الطيب مصطفى (2): حالة انهزام اخلاقى ساع لتفكيك السودان … أمين زكريا إسماعيل/ امريكا
amindabo@hotmail.com
إن الموضوع الأساسي لسوسيولوجيا المعرفة هو دراسة الأصول الإجتماعية للافكار ، والكشف عن كيفية ارتباط هذه الأفكار بالجوانب المختلفة للواقع الإجتماعي ( كالبنيتين التحتية والفوقية )في فترة تاريخية محددة زمانا ومكانا ، وكيف تؤثر هذه الأفكار بدورها في واقع العلاقة الجدلية بين البنية الإجتماعية والطبيعية والاقتصادية للممجتمع المعني ، والوعي الفكري الأيديو ـ سياسي المرتبط بهذه البنية سلبا وإيجابا.
حينما يئس الشعب السودانى و ادبائه و مفكريه و سياسييه من افعال و اعمال المؤتمر الوطنى التى لا تشبه الشعب السودانى و لا البشر خاصة فيما يتعلق بفشل ادارة التنوع الثقافى و السياسى و الدينى ةالبيئى و الاقتصادى....الخ نعتوه بنعوت متفاوتة، حيث وصف الدكتور جون قرنق ان النظام وصل الى مرحلة من اليأس الذى يتعذر إصلاحه وذلك بقوله:
It is too deform to be reformed
و لقد أشار الاستاذ يوسف كوه مكى قائلا ان السودان ( و يقصد النظام) دولة مريضة علاجها الموت، بمعنى ان علاج مشكلة السودان يكمن فى زوال نظام الانقاذ اى المؤتمر الوطنى. و لعل المشهد السياسى الحالى يكشف مدى صحة تنبؤاءات الاحياء و الاموات حول رؤيتهم لمستقبل السودان فى ظل استمرار طغيان المؤتمر الوطنى الذى سيقود بافعاله الى سودان مجزء لدويلات متحاربة.
و محور الصراع الدائر فى السودان هو صراع ثقافى معتمد على تهميش و عدم احترام ثقافة الاخر فكما يرى عالم الاجتماع برودو إن للثقافة بعدين،أحدهما المجتمع الذي تشكل ثقافته، وماهية وشخصية تلك الثقافة. واحترام الثقافة يعني احترام حق المجتمع بثقافته، واحترام ماهية تلك الثقافة وشخصيتها. ولكل من صيغتي الاحترام أسس مختلفة، إذ يتوجب علينا احترام حق المجتمع بثقافته لأن للبشر الحرية في تقرير طريقة حياتهم، ولأن ثقافتهم مرتبطة بتاريخهم وهويتهم، ولأنها تعني الكثير بالنسبة لهم، ولأسباب أخرى عديدة، من هذه الناحية لكل مجتمع حق متساو في تبني ثقافته، وليس ثمة أسس منطقية لعدم التساوي.
إن النظرة الأحادية والموقف المتكبر يرفضان الاعتراف بثقافة الآخر وشخصيته وحضارته، وأن عدم الاعتراف بالآخر وبثقافته يفضي إلي إقصاءه و تهميشه، وهذا شكل من أشكال التمييز التي تؤجج مشاعر الكراهية التي هي فتيل للصراع والصدام. فالتعالي والتكبر السياسي والثقافي والحضاري، هو الدافع إلى النزاع والصراع بين الحضارات، والصدام بين الثقافات وزعزعة أمن واستقرار المجتمعات الإنسانية، ولذلك كان الاعتراف بثقافة الآخر، الخطوة الأولى نحو تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات، تمهيدا لاقامة جذور التواصل و التثقيف الثقافى و الحوار المتبادل و الهادف و الخلاق المؤسس فيما بينها.
