الكلمة المفتاحية لغرض زيارة رئيس الاستخبارات المصرية، عباس كامل للسودان !!

 


 

 

* دائماً ما تكون الزيارة المتواصلة لرئيس الإستخبارات المصرية، اللواء عباس كامل، إلى السودان، مقدمةٌ لإحداث بلبلة، غير مرئية، في البلد؛ فمصر تعتبر السودان حديقة خلفية لها، وجهاز الاستخبارات المصري هو المعني بملف السودان، بدلاً من أن تكون وزارة الخارجية هي المعنية بالملف.. ومصر لا تريد للسودان أن يخرج من ربقتها وينطلق في الفضاء كما ينبغي أن ينطلق؛ وتبذل كل ما لديها من قدرة لكسر جناحيه..
* وتكشف زيارة اللواء عباس كامل للخرطوم، في الإسبوع الماضي، عن ضيق القاهرة من العملية السياسية الجارية في السودان بين القوتين المدنية والعسكرية، تحت رعاية الآلية الثلاثية ومتابعة الآلية الرباعية، دون أن تكون هي شريكةً في العملية من ألِفِها إلى يائها؛ وترى أن انسحاب البرهان المحتمل من المشهد السياسي السوداني سوف يضر بجُمْلة المصالح المصرية في السودان..
* لذلك كان لا بد من زيارة عباس كامل لفرض مشاركة الكيانات الممالئة للبرهان في العملية السياسية الجارية، وهي مجموعة يساندها السيد محمد عثمان الميرغني الذي ترتبط مصالحه الأسرية مع المصالح المصرية، بينما ترفض مركزية قحت إغراق العملية السياسية بتلك الكيانات المشكوك ولاؤها للخطوات التي تؤدي إلى دولة مدنية ديمقراطية فى السودان..
* لقد أتى عباس كامل برسالة شفوية من السيسي إلى البرهان.. وذكر إعلام المجلس السيادي أن الرسالة “تتعلق بالعلاقات الثنائية، وسبل دعمها وتطويرها وترقية التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات”.. ولم يتطرق إعلام المجلس إلى الغرض الأساسي من الزيارة..
* لكن رئيس المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، كشف الغرض منها عند اجتماعه بالقادة السياسيين، حيث قال أن مصر حريصة على إنجاح العملية السياسية في السودان، وأعرب عن استعدادها لعمل كل ما في الإمكان لتقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية المتصارعة..
* و(تقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية المتصارعة) هذه هي الكلمة المفتاحية لغرض زيارة عباس كامل للسودان، إذ دعا تلك الأطراف للسفر إلى القاهرة للتفاوض حول كيفية إدارة الفترة الانتقالية في البلد.. بل وطالب بتسريع الوصول لاتفاق نهائي يتضمَّن توسيع قاعدة المشاركة السياسية..
* ورؤية توسيع قاعدة المشاركة السياسية، التي دعا إليها عباس كامل، هي نفس الرؤية التي تبناها البرهان منذ بدأ التفاوض مع قحت، ولا يزال يتبناها.. والهدف هو ضم الفلول وأشباه الفلول وجماعة (ما بنرجع آلا البيان يطلع)، ولما طلع البيان في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١، وقفوا مع إنقلاب البرهان وصاروا إنقلابيين أكثر من البرهان نفسه..
* أيها الناس، إن دعوة عباس كامل أولئك السياسيين للتفاوض في القاهرة لا تختلف عن دعوة الثعلب للدَيَكة المتصارعة للتفاوض في وِجارِهِ الكائن تحت الأرض!
حاشية:-
- قد يعتقد البعض أن بين مصر والكيزان عداوة مستحكمة، ويستحيل أن تتعاون معهم لإفشال قيام حكومة مدنية كاملة في السودان.. وقد يقول آخرون أن البرهان يعمل حالياً ضد بني كوز، فأقول لهذا وذاك أن البرهان لا يعادي الكيزان وهو الذي، بجرة قلم، أعادهم إلى مواقعهم في الخدمة العامة.. وأعاد أموالهم العينية والنقدية المنهوبة.. وهكذا داس أهداف الثورة (دوسات)!
- وأقول لهم أن مصر تكره الكيزان فعلاً، لكنها لا تخاف كيزان السودان، بدليل احتضانها لكبار قادة المؤتمر الوطني من أمثال صلاح قوش ومحمد الطاهر ايلا وآخرين..
- وعباس كامل، رئيس الإستخبارات المصرية جرئ بالغ الجرأة.. يتدخل في شئوننا الداخلية، بوقاحة، وهو يبتسم! لا تلوموه، فهو يعمل لصالح بلده، مصر، وعليكم أن تلوموا قادتنا الذين لا يعملون لصالح السودان...

osmanabuasad@gmail.com

 

آراء