرق باكل العبيد لسوء الادب .
شبكة النقادة كانت بفتحات لا تزيد عن نصف سنتيمتر . الغرض كان اصطيا الاسماك الصغيرة وخاصة القرموط الذي يعيش على اليابسة والماء ويتم شكه في السنارات الكبيرة نمرة اربعة كطعم لاصطياد اسماك العجل والكبروس الكبيرة غالية الثمن .
ما اغضبني ودفعني لانتزاع الشبكة ، انهم كانوا يقومون بكشح ،، الزريعة ،، السماك الصغير جدا على اليابسة، وهذا تصرف غير اخلاقي ولا يغتفرفي عالم الحواتة . وبعد توسلات والقسم بانهم لن يعودا لهذه الجريمة اعدت شبكة الكر الصغيرة .
ما يحدث اليوم في السودان هو كشح الزريعة في كل المجالات مثل التنقيب عن الذهب تلويث البيئة تحطيم الآثار وخلق اخاديد في الارض تمتلئ بماء الامطار وتشكل خطرا على الحيوان والانسان وبؤرا للامراض . صيد السمك بدون مسؤولية ، صناعة الفحم القطع الجائرللاشجار الصيد الجائر الخ والاعتداء على الصبية والشباب قتلا تعذيبا وسجنا هو كشح الزريعة .
عرفت أن ظاهرة جديدة صارت معروفة في عالم الحواتة في السودان ، انه صيد السمك بالكهرباء . وهذه الرزيلة اتتنا من مصر مع الكثير من الرزائل اولها الكوزنة . يوضع مولد كهربائي على ظهر القارب ويقتلون كل الاحياء في الماء وهذا يشمل حتى الاحياء المجهرية . الله قد خلق كل شئ بحساب والبيئة مرتبطة بكل ما هو موجود فيها تحت منظومة محسوبة . ما يحدث اليوم هو جريمة يجب أن يعاقب من يرتكبها بمصادرة القارب المعدات والمولد . بجانب السجن لفترة طويلة .
في السبعينات ظهر فلم ايطالى غير وثائقي رائع يتطرق لفترة ما بعد الحرب واستخدام المتفجرات التي كانت متوفرة لصيد الاسماك . الالغام كانت تقتل كل شئ وتخرب الجزر المرجانية والبيئة بشكل فظيع . واليوم بعد 70 سنة نمارس نحن في السودان هذه الجريمة بطريقة صامتة لا يمكن متابعتها مثل المتفجرات التي ترسل الماءعاليا وبصوت مسموع يلفت السلطة. ولا أحد يهتم في السودان . السودان اليوم هو البلد الهامل ويترصد به الموتورون والحاقدون امثال جبريل الكوز الاكل الموز ومن يريدون أن يحس كل سكان السودان بالتعاسة والضياع .السبب هو انهم مرضى نفسيين واتمنى لو انهم من اصحاب انفصام الشخصية لأنهم يبعدون عن العنف . اظن انهم سايكوبات..... الشخصية السايكوباتية تتتسم بالاستمرار في السلوك المعادي للمجتمع وضعف التعاطف والندم والسمات الجريئة وغير المقيدة والأنانية ..
عندما يرتفع النيل لا يستطيع الماء من خور ابي عنجة من التحرك ولكن فريق حمد وجبر الله جنوب ميدان الربيع او بانت الصقور لا يتأثروا لانهم في مناطق مرتفعة ويمكن استخام الجسران على شارع الموردة وشارع الاربعين . لراحة المواطن كان الجيش الذي ينهب يقتل يغتصباليوم يقيم جسرا متحركا يسمح بمروي السيارات والبشر ، بين الجسرين ، لتسهيل حياة المواطن .واخد بالك .
