الكابلي يعود شهيدا الى بلد السماحات

 


 

 

عاد الينا .. د. عبد الكريم الكابلى .. شهيد غربة .. والغربة اقسى نضال...

صببنا دموعا لبعاده عنا .. واشهدنا نجوم الليل على تسهدنا وبكائنا ..
...
. اليوم دمعا غزيرا منهمرا من المحاجر لإستقبال جثمانه الطاهر انفاذا لوصيته ان يدفن فى بلد السماحات ...
وحبيبنا الفنان الكبير.. هو مخرج الروائع .. كلمة السماحات من الكلمات التى اضافها الى قاموس اللغة .. اختارها للوطن .. قالها لرئيس مجلس السيادة البرهان يوصيه خيرا ببلد السماحات .. وان السودان ليس بالبلد الهين .. اذا اقتضى امر السلطة لاحدا .. عليه الترفق ببلد .. السماحات .. ووردت كلمة يا سمح يازين فى اغانيه .. والزول السمح .. والطيب سمح بالحيل ...
.
وانا احدق فى سيارة الاسعاف التى تحمل شهيدنا .. داهمتنا كلماته .. عرفت ان كابلى كان يعزينا ويضع الكلمة لهذا اليوم .. يجرى مدمعى .. تبدى امامى ظلاما كثيفا فما ابصرت شيئا..
نحن احيانا لا نحسن التصرف .. والاخراج والتقديم .. وكتابة اللحظة التاريخية .. وتوثيقها ..
كنت قد كتبت لماذا يقبر .. الكابلى فى وول استربت والمال بأمريكا .. وهو الاغلى وصاحب السموء ..
.. وطالبنا ان يحمل الرفات لدفنها فى السودان ... وكانت هى اصلا وصيته ان يدفن فى البلد الذى نشأ و ترعرع فيه ..
.. نحدق فى استقبال الجثمان نلاحظ .. كانها شخصية عادية ..
.. اين المراسم والشرطه .. والمجلس السيادى.. والمدفعية والكابلى هو من رموز السيادة والحكام ...
.. اين قائد الفرقة الموسيقية وصولجانه
اين .. واين ... اين .. عقد الجلاد و كورال معهد الموسيقى .. الذى صدح بانشودة القومة ليك يا وطنى ...
لماذا لاتجهز الجنازة .. من قصر الشعب .. او تكون مثل جنازة عبدالحليم حافظ ..
بل لماذا لا تكون جنازته مثل جنازة ملكة بربطانية فهو .. ايضا ملك .. صاغ وجداننا.. ووضع التاج لبلد السماحات ..
اين شباب الثورة ولجان المقاومة ..
حقيقة .. قالها .. الشهيد كابلى .. الثورة يصنعها الفنان ويغتالها السياسي ....
ايضا اين وول ستريت سودان .. والذين يكنزون الذهب والفضة .. وشيخ الصاغة والصياغة شهيد غربة ....
التحية لمن غنى .. انا بفخر بيك يا وطنى .. زميل الكابلى ..سيد خليفة .. كان حضورا فى مؤتمر باندوق .. لحظة رفع علم الحرية امام مؤتمر الحرية.. سقط سيد مغشيا عليه فى مسرح باندوق وبقى فى المستشفى لاكثر من شهر ...
. التحية لزعيم الاستقلال الازهري و مبارك زروق اخذوا معهم سيد خليفة ليعبر بحنجرته ....
ليجدوا عبدالكريم الكابلى ...
. يصدح .. باندوق الفتية .. ويغنى اخر المقطع للارض الحميمة ....

هل عرفتم الان .. الكابلى هو الحاكم لبلد السماحات .... ؟؟؟؟
احسست الآن .. ان قلبى هو المنفطر .. وكبدى هو المنفجر ..
..
نحن اليوم أمة .. صابرة ومحتسبة .. وانا يا عبدالكريم الكابلى لفراقك لمحزونون ..

tahagasim@yahoo.com
/////////////////////

 

آراء