الكتابة من وراء البحار
30 April, 2010
أ.م. تاج السر حسن عبد العاطى
جامعة الجزيرة - كلية الهندسة
عندما يقبل المرء بأمر صعب خشية من وقوع أكبر منه وأعظم :
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا *** حنانيك بعض الشر اهون من بعض
الكتابة عن قضايا الوطن من خلف السهوب و من وراء البحار
حنانيكم بعض الشر أهون من بعض
مع الفضاء الرحب الذى وفرته الشبكة العنكبوتيه صارت الكتابة فى المواضيع السيارة سهلة و ممتعة يتبادلها الناس بين مشارق الارض و مغاربها يكتب أحدهم من طوكيو عن و صول شبكة الكهرباء القومية الى الابيض فيرد عليه آخر من كليفورنا بأن سكان الرديف لا يجدون مياه الشرب فما هى فائدة الكهرباء و يستمر السجال...هذا المستوى من السجال فيه ترويح للنفس التى تشقيها الغربه حتى و لو وفرت القصر المنيف و الحياة الشفيفة التى لا يكدرها انعدام الماء و الكهرباء وحمى الملاريا و آلام الركب ولا كثرة التسفار لزوم المشاركة فى الأفراح و الأتراح لأنه رغم بعض الذى ذكرت من معانة لا شيء يعدل الوطن و حب الوطن هو الذي دفع الكثيرين الى الكتابة تعبيراً عن حب دفين للوطن و ما كانت الكتابة صناعتهم . لهذا غابت عن هذا النوع من الكتابة المهنية التى كانت تلجمها ان ترد موارد الاسفاف و الالتزام الصارم الذى يمنعها من الاندلاق خارج الأسوار.
ولكن الكتابة عن قضايا الوطن ليست كالكتابة عن أخباره لأن البعد عن مسرح الأحداث و التعرض لنير هذه القضايا يهدم صدقية الكتابة و يهزم نبيل الأفكار لأنه ليس من رأى كمن سمع. فقد هالني ما قرأت على صفحات صحيفة سودانايل الالكترونية عن الانتخابات السودانية,أكتب اليوم و ما زالت حناء التصويت تجمل معصمي و قد انقضت أسابيع ثلاثة من يوم التصويت.
يتحدث البعض عن التزوير و هو لا يمكن ان يحدث لأني عندما دخلت إلى مركز التصويت كان يراقبه خمسة من وكلاء المرشحين و مثلهم من المنظمات الوطنية و خواجية شمطاء و معها رفيق و تشرف عليه لجنة من خيار أبناء هذا الوطن يسئنا من يسيء إليهم و قد أدوا قسماً غليظاً ان يؤدوا عملهم بأمانة و صدق وقد فعلوا. الحديث عن التزوير فيه اساءة كبيرة للقائمين على هذا الامر و هم خيارنا و إساءة لأهل السودان و هم خيار من خيار.
أريد أن أقول ان الاخوة الذين يكتبون عن قضايا الوطن من خلف السهوب و من وراء البحار يظلمون أنفسهم كثيراً حيث يخطئون فى تقديرالامور فيسئون الى هذا الشعب العظيم ة يدعى بعضهم ان المؤتمر الوطنى قد اشترى ذمة الشعب بثمن بخس ولكن أقول لهم نحن أكبر من ذلك و قد اخترنا المؤتمر الوطنى لان الانقاذ عندما جاءت كنا نستجدى كل شىء حتى الكبريت لنوقد ناراً لا نجد ما نطبخه عليها اليوم نحن فى نعمة نحسد عليها و غدنا خير من امسنا ان شاء الله و كما قال الشاعر بضدها تعرف الأشياء فالذين أتوا ببضاعتهم القديمة لم يجدوا مشترىٍ فهربوا من يوم القرار و يوم تحديد الاوزان.
أما ما هو حاصل فى دارفور و تهييج فى الجنوب فهى أمور مصنوعة و مقدور عليها بإذن الله لأن المواطن البسيط فى السودان يعرف من يوقد أوار هذه الفتن و من يهيجها و دولتنا السنية و قادتنا الاذكياء يواجهون أصحاب الشأن و من هم خلف الكواليس يمتهنون صناعة الأزمات الدولية بحنكةٍ و دراية و بما هم أهل له.
tagelsir hassan [tagelsir2003@yahoo.com]