الخور الذي كنا نسابقة في وقت المطر كان يأتي من جنوب الادارة المركزية مار بقبة الشيخ ود البدوي فريق السروجية ام سويقو الطاحونة فريق فنقر ويقطع شارع السيد الفيل يمر جنوب مطاعم الموردة ثم يمر تحت كوبري شارع الموردة ويصل النيل جنوب كازينو الرفيرة . وعندما يحيط النيل بالرفيرة يتوقف تدفق المياة في الخوروتتأثر مطاعم الموردة والعباسية تحت بالماء المحبوس .
في بداية الستينات تم بناء غرفة لطلمبة تسحب الماء من الخور بعد قفله بباب كبير يمنع ماء البحر من دخول الموردة ويقذف بماء المطر في النيل ويجف الخور تماما طيلة ايام الخريف . اذكر أن من كانوا يعملون في البناء كانوا يعملون ببطئ . كنا نسخر منهم ونصف طريقتهم ببل الطوب في البرميل ببطئ وسط الدردشة بعملية بادخال البسكويت في الشاي ولم يكن يغضبون لتشنيعاتنا. العمل تكامل قبل الخريف . السبب هو أن المسؤول كان مسؤولا .
اغراق الجزيرة لا بد أن يكون بفعل فاعل . لأن منسوب النيل اليوم ليس عاليا كما في 1988 و1946 وهذه منسوبات غير مسبوقة . ولكن لم تغرق الجزيرة خاصة المناقل لانها عالية جدا بالمقارنة بباقي الجزيرة . امتداد الماقل قد تم على ايدي سودانية خالصة تحت المهندسين صالح العبيد وكوباوي . وصالح العبيد هو من غنت له حوا الطقطاقة في زفافه .....المهندس جا ورسم البنا .
الابواب التي كانت تقفل القنوات ابو عشرينات
كان تصنع في انجلترة ككتلة واحدة نقلها كان متعبا ومكلفا . قام العم ادريس الهادي ببناء هذه الابواب محليا . كانت تكلف ثلث المستوردة ولا تقل عنها جودة . رفضت في البداية . قام المهندس ادريس الهادي بتسليمها للحكومة بدون أجر حتى يتم تجريبها لمدة سنة . اثبتت نجاعتها وتم اعتمادها وتوفرت العملة الصعبة للسودان .
ادريس الهادي هو ابن ست بتول عيسى احدي كنداكات رفاعة واول امرأة تركب دارجة قبل الخالة زين عبد القادر او حنينة الصحة مفتشة الصحة . ست بتول عملت مدرسة في مدرسة القابلات ل67 سنة كرمتها الامم المتحدة . ادريس الهادي درس في المدرسة الصناعية بالقرب من صهريج امدرمان وارسل الى امريكا . هو الذي شيد جملونات القاعدة العسكرية في وادي سيدنا التي لا تزال قائمة , جمعته صداقة بالظابط الامريكي ماكنمارالذي عمل في قاعدة وادي سيدنا التي يمرح فيها الجنجويد ويمنعون مدير التلفزيون من الدخول الى التلفزيون !!!
ماكنمارا صار وزيرا للدفاع الامريكي ايام حرب فيتنام ثم مديرا للبنك الدولي في بداية السبعينات . ادريس الهادي كان يعتذر كل مرة يدعوه ماكنمارا لزيارة امريكا بسبب عمله الذي كان لا يتوقف منه . العم ادريس الهادي والد الاخوة احمد على ومحمد .هو من اسس مصنع الهواء السائل ومصنع اللحام ووفر العملة الصعبة للبلد .
شاهدت كسر الترع اكثر من مرة . في الجزيرة يمارس الري الانسيابي الذي لا يكلف محروقات . في المشاريع الزراعية يتم الري بالمضخات العملاقة . ويجب تنظيف الترع في الشتاء من الطمي النباتات والشجيرا بواسطة ،، الناموسة ،، وهى الجرافة العملاقة ، والا تنكسر الترعة الرئسية ويغرق المشروع كما يحدث الآن .
في المشاريع يتم التخطيط بواسطة مهندسين زراعيين منهم في كوستي والنيل الابيض العم عبد الرحيم الطيار .