إن استمرار تكرار الاخطاء التاريخية لمعظم ما يسمى بالنخب التى حكمت السودان من قبل استقلاله و حتى الان فى ادارة التنوع و التعامل مع الهامش بعقلية الاقصاء الاثنى و الدينى امنيا و اقتصاديا و سياسيا و ثقافيا و منهجا تربويا و اساليب الغش و نقض العهود، ستظل عواملا فى امتداد الازمة واعادة انتاجها، و نشر و بث ثقافة الكراهية مما يؤدى الى تفتيت و تقسيم و صوملة السودان و دخولة فى دوامة حرب و صراع مستمر. فعقلية الخداع التاريخى الذى مارسه كثير من مترددى السلطة المركزية و خاصة فى ظل حكومة المؤتمر الوطنى ضد الجنوبيين وابناء دارفور و كردفان و جبال النوبة و النيل الازرق و شرق السودان و النوبيين و غيرهم من مهمشى السودان، ما زال بعض اصحاب العقلية المركزية امثال الطيب مصطفى يعتقدون انه بالامكان تكرارها ، متناسيين عوامل التاريخ و الجغرافية و السياسة والاقتصاد و الثقافة و التعليم و تنوع و تطور الاجيال و الهجرات و الاحتكاك بمجتمعات اخرى و اكتسابهم لخبرات و مهارات فى شتى ضروب الحياة، و التى شكلت واقعا ديناميكيا جديدا متميزا بدرجة كبيرة، و وعيا سياسا و ثوريا يستيطيع عبره عزل المعاد انتاجهم مركزيا و الثورة ضد الظلم و النضال من اجل استرداد الحقوق المسلوبة مهما طال الزمن ام قصر بكافة السبل. فمثلا كان العزف على الوحدة الجاذبة فى الزمن الضائع واقعيا لن تنطلى على الجنوبيين وفقا لمؤشرات قياس الرأى العام التى حددت اتجاههم، كما ان ايقاف صحيفة الانتباهة (المستسناه من الرقابة القبلية التى فرضت على الصحف طيلة السنين السابقة) فى ذاك الزمن بعد ان حولت الكثير من وحدويو الجنوب و الشمال لانفصاليين من خلال تقديم الاساءات و التحريض على الانفصال و الوعيد للجنوبيين فى الشمال فى حال الانفصال او عدمه، و إلهاب صاحبها الطيب مصطفى اعلاميا لنيران الحرب و الصراع فى جنوب السودان و الشمال ..الخ لمدة خمسة سنوات متدثرا بخؤولته للرئيس، فهذا الاجراء كان شكليا لم يقنع الجنوبيين بالوحدة، اذا ان الصحيفة عادت اكثر تطرفا للجنوبيين و جنوب كردفان/ جبال النوبة و النيل الازرق و قطاع الشمال بالحركة الشعبية، فالطيب مصطفى فى نظر الجنوبيين وكل المهمشين هو منفذ باسلوب اخر لسياسة المؤتمر الوطنى من خلال نظرية توزيع الادوار الممرحلة للمؤتمر الوطنى عبر العديد من الممارسات التى اشرنا اليها فى مقالات سابقة منها الهجوم الشرس و التشويه المفبرك اعلاميا للقيادات العليا للحركة الشعبية ابتداءا من رئيسها، و التى فشلت، فالطيب مصطفى الذى كان مديرا عاما للهيئة القومية للاذاعة و التلفزيون التى كان المنوط بها الدفع بالسلام و تحقيق التنوع القومى الثقافى و الدينى منذ قبل التوقيع على اتفاقية السلام ...الخ كان مؤججا من حينها لروح الكراهية و الاقصاء الذى انعكس فى شكل البرامج التى تقدم فى جهازى الاذاعة و التلفزيون التى يعلمها الجميع و التى تصل الى اغلبية سكان السودان و خاصة شماله، فالخلل الكبير الذى احدثه الطيب مصطفى فى وحدة السودان لم يصيب الجنوبيين وحدهم بل بقية الهامش السودانى لان اسباب نضالهم لا تختلف عن جنوب السودان. لذلك حينما يقارن المرأ بين محاربة و تقديم صحفيى الرأى و النقد لمحاكم امن الدولة لانهم ينطلقون من واجبهم الاخلاقى و المهنى و يحاولون تنبيهه الدولة و مؤسساتها بمخاطر عدم التطبيق الامثل لاتفاقية السلام و تحقيق الحريات و التحول الديمقراطى و الشفافيه و بناء السلام و الوحدة باسس جديده خاصة لما تبقى من سودان بعد ذهاب ثلثه، و يترك الحبل للطيب مصطفى و منبره الهدام طيلة هذه الفترة لها من الدلالات و المؤشرات الاخرى التى تقبل كل انواع التفسير، و الا كيف لا تصل مساءلة شخص او مجموعة مدمرة لوحدة السودان و بكراهية لمحاكم و نيابات امن الدولة كما يفعل باخرين فى مسائل لا تساوى واحد من مليون مقابل تدمير وحدة وطن.
