الصادق المهدى ينضم الى ركب المستنيرين ويقترح دوله مدنيه! … بقلم: تاج السر حسين
16 July, 2010
royalprince33@yahoo.com
أظن الكثيرون سمعوا عن نكتة السودانى الذى زار الأردن لأول مره فى حياته ولا داعى لأعادتها، وها هو حفيد المهدى الصادق ومن قبله حفيده مبارك يعلنانها واضحه مثل الشمس (دوله مدنيه) لا دينيه ولا شرقيه ولا غربيه.
وما اندهشت له حقيقة هذا التطور الأيجابى فى فكر السيد الصادق المهدى وحتى فتره ليست بعيده ظل يتمسك برؤيه قريبه جدا من فكر الأنقاذ لعله كان يطرحها من باب توافقيته ومحاولته ارضاء الجميع وهذا فعل لا يفيد فى مجال السياسه وقد اضر بالسيد الصادق المهدى نفسه كثيرا، وحينما انتقدته بخصوص وجهة نظرى فيه هذه فى ندوه بدار صحيفة الأهرام المصريه كأن هو المتحدث الرئيس فيها ولم يكن متاح لى بالطبع أن ابين وجهة نظرى بصوره كامله، جاء رده على اساس ان اهل السودان غالبيتهم يرفضون ابعاد الدين عن السياسه ولذلك من الصعب أن يستجاب للعلمانيين ، وما لم استطع توضيحه يومها للسيد الصادق المهدى أن كل من يدعو للدوله المدنيه ليس بالضروره أن يكون علمانيا، اذا كانت العلمانيه عنده تعنى فوضى أخلاقيه وشارع غير منضبط وعدم مراعاة للقيم والأداب والعامه، على العكس من ذلك تماما فنحن نطالب بالدوله المدنيه التى ترفض أقحام الدين فى السياسه بل ترفض دخول اى حزب للمنافسه على اساس دينى حتى لو كان هذا الأمر مطبق فى دول الغرب كما ظل السيد الصادق يضرب مثلا بملكة بريطانيا وعلاقتها بالكنيسه، نحن نطالب بدولة المواطنه المدنيه التى لا تأخذ الناس بالشبهات وترصد حركاتهم وسكناتهم وفى ذات الوقت نريدها دوله تحافظ على القيم الفاضله والأداب العامه فى الخرطوم أو جوبا من خلال قانون (انسانى) يتفق عليه الناس جميعا دون أن يسمي قانونا دينيا حتى لا يشعر المواطن المسيحى أو اللا دينى بأنه مواطن من الدرجه الثانيه فى بلده، وكاذب من يعتبر المواطن غير المسلم مواطن كامل الأهليه ومتساو مع باقى المواطنين فى دوله أسلاميه أو تطبق التشريعات الأسلاميه.
للأسف الكبت والقمع الأعلامى يمنع المفكرين ويحد من توضيح وجهات نظرهم ولماذا يرفضون الدوله الدينيه فى زمن يتجه فيه الأعلام نحو الحريه المطلقه التى لا تقيد الا باخلاق المهنه والضمير اليقظ والمصلحه العليا للوطن دون استغلال من السلطه لتلك الضوابط.
مرة أخرى فهاهو حفيد المهدى ومن قبله ابن عمه مبارك اللذان ينتميان لأسره أسست أول دوله دينيه اسلاميه سنيه عنيفه و(متطرفه) نوعا ما فى السودان وتشبه حال الأنقاذ فى اول ايامها كثيرا خاصة فى عصر الخليفه عبدالله الذى أعدم العديد من المتصوفه شنقا وصبرا وتعذيبا .. ها هما يطالبان صراحة من أجل وحدة السودان بدوله مدنيه ، بل مبادرة السيد الصادق تمثل رؤيه جيده وتعتبرلا خطوة فى الأتجاه الصحيح، اذا وافق عليها المؤتمر الوطنى تكون افضل ما قدمه السيد الصادق لوطنه طيلة فترة حياته السياسيه المشوبه بالكثير من التردد وعدم الحسم، ولا يطلب منه بعدها غير أن يعتزل الحياة السياسيه ويصبح مرشدا وأن ينصح معه السيد محمد عثمان الميرغنى على ترك الساحه للشباب فى الحزبين لا يهم اذا جاءوا من داخل الأسره أو من خارجها طالما ارتضت ذلك القواعد بحريه وديمقراطيه ودون وصايه.
ودون شك فأن عمر البشير الضابط ليس أكثر فهما للأسلام من السيد الصادق ولا هو أكثرغيرة عليه، والوطن يمر باحرج منعطف فى تاريخه هذا وقت مناسب تتكرر فيه مقولة جد نبينا محمد (ص) التى قال فيها لأبرهة " لللبيت رب يحميه اما انا فلى ابلى".
والرجل اختلفنا أو اتفقنا معه أعنى (الصادق المهدى) مشهود له بالكثير من الجوانب الطيبه وينال احتراما من العديد من دول العالم.
بصريح العباره نقول الوحده فى هذا الزمن القليل المتبقى لن تحققها نداءات البشير ولا أمنيات سلفاكير ولا تنمية على عثمان محمد طه ولا شوارع أسفلت أو ملايين الدولارات.
الوحده تتحقق برضاء وقناعة انسان الجنوب وشعوره بأنه يعيش حرا كريما يتساوى مع باقى اخوانه فى الشمال، وذلك لن يحدث الا باعلان شجاع يحدد علاقه الدين بالدوله ويفصله عنها تماما، ويحدد هوية السودان على انها (سودانيه) وأفريقيه وعربيه اى انه وطن متعدد الثقافات وفى هذا التعدد قوته ومنعته.
وأن يحفظ للجنوب النصيب الأكبر فى حقه من البترول والا يرهق كاهله بديون جزء كبير منها تم به شراء الأسلحه الفتاكه فى مختلف الأزمنه خاصة خلال فترة الأنقاذ التى ارتفعت فيها صيحات الجهاد وكبرت فيها القرده ولم يخضع المال العام للرقابه الكامله بسبب عدم حرية الصحافه.
ولو أمعن الأنقاذيون النظر لأدركوا أن دولا عديده غربيه وعربيه وأفريقيه تتمنى انفصال السودان وترى فى ذلك الأنفصال مصلحة لها، ولا يمكن أن يحقق السودان وحدته الا بقرار تاريخى كلما تم اعلانه مبكرا كلما كانت الفرصه اكبر لتحقيق الوحده.
وأن يترك المؤتمر الوطنى خلال هذه الفتره احتكاره للأعلام وأن يشرك السودانيين بالرأى بعد أن همشمهم وابعدهم من خلال انتخابات مفبركه ومزوره ولا يحتاج اثبات ذلك الى دليل، فأهل السودان كافة يعلمون كيف أن بطاقة المؤتمر الوطنى فرضت على من يستحقون التصويت فى كافة المرافق.