السيد الإمام يدعو للإطاحة بنظام البشير !

 


 

ثروت قاسم
20 July, 2012

 

يستبعد الإمام خيار الإستعانة بالخارج للإطاحة بنظام البشير !


Tharwat20042004@yahoo.com

1 - مبيكي ؟ حصان السلطانة ؟
بانتخاب الدكتورة دلاميني زوما ( 62 سنة ) رئيسة للإتحاد الأفريقي ( أديس أبابا – الأحد 15 يوليو 2012 ) ، أصبح مبيكي حصان السلطانة في دولتي السودان !  بعد  يوم الأحد هذا، يستطيع حصان السلطانة أن ينفجط في دولتي السودان دون أن يجروء أحد على هبشه ! سيصيخ  الرئيس البشير السمع لأمبيكي ! أما باقان أموم الذي كان يطالب باستبدال مبيكي بالإيقاد لأنه يتهم مبيكي بموالاة نظام الخرطوم  فسوف يبلع كلامه ويفرش البساط الأحمر لأمبيكي في مطار جوبا !
صار مبيكي القوي الأمين !
ببساطة لأن العلاقة التي تربطه بالدكتورة دلاميني تحاكي العلاقة التي تربط السيد الإمام بالأميرة سارة نقدالله ... احترام متبادل ، ومحبة خالصة ، ووفاء عظيم !
سوف يقف الإتحاد الأفريقي ( تحت الدكتورة دلاميني ) خلف مبيكي بقوة ، ولن يرد له طلبا !سوف ينظر الرئيس البشير الى مبيكي ، فيرى الإتحاد الإفريقي يمشي على رجلين ! وكذلك الرئيس سلفاكير!
دعنا نبدأ الحكاية من طقطق !
2 -  الدكتورة دلاميني !
بعد اعتزال مانديلا الطوعي ، وانتخاب مبيكي رئيسا لجمهورية جنوب أفريقيا ، عين مبيكي الدكتورة دلاميني وزيرة للخارجية ، وبقيت في موقعها السامي لعقد من الزمان ، منذ العام 1999 وحتى 2008 ، عندما صارت وزيرة للداخلية ! وقد كانت وزيرة للصحة في جمهورية مانديلا الأولى من عام  1994 ( عام سقوط الأبارتايد ) وحتى عام 1999 !
الدكتورة دلاميني وما أداراك ما هي ؟
نار حامية ... مجاز وحقيقة !
لجأت الى انجلترا في أوائل السبعينات ، هاربة من نظام الفصل العنصري ، ومكافحة في سبيل تحرير جنوب افريقيا ، تحت مظلة المؤتمر الوطني الأفريقي بقيادة مانديلا ! قررت أن من أوجب واجباتها التحريرية أن تعلم نفسها علما مفيدا ، تفيد به المناضلين الشرفاء في المؤتمر الوطني ! فدرست الطب ، وتخرجت من أرقى جامعات انجلترا ! رفضت الإعانات الإجتماعية التي كانت تصرفها حكومة بريطانيا للاجئين ، وعملت ليلا في غسل الصحون والمراحيض في  المطاعم ومحطات المترو والقطارات أثناء فترة دراستها !
أيحسب الأنسان أن يترك سدى ؟
رجعت الدكتورة دلاميني ، وإجازة الطب في يديها لسوازيلاند حيث كانت متطوعة تعالج الجرحي والمرضي من مقاتلي جيش التحرير في جنوب أفريقيا ! التقت الدكتورة دلاميني بالمناضل جاكوب زوما ( رئيس جمهورية جنوب أفريقيا الحالي ) ، وتزوجته في عام 1982 في سوازلاند ، وانفصلا في عام 1998 ، بعد 16 سنة من زواج سعيد ، كانت ثمرته 4 من الأطفال ! تطالقا لأنه تزوج بأخرى... وهو زوج حاليا لست زوجات شرعيات ، بالإضافة لعدة خليلات ... كما هي الثقافة السائدة في قبيلة الزولو التي ينتمي إليها ، وكذلك الدكتورة دلاميني !
هل سمعت أن الدكتورة دلاميني كانت مرشحة لخلافة مبيكي في رئاسة الجمهورية في مؤتمر بولوكوان الشهير ( 2007 ) ، ولكنها تنازلت طواعية لزوجها السابق زوما ، الذي صار رئيس الجمهورية !
أعلاه اختزال لسيرة ومسيرة أيقونة أفريقية ، وأول امرأة تتسنم رئاسة الإتحاد الأفريقي !
3 – التداعيات ؟
من أهم تداعيات انتخاب الدكتورة دلاميني رئيسة للإتحاد الأفريقي على دولتي السودان ، أن مبيكي سوف يقدل في أروقة السلطة في الخرطوم وجوبا ، وكذلك في مجلس الأمن في نيويورك ، وسوف لن يعصي له أحدا أمرا... أوليس هو حصان السلطانة ؟
اجتمع الرئيس البشير مع الرئيس سلفاكير في أديس أبابا ، يوم السبت 14 يوليو 2012 ، على هامش مؤتمر القمة الأفريقي ال 19 !
وكان اجتماعهما ، في حد ذاته ، وبغض النظر عن مخرجاته ، اختراقا عظيما ؛ ولا نقول أذاب الجليد بين الرئيسين ، حسب الأدبيات السائدة ،  وإنما دلق المياه على النيران المشتعلة بينهما !
4 -  يوم السبت 21 يوليو 2012!
يسعي مبيكي لعقد لقاء ثان في أديس أبابا بين الرئيسين يوم السبت 21 يوليو 2012 ! عندها يكون المتبقي  13 يوما قصيرا على الموعد ( الخميس 2 أغسطس 2012 ) ، الذي حدده مجلس الأمن  لدولتي السودان للوصول الى اتفاق شامل حول ( كل ) الملفات العالقة بينهما !