فالطيب مصطفى بعد ان اضاع ثلث السودان يسعى الان الى اضاعة رقعة اكبر من جنوب السودان و هو بكيله للاساءات لشعب غرب السودان و خاصة جنوب كردفان و دارفور بجانب النيل الازرق و عدم احترامة للمواثيق و الاتفاقيات و القوانيين التى تحكم حقوق المواطنيين فى تلك الاقليم التى يشهد عليها المجتمع الدولى، فتفسيرات وصف المشورة الشعبية لجنوب كردفان و النيل الازرق التى يرددها الطيب مصطفى و اساءته لقيادات الحركة الشعبية بجنوب كردفان و النيل الازرق وشمال السودان خاصة و قضايا التنوع الثقافى و الدينى و السياسى السودانى لهو انهزام اخلاقى للتنوع السودانى الواقعى، و على الطيب مصطفى قراءة التاريخ و الجغرافيا و الاجتماع و الديانات ليتاكد ان كان ينتمى لهذا الشعب او البلد ام لبلد آخر غير السودان الذى نعرفه، او ان يعرض نفسه لطبيب نفسانى قبل ان يتأزم و ضعه الاخلاقى النشاذ وتدمير بقية ما تبقى من سودان. فهذه الروح العدائية لحقوق الاخرين بان يكونوا آخرين ان لم تعجب الطيب مصطفى فعليه ان يذهب و يستقر فى مكان غير الكرة الارضية التى لم تخلو و لو جزيرة صغيرة و معزولة من ذاك التنوع وحينها ان وجد ذاك المكان فانه سيحفظ كبدته و مرارته من الانفقاع كما يردد ذلك فى زفراته العنصرية. و نقول للطيب مصطفى ان الجغرافية السودانية لم يقم عمرها على محور واحد كما يردد هو و آخرين مصطلح دولة شمال السودان فاين الشرق و الغرب و الجنوب، فسيكون هنالك عدد من الجنوب بما فيه كوستى و سنار وكردفان و جبال النوبة ودرافور و النيل الازرق و سيكون الشرق و الغرب ايضا بزواياه بعد ترسيم الحدود و ستتغير خريطة السودان الذى كان يضعها الطيب مصطفى فى اعلى صحفيته و سوف تتغير خطوط الطول و العرض و المساحة و الاقتصاد و الاجتماع و التاريخ ...الخ فهل يعلم ان فكرة تخلص الطيب مصطفى من جنوب السودان لن توقف السودان من عدد من جنوب أخر، متشابه مع ذاك الجنوب فى الظلم و عدم العدالة، و هو ما يحتاج لعقلاء ان وجدوا داخل المؤتمر الوطنى و الاخرين لادراة ذاك التنوع بدلا من تازيمه بتلك الزفرات العنصرية البغيضة. و الا فان مطالب الاقاليم المهمشة سيتم تدويلها و تخرج من مطالبات الحكم الذاتى و المشاركة العادلة فى السلطة و التوزيع الامثل للثروات و التنمية و الخدمات الى مطالبات بحق تقرير المصير، و حينها نقول للطيب مصطفى لا الصهيونية و لا الصلبية و لا الاستعمار التى يعلق فيها شماعة الفشل فى ادارة التنوع السودانى كانت او قد تكون سببا فى تجزئة و تفكيك السودان اذا لم يبنى باسس جديدة، و لكن نقول ان ضيق نظرة و افق الطيب مصطفى و امثاله كانوا و سيكونون سببا فى تفكيك ما تبقى من سودان.
