السيناريوهات المحتملة تجاه طائرة الرئيس في حالة سفره خارج البلاد … بقلم: عمر خليل علي

 


 

 


خبير ومحلل عسكري
Osssm5@hotmail.com
ملحوظة : هذه المرئيات تحليلية بحته .....
اولا: هناك احتمالان لا ثالث لهما هما ان يقرر الرئيس او مجلس الرئاسة سفره الي خارج البلاد لحضور مؤتمرا او للعلاج  (ولناخذ قمة الدوحة المنتظرة مثالا ) والاحتمال الثاني هو أن لا يسافر الرئيس ....ففي الحالة الثانية جنب الرئيس البلاد شرورا كثيره قد تدبر علي قرار المحكمة الجنائية الدوليه .
يهمنا في هذا التحليل الاحتمال الاول وهو أن الدولة قد قررت سفر الرئيس لحضور هذه القمة او غيرها فهناك العديد من الاحتمالات والسيناريوهات المحتملة  التي قد تحاك ضد سفريته، رغم ان تحركات الرئيس لحضور مؤتمر او لعلاج او غيره  قد تحاط بسرية كاملة من جانب الأمنيين السودانيين (بعد قرار لاهاي) وهم ضليعون في ذلك ...كأن تخفي ساعة ويوم اقلاع الطائرة المقله له ...او ان تحدث عمليات اقلاع لعدد من الرحلات الوهمية للتغطيه علي الرحلة الرئيسية التي بها الرئيس...وقد تستخدم رحلات الخطوط العربية الصديقة الاخري في ذلك كالقطرية او غيرها ....وقد ياتي الرئيس للقمه قبل يوم او يومين او قبل انعقادها بلحظات كل ذلك بغرض التمويه (وهنا يحسب حساب العملاء والاستخبارات المضادة في البلاد وخارجها (خاصة في بعثاتنا الدبلوماسية)....وقد يسافر الرئيس في معية رئيس دولة اخري كالرئيس مبارك مثلا ويبرز سؤال هنا هل تقبل دولة عربية اخري ان تعرض امن رئيسها للخطر...لا اظن ذلك .....
في حالة تخطي كل العقبات ووصول الرئيس للدولة المضيفة آمنا....تصبح المعضله في تامين تحركاته في البلد المضيف..وهذا امر قد يبدو  سهلا رغم أن الدولة المضيفة تقوم بتامين عدد كبير من الروساء... الا ان  العودة للبلاد (رحلة الإياب والتي لابد منها) هي المعضلة الكبري ....وهنا تكمن الصعوبة فليس الامر سهلا او يمكن تغطيته كرحلة الذهاب...خاصة وعيون واستخبارات الدول المتربصه لالقاء القبض عليه كاسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرهم مفتوحه واستخبارات وعملاء هذه الدول ضليعون في عمليات الاختطاف والعمليات (القذرة ) الاخري...
عموما قد تعمل استخبارات الدول التي اشرت لها خاصة اسرائيل بالتنسيق مع الولايات النتحده في قراءة الموقف بوقت كاف  ونشر العيون وتحليل الاخبار ذات الصله بالموضوع.. من هنا تبدأ سيناريوهات تحويل مسار الرحلة أو ختطافها لجهة اخري.....فمن المرجح ان تهتم الجهات التي تريد تسليم الرئيس لمحكمة لاهاي بترصد خروجه من السودان وتُكَوَن لذلك غرفة عمليات دائمة تتبع تحركاته واخباره ..وتقوم بادارة المهام وهذه بدورها تُكِون قوة واجب جوي تساندها مجموعة واجب بحري او ارضي في مناطق قريبة لمسار رحلة الرئيس المحتملة..وبنظره كاحلة وسريعة لمسرح عمليات هذه العملية (والتي نتمني ان لا تحدث)...الا ان الموقف يحتم علينا ان نحلل ونستقرئ كل الاحتمالات الممكنه والمحتملة....اما مهمة إحباط هذه السيناريوهات فذلك من مسئولية جهات التخطيط والتحليل  بالبلاد.....فالمسرح (في حالة السفر الي الدوحة كمثال حي) ينقسم الي ثلاث اجزاء رئيسية ....
الجزء الأول من هذا المسرح ...الاجواء السودانية (من الخرطوم الساحل البحر الاحمر) تستغرق الرحلة في  هذا الجزء نحو الساعة....والسيطرة في هذا الجزء من المسرح للقوات السودانية بدرجة ليست متكاملة  في الارض او الجو.....غير ان هناك ثغرات في هذا الجزء من المسرح وهو قابل للاختراق كما حدث من قبل عند قصف مصنع الشفاء ...وخلال تسلل اسرائيل ابان عملية موسي الشهيرة...
