السيد/ وزير الداخلية.. معك طفل على الخط

 


 

 

(1)
رغم عديد الفرص التي لاحت إلا ان نشاف دماغ الدكتاتور الذي يقيم معهم بالبيت و بالتراضي حال دون حصولهم عليه ، فآثروا البقاء على الأخضر الذي يريهم المهانة اينما حلوا أو نزلوا، و يلاحقهم بالكدر حتى على تراب بلادهم
إنه جواز السفر السوداني الذي أصبح جواز كل من لا جواز له من مواطني شرق افريقيا و الشرق الاوسط من المحتاجين و الارهابيين على السواء

(2)
ليس كما كان يفعل السيد جعفر محمد عثمان الميرغني أو شقيقه السيد محمد الحسن، المساعدان السابقان للرئيس المخلوع عمر البشير عندما كانا يزوران السودان من وقت لآخر قبل ان يعودا الي مقر إقامتهما في القاهرة رغم انهما يتقلدان على التوالي منصباً في أعلى الهرم السيادي في الدولة
نعم ، ليست زيارة من تلك الشاكلة؛ لكن نزلت اسرتي الصغيرة الي السودان قبل أكثر من شهرين لغرض إجتماعي ملح
حدث ان إنتهت صلاحية جواز سفر إبني و الذي لا يحمل غيره
أكثر من شهرين وهو يتردد مع والدته على مكاتب الجوازات في الخرطوم و ام درمان.
كان التبرير في كل مرة عدم توفر كروت الجوازات
بعد تسريب الخطاب المعيب و الذي يطلب فيه السيد وزير الداخلية من زميلته السيدة وزيرة الخارجية لمساعدته في التسول لدي الجهات الأجنبية من اجل طباعة كروت أو بطاقات جوازنا الوطني؛ نصحت أسرتي بتغيير المسار من جواز جديد الي التجديد الاضطراري للجواز القديم حتى لا يفقد الطفل مقعده الدراسي في البلد الذي يقيم و فيه رأى الشمس

(3)
أخيرا قررت والدته ان تسافر بمفردها حتى تتمكن من المرافعة على التأخير ثم إكمال إجراءات التسجيل للعام الدراسي الجديد و الذي قد بدأ هناك.
أظنها ؛ اي الأم في مرافعتها لن تحتاج الي غير تذكير إداريي المدرسة بأنهم من السودان. ذلك وحده يكفي لتترك الأساتذة يكملون أسباب تأخير تلميذهم المحبوب

(4)
سيدي وزير الداخلية؛ رغم البعد المكاني عن تراب الوطن و الذي إمتد لسنوات ، لا شيء يخدش قناعتي بأننا على سطح أكرم رقعة على البسيطة
لكن هل لك ان تقنع إبني بأن والده لا يكذب عندما يخبره بأفضلية البقاء على جواز سفر بلاده ،حيث مقابر الشهداء من أجداده ؟؟

د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com
/////////////////////

 

آراء