يبدا المشروع بايجاد المكان المناسب للضنبية وهذا هو المجري الذي يأخذ الماء من الني الى البيارة وهذه ثلاثة اضلاع بحائط من الحجر والمسلح لأن انهيارها قد يخرج المشروع من العمل ويشرد آلاف الاسر ، المزارعين والعمال . الماء يدخل الى البيارة بفتحة ضخمة يقفلها فريم من الحديد مزود بفتحات سبعة تمانية يحجز الاعشاب خاصة اعشاب النيل التي تسبب قفل الترع والضنبية ويجب نظافتها .
خلف البيارة يكون جملون المضخات العملاقة ومواسير الضرب . والضرب يحدث في حوض الرمي من ارضية وحيطان قوية من المسلح والا تآكلت التربة عند تتعرض للمياه المندفعة .
في الستينات انهارت الترعة في مشروع بركة العجب على بعد 5 كيلو مترات شمال القيقر في شمال اعالي النيل .من العادة ان تنهار الترعة عند الانحناءة . هرع الجميع لسد الكسر . لم تجدي الجهود لأن الماء كان يجرف التراب الذي يوضع . تم ايقاف المضخات بواسطة المدير كمال ابراهيم بدري الذي عمل في مشروغ الجزيرة لسنين طويلة قبلها في تفاتيش الجزيرة مثل شع الدين استرحنا الخشيم العديت الخ . وارسل الى احضار تيم من الصعايدة من مشروع جودة .
حضر التيم وكان رئيسهم رجل قصير القامة يطيعه الجميع ويخافون منه . بدأ الأمر باشعال النار لعمل الشاي والاكل . كان هنالك متخصص في الاكل . على عكس السودانيين كانوا يعملون بصمت تحت ارشادات المعلم فقط بدون قوقائية ونقاش . بدأ العمل بقطع الاشجار ووضعها في الكسر وتم تثبيت الاشجار والاغصان في وضعها الافقي بخوابير او اوتاد ضخمة في وضع رأسي . تم ملئ الفتحات بالاغصان والحشائش ، االتبس والشجيرات . انتهى الامر بالتراب الذي شارك الجميع في حفره وكبه في الكسر تحت ارشادات المعلم . وكانت كبابي الشاى والاكل يدور على التيم و بدون التوقف الا لدقائق . وتم اصلاح الكسر . في الصباح تم تشغيل المضخات ببططئ في البداية ودعم الكسر بالاغصان والتراب باستمرار وبعد يومين اطلق العنان للمضخات العملاقة لأن الكسر كان قد تعافى .
كان ذلك موسما لم ترى المنطقة مثيلا له .زاد الانتاج لاكثر من ثمانية ارطال . وفي زمن مايو بسبب توظيف اهل الولاء انخفض الانتاج الى رطلين . توقف اللقيط في مشروع طيبة المجاور وبعض القطن كان لا يزال في اللوزة . ولم يهتم الناس حتى بالقطن المتساقط على الارض .
من المصائب التي حلت باحد المشاريع كان انهيار البيارة في مشروع السوكي الضخم وتطرق الاستاذ الصحفي الاخ بقادي للموضوع . ولان مايو كانت في بدايتها فقام رجال الاحزاب بتضخيم والامرنكاية في مايو. واخيرا عرف انه انهيار صغير يمكن اصلاحه واكمل المهندسون الالمان تركيب المضخات العملاقة . المهندسون رفضوا العمل في البداية اثناء عملية البناء حسب قوانين اوربا لأن التأمين لا يشمل المخاطرة والعمل في ظروف غيرمؤمنة . حضر مرتضي احمد ابراهيم شقيق المناضلة فاطمة احمد ابراهيم وخاطبهم باللغة الالمانية ، ووافق الالمان على العمل بالرغم من الخطر . مرتضى طيب الله ثراه شرح للالمان اهمية المشروع لعشرات الآلاف من الأسر . مرتضى كان متزوجا من المانية وعاش ومات في فينا له الرحمة .