اما الجزء الثاني من المسرح هو أجواء البحر الاحمر  وتستغرق الرحلة خلاله نحو نصف ساعة  وهو الاخطر ومفتوح وحر لكل دول العالم بحرا وجوا وتوجد به اساطيل غربية (امريكية وفرنسية) وتجوبه اسرائيل بِحُريه خاصة وان لها نقطة ارتكاز في جزر (دهلك) الأريترية جنوب الساحل السوداني....واسرائيل ضليعة في اعمال القرصنة الجويه وقد ثبت ذلك في حادث تحرير الرهائن في عنتيبي تلك العملية التي تمت بالطيران طولا فوق البحر الاحمر.....ولا يجب ان ننسي عملية اختطاف (اوجلان) من قلب افريقيا بواسطة تركيا وبعون اسرائيلي وكل ذلك عبرالبحرالاحمروكذلك عمليات نقل اليهود الفلاشا من مطار( كرساقو)  بشرق السودان قرب منتجع اركويت ومن ثم الطيران فوق البحر الاحمر.....من هنا نقول ان هذا الجزء خطير جدا ويصعب تامين اي طائرة او سفينه اذا اريد بها شرا....خاصة من قبل دولة كالسودان يفتقر طيرانها لمزية التزود بالوقود جوا لاطالة امد البقاء بالجو....الا ان هذه المسلبة يمكن التغلب عليها (لحد ما)  بدفع الطيران السوداني الي قاعده متقدمة كقاعدة بورتسودان الجوية او مطار بورتسودان.....الا ان هناك ايضا احتمال التعرض لهذه القوة الجوية لتامين العملية ان كان لا بد من ذلك ...
الجزء الاخير  والثالث من المسرح لا يقل خطورة عن المسرح الثاني وتستغرق خلاله الرحلة للدوحة اكثر من ساعة بقليل وهو يمر عبر الاجواء السعودية ثم القطرية وتوجد في هذا الجزء من المسرح قواعد امريكية عده قريبة وبعيده في كل من السعودية والبحرين وقطر والامارات والاسطول الامريكي الخامس المتمركز في الخليج العربي في ميناء المنامة......وهنا قد تتقيد هذه القوات الغربية المتواجده باحترام قوانين هذه الدول وقد لا تتقيد تحت اي من الاعذار والتعليلات الا ان عملية اعتراض طائرة الرئيس ممكنه في هذه الاجواء –علما بان  القوات الجوية السودانيه لا يمكنها توفير الحماية هنا لانها لا تستطيع بلوغ هذا المدي اولا ولان هذه الاجواء لدول اخري لا تسمح بالطيران الحربي الاجنبي فوقها-  والتوجه بها نحو مطار او قاعدة خارج تلك الدول العربية في اسرائيل او قبرص او اليونان مثلا او غيره.....
كل هذه السيناريوهات سوى ان كانت  في الاجواء السودانيه او البحر الاحمر او الاجواء العربيه ...قد تتم بعملية قرصنة جوية وذلك  باعتراض سرب من الطائرات المقاتلة والهجومية (من قوة الواجب المكونة للتنفيذ) ...للطائرة التي يقلها السيد الرئيس وامر الطيار بالتوجه للجهة المراده ....وتهديده باسقاط الطائرة في حالة عدم الانصياع او التلكؤ....وعادة تكون في معية هذا السرب المهاجم طائرة تزود بالوقود بالجو وتدار مثل هذه العمليه من غرفة العمليات التي اشرنا اليها في بداية التحليل والتي قد تكون في سفينة قيادة او قاعدة بحرية او جوية قريبه ....وهنا تلعب الاقمار الاصطناعية دورها وتحدد تحركات الرئيس وموقع طائرته بدقه متناهية باستخدام تقنيات ال  GPS  المتطوره وكذلك يلعب العملاء والمجندين داخل الوطن دورا كبيرا في تاكيد المعلومات سوي في المطارات او باختراق الاقربون لاعطاء المعلومات التي تفيد في المراقبة والتتبع ....
لم اتطرق في هذا التحليل لامر وارد ويمكن حدوثه وهو عمليه اختطافه في الدولة التي يذهب اليها من قبل عملاء او قوات لهذه الدول التي اشرنا اليها في البلد المضيف وتسليمه لسفارة دوله اخري ومن ثم نقله الي الجهة التي يراد نقله اليها ....انوه الي ان كل شي ممكن ...
أمر أخير لا ثان له يحبط كل ذلك ويجنب البلاد الدخول في هذا النفق المظلم وهو ان لا يسافر الرئيس الي ان يحل هذا المشكل نهائيا من قبل مجلس الامن ... علمنا بان العمليات المضادة لمثل هذه السيناريوهات ممكنة الا انها تتطلب وقتا وتدريبا عاليا  وقدرات تحليلية واستخباراتيه تحتاج لمزيد من الوقت والجهد.........
والله المستعان.....

 

آراء