بسم الله الرحمن الرحيم
وجهة نظر
أُعلنت بالأمس نتيجة إمتحانات الشهادة السودانية بنجاح 299314 من جملة 438184 الطلاب المسجلين، نقول ألف مبروك للناجحين ومزيداً من الإجتهاد لغير الناجحين، وهذا يقودنا إلي أن كليات الطب تُخرِّج سنوياً حوالي3500 طبيب وينال التخصص العشرات ولكن العقبة الكؤود التعيين الذي ربما توقف لشهور للإمتياز ولسنوات للإختصاصيين فتكون الهجرة حتمية كما قال السيد وزير صحة الخرطوم الخط الأحمر في نظر الوالي المنتخب : خليهم يهاجرو بجو غيرم، الهجرة لا تزعح وغير مُقلقة . وهكذا ينجح الطلاب ويدخلون الطب والدكاترة ولادة الهنا ولكن واقع مرير ينتظرهم.
جاء في صحيفة الإنتباهةالأحد 15/رمضان: يبدو المكان خاوياً علي عروشه وهمسات لبعض الموجودين في مركز غسيل الكلي بمستشفي الخرطوم التعليمي، فقد لحقت به ظاهرة التجفيف مما ينذر بإغلاق القسم بصورة نهائية.
إنها مأساة حقيقة لم يدركها المسئول وهو يتحمل أمانة التكليف فبدلا من زيادة عدد ماكينات الغسيل وتخفيف العبء علي المرضي وأسرهم ، يتساءل بروف مامون وزير صحة الخطوم : إنتو العيانين الكتار ديل بتجيبوهم من وين ، بل يأمر بترحيل 5 ماكينات من أصل 8 إلي مستشفيات الريف الشمالي بأمدرمان لا يدرك أي معاناة ستصيب هؤلاء المرضي وأسرهم. هذا القسم تم تجفيفه حتي من الإختصاصيين فأصبح واحد فقط من أصل 8 ، وبإيقاف هذا المركز فحتمية النتيجة موت المريض!! والطبيب الإنسان هو رسول رحمة هل يُعقل أن يُفكر في ذلك؟؟ وأفادت سستر حجبت إسمها: هنالك خطة لتجفيف مستشفي الخرطوم من قبل وزارة الصحة وذلك لإغلاق قسم جراحة وزراعة الكُلي علماً بأن هذا القسم هو أكبر وأقدم قسم في السودان وإستنكرت بلطجة وزارة الصحة في جنح الليل بتكسير الزجاج بأقسام الكلي وفك كوابل الكهرباء من قسم الطواريء بطريقة عشوائية وأن الذي يحدث مقصود ومخطط لإنهاء عمل القسم وأن الأيام كفيلة بتأكيد ذلك وصولاً إلي إغلاق المستشفي بصورة نهائية؟ ربما.
الأخ بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية وأنتم تتحملون مسئولية وطن ، أمنه وإستقراره ونهضته ونموه وتقدمه وكل ذلك يعتمد علي العقل السليم في الجسم السليم ، ولهذا فإن الصحة لابد أن تكون من الأولويات(بعضهم يستنكرون مخاطبتنا للسيد النائب الأول لرئيس الجمهورية بشأن الصحة وما آلت إليه، ومادروا أنه يحمل هموم أمة ومأساة وطن والصحة جزء من ذلك الهم الكبير بسبب نرجسية من تربعوا علي قيادتها لايدرون أنهم يقودونها إلي الدمار بسبب الإستعلاء وعشوائية التخطيط).
الأح النائب الأول بكري حسن صالح إن فشل د. عبد الحمن الخضر وهو والٍ منتخب في مُجرد توفير المياه والعاصمة تحيط بها الأنهر سِواراً بمعصم كفيل بتنحيه ومساءلته، أما أخونا بروف مامون نقولها إن تضارب المصالح قاد إلي موات الصحة، ولهذا فإن أمانة التكليف تقتضي إتخاذ القرار الصائب وقوفاً وإنحيازاً للمواطن والوطن أمنه وصحته وإستقراره وتنميته، ونتحداهم أن يستصحبوكم في زيارة تفقدية تعريفية لجميع المؤسسات الصحية التي تم إفتتاحها علي يديهم لتري ومن ثم تتخذون ما ترونه مناسباً..
