الشرطة السودانية تبتكر نوعاً جديداً من العدالة وهو التسويات في حالة قيام أفرادها بقتل أي مواطن سوداني

 


 

 

بالمناسبة ..
إبتكرت الشرطة السودانية نوعاً جديداً من العدالة وهو التسويات ودفع الديات في حالة قيام أفرادها بقتل أي مواطن سوداني .
وفي إطار ذلك تقوم بالتأثير على أهالي الضحايا وإستخدام سياسة الجزرة والعصا ، ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل أنها تستخدم المكونات القبلية للجاني أو الضحايا ..
وفي قضية الشهيد أحمد الخير قامت دولة البرهان بذلك وفشلت في ذلك المسعى ، وبعدها لجأت لرجال الدين الفاسدين من أمثال الشيخ محمد هاشم الحكيم وطلبت منهم التوسط والشفاعة ولكن أسرة الشهيد أحمد الخير رفضت كل ذلك ، ولا زال القتلة قابعين في السجن ولم ينفذ فيهم حكم الإعدام ، وهذا توطئة لإطلاق سراحهم عن طريق تسوية محتملة تقتضي تغير المناخ السياسي ...
هذه هي أزمة الحصانة التي دمرت القضاء السوداني وجعلت رموز الحكم مطاردين من قبل المحكمة الجنائية الدولية ، ولجوء الشرطة لهذه العدالة البدائية هو الذي تسبب في جريمة الأمس عندما تعرضت عربة نقل المساجين للإعتراض وإطلاق النار من قبل مواطنين ناقمين على حكم أصدرته محكمة سودانية ...
و لا زالت التفاصيل غير متاحة والتركيز منصب على النتيجة وليس السبب ولكن ما يُشاع أن تلك المجموعة استهدفت مساعد شرطة افلت من عقوبة الإعدام بسبب دفع الدية ، وكان مساعد الشرطة قد قتل مواطناً سودانياً في حملة استهدفت بعض مروجي المخدرات ، وهناك إنقسام بين العائلة حيث وافقت زوجة القتيل على قبول الدية بينما رفض بقية أعضاء الاسرة ذلك ، لكن التطور الخطير والأهم أن هؤلاء المواطنين المعترضين طبقوا العدالة بأنفسهم ولم تغلبهم الحيلة أو طريقة التنفيذ بعد دراسة وقت التنفيذ ومكان سير عربة النقل ، وسبب هذه الجريمة هو عدم وجود المؤسسات القانونية المحترمة التي تجد القبول من الجميع ، ثم إشاعة العدالة الأهلية التي ترتهن لرأي العمد والنظار وليس المحاكم .
ما حدث بالأمس هو بداية ذوبان جبل الجليد لحدوث الفوضى العارمة ، وربما لن يحتاج الناس في المستقبل للشرطة أو القضاة من أجل تسوية خلافاتهم وربما تكون بنادقهم أفضل وسيلة للتعامل مع يرونه ظلماً قد وقع عليهم .

 

آراء