ولكن يقول لك مبيكي أن البون لا يزال شاسعا بينهما ، فحوارهما يحاكي حوار الطرشان !
الرئيس البشير يسعى :
+  لطرد الرئيس سلفاكير حركات دارفور الحاملة للسلاح من جنوب السودان ،
+ وتجريده من سلاحهما اللواء التاسع ( النيل الأزرق ) واللواء العاشر ( جنوب كردفان ) في الحركة الشعبية الشمالية ، ويوقف أي دعم لهما !
الرئيس سلفاكير يسعى لأن :
+ يوافق الرئيس البشير على ضم أبيي لدولة جنوب السودان ،
+ يقبل الرئيس البشير ب 9 دولارات مقابل ترحيل برميل النفط !
قدم وفد السودان المفاوض لمبيكي ورقة تحتوي على موقف حكومة السودان في  كل ملف من الملفات العالقة ، ووعد وفد جنوب السودان بدراسة الورقة السودانية ، وتقديم ورقة مماثلة لمبيكي  ، لتساعده  في اعداد  ورقة توافقية حول كل الملفات العالقة ، ليقدمها لإجتماع الرئيسين ( أديس أبابا – 21 يوليو 2012 ) !
يقول لك مبيكي أنه ليس متفائلا بشأن وصول الخصمان لإتفاقات حول أي من الملفات العالقة بحلول يوم الخميس 2 أغسطس 2012 !
وسوف يقرر مبيكي وقتها ، إما :
+ مطالبة مجلس الأمن بتمديد فترة المفاوضات لما بعد 2 أغسطس 2012 ،
+ أو تطبيق عقوبات على الدولة العاصية وفق حكم  مبيكي !
موعدنا يوم السبت 21 يوليو 2012 ! أليس هو بقريب ؟
5 -  السيد ملس زيناوي ؟ مقسم السودان ؟
يرقد السيد  ملس زيناوي ، رئيس وزراء اثيوبيا ، ( 57 سنة )  بين الحياة والموت ، في مستشفي خاص في بروكسل ، حيث تم نقله  ، بطائرة طبية خاصة  من أديس أبابا  ، يوم الأربعاء 18 يوليو 2012 ! لم يتم الكشف عن مرض السيد زيناوي بعد ! ولم يشارك السيد زيناوي في اجتماعات القمة الأفريقية الأخيرة ( أديس أبابا – 15 و16 يوليو 2012 ) نسبة لمرضه !
وكما هو معروف فإن السيد زيناوي استمر رئيسا لوزراء أثيوبيا ال 21 سنة الماضية ، عندما فر منغستو هايلي مريم الى زيمبابوي في مايو 1991 ( أول انتخابات برلمانية في أثيوبيا  كانت في أغسطس 1995 ) !
لماذا نهتم بالسيد زيناوي  ؟
لعدة أسباب  :
+  أهمها أنه كان ، ربما بدون قصد ، أحد المعاول التي هدمت السودان الواحد وقسمته الى قسمين في يوليو 2011 !
+  وثانيا لجهوده المقدرة ومبادراته الخيرة لرأب الصدع ومصالحة دولتي السودان !
+ وثالثا لتكرمه ب 4 ألف و 200 من عناصر جيشه لحفظ السلام في أبيي تحت اطار الأمم المتحدة ( قوات يونسفا – 23 أغسطس 2011 ) !
+ ورابعا لإقتلاعه منطقة الفشقة السودانية من نظام الإنقاذ !
دعنا نستعرض السبب الأول المذكور أعلاه ،لأن الأسباب الثلاثة الأخرى معروفة للقارئ الكريم !
دعم نظام منقستو هايلى مريم  في أثيوبيا  الحركة الشعبية دعما مقدرا ، عسكريا وماليا ودبلوماسيا ،وفتح أراضيه لتدريب قواتها ولشن عملياتهم العسكرية ضد سودان  نميري ! لأن نظام نميري كان يدعم حركات ارتريا الإنفصالية والحاملة للسلاح  ضد نظام منقستو هايلى مريم ( حينما كانت ارتريا جزءا من اثيوبيا وقتها ) !
لم تسطع الحركة الشعبية ، وقتها ، أن تطالب بحق تقرير المصير ( الإنفصال ) حتى لا تغضب نظام منقستو هايلى مريم ، الذي يحارب حركات ارتريا الداعية للإنفصال من أثيوبيا !
في يوليو1983 ، أقرت الحركة الشعبية  مانفستو الحركة الذي يدعو للسودان الجديد الموحد الواحد الأحد !
في مايو 1991 ، سقط نظام منقستو هايلى مريم، وأتى للحكم السيد زيناوي بمساعدة أبالسة الخرطوم المقدرة !
في 24 مايو 1991 ، أصبحت أرتريا دولة مستقلة بموافقة  حكومة السيد زيناوي في أثيوبيا ، وأقر السيد زيناوي مبدأ حق تقرير المصير لأقليات اثيوبيا الأخرى !
في سبتمبر 1991 ، غيرت الحركة الشعبية هدفها الأساسي المنصوص عليه في مانفستو الحركة ، واعتمدت لأول مرة في تاريخها مبدأ حق تقرير المصير لجنوب السودان ، أسوة بما فعله السيد زيناوي لأرتريا  في اثيوبيا ! ولتدمير السيد زيناوي لنظام منغستو هايلي مريم ، الذي كان يرفض حق تقرير المصير لأقليات اثيوبيا ، وكان يدعمها !
إذن ظهور السيد زيناوي على المسرح السياسي في اثيوبيا وزوال نظام منغستو هايلي مريم  في مايو 1991 ، أغرى الحركة الشعبية بتغيير مانفستو الحركة  في سبتمبر 1991  ، للمطالبة بحق تقرير المصير بدلا عن السودان الجديد الموحد !
وكرت المسبحة من سبتمبر 1991 حتى يوليو 2011!

لمزيد من التفاصيل ، الرجاء الرجوع الي مقالات البروفسور سلمان سلمان الدسمة ، التي أعتمدت عليها في بعض المعلومات المذكورة أعلاه !
6 -  الرئيس مرسي ؟
في يوم السبت 30 يونيو 2012 ، صار الدكتور محمد مرسي أول رئيس لمصر يتم انتخابه في انتخابات حرة ، ونزيهة وشفافة منذ عهد الفرعون الإله خوفو !
في يوم الجمعة 6 يوليو 2012 أعلن السيد الإمام أنه تلقى ردا من الرئيس مرسي على رسالة التهنئة التي أرسلها له ! أكد الرئيس مرسي في رسالته  للإمام أنه وثوار مصر سوف يقفون بجانب ثوار السودان في كفاحهم ضد نظام الظلم والبغي !
في يوم الأحد 15 يوليو 2012 ، أمطر الرئيس مرسي الرئيس البشير في أديس أبابا  بوابل من القبلات ! أوليس الرئيسان من ملة واحدة ... ملة الأخوان المسلمين ! ولإثبات محبته وتوكيد معزته ، نقل الرئيس البشير الصحفية شيماء عادل بطائرته الرئاسية من الخرطوم الى أديس أبابا !
في يوم السبت 14 يوليو 2012 ، قابلت حمالة الحطب ( هيلاري كلينتون ) الرئيس مرسي في القاهرة! ذكرت هيلاري للرئيس مرسي أن لها عنده طلبا واحدا لا ثان له ... استمرار حصار قطاع غزة وخنقه حتى لا يهدد أمن وسلامة اسرائيل !
في يوم الأربعاء 18 يوليو 2012،  تظاهر أهالي غزة مطالبين الرئيس مرسي برفع الحصار المصري عليهم ، الذي لا يزال مستمرا رغم مرور 19 يوما على تنصيبه رئيسا لمصر ، ورغم مرور 19 شهرا على ثورة 25 يناير !
في يوم الأربعاء 18 يوليو 2012، أكد السيد الإمام أن الحالة السودانية  قد بلغت  أقصى مداها من السوء  ، ما أدى لإنطلاق عدد كبير من أجندات الإطاحة بالنظام !  ودعا الإمام  لنظام جديد وبديل ، يحقق سلاما عادلا شاملا ، وتحولا ديمقراطيا كاملا ، متخذا إحدى وسيلتين:
+  إما كوديسا جنوب أفريقيا ،
+ أو العمل الحركي الواسع الذي لا يستثني إلا أمرين العنف والإستعانة بالخارج!
استثنى الإمام الإستعانة بالخارج ، حتى من الرئيس مرسي ، الذي وعد بالوقوف مع ثوار السودان ضد نظام الظلم والبغي !

أويلدغ المؤمن من جحر مرتين؟


.


 

آراء