إن ما يحدث اليوم لمستشفي الخرطوم نعتقد أنه يقود إلي تجفيف المستشفي وِفق خطة يدّعون إنها من أجل نقل الخدمات للأطراف! نتعجب أي أطراف هذه؟ ألم يقل السيد الوالي المنتخب أن الخارطة الصحية لولاية الخرطوم قد تم تنفيذها بنسبة 100%؟ نحن نحتاج لجرد حساب وفرش متاع ماهو المقصود بالخارطة الصحية وما هو المقصود بنقل الخدمة للأطراف؟ كل الأطباء والكوادر مع توفير الخدمات بالأطراف، نقول خدمات وليس حيطان وبوهية وسيراميك! ألا يمكن أن تظل المؤسسات القديمة تعمل جنباً إلي جنب مع الأطراف وعندما تنقَطِع الرِجل من المركز يمكن أن يُقفل بالضبه والمفتاح أو بيع الأرض للمستثمر، أليس هذا هو الغرض الأساسي؟ تجفيف مستشفي الخرطوم وصولا إلي إستغلال الأرض إستثمارياً؟مستشفي إبراهيم مالك الذي يًضاهي مشافي أوروبا من وجهة نظرنا لا يقدم خدمات متكاملة للمرضي ، بل يلجأون للخاص، وأنتم تتحدثون عن الأطراف ، لماذا تم بيع مستشفي شرق النيل؟ هل تملكون الشجاعة للرد إن كان والياً منتخباً أو وزيرصحة خط أحمر؟ فلقتوا راسنا بالإفتتاحات ولكن هل تم التقييم لمعرفة درجة النجاح وإبراهيم مالك نموذج حي؟ هل قمتم بدراسة لإسباب هجرة الأطباء ووضعتم الحلول بحسب توجيهات السيد رئيس الجمهورية؟ العودة للكشف الموحد لتنقلات الأطباء متي يتم تنفيذه أم إنه حجوة أم ضبيبينة مثل خط هيثرو؟
كثير من مستشفيات صحة الخرطوم تحت حِرز كليات طب خاصة وإستغلالها لتدريب طلبتها، فهل في النية مطالبة تلك الكليات بالإسراع بتشييد مستشفياتها الخاصة أسوة بالجامعة الوطنية وتجرد بروف قرشي وتخصيصه 200 سرير مجاناً للمريض السوداني وهذه كانت المحرية في بروف مامون لِيوقف إستغلال الأكاديمي الخيري وبناء مستشفاه التعليمي،لأنه وزير الصحة ويُفترض أن يكون القدوة ، ألم تُخصص له أرض لهذا الغرض ؟؟
كتبنا مراراً وتكراراً عن سالب الصحة وما وصلت إليه من تدهور فاق الوصف، وسنظل نحفر علي سطح الجدار إما فتحنا كوة فيه أو متنا تحته ، لأنها أمانة القلم والكلمة والضمير وهذا جزء من جزء من رد الجميل لهذا المواطن، أما المناصب فإنها غير دائمة وسنة الحياة التغيير والتبديل ولودامت لغيرك لما وصلت إليك ولهذا فإن السيرة العطرة هي الباقية وخدمة المواطن وأمانة التكليف هي المحك وكل نعمة إلي زوال،ونحن نرفل في العشر الأواسط علينا أن نتدبر أسلافنا في خدمة الوطن ورسالة الطب.
كسرة: كم عدد الأطباء بمختلف تخصصاتهم الذين تم تعيينهم بصحة الخرطوم منذ أن تسلم بروف حميدة الوزارة؟ كم عددهم قبل حضوره؟ كم عددهم حالياً؟ كم عدد الأسرة للتنويم قبل تعيينه والآن؟ كم عدد الأطباء والكوادر التي هاجرت في آخر عامين ؟ هل يمكن إفشاء مرتبات وحوافز وإستحقاقات الأطباء إمتياز إلي أعلي درجة وظيفية للطبيب؟؟
sayedgannat7@hotmail.com
//////