الشهادة.. مَهَازل الوزارة والتلفزيون..! … بقلم: ضياء الدين بلال

 


 

 

diaabilal@hotmail.com

  

لا أدري إنْ كَانت عيون الكبار في الدولة السودانية رواصد أم غوافل عن ملامح الحزن والأسى في عيني وزير التربية والتعليم د. حامد محمد ابراهيم، وهو يشكو بؤس حال وزارته للشعب السوداني، الذي كانت عيونه مُسَلّطة على شاشات التلفاز. في انتظار بشائر النجاح. فإذا بوزير التربية يروي لهم بأسلوب يقترب من لغة الدموع وعبرات الحسرة واقع حال المدارس، وهي تُكابد عَنَتَ الإهمال والتجاهل في قوائم أولويات الدولة، الذي تأتي العملية التعليمية في أدنى مراتبه بعد ميزانيات المراسم ونفقات الأسفار..!

 

ومن المؤكّد أنّ الرجل لم يختار طريق الشكوى العلنية للجمهور إلاّ بعد أن أغلقت في وجهه نوافذ الأمل في إيجاد حلول بحجم المشاكل المطروحة في داخل مراكز اتخاذ القرار..!

 

فَقَرّرَ حامد في حالة صدق «هدندوية» أن يضغط على جلد حكومته بهذه الاعترافات  الوخزية: (وجود تَدنٍ في مواد الحاسوب والكيمياء والفيزياء وذلك لقلة المعامل والأجهزة واللجوء إلى تدريس تلك المواد نظرياً، بجانب تدني مادتي الجغرافيا والتاريخ)..!

 المواد العلمية التي قَواعدها الإبتدائية تقوم على التجربة والمشاهدة والملاحظة وأدق الحسابات المعملية، إذا بها الآن في سودان النفط والنهضة الزراعية وصفقتي وارغو وإمبيلي تتحول هذه المواد الأكاديمية الى محفوظات نظرية وسماعيات إنشائية لا يضبطها مختبر ولا يحكمها قياسٌ..!

وَحَتى إذا عرضت شهاداتنا المدرسية والجامعية خارج الحدود تفأجانا بردها صاغرة من حيث أتت.. واذا برد فِعْلنا التلقائي أن نستدعي تلك العادة الذميمة البارزة دوماً في لحظات الهزائم والانكسار وهي عادة مواجهة أسئلة الحاضر بإجابات الماضي.. الماضي المعلق على شماعات الأفعال الناقصة (كان وأخواتها)..!

 

كثيرون شَعَروا بالإهانة الشخصية حينما اطّلعوا على الخبر الذي تَنَاقلته أجهزة الإعلام المحلية والإقليمية عن امتناع الجامعات البريطانية، التعامل مع الشهادات الصادرة من السودان.. الذي رده نقيب الأطباء إلى منصة العداء السياسي..!

 

المؤتمر الصحفي لوزير التربية والتعليم كما حمل باقات الأفراح للعديد من الأسر السودانية وفي مقدمتهم أسرة المتفوق محمد الفاتح، وصحبه الأوائل، إلاّ أنّه أعاد  سلسلة التساؤلات المتجددة عن جدليات التوزيع العادل لفرص التعليم، إذ أنّ «19» ولاية من ولايات السودان الـ «26» خارج دائرة المنافسة على المائة الأوائل..!

 

إذا توافر العذر لوزارة التربية والتعليم - لنقص الإمكانات - في تحقيق نتائج ترضيها وترضينا.. لكنها بكل جدارة ستستحق اللوم على سوء إعداد وتنظيم المؤتمر الصحفي، الذي لم يُمنح فيه الصحافيون فرصاً كافية لطرح أسئلتهم، وذلك لعذرٍ غريبٍ ومثيرٍ للغيظ.. وهو أنّ المذيع التلفزيوني وبطريقة خالية من الذوق والكياسة، كان يلح على التعجيل بإغلاق باب الأسئلة لاقتراب موعد نشرة الأخبار، التي تحمل أخبار المسؤولين، بينما الجماهير في انتظار تفاصيل أوفى عن نتائج أبنائهم..!

 

ألم يكن من الممكن أن تعتبر إدارة التلفزيون نتائج امتحانات الشهادة في مقام مباراة الهلال والأمل عطبرة وتأخذ قليلاً من الدقائق من أخبار (قام ووصل وأشاد) لمصلحة الملايين المتابعين لحدث يأتي في العام مَرةً وَاحدةً فقط..!؟

 بالقطع الوزارة التي لا تملك حق الكلمة النهائية في مؤتمر صحفي (يخصها) لن تستطيع الحصول على (حقوقها) عند الآخرين..! 

 

آراء