فيجب ان يتعلم الطيب مصطفى من اخطائه ومن يدعمها من داخل المؤتمر الوطنى فى تفكيك ثلث السودان، و المحافظة على ما تبقى من السودان، و العيش فى جوار سلمى و تبادل مشترك للمصالح مع دولة الجنوب.
فالمؤتمر الوطنى و امثال الطيب مصطفى يعتقدون انهم أوصياء على السودان كما يرون انهم الادرى بمصالح الاقاليم المختلفة اكثر من ابناءهاـ معتبرين ابناء الهامش الذين معهم داخل التنظيم كمبارسا ارزقيا تكمم افواههم بالمال و السلطة الشكلية، فاستمرار هذه العقلية المشوهه سيزيد من تعقيدات الازمة السودانية وسيذيد من درجات تطرف الهامش و تضعف امال الوحدويين اينما وجدوا فى امكانية وجود قواسم و ارضية مشتركة فى ظل سياسة و سيطرة المؤتمر الوطنى وزبانيته من امثال الطيب مصطفى التى تجعلهم يعيشون كمواطنيين بدرجات ادنى و اقل من متسيطرى السلطة بفهم احادى اقصائى خاطئ.
حينما استغرب الاديب السودانى الكبير من تصرفات اهل الانقاذ التى تعارض كل القيم و الخلق السودانية الاصيلة من خلال افعالهم فى كل شئ لم يجد وصفا لذلك الا "عبارة من اين اتى هؤلاء"؟ و كتب ما كتب من الاعلاميين و الصحفيين و المفكرين و الباحثين و الاكاديميين و السياسيين و الفنانيين و القانويين و الانثروبولوجيين و الاقتصاديين و الاطباء و المهندسين و العسكريين و النقابيين و المؤرخين و ناشطى حقوق الانسان و غيرهم كل من الزاوية التى تخصه فى الشأن السودانى بفهم كبير يساهم فى اعادة صياغة الدولة السودانية و المحافظة على وحدتها باسس جديدة، الا ان المؤتمر الوطنى لجهل او تجاهل، يعتبر كل من يخالفه الرأى عدو يجب محاربته، بل ان اسقاطات فشله لمواجهة الوعى الثورى الذى عم معظم السودان و خاصة هامشه يصبها فى العجزة و النساء و الاطفال الابرياء عبر قوانين النظام العام و الافقار و غلاء الاسعار ابادات عرقية و ابدال سكانى و تهجير و غسل عرقى و ثقافى و محاولة اعادة انتاج قسرى، و هو ما ذاد الوعى الثورى للهامش، و اصبحت الثورات المسلحة هى الطريق لمواجهة الظلم الذى وقع عليهم، و دول القضايا السودانية التى وصلت الى محكمة العدل الدولية مما عقد المشكلة السودانية بصورة لم يشهدها التاريخ.
فواقع كل الدول التى تطورت يشير الى انها استفادت من الرأى الاخر و التنوع لتقوية الدولة و الوطن، فلا يعقل ان تريد دولة تطورا و تتجاهل اهمية التنوع الثقافى و الدينى ..الخ و تمارس الابادة و القتل و السجن و التعذيب للتخلص من كل من يخالفها الرأى و الدين و الاصل الاثنى و الانتماء السياسى و غيره، و تقوم بابعاد و محاربة الكوادر المؤهلة اكاديميا و سياسيا و اقتصاديا ...الخ عبر مايسمى بالصالح العام (الضرر العام) فانى لها ان تتطور؟، و ما التصدى اللا انسانى بالامس لشباب و شابات يعبرون عن آرائهم بصورة سلميه وقتلهم و تعذيبهم لدليل على الافلاس السياسى للدولة و فشلها فى اكفال حرية التعبير، و ما اقالة مدير جامعة الخرطوم بالامس الا لان الرجل عمل بضميره و بصيرته ولم يلتفت للقب الوظيفة و مخصصاتها و وجاهتها الاجتماعية و لا الازراق التى تاتى بالتبعية العمياء ولى الضراع وعن مصادرة الصحف فحدث و لا حرج. و اذا كان البشير قد صرح الاسبوع الماضى بالشمالية انه سيخرج للشارع ليرجمه و يموت فى السودان اذا احس بانه غير مرغوب فيه، فها هى دولته باجهزتها الامنية تتخوف من ثورة الطلاب و الشباب و فى العاصمة و بعض المدن السودانية، فهل بامكان الدولة ان تعطى تصريح لمدة 3 ساعات فقط لكل مدن و قرى السودان لخروج الذين يرفضون البشير، و حينها بامكانه ان يقرر ان كان سيخرج للرجم ام يهرب كما فعل غيره.