يكره الناس اليوم عندما نتكلم عن الماضي وروعة المسؤولين . اين هو وزير الرى وبقية المؤولين من ما يحدث اليوم . ابن الشرق الاداري الاسطوري حامد على شاش الذي سارت بسيرته الركبان كلن حاكم اقليم الشرق وحاكم الاقليم كان يلازم المهندسين الدنماركيين وينام معهم في العراء لشهور عند بناء الحفائر تركيب المضخات حفر الآبار التي تبرعت بها الدنمارك ولم يكن في شرخ الشبابا .أين هذا من مناوي فاقد النعلات ، نافخ الشمعات وضارب التورتات واردول السوا ليه جضيمات وشتت الجنيهات والدولارات للجميع حتى الحكامات.

اقتباس ...من موضو السمك 1
الناس المصابون بمرض صيد السمك تجدهم فى كل مكان فى العالم . شاهدتهم فى الدائره القضبيه مسقط رأس ابنتي نفيسة بدري. وهم يحملون بريمه يدويه ضخمه لعمل ثقب فى الجليد لاصطياد الاسماك . ويجلسون فى درجه حراره قد تكون اكثر من عشرين درجه تحت الصفر . وهم مستمتعون . شاهدتهم فى امريكا وكثير من الانهار الاوربيه . وهم فى الماء الى اعلى من وسطهم . ويرتدون ملابس خاصه غاليه . ومعدات مكلفه دفعوا ثروه من اجلها . وهم سعداء . وصيد السمك يعنى لهم الكثير .
قبل سنوات كنت فى مقهى يتردد عليه الاجانب . وأتت قوه من رجال الشرطه السريه وعلى رأسها مفتش الشرطه كالامان . وسألوا الموجودين عن هويتهم خاصه اللذين لم يكونوا معروفين . فاحتج صاحب المقهى . وقال للمفتش . هل صار موضوع التردد على المقهى احد هواياته . فقال المفتش لا , ان هوايتى هى صيد السمك. وكان هذا فى التسعينات . وتلك فتره كادت ان تختفى فيها الاسماك فى شواطئ السويد الجنوبيه . بعد وفره . فقلت له مستهزئأً واين ستجد السمك . فقال انه قد اصطاد احدى اسماك الكوت ويبلغ وزنها اكثر من عشره كيلو جرامات . وبعفويه سألته اين عثرت عليها ؟. وما هو نوع الطعم ا لذى استعملته وما هو نوع الثقل الذى استعملته اربعين جرام ام ستين جرام ؟.
ولفترة نصف ساعه كنت اتناقش مع المفتش ومجموعته فى حاله وقوف . والمفتش قد نسى نفسه وانا كذلك . وصرت كلما الاقيه نتحدث عن صيد السمك . وفى السويد كان خروجنا لصيد السمك مكملاً للحياه اليوميه . وكان يندر ان نرجع بدون عشرات الاسماك الكبيره والمتوسطه . ومعدات صيد السمك لا تفارق سياراتنا .
منذ ان كنت فى السادسه من عمرى كنت اذهب لصيد السمك فى السودان . وكان يمكن ان اجلس كل اليوم بدون ان آكل وبدون ان اتحدث لاى انسان , وانا فى قمه السعاده . وكان وجودى على شاطئ النيل يكاد ان يكون مكملاً للشاطئ . فيندر ان اغيب عن النيل . وكنت اقضى كل الاجازه المدرسيه بالقرب من النيل . وصيد السمك اتاح لى الجلوس مع من انا فى عمر احفادهم . وكانوا يتحدثون معى بوصفى احد زملائهم وكنت اسمع الكثير من القصص . وبعضهم من كبار رجال الدوله خاصه اهل المورده .
عندما كنا فى مدرسه ملكال الاميريه كان الذهاب يوم الجمعه الى المدينه من الداخليه يعتبر متعه كبيره لا تضاهيها اى متعه . وانا فى طريقى برفقه الاخ عبد الله خيرى مدير بنك البركه الحالى . توقفنا لزياره الاخ مسعود حمو . لانه كان مريضا . وكان يسكن فى منزل عمه حمو مدير السجون ووالد معاويه حمو ضابط البوليس فيما بعد . وكان من المفروض ان نتطمئن على صحته ونواصل.
