القمة تحلق

 


 

كمال الهدي
25 February, 2023

 

تأمُلات
. حقق ناديا القمة بالأمس انتصارين في غاية الأهمية.

. فالمريخ تغلب على شباب بلوذداد الجزائري بهدف.

. والهلال انتصر على القطن الكاميروني بهدفين.

. وأتمنى أن نحلق نحن بتفكيرنا ومواقفنا وسلوكياتنا مثلما حلق لاعبو الناديين وحققوا المطلوب.

. وأرجو أن يكف البعض عن تلك الاسطوانة المشروخة " هي مناكفات موجودة في كل العالم".

. فهذه ثقافة أسس لها صحفيون غير رياضيين ولا علاقة لهم بكرة القدم وكل همهم هو أن يتكسبوا ولو أدت كتاباتهم للحرب والاقتتال بين جمهور الناديين.

. تناكفوا كما تشاءون عندما يتغلب أحد الناديين الكبيرين على الآخر.

. وغيظوا بعضكم كما ترغبون حين يخسر أحدهما محلياً وتصب تلك الخسارة في مصلحة الآخر.

. لكن عيب كبير والله وتخلف في التفكير أن ينتصر الناديان خارجياً أو ينهزما ونحن لا نزال غارقين حتى الثمالة في أمراض التعصب ونسعي لتبخيس الانتصار أو نفرح لهزيمة أحدهما.

. فنحن بذلك نقدم أنفسنا للآخرين بأسوأ صورة ونضحكهم علينا، سيما عندما نتبرع بمعلومات تؤذي بعضنا البعض خارجياً.

. واهم من يظن أن الآخرين سيحترمونه وهو يضر بأي قضية تخص أحد كيانات بلده ولو رياضياً.

. ومريض نفسياً من يفرح من قلبه لضرر يقع على نادٍ من بلده.

. أعشقوا هلالكم دون أن تكرهوا المريخ.

. وحبوا مريخكم بلا بغض للهلال.

. لن نُمنح كأهلة (دبابير) لو انهزم المريخ خارجياً.

. ولن يصفق العالم للمريخاب عندما يخسر الهلال قارياً.

. بل العكس كلما حقق أحد الناديين مكسباً خارجياً ارتفعت وتيرة التنافس بينهما وصفق لنا العالم واعتبره انتصاراً سودانياً.

. فما بالكم حين ينتصر الناديان في يوم واحد.

. لابد أن نتعامل مع الانتصاريين كحافز لتجويد الأداء وتعزيز القدرة على المنافسة خارجياً، وذلك من شأنه أن يتحقق عبر تفرغ كل لدعم ناديه بدلاً من اهدار الوقت والطاقة في تبخيس عمل الآخر أو التآمر عليه.

. لم أتمكن من مشاهدة سوى دقائق من مباراة المريخ لاحظت خلالها أن الفريق في حالة جيدة.

. والواقع أنني انتبهت منذ مباراتهم السابقة وهزيمة الهدف المتأخرة لتطور الاداء بشكل ملحوظ، واستغربت للهجوم على المدرب ريكاردو.

. الجميل في نتائج هذه الجولة هو قدرة الهلال والمريخ على مقارعة أندية شمال أفريقيا.

. فقد كنا نتقاصر أمامهم دوماً في السابق.

. ويفترض أن يمنحنا الانتصاران على الأهلي وشباب بلوذداد حافزاً استثنائياً وثقة كبيرة في أنفسنا حتى ننهي هذه العقدة للأبد ونتقدم في البطولة رغم كل الظروف والمعوقات.

. عاد الهلال للمباراة أمام القطن الكاميروني بهدف تخصصي لمهاجمه مكابي.

. وبقدرما سعدت لتكرار هدفه من الضربة الثابته تمنيت أن يعمل اللاعب والجهاز الفني بجد لكي يصبح هذا تخصصاً مستداماً لمكابي وذلك بالتدرب المستمر.

. فقد عانى الهلال كثيراً في السنوات الماضية من التنفيذ السيء للضربات الثابتة والركنيات.

وبعد ذلك تقدم الهلال بهدف جميل آخر لذات اللاعب الذي سيمنحه ذلك دافعاً للمنافسة على لقب هداف البطولة شريطة أن يركز أكثر في مقبل المباريات ويسعى لإستغلال أنصاف الفرص دونما أنانية ضارة.

. بالرغم من روعة الانتصار لم يعجبني الهلال في شوط اللعب الأول.

. وليت الأمر تعلق بسوء الأداء فقط، لكن المزعج أكثر هو ضعف الروح.

. هو ليس تعالياً كما افترض البرنس في تحليله ما بين الشوطين، لكنه انعدام أو ضعف الشغل النفسي.

. كنت قد اشرت لهذا الامر بشكل عابر في مقال الأمس ولم أرغب في الغوص في التفاصيل قبل المباراة بساعات.

. لكن الواضح لي أن هذا الجانب مهمل تماماً سواءً من فلوران أو مساعديه.

. فلا يعقل أن نحس بكل هذا البرود في مباريات تنافسية على المستوى القاري.

. حتي الأهلي المصري تغلبنا عليه في عشرين دقيقة فقط عادت خلالها الروح للاعبي الهلال بعد أن غابت عنهم خلال الشوط الأول.

. وإن وجد الجهاز الفني نفسه عاجزاً عن تقديم الكثير في هذا الجانب فلابد أن يستعينوا بمعالج نفسي يفهم تركيبة لاعبينا جيداً.

. استغربت لاستخدام هيثم لمفردة " التعالي" في وصف ما ظهر من لاعبي الهلال في الشوط الأول.

. فهي ذات المشكلة التي عانى منها هيثم نفسه وأبناء جيله خلال الكثير من المباريات القارية.

. فالهشاشة النفسية وضعف التركيز والشرود الذهني ليس عللاً جديدة علي الكرة السودانية.

. لكن المشكلة في إداريين وأجهزة فنية لم تتعامل مع هذه المشاكل بجدية أو تسع لحلها.

. ولي عودة لهذا الامر بإذن الله.

kamalalhidai@hotmail.com
////////////////////////////

 

آراء