فالمؤتمر الوطنى و زبانيته من امثال الطيب مصطفى الذين يتعاملون مع خصومهم بعقلية امنية عليهم مراجعة أنفسهم و الاتعاظ من تجربة و مصير نيكولاى شواسسكو، الذى اعتمد فى دكتاتوريتة على اكثر من مليون رجل و امراة امن و شرطة اطلق عليهم ابناء شاوسسكو و وفر لهم كل مستلزمات الحياة من مسكن و رواتب مجزية (سياسة التمكين) و برمجهم على كره المجتمع معتبره سببا فى وضعيتهم هذه، و اطلق لهم الحبل ليفعلوا ما يفعلوا بالشعب الرومانى، الا ان صحيان ضمير اغلبيتهم و تقديرهم للاشياء عقليا و ليس عاطفيا جعلهم ينحازون الى الشعب و ينقضون على ابيهم و زوجته كنهاية حتمية لاى نظام ظالم او دكتاتور، فهل سيفعلها ابناء الحلال و غيرهم من المؤتمر الوطنى ويصحون من غفوتهم بحكمة للمحافظة على ما سيتبقى من السودان.
فثقافة الاقصاء و الكراهية و التعالى حتما ستكون نهايتها مأساوية، لذلك حينما يقول المثل السودانى أسمع كلام الببكيك و ما تسمع كلام البضحكك لم ياتى من فراغ. و هذا المثل ينطبق تماما على المؤتمر الوطنى و امثال الطيب مصطفى الذين يضيقون زرعا بالرأى الاخر حتى و لو كان صحيحا. و يبدو ان الملتفى حول صانعى القرار فى مركز السلطة سواء كانوا وزراء او اعلاميين او مستشاريين او قانونيين و غيرهم لا يقدمون لهم الا ما يرضيهم و يبسطهم من اخبار سارة و تبريرات غير منطقية للاخبار غير السارة، مما يجعل صناع القرار يعمهون فى طغيانهم و يمدونها بدراية او بدون دراية و وعى، فحينما تسمع بعض المصطلحات تخرج من اناس فى قمة الدولة كيلحس كوعوا و بلوها و اشربوا مويتها و زعيط و معيط وطز ....الخ تلعن حظ البلد الذى ابتلي بهولاء، فالسياسة ليست عضلات و لا هرطقات، انما علم و متغيرات و واقع و حكمة فى التعامل مع قضايا الساعة برشد و تعقل و منطق. لذلك وطن بهذا المفهوم الخاطئ للذين على قمته يمهد الطريق لكل من يجد وضعا للانفكاك منه. و من ثم فان المعادلة التى يجهلها او يتجاهلها المؤتمر الوطنى للمحافظة على ما تبقى من السودان بعد ذهاب الجنوب فى 2011م، هى اما تفكيك و تغيير مركز السلطة بالخرطوم او تفكيك بقية السودان، نامل ان تصحى العقول المؤمنة بتفكيك مركز السلطة من داخل المؤتمر الوطنى عمليا و ليس نظريا و هو ما قد يكون مخرجا لما تبقى من سودان .
الموافق 31 يناير 2011م.