وجدناه يصطاد السمك لان المنزل كان على شاطئ النيل وجنوب سجن ملكال . وصرنا نتبادل الجباده ونصطاد الاسماك الصغيره . وبعد قليل كانت عندنا كومه كبيره . ولم نحس بالوقت الى ان أتى موعد الغداء فرجعنا للداخليه بدون الذهاب للمدينه ونحن فى غايه السعاده . كل الاسماك التى اصطدناها كانت من اسماك البلطى الصغيره . او خادم الميرى . والكبار يسمون البلطى عار . واظن ان كلمه بلطى اتت من مصر . وتعرف عالميا بتلابيا نايلوتيكا . والبلطى اكثر الاسماك انتشاراً فى السودان . وقد يصل حجمه فى بعض الاحيان الى خمسه كيلو جرامات .
وبالنسبه لاعالى النيل فهى مليئه بالاسماك . لان اعشاب النيل وابو صوفه والجزر العائمه تعنى مساكن طعام ومظلات للاسماك الصغيره والكبيره . وتعتبر جزورها وازهارها غذاءً للاسماك . الشلك عادةً يصطادون الاسماك لكثرتها بالكوكاب وهو رمح عادى به اشواك يقذفونه فى الماء وفى الاماكن الضحله وبعد عدة محاولات يصطادون سمكه.
عندما تنخفض المياه فى الخيران . يقوم النوير والدينكا بغرز اغصان متقاربه فى قاع المجرى . ويقفون والكوكاب فى ايديهم وعندما تصطدم الاسماك بالاغصان يطلق الصيادون رماحهم . وقد يصيب رمحين نفس السمكه . ويضحك الصيادون جزلاً . وتكون السمكه من نصيب الذى يكون رمحه اقرب الى الرأس .
النساء كن يتزودن بسلال ضخمه مصنوعه من الاغصان المتينه . ويقفن صفاً يغطى كل المجرى ويقمن برفع السلال وانزالها فى وقت واحد . وعندما تحس احداهن بأن احد الاسماك قد علقت فى السله تقوم بادخال يدها من الفتحه الصغيره فى اعلى السله واخراج السمكه . الاسماك التى تصطاد بهذه الطريقه . هى القرموط او البلبوط ودبيب السمك الذى له جسم خشن واشواك قويه على طول الظهر . وشاهدت احدى نساء النوير وهى تناضل لكى تحكم قبضتها على دبيب حوت كاد طوله ان يبلغ المتر . وعندما امتلأت اصابعها بالدم اطلقت الدبيب . الاطفال الصغار كانوا يقفون على ضفه الخور ويلتقطون الاسماك التى تطوح لهم بها النساء . واكثر الاسماك تواجداً فى نهر السوباط والنيل ونهر اكوبو والبيبور . هى النوق . والنوق لحمه اصفر . وليس من اجود الاسماك . ولكنه يجفف ويصير مؤونه الاكل لاغلب السنه . وهذا ما يعرف فى السودان بالكجيك او المندجي . بالجيم المعطشه . وعندما يكثر الشئ يقولون رقد مندجى . وفى الشمال قد تكون كله نوق اساءه للانسان وتعنى الرداءه .
