الظلمة وأعوان الظلمة

 


 

 

تحدث أحدهم الي برنامج تلفزيوني ديني وأوضح بأنه كان يعمل حارسا بأحد السجون وكانت تأتيه الأوامر من رئيسه المباشر بتعذيب المساجين المكلف بحراستهم وان يغلظ عليهم بقدر المستطاع .
هي أكيد صحوة ضمير أحس بها هذا العسكري الغافل بعد مرور سبعة سنوات قتل فيها من قتل وأحدث عاهات مستدامة في الكثيرين وبعض ضحاياه اضحوا فاقدي العقل بسبب القسوة التي لم يكن لها حدود والعقاب لم يكن بدنيا فحسب بل كان نفسياً أيضا تمازجت فيه اللكمات مع توجيه الألفاظ النابية وهتك العرض بصور متعددة لا تخطر علي بال بشر .
كان ذاك الشيخ الأزهري الوقور الذي تولي الرد علي صاحب السؤال الحائر الذي ظهر بعد كل تلك السنين يبحث عن مخرج لما اقترفت يده الآثمة في حق ابرياء لمجرد أن رئيسه طالبه بذلك ولم يفكر لحظة هل هذا العمل شرعي قانوني ام انه مخالف لكل شرع ودين وعرف وأخلاق وإنسانية !!..
كان الشيخ منفعلا وغاضبا لدرجة أن جسمه كان يهتز وبان الاستنكار علي وجهه وكأنه غير مصدق أن يكون في عالمنا مثل هذه الوحوش الضارية التي لا تمت للإنسانية بصلة ...
وجه الشيخ أسئلة متلاحقة عبر الأثير لهذا اللاانسان المخدوع عديم الأخلاق والقيم :
( هل وانت تعذب ضحاياك مات منهم أحد ) ؟!
رد السجان :
( نعم مات عدد منهم ) .
( طيب يارجل هل تعرف هؤلاء الذين ازهقتم أرواحهم وهل تعرفون أهلهم ) ؟؟!!
قال العسكري :
( لانعرف عنهم شئ ) !!..
كان مولانا الشيخ الأزهري يردد عقب كل إجابة صادرة من هذا الشخص الذي يحار الناس من أي طينة هو ومن اي مكان جاء ... :
( لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ) .
وفي النهاية أعطاه الشيخ الحكم علي مشكلته هذه وهي كما قال فضيلته كبيرة من الكبائر لا ينفع معها حج ولا صيام ولا كفارة ولا استغفار والذي ينغع أن يحاول هذا العسكري المنكود الحظ أن يبحث عن أسر الضحايا في طول البلاد وعرضها ويستسمحهم وإذا سامحوه عليه أن يدفع ديتهم وإلا فإن يوم الموقف العظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من اتي الله بقلب سليم ستمسك الضحية وهي مضرجة بدمائها بتلالبيبه في محكمة العدل الالهي حيث ينال كل ذي حق حقه .
هذا الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان اشتهرت به سجون مصر وبيوت اشباح الكيزان ونذكر الزبانية الكبار والصغار بأن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
يقول لقاتل الروح وين بتروح ؟!

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء