كتب صديقنا الطاهر ساتي تحت عنوان (الراجحي يحرجهم) في غمرة فرحته بحصاد قمح الراجحي في الشمالية ونادك في شمال كردفان ومشاريع النيل الأبيض والانتاجية العالية لهذه المشاريع كتب : (وليس بمشروع الراجحي فقط، بل بكل مشاريع الشمالية ونهر النيل والنيل الأبيض لم يقل متوسط إنتاج الفدان عن (15 جوال).. ولكن من يهدرون أموال المصارف العامة سنوياً في التهلك المسماة بمشروع الجزيرة يتباكى اتحادهم بلا حياء عن إنتاج الفدان (7 جوالات)، وهنا يتجلى الفرق ما بين الجد والهزل، الإجتهاد والكسل، الرعاية والإهمال، و (الطحين والطحن).. فالزراعة زراعة، والسياسة سياسة، وليس عدلاً أن تحول الحكومة مشروع الجزيرة الى مشروع سياسي يستنزف أموال البلاد بلا إنتاج)أ.ه
دون أن يعرق له جفن رمى مئات آلاف المزارعين جملة واحدة بالكسل والهزل والاهمال والطحن وقبل ذلك بهدر أموال المصارف واستنزاف أموال البلاد بلا انتاج (لا حول ولا قوة الا بالله) هنا الطاهر كمن يبصق على وجه ابيه او جده ويقول له انت تركبنا حمار والناس راكبة مارسيدس. الطاهر المشروع الذي تصفه باستنزاف أموال الدولة وهو من حمل هذا السودان وما جاوره قرابة القرن وكل ميزانية السودان طوال الثمانين سنة الماضية من خير هذا المشروع وكل بنيات البلاد التحتية من خير هذا المشروع ومزارعه الذي تصفه بالكسل والهزل واستنزاف اموال الدولة كان يُعطى الفتات ولم يتوقف ولم يمتن يوما ولا طالب بقسمة ثورة ولا سلطة ظلت البلهارسيا تفتك بجسده الهزيل الى يوم الناس هذا مضحيا بكل ذلك في وطنية منقطعة النظير. مزارع مشروع الجزيرة لم تشيد له القرى النموذجية والبيوت الجاهزة كمسئولية مجتمعية ولم تسفلت طرقه ولم تبنى مدارسه على احسن طراز ولا مطار بلا طائرات ولا مستشفيات ولا تعويضات وسكت واحتمل كل هذا العذاب. الطاهر لا اريد ان ارجعك لسنوات المشروع الاولى حيث ارباح السنوات الاولى ادخلت بها الكهرباء للخرطوم ومن قرى الجزيرة لم تصله الكهرباء الى يومنا هذا. الطاهر ما كان لخزينة السودان مورد غير مشروع الجزيرة . هل تعلم أخي الطاهر ان المزارعين الذين وصفتهم او كدت تصفهم بانهم سارقين لأموال الدولة ووصفتهم بالكسل كان نصيبهم من القطن سنة 1998 وهي السنة الوحيدة التي حصلنا فيها على حسابات القطن يومها كان العائد على المزارعين 6% فقط من دخل القطن. ارجوك ان تسأل معي اين ذهبت 94 %. لسنا عنصريين ولا جهويين وقبلنا كل السودان معنا وكان يوم صرف ارباح القطن يشعر به التاجر في نيالا وأسأل بروف علي شمو عن هذا كيف انتعش السوق في نيالا ولما سألوا قالوا ان المزارعين في الجزيرة صرفوا ارباح القطن. الطاهر ماذا لو كتبت في غمرة فرحتك بقمح الشيخ سليمان الراجحي وقلت أرض الجزيرة هي أخصب ارض في السودان ترى كيف سيكون الانتاج لو صرف عليها عُشر ما صرف على مشروع الراجحي. ماذا لو قلت العلة في مشروع الجزيرة ليست المزارعين وليست الارض ولكن هروب الدولة من التمويل الممتاز ونظام الادارة القبيح الذي يدار به مشروع الجزيرة الطاهر ماذا لو قلت الماء في الجزيرة جاهز والارض منبسطة ولا تحتاج تسوية ولا اصلاحاً فقط تمويلا ودراسات وستنتج اضعاف ما انتج الراجحي. أرض الجزيرة بخير ومزارعها بخير وستجد يوما عاقلاً ينصفها. لو لا الحياء لقلت لك مثلاً فلسطينياً بذئاً