وهذه الاسماك التى ينحسر عنها الماء ويلتقطها الناس بأيديهم والطيور بمناقيرها . القرموط والذى يعرف عالميا بالكات فيش هو السمك الذى يتنفس برئته . وعندما ينحسر الماء يدفن نفسه فى الطين . ويترك فتحه صغيره يصعب رؤيتها لكى يتنفس منها طيله فصل الشتاء وبدايه الصيف . واللذين يخبرون دروبه , يبحثون عنه ويحفرون مخابئه وقد يصل وزنه فى كثير من الاحيان ثلاثه الى اربعه كيلو جرامات . ويضرب به المثل فى المقدره على العيش . ويقولون القرموط قال لامه ما تقنعى منى لحدى ما يقولوا ليك ختونى فى الحله . والقرموط قد يقضى يوما كاملا خارج الماء اذا وجد ظلاً وبعد عن الشمس . وله مقدره خارقه فى ان ينطلق نحو الماء . اذا وضع بعيدا بعد اصطياده . والقرموط يتواجد فى كل مناطق السودان . ولكن دبيب السمك او دبيب الحوت لم اشاهده الا فى الجنوب ومناطق النيل الابيض .
العجل هو سيد السمك النيلى . نسبه لضخامته وقله الاشواك فيه . وقد يصل حجمه الى ستين كيلو جرام ويسمى بقره حوت . ولا يمكن صيده فى هذه الحاله الا بشباك الكر التى يبلغ طولها مئات الامتار . ولها حبال طويله يمسكها رجل على الشاطئ . لكى يندفع ( السرتق ) القارب الخفيف من خشب الحراز يحتاج الانسان لاربعه رشاش . وهى مجاذيف السرتق الخفيفه . ورجل سادس لكى يلقى بالشباك . وهذه الشباك تعرف بشباك الكدن والفتحه تسعه قواريط . ولا تصمد الا لموسمين او ثلاثه لان اسماك الكدن القويه التى تأتى فى ايام ( الترده ) الفيضان تمذقها . وفى بعض الاحيان قد يعلق فيها فرخ تمساح او تمساح كبير كذلك . او السلاحف .
العجل يعرف عالميا بنايل بيرش . ويتواجد بكثره فى اثيوبيا خاصه فى بحيره تانا . ولحمه يشبه لحم سمك الهامور المشهور فى الخليج . ويعرف عالميا بقروبر . والاخ عبد المنعم مالك بشير كان يستورد هذه الاسماك من اثيوبيا فى التسعينات الى الامارات وكان يصعب التفريق بين لحمها ولحم الهامور .
اغلى الاسماك سعرا فى الخرطوم كان هو سمك البياض . وكان سعره اربعين قرشا فى الخرطوم للكيلو .عندما كان سعر لحم البقر الخالى من العظم 16 قرشاً والفليتو عشرين قرشا . ويعرف ذكر البياض بالكبروس . وله لحيه وشوارب ولونه ابيض فضى وله جسم انسيابى جميل , المشكله انه لا يتواجد بكثره .
اغلى المكنسات الكهربائيه فى اوربا هى الدنماركيه المستعمله فى الاعمال الكبيره و المعروفه بنيل فيسك او سمكه النيل وشعار الشركه هو سمكه خشم البنات التى لها فم وكأنه منقار طويل وفتحه صغيره لا تزيد من بضع ملمترات . ولهذا تعرف فى السودان بخشم البنات . وليس لها اى وسيله للدفاع مثل القرقور او الشلبايه التى لها حراب للدفاع . والبرده تدافع باللسعات الكهربائيه . والتامبيرا تنتفخ حتى لا يبتلعها السمك الكبير . ولكن خشم البنات لها سرعه غير طبيعيه . وسرعتها تعتمد على الذيل الذى لا يمكن اكله لانه ملئ بالاعصاب والعضلات . وخشم البنات يمكن ان تملح وتصير فسيخاً . وكنا نحشيها بالملح وندفنها فى الارض ولها فسيخ رائع . وعندما تعلق فى الجباده او الرماى لا تبدى اى مقاومه ونقول حيلو ميت ذى خشم البنات.
