القناة الفضائية (2)

 


 

 




في نهايات العام المنصرم 2013 تنادى كل الذين يهمهم أمر الوطن الجريح خلال الأسافير وتداعوا بالمناكب التي هي الأقلام مقترحين إنشاء قناة فضائية تلفزيونية تنقل أخبار الوطن الصحيحة وليس كما يريدها النظام الحاكم. وبدون مقدمات ظهرت مجموعة تدّعي أنهم رجال أعمال في دول الخليج وقالت بالفم المليان أن القناة سترى النور وتبدأ البث في شهر يناير من العام 2014. وقالوا أنهم بصدد تأسيس شركة مساهمة عامة من كبار المساهمين  مستعينين بالخبرات الإعلامية المنتشرة في العالم بأركانه الأربعة.

تحمّل فرد واحد عناء نشر الخبر والدفاع عنه في سودانيزأونلاين. حاولت إفهام ذلك الأخ الكريم أن ما يقوله بالإنابة عن المجموعة التي تتحدث من خلف ستار لا يمكن عملياً ولا منطقياً. كانت هذه المجموعة كما كان يردد ذلك الشخص أنهم لسرية الموضوع يرون عدم نشر أسمائهم لدواعي أمنية. قلنا للأخ المجتهد: كيف تتحدث عن شركة مساهمة عامة وتقول أن أسماء مؤسسيها ومجلس إدارتها ستكون سرية لدواعي أمنية؟ المثل يقول: (البرقص ما بغطي دقنه). ثانياً لا تعلنون عن دولة المقر. ثالثاً: لا تحددون عدد الأسهم ولا قيمة السهم. ولم تحددوا بنكاً أو بنوكاً ليتم شراء الأسهم عن طريقها. لم تقولوا أن أسهم الشركة ستطرح في بورصة المدينة الفلانية!! كيف يمكن إخفاء كل هذه المعلومات عن من تطلبون منهم المساهمة في الشركة وشراء الأسهم؟

من الناحية الفنية إستفسرنا من الرجل: كيف سيتم خلال 3 أشهر إكمال الجوانب القانونية والمالية للشركة ومن ثمَّ إكمال الجوانب الفنية والتي هي ليست بالسهولة ليقرر فيها صاحب مال لا يفقه شيئاً عن تكنولوجيا تبدو له مثل الفيل الأبيض؟ لم يجر جواباً مقنعاً على لسان الأخ الكريم صاحب النية البيضاء والقلب الطيب.

ثالثة الأثافي قلنا له: من يدريك أن هذه المجموعة من رجال الأعمال ليست من خلايا الحكومة النائمة والتي تعمل على (تنفيس) أي عمل ترى أنه سيضر بالحكومة ويبدون لك أنهم معك ولن يداخلك شك في تصرفهم؟ أو في أحسن الحالات يعتبرون من العناصر التي تعمل نيابة عن الأمن حتى ولو من دول غير السودان ويخربون العمل قبل أن يبدأ وأنت تحسبهم معك ويعملون كما تعمل أنت! ولنا في قناة زول خيرمثال حيث إشترى أسهم السودانيين المساهمين فيها لبناني عميل لجهاز الأمن والمخابرات السوداني وأنهى المحطة بضربة واحدة؟

صديقي هذا كان متفائلاً أكثر من اللازم وهو رجل طيب وعلى نياته وليس له في الخباثة سهم. وعليه بعد أن مرت ما يقارب الثلاثة أشهر سألته عن موعد البث؟ علمت منه ما كنت أعلم وقال لي بالحرف الواحد. أن عناصر الأمن تدخلت وطرشقت الشغلانة من جذورها. إتصلوا بالجهات الرأسمالية التي كانت ستُموِّل قيام القناة الفضائية، فمنهم من أخذوه باللين والإغراء أي الجزرة. ومنهم من هددوه بما سيضرُّه ويضر بمصالحه سواء داخل الوطن أو خارجه. وبالتالي إنسحبت المجموعة وذهبت أحلام صديقي أدراج الرياح. قلت له: الصحيح أن من كنت تنقل عنهم هم عناصر أمنية تعمل لصالح الحكومة ولعبت أوراقها بطريقة صحيحة للقضاء على الموضوع في مهده وهذا ما نجحت فيه، خاصة وأن هبة سبتمبر 2013 كانت دافعاً قوياً لتدافع السودانيين بشهامة للمساهمة في قيام القناة الفضائية.

بهذا نطرح موضوع القناة الفضائية المعارضة مرة أخرى ولكن هذه المرة دون الحاجة لصاحب رأسمال ليمسكنا من يدنا البتوجعنا ويضيع زمننا وزمن الوطن وينسحب -عندما يُطلب منه أو يُؤمر فيطيع- من موضوع القناة الفضائية. آراؤكم ومقترحاتكم تعيننا ويد الله مع الجماعة من أجل وطن قدّم البعض أرواحهم ودمائهم رخيصة من أجل أن يعيش المواطن عيشة كريمة وحرة. فهل نبخل نحن بالمال القليل الذي سيساهم بلا شك في زلزلة الأرض من تحت أقدام النظام المتحكم في رقاب العباد. فهلا تحركنا كيد واحدة (وإيد على إيد تجدع بعيد). (العوج راي والعديل راي)

كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها
https://www.youtube.com/user/KabbashiSudan
Email: kelsafi@hotmail.com

 

آراء