الصائعون في الأرض !
د. زهير السراج
1 June, 2021
1 June, 2021
مناظير
* لأول مرة منذ ولوجي عالم الصحافة أغيب ارادياً عن الكتابة لأكثر من شهرين بسبب ظروف ضاغطة في العمل الأكاديمي واشغال أخرى انتهت بوعكة صحية حادة ألزمتني فراش المرض بسبب الارهاق الحاد، واحمد الله العلي القدير على نعمة الشفاء، واتقدم بالشكر للزملاء بالصحيفة وعلى رأسهم رئيس مجلس الادارة الباشمهندس (عوض محمد عوض يوسف) والقراء الاعزاء على دعواتهم الصادقة التي وجدت الطريق مفتوحة الى السماء، وعجلت بعودتي لمكابدة الهم العام ومواصلة المسيرة الشاقة التي كتبت علينا، "ومن كُتبت عليه خطىً مشاها"، كما تقول القصيدة المشهورة التي يُزعم ان كاتبها هو الشاعر والفيلسوف المعروف (ابو العلاء المعري)، وإن كان البعض يشكك في ذلك وينسبها لشاعر مجهول الاصل اسمه (عبد العزيز الدريني)، بينما يقول البعض انها قصيدة منحولة مثل كثير من الشعر العربي خاصةً الذي يسمى بالشعر الجاهلي المنسوب لشعراء عاشوا قبل ظهور الاسلام بينما الحقيقة غير ذلك، وجاء في القصيدة :
عجبتُ لمن يقيم بدار ذلٍ .. وأرضُ الله واسعة فضاها
فذاك من الرجال قليلُ عقلٍ .. بليدٌ ليس يدري ما طحاها
فنفسك فز بها إن خفتَ ضيما .. وخلِّ الدار تنعِي من بناها
فإنك واجدٌ أرضا بأرضٍ .. ونفسك لا تجد نفساً سواها
مشيناها خطى كُتبت علينا .. ومن كُتبت عليه خطىً مشاها
ومن كانت منيته بأرضٍ .. فليس يموتُ في أرضٍ سواها
* لا أريد أن أطيل في موضوع الشعر المنحول وليس هذا مجاله، أو ر بما ليس وقته، وإنما كل الوقت للشأن السوداني والهم العام الذي يشغل الجميع، وعلى رأسه الضائقة المعيشية التي استعصت على الحل واثبتت الفشل الذريع للسلطة الانتقالية بأكملها (مجلس سيادة على مجلس شركاء على حكومة وغيرهم)، خاصة الذين يرفعون الصوت ويتحدثون عن الفشل وهم اول الفاشلين، ولا أدري من يستغفلون ومن يخدعون!
* بل هم السبب الرئيسي في الضيق الذى يعانيه الشعب بسرقتهم لكنوزه وأمواله واحتكارها لشركاتهم الخاصة وتهريبها لأسيادهم في الخارج الذين لا يكتفون بما يصلهم من ذهب وكنوز فقط، ولكنهم يريدون الاستيلاء على أرضه وانتهاك سيادته واهانة كرامته بتخطيط وتدبير من العملاء الذين قبضوا الثمن عشية سقوط النظام البائد، وسيكون لي ان شاء الله عن هذه (الخيانة) التي لم تجد حظها من الحديث في الصحف مقالات كثيرة صريحة اكشف فيها خيوط المؤامرة الدنيئة في حق الشعب النبيل الذي كلما اسقط حاكماً خائناً ذليلاً، سرق الحكم حاكمٌ أكثر خيانة ودناءة .. وكلما اطل علينا الصبح سرقه الليل البهيم، و"كلما انبت الزمان قناةً" ــ على رأي المتنبئ ــ "انبت" الخائنون الفاسدون في "القناة سِناناً" !