هنالك سمكه تشبه خشم البنات ولها نفس الفم الصغير الا انه يلتصق بالرأس مباشرة وهذه هى الترزه . والترزه كذلك يمكن ان تملح . فلا يمكن تمليح الاسماك التى بدون قشور . ولكن هنالك اسماك بقشور لا يمكن تمليحها مثل البتكويا . وهى فطحاء وشكلها اقرب الى القرص عندما تكون صغيره تعرف بالتجه . بالجيم المعطشه . وهى مليئه بالاشواك لا يمكن اكلها الا وهى كبيره . ولسوء الحظ انها تأتى فى مجموعات كبيره خاصه فى ايام ( الزلقه ) انخفاض النيل . وتعلق فى شباك الكر مع الكواره والكاس التى تملح . ويقوم السماكه بطرحها على الشاطئ .
فى داخل التجه هنالك قطعه حمراء تشبه الاصبع الصغير . تعرف بتمره الفؤاد كنا نستخرجها ونطعم بها الصريمه . والصريمه عباره عن خيط سميك تتدلى منه مئات السنارات . وتزود بحجر ضخم . والمجموعه من السنارات الاقرب للحجر تعرف بجبادات الشك . لانه تشك فيها اسماك حيه . وهى سنارات ضخمه تعرف بنمره اربعه قد يبلغ طولها عشره سنتمترات . والقرموط قد يستعمل عدة مرات حتى بعد ان يوقع باحدى اسماك العجل الكبيره . فيظل عائشا داخل فم العجل او الكبروس . وللحصول على اسماك القرموط الصغيره يستعمل الصيادون شبكه الكر الصغيره وهى شبكه لا يزيد طولها عن مترين لها عصى من كل جانب . يمسكها رجلين . وتعلق فيها الاسماك الصغيره بالقرب من الشاطئ . ثم تشك فى السنارات الكبيره .
البتكويا لها زعانف حمراء اللون . وكذلك الكواره وهى صغيره الحجم لها كذلك زعانف حمراء وجسم فضى . ولها موسمين التردا والزلقه . الكاس يبلغ طولها نصف المتر . ولها اسنان مرعبه وهى قويه جداً عندما تقع فى الرماى او الجباده تقوم بقطعها باسنانها . ولكنها اجمل اسماك الفسيخ . والبعض يقول ان الكاس هو الكواره عندما تكبر ولكنى اعتقد انها سمكه قائمه بذاتها .
للكواره شباك خاصه وبعيون صغيره . وعندما تضم شباك الكر على الشاطئ تنطلق الكواره طائره فى الهواء مثل الكاس الذى يطير لعدة امتار حتى يعود الى الماء . وهذه العمليه تعرف بالسنيق واللويب وتعنى الضم او رفع الشبكه من جانب واحد حتى لا تطير اسماك الكواره وتعود الى الماء . والكواره تصطاد كذلك بالطراحه . وهى الشبكه المستديره التى تطرح بواسطه كوع الصياد . ولها حبل دائرى على اطرافها مزود باثقال من الرصاص . كنا نتحصل عليها من دروه ضرب نار غرب فريق الصقور فى امدرمان .
احدى طرق اصطياد سمك العجل هى الشرل . والشرل عباره عن حبل قصير فى آخره جباده نمره اربعه تزود بذنب خروف مصبوغ بالتفته . او سمكه شك حيه . ويمسك الانسان بالشرل بيده اليسرى وبيده اليمنى يمسك ما يعرف بالوجله . وهى خطاف مثبت فى عصى . ولهذا يقولون الناس عن الانسان سريع النهمه او الذى يأكل بشراهه او يخطف ( ايدو ذى الوجله ) . وعندما يعلق سمك العجل الكبير او كبروس كبير يصعب اخراجه بدون الوجله التى تشك فى جسمه ثم يرفع الى القارب . وهذه الطريقه تحتاج لدرايه ومعرفه بالاماكن التى يتواجد فيها سمك العجل . وفى ايام الترده تتواجد هذه الاسماك فى المناطق التى تغطيها اشجار السنط بظلالها . وقد تأكل الاسماك الشبش وهى زهره السنط التى تتساقط فى الماء . وتأتى الاسماك الكبيره خلف الاسماك الصغيره .
ونواصل ……
ع.س شوقى ….

shawgibadri@hotmail.com

 

آراء