العدالة المفقودة أو الموؤدة

 


 

 


*تحدثنا بالأمس عن الصراف الآلي داخل مباني مكاتب ضرائب الخرطوم ، والتي لم تراع حتى حق الجوار ناهيك عن حق المواطنة الذي يلزم الحكومة العجيبة على أن تعامل مواطنيها على قدم المساواة ، ولكنها آثرت التمييز بين المنتمي اليها واللامنتمي ، والأشد مرارة ذلك الصراف الآلي الذي كان يطل على الشارع من داخل وزارة المالية ولاية الخرطوم ، فاذا بهم يقلبون الماكينة ويحولونها لداخل الوزارة وكأنها إمتياز خاص لوزارة المالية وهي نفس الوزارة المناط بها (قفة ملاحنا) وإدارة إقتصاد بلادنا ، فلاهم نجحوا في الاقتصاد ولا الإدارة انما نجاحهم منقطع النظير كان في الأنانية وحب الذات وتخصيص الإمتيازات لهم وحرمان هذا الشعب الطيب من أبسط حقوقه وكأنهم يستمتعون أيّما إستمتاع عندما تتوزع الأسرة بين صفوف الخبز والوقود والصرافات الآلية ،ولايسألون أنفسهم عن الميزة التى تميزهم عن الآخرين ، سوى تلك الدبابة التى إعتلوها قبل ثلاثين عاماً لتنغص علينا حياتنا.
*وحق علينا أن نؤكد أن 65% من الشعب السوداني من الرعاة والمزارعين وهم خارج النظام الحكومي المعروف ، فهم يتعالجون بالأعشاب وبالرقية وبالكجور وغذاؤهم العصيدة والكسرة ولايعنيهم الخبز ولا ( عش الغراب ) فمعدلات الإستهلاك عندهم تأتيهم من التعدين الأهلي وعائدات تحويلات المغتربين ، فالشعب السوداني غني جداً ، وإثنين مليون مغترب ، يكفلون أربعة مليون أسرة ، ولأن الأسرة الممتدة مازالت أحد أكبر مكونات نسيجنا الإجتماعي فان البيت السوداني المتكافل موجود بشكل دائم ، أما الحكومة فإنها تستولي على الجمارك والضرائب لتوفي بإلتزاماتها تجاه القطاع الأمني والدستوري والسيادي وهذه الاهتمامات التى تحصر نفسها داخلها جعلها حكومة معزولة عن الشعب السوداني ، بل أنها تعمق هذه العزلة بسلوكها الذى سلكته بتحويل بعض المؤسسات الى أفرع بنوك في المؤسسات لتخدم بعض الموظفين دون سواهم ، للأسف الشديد .
* والناظر الآن لمشكلة مشاكل الحكومة نجدها مع منسوبيها الذين أعطتهم تصاديق الأدوية ورضيت أن تفتح لهم الإعتمادات المستندية (الضاربة ) بل ، وفتحت لهم خزائن بلادنا ينهبونها من باطن الأرض ومن ظاهرها ، وهذه الفئة هم من يستخدمون القمح من أهل الحضر والذين تبلغ نسبتهم 30% ، فأي تغيير نتوقع حدوثه فسيكون من الحلفاء الشركاء في السمسرة والمضاربة في الدولار وإستنزاف موارد الشعب ، التفسير الاوحد لفهم مايحدث لابد من قراءته من خلال أن الربط من الضرائب يمثل 75% ترى لهذا تمت مكافأتهم بخدمة مصرفية خاصة ؟! ربما ..وسلام يااااااااوطن..سلام يا
وزيرة الضمان والرعاية الاجتماعية الاستاذة / وداد يعقوب تقول : الفساد أكبر معوقات التنمية الاقتصادية والاجتماعية .. صدقت والله بل انه اكبر معوقات الحياة نفسها .. وسلام يا..
الجريدة الخميس 13/12/2018

 

آراء