* فشلوا حتى في تنظيم الاسواق ومحاربة الجشع والانانية، وتركوا حبل الفساد على غارب من يشده كل يوم بل كل لحظة، ليخنق به المقهورين والمطحونين مع سبق الاصرار والترصد. كما فشلوا في بسط الامن، وكأنها مكيدة مدبرة لقتل الشعب، بل إنها فعلاً مكيدة مدبرة، ومؤامرة مستمرة، أو لم يقتلوا المتظاهرين في ذكرى مجزرة فض الاعتصام غدرا وغيلة، ثم وجهوا الاتهام لنفر من الجنود لإطفاء الغضب الشعبي العارم، وكأن الشعب مجموعة من الاغبياء .. لا يفهم ولا يعرف ان الأوامر في الجيش تصدر بتسلسل هرمي من أعلى لأسفل وان الجندي لا يتصرف من تلقاء نفسه، خاصة أنه لم يكن هنالك ما يستدعِ التصرف الفردي أو اطلاق الرصاص للدفاع عن النفس، بل كان قتلا متعمداً مع سبق الاصرار والترصد، فهل مثل هذا القتل ينجم عن تصرف فردي أخرق، كما حاولوا تصويره لممارسة الخداع والمكر على الناس كديدنهم الذي جُبلوا عليه طيلة العامين السابقين، بينما الشعب غارق في الظلام والجوع والغلاء وغلبة الدَين وقهر الرجال !
* ثم انهم صائعون في الارض .. من دبي الى ابو ظبي الى باريس الى انقرة الى عواصم افريقيا، يبددون الملل بالسفر، ويخدعون أنفسهم ويظنون انهم يخدعوننا، بأنهم يمارسون السفر والفسحة والمتعة من أجلنا .. ولسان حالهم يقول .. سافر ففي الأسفار خمس فوائد ** تفريجُ همٍ واكتسابُ معيشةٍ وعلمٌ وآدابٌ وصحبةُ ماجدِ ... وسيكون لنا مع أسفارهم ومؤامراتهم جولات وحكايات، ان شاء الله .. انتظروني!
***********
* لأول مرة منذ ولوجي عالم الصحافة أغيب ارادياً عن الكتابة لأكثر من شهرين بسبب ظروف ضاغطة في العمل الأكاديمي واشغال أخرى انتهت بوعكة صحية حادة ألزمتني فراش المرض بسبب الارهاق الحاد، واحمد الله العلي القدير على نعمة الشفاء، واتقدم بالشكر للزملاء بالصحيفة وعلى رأسهم رئيس مجلس الادارة الباشمهندس (عوض محمد عوض يوسف) والقراء الاعزاء على دعواتهم الصادقة التي وجدت الطريق مفتوحة الى السماء، وعجلت بعودتي لمكابدة الهم العام ومواصلة المسيرة الشاقة التي كتبت علينا، "ومن كُتبت عليه خطىً مشاها"، كما تقول القصيدة المشهورة التي يُزعم ان كاتبها هو الشاعر والفيلسوف المعروف (ابو العلاء المعري)، وإن كان البعض يشكك في ذلك وينسبها لشاعر مجهول الاصل اسمه (عبد العزيز الدريني)، بينما يقول البعض انها قصيدة منحولة مثل كثير من الشعر العربي خاصةً الذي يسمى بالشعر الجاهلي المنسوب لشعراء عاشوا قبل ظهور الاسلام بينما الحقيقة غير ذلك، وجاء في القصيدة :
عجبتُ لمن يقيم بدار ذلٍ .. وأرضُ الله واسعة فضاها
فذاك من الرجال قليلُ عقلٍ .. بليدٌ ليس يدري ما طحاها
فنفسك فز بها إن خفتَ ضيما .. وخلِّ الدار تنعِي من بناها
فإنك واجدٌ أرضا بأرضٍ .. ونفسك لا تجد نفساً سواها
مشيناها خطى كُتبت علينا .. ومن كُتبت عليه خطىً مشاها
ومن كانت منيته بأرضٍ .. فليس يموتُ في أرضٍ سواها
* لا أريد أن أطيل في موضوع الشعر المنحول وليس هذا مجاله، أو ر بما ليس وقته، وإنما كل الوقت للشأن السوداني والهم العام الذي يشغل الجميع، وعلى رأسه الضائقة المعيشية التي استعصت على الحل واثبتت الفشل الذريع للسلطة الانتقالية بأكملها (مجلس سيادة على مجلس شركاء على حكومة وغيرهم)، خاصة الذين يرفعون الصوت ويتحدثون عن الفشل وهم اول الفاشلين، ولا أدري من يستغفلون ومن يخدعون!
* بل هم السبب الرئيسي في الضيق الذى يعانيه الشعب بسرقتهم لكنوزه وأمواله واحتكارها لشركاتهم الخاصة وتهريبها لأسيادهم في الخارج الذين لا يكتفون بما يصلهم من ذهب وكنوز فقط، ولكنهم يريدون الاستيلاء على أرضه وانتهاك سيادته واهانة كرامته بتخطيط وتدبير من العملاء الذين قبضوا الثمن عشية سقوط النظام البائد، وسيكون لي ان شاء الله عن هذه (الخيانة) التي لم تجد حظها من الحديث في الصحف مقالات كثيرة صريحة اكشف فيها خيوط المؤامرة الدنيئة في حق الشعب النبيل الذي كلما اسقط حاكماً خائناً ذليلاً، سرق الحكم حاكمٌ أكثر خيانة ودناءة .. وكلما اطل علينا الصبح سرقه الليل البهيم، و"كلما انبت الزمان قناةً" ــ على رأي المتنبئ ــ "انبت" الخائنون الفاسدون في "القناة سِناناً" !
* فشلوا حتى في تنظيم الاسواق ومحاربة الجشع والانانية، وتركوا حبل الفساد على غارب من يشده كل يوم بل كل لحظة، ليخنق به المقهورين والمطحونين مع سبق الاصرار والترصد. كما فشلوا في بسط الامن، وكأنها مكيدة مدبرة لقتل الشعب، بل إنها فعلاً مكيدة مدبرة، ومؤامرة مستمرة، أو لم يقتلوا المتظاهرين في ذكرى مجزرة فض الاعتصام غدرا وغيلة، ثم وجهوا الاتهام لنفر من الجنود لإطفاء الغضب الشعبي العارم، وكأن الشعب مجموعة من الاغبياء .. لا يفهم ولا يعرف ان الأوامر في الجيش تصدر بتسلسل هرمي من أعلى لأسفل وان الجندي لا يتصرف من تلقاء نفسه، خاصة أنه لم يكن هنالك ما يستدعِ التصرف الفردي أو اطلاق الرصاص للدفاع عن النفس، بل كان قتلا متعمداً مع سبق الاصرار والترصد، فهل مثل هذا القتل ينجم عن تصرف فردي أخرق، كما حاولوا تصويره لممارسة الخداع والمكر على الناس كديدنهم الذي جُبلوا عليه طيلة العامين السابقين، بينما الشعب غارق في الظلام والجوع والغلاء وغلبة الدَين وقهر الرجال !
* ثم انهم صائعون في الارض .. من دبي الى ابو ظبي الى باريس الى انقرة الى عواصم افريقيا، يبددون الملل بالسفر، ويخدعون أنفسهم ويظنون انهم يخدعوننا، بأنهم يمارسون السفر والفسحة والمتعة من أجلنا .. ولسان حالهم يقول .. سافر ففي الأسفار خمس فوائد ** تفريجُ همٍ واكتسابُ معيشةٍ وعلمٌ وآدابٌ وصحبةُ ماجدِ ... وسيكون لنا مع أسفارهم ومؤامراتهم جولات وحكايات، ان شاء الله .. انتظروني!
***********