الكنداكة مياسة لن يكسرونا بقتل الرفاق ولن نستسلم والشهيد مصعب اصيب في رأسه فخرج مخه!!
” الجريدة “ هذا الصباح… تنسيقية جنوب الحزام قدمت ...الشهداء الاصدقاء!!
* الكنداكة مياسة لن يكسرونا بقتل الرفاق ولن نستسلم والشهيد مصعب اصيب في رأسه فخرج مخه!!
* شقيقة الشهيد حسن ابراهيم: رفض توزيع حلوى العيد بعد فض الاعتصام وطلب مني ألا أبكي على الشهيد بيبو وقال حانجيب حقو!!
* والدة الشهيد عاصم: يوم استشهاد ابني عندما رأيت العساكر مدججين بالأسلحة قلت في سري هل سيستطيع الثوار مواجهتهم ؟
* شقيق الشهيد قاسم : شعرت والدتي بالانكسار حين لحق صديقه حسن بابنها !!
الجريدة : سعاد الخضر
قدمت تنسيقية مقاومة جنوب الحزام أربعة شهداء منذ صبيحة انقلاب25 أكتوبر ثلاثة منهم اصدقاء وقادة ميدانيين جمعتهم ساحات النضال ولم يفرقهم حتى الموت وهم الشهيد قاسم الصادق الذي استشهد في صبيحة انقلاب ، والشهيد حسن ابراهيم الذي استشهد في مجزرة17 يناير واخيرا الشهيد عاصم حسبو الذي استشهد في موكب 31 من مارس الماضي (الجريدة) تفرد مساحتها مجددا لشهداء الثورة ، ولكن هذه المرة عبر تسليط الضوء على الشهداء الذين ربطت بينهم ميادين النضال واواصر المحبة والصداقة واليقين الذي حفزهم على التمسك بقضية رفاقهم حتى لحقوا بهم.
أصدقاء النضال :
يقول شقيق الشهيد (قاسم ) الصادق احمد.. كان الشهداء قاسم وعاصم وحسن اصدقاء في النضال والعمل ، وكان قاسم وعاصم يعملان كفنيين كهربائيين وكما جمعتهما ساحات النضال في تنسيقية جنوب الحزام جمعتهم الرياضة أيضا، وكان بينهما احترام كبير وجمعهما كذلك الاحساس بأنهما مشاريع شهداء، فقد كان شقيقي الشهيد قاسم يردد دائما لو لم امت فإن السودان لن ينصلح ، وكان الشهيد عاصم يردد لابد من أن نثور حتى نغير رغم أنه كان يؤكد أن خروجهم للشارع ليس كي يموتوا, وكان الشهيد حسن بعد استشهاد قاسم يوصيني بأن اواصل طريق النضال الذي بدأه شقيقي وقال لي كنت أمده بالالهام حتى يخرج للشارع وبعد استشهاده انا مازلت مواصلا في طريقه .
لحظات الانكسار :
وأوضح أن علاقة الشهيدين كانت قوية على المستوى الاجتماعي واردف وكنت في أغلب المناسبات اصادفهم سويا وعاصم كان صديق كل الأسرة وبعد استشهاد قاسم كان يزورنا باستمرار وكانت اهتماماتهم مشتركة وكان يجمعهم الحراك ، وبعد توقيع الوثيقة الدستورية سافر الشهيد قاسم إلى القاهرة وبعد عودته منها التقيا مجددا في التنسيقية وأشار إلى تميز علاقات الشباب فيها وارتباطهم الوثيق ، ويضيف شقيق الشهيد قاسم بعد استشهاد اخي ظل عاصم يداوم على زيارتنا ولو لم يستطع كان يهاتفنا وعندما اسشهد شعرت امي بالانكسار مجددا فهي كانت تعتبره كابنها تماما .
وصايا يومية :
(نحن غير مكترثين بالحياة) بهذه الكلمات الصادمة أجاب عضو لجان تنسيقية جنوب الحزام نصر حسن وقال لـ(الجريدة): الموت لم يعد شيئا كبيرا بالنسبة إلينا حتى نتفاجأ به ، ويوميا نوصي اصدقاءنا لأننا ندرك أن طريق النضال ثمنه سيكون حياتنا لذلك عندما نكون مع رفاقنا البعض منا يدفغ بوصيته بطريقة رسمية اي يبلغها رفاقه شفاهة أو يدونها، واردف في البقعة الجغرافية الواحدة في التنسيقية منذ بداية الانقلاب فقط احتسبنا أربعة شهداء وهم قاسم ؛حسن ؛ عاصم وباسم بالإضافة إلى الشهيد الرابع من حي النهضة ،الذي اصيب بطلقة طائشة ونحن خسرنا رفاقنا في الشارع ولانحتاج للتراجع خطوة للوراء وحق رفاقنا يكمن في أن نستمر في الخروج للشارع حتى يتم التحول الديمقراطي حتى لو كان الثمن حياتنا).
مبادرات انسانية :
واوضح أن علاقته بالشهيد عاصم بدأت منذ العام ٢٠١٩ وقال عملنا سويا في مبادرات إنسانية وشاركنا في تسيير قوافل للولايات للدمازين وعطبرة والتقينا في كثير من المواكب وحتى عندما سقط امامي في موكب ٣١ كنت من الثوار الذين قام الشهيد بارجاعهم للخلف، وعاد بذاكرته للحظة استشهاد عاصم ، وقال:" قبل استشهاده بلحظات بالقرب من معمل استاك بعد أن تحركنا من السكة حديد في اتجاه القصر وقامت القوات الأمنية بضربنا بالبمبان ورشنا بمياه الصرف الصحي وعندما انتهى مخزونهم من الغاز ومياه الصرف الصحي أطلقوا الرصاص مما أدى إلى إصابة الشهيد في صدره وكان ذلك بعد الساعة الثالثة ظهرا وحاولنا إسعافه وحاول الأطباء إنقاذه لمدة نصف ساعة الا أن حالته كانت خطرة وفاضت روحه الطاهرة إلى بارئها".
رفض التسوية
وفي رده على سؤال حول التسوية التي اتضحت معالمها خلال اليومين الماضيين قال (حسن ) كل رفاقنا ضد التسوية ويجب أن تتوحد كل القوى التي تنادي بالسودان الجديد والتي تضم الأحزاب أو الكفاح المسلح لتحقيق وحدة البلاد وقطع بأن البلاد لن تنهض مالم تنجح الدولة في العراق إدارة التنوع .
تجاوز الخلافات :
وقلل من الخلافات حول ميثاق سلطة الشعب بين لجان المقاومة وقال نحن مؤسسين للميثاق ونحن جزء لا يتجزأ منه وسنتجاوز الخلافات ونتفق على مصلحة الوطن.
أحداث مصنوعة :
وفي رده على سؤال حول الانفلات الأمني ومحاولات عسكرة الثورة تساءل كيف يكون هناك انفلات والدولة بها وزير الداخلية وقواته تشارك في قمع الشعب والانفلات عمل ممنهج ومدروس وأحداثه مصنوعة.
ابتكار وسائل جديدة :
وفيما يتعلق بسيناريو عسكرة الثورة قال نصر كلما تطورت أساليب القمع ستتطور وسائل الثوار في مقاومتها وليس من الضروري الخروج للشارع فلدينا وسائل أخرى كالتتريس والعصيان المدني وكما ذكرت كلما تتطور القمع كلما ابتكر الثوار وابتدعوا وسائل مقاومة جديدة.
والدة الشهيد عاصم
على الرغم من ان والدة الشهيد عاصم بدت وهي تحاول أن تعالي حزنها أن تخفي احساسها بهزيمة فقد ابنها إلا أن دموعها ما أن بدأت الحديث عن الشهيد حتى غالبتها وانهمرت مدرارا ، وقالت لـ(الجريدة) ابني الشهيد كان اخا وصديقا وبذل حياته لأجل الآخرين وكان يتمنى الخير للجميع أكثر من نفسه لكن الحمد لله تقبلت استشهاده ليقيني بأنه مشيئة الرحمن .
وعادت للوراء لحظة علمها باستشهاده وقالت كنت أعمل في بيع الشاي بالسوق العربي بالقرب من فندق المريديان سابقا اي بالقرب من موقع استشهاده وفي ذلك اليوم تحديدا عندما رايت القوات المشتركة بأعداد كبيرة حيث كانوا يتمركزون في الشارع وهم مدجيين بأسلحتهم قلت بيني وبين نفسي هل سيستطيع الثوار مجابهة هذه القوات؟ ولم أكن أدري حينها أنها ستقوم بقتل ابني واردفت أتمنى أن ينصلح حال البلاد ويجد السودانيين الأمان الذي يستحقونه.
حساب الآخرة :
وفي ردها على سؤال حول مطالب الأسرة وهل هي متمسكة بالقصاص قالت والدة الشهيد في ثبات ويقين من جنى على ابني ربنا سيحاسبه وهو ادرى بخلقه.
توكأ على عصا الحزن :
وحينما علم والد الشهيد عاصم بقدوم (الجريدة) إلى منزله جاء يتوكأ على عصا حزنه و جلس إلى جواري وكانت الدموع تنهار على خديه فيقوم بمسحها تارة بيده واخرى بجلبابه وكان يتأوه بين الفينة والاخرى ويقول قتلوا ابني وفقدت ابنا بارا وعن اي قصاص تتحدثون وهل الحكومة التي تقتل يمكن أن تجلب لنا العدل ؟ واردف هذه حكومة تاجرة فالسلع يزداد سعرها يوميا.
استهداف القادة الميدانيين :
وفي السياق أوضحت الكنداكة مياسة احمد أن الشهداء الثلاثة قاسم وحسن وعاصم كان ثلاثتهم قادة ميدانيين وأصدقاء جمعهم ميادين النضال ولم يفرقهم حتى الموت فكان مصيرهم الاستشهاد في ساحات المعركة.
وقالت مياسة (بدأت معرفتي بالشهيد عاصم قبل السادس من أبريل منذ ايام بداية الحراك الثوري ، حتى وصلنا السادس من أبريل واعتصمنا أمام القيادة العامة للقوات المسلحة وكان عاصم صديق الثائر صلاح الصياد الذي مازال يتلقى العلاج بالهند واستمرينا في الشارع بعد فض الاعتصام وكان الشهيد يحب عمل الخير ووهب نفسه له للوطن ورفض اكمال العودة إلى مقاعد الجامعة لاكمال دراسته بكلية الهندسة وكان يقول لنا لن اعود للدراسة الا بعد أن أجيب حق الشهداء ولو لم يصبح الوطن معافى لن أستطيع العودة للجامعة).
وذكرت مازالت اتذكر الشهيد عاصم حينما رأيته اخر مرة في الموكب الذي استشهد فيه وهو يحمل في يده ورقة وكنا نقف إلى جواره وفجأة سمعنا أن هناك مصاب ولم نعلم أنه عاصم حتى رفيقنا فخامة الذي حمله بين يديه لاسعافه لم يكن يعلم أن المصاب هو عاصم .
القتل الممنهج :
واكدت أن القتل الذي مورس ضد الشهداء الثلاثة لم يكن عشوائيا بل كان ممنهجا واردفت ( عندما سقط الشهيد حسن أبلغني من كانوا يقفون إلى جواره سمعوا أحد ضباط القوات المشتركة وهو يشير بيده اليه ويأمر جنوده پان يوجهوا سلاحهم لضرب الشهيد حسن قال لهم ( اضربوا ابو شعر دا ) ، وذكرت أما الشهيد قاسم فقد عرفته بعد فض الاعتصام وعندما يكون موجودا فذلك يعني أن الترس قائم فقد كان يترس الشارع حتى لو كان بمفرده واكدت انه تم استهدافه.
الترس قاسم :
وقالت في ذلك اليوم كنت أعمل بمستشفى بشائر وعندما علمت بالانقلاب خرجت إلى الشارع فوجدت قاسم وبمعيته ثلاثة ثوار آخرين فانضممت لموكبهم و منذ مرورنا الاول امام اامستشفى اشتبك العساكر مع معه عقب اعتقال أحد الثوار أمام الصهريج حيث مررنا بإحدى نقاط الارتكاز وأصر الشهيد على إطلاق سراح الثائر وخاطب العساكر قائلا لن نتحرك من هنا فرفضوا ذلك وعندما هدده العسكري بأنه سيضربه قال له انا مستعد للموت من اجل الوطن فتم إطلاق سراح الثائر.
ومنذ تلك اللحظة أدركت القوات أن قاسم بصلابته التي واجههم بها أدركت أنه قائد ميداني وعندما وصلنا شارع المطار قام بتريس الشارع وكنت مبهورة بع وطلب منا عدم الاشتباك مع العساكر وكان يقوم بإعادتنا للخلف وقال لنا ماعايزين نخسر زول والعساكر ماعندهم امان، ووصلنا إلى شارع المطار واعادنا للخلف لكن فجأة هجمت علينا قوة عسكرية وعلمنا أن أحد الثوار تمت إصابته وعندما اتصلنا بهاتفه رد علينا شخص وابلغنا بأن قاسم هو من اصيب وجاء وسلمنا هاتفه وبحثنا عنه في كل المستشفيات واتصل بنا الرفاق بأن جثمانه الطاهر وصل إلى مستشفى بشائر.
استشهاد القائد :
أما الشهيد حسن فقد كان قائدا ميدانيا لا يشق له غبار وقالت مياسة عرفته منذ فترة طويلة وكنا نلتقي في كل المواكب، وكان عضوا بلجنة الميدان وكان يحرص على أن يجمع كل الثوار بكل تفاصيل نشاط التنسيقية، وحتى عندما تمت إصابته في عنقه طلب الا يلمس جرحه اي كادر طبي آخر غيري ، وعادت مياسة بذاكرتها للحظة استشهاد رفيقها حسن قبل يوم من إصابته ذهبنا لتقديم واجب العزاء في شهيد بحري الريح محمد، وكان صديقه المقرب وكنا حزينين وانخرطنا في موجة بكاء عميقة إلا أن الشهيد حسن قال لنا لا تبكوا والريح لم يمت وهو موجود بيننا وكلنا سائرين في طريقه.
لحظات موجعة :
وكان أول موكب بعد استشهاد الريح بعد يومين وفي اليوم الذي اصيب فيه الشهيد التقينا في باشدار واوصانا بالحيطة والحذر وفجأة علمنا بإصابة صديق الشهيد باسل وطلبنا منه أن يرافقه الى مستشفى الجودة لرؤيته، إلا أنه أصر على أن نذهب ليلحق بنا ، وكان باسل مفزوعا وعندما رآني أخذ يلح علي بالسؤال حسن كيف؟ وطمأنته أنه بخير لكنه ظل يكرر ذلك السؤال ثلاثة مرات ولم يكن مكترث بإصابته حتى جاءني اتصال، وسألت المتصل دون ذكر اسم الشهيد حسن ، وبعد أن انهيت المكالمة قلت له حسن اصيب بعلبة بمبان فنهض مذعورا .. ونسى إصابته بعد أن تيقن باستشهاد صديقه ، وقال لا حسن اصيب برصاصة في رأسه وليس ببمبان وأخذ يلومني الم تؤكدي لي أن حسن بخير، فأخبرته أنه اصيب قبل عشرة دقائق فقط ، وأصبت بدوري بحالة هيسترية ثم تمالكنا أنفسنا وركضنا نحو مستشفى الجودة وكانت هناك محاولات لإنقاذه واجراء عملية له ولكن بعد ساعتين لفظ الشهيد أنفاسه.
وقطعت بأن الشهيد حسن تم استهدافه بصورة ممنهجة وقالت كان الشهيد في مقدمة موكبنا وقام بإعادة رفيقتنا مودة وخدعها بأن رفيقتنا الأخرى سلافة تريدها في أمر ما وعندما عادت واكتشفت ذلك زاد إصرارهن على اللحاق بالشهيد و(تابعت) عندما تم ضرب الشهيد حسن لم يكن مشتبكا بالعكس قال لنا الموكب انتهى وحان وقت العودة وبعد أن إطمأن علينا ، لكنه بعد أن تأكد أن بعض رفاقنا لم يرهم عاد ، فهو إذا لم يتأكد أن كل الرفاق في التنسيقية رجعوا لا يغادر ساحة المعركة.
مأساة الشهيد مصعب :
وروت مياسة مأساة الشهيد مصعب الذي اخترقت الدوشكا رأسه وقالت في اليوم الثاني لاستشهاد قاسم ابلغوني بوجود جثتين بمشرحة بشائر ذهبت للتعرف عليهما وكانت الجثة الاولى لشهيد ذكروا لي أنه من منطقة بري فلم اتعرف عليه وعندما رأيت الجثة الثانية صدمت من بشاعة المشهد فقد كان مضروبا في رأسه وخرج مخه وكان ماتبقى منه عبارة عن فتحة في الرأس شعرت بأن ملامح الشهيد ليست غريبة علي فاتصلت بالتنسيقية وعندما جاءوا شعرت بأن مرتضى خرج وهو مذهولا فأدركت أنه تعرف على الشهيد وأبلغنا أنه درس معه بالجامعة وأن أصوله تعود إلى مدينة الفاشر واتفقنا على أن يقوم بالاتصالات اللازمة للتأكد وقام بالاتصال بشقيق الشهيد الذي كان يسكن معه . وحضرت أسرته للتأكد وبعد ذلك استلمت الجثمان وتمت موارته في الثرى.
افطار ثوري :
وامام ساحة منزل الشهيد حسن احتشد العشرات من الثوار عقب الافطار وهم يحيون ذكراه التي استهلوها بتلاوة القرآن الكريم لروحه الطاهرة ورفعوا الإعلام البيضاء التي تحمل صورته كانوا يلتفون في دائرة كبيرة وهم منتشين بشعاراتهم الثورية التي هزت اركان الحي.
معتكف في محراب الثورة :
وحول بداية علاقة الشهيد حسن بالحراك الثوري قالت شقيقة الشهيد لـ(الجريدة) بدأت علاقة الشهيد بالحراك منذ العام ٢٠١٣ بداية ثورة ديسمبر عندما سقط شهيد السلمة أيمن ومنذ تلك اللحظة أصبح لديه اهتمام بالحراك وكان اساسا يحب وطنه السودان بشدة، وكان مشاركا وملتزما بكل المواكب وكان يذهب يوميا إلى ساحة الاعتصام ، وكان يأتي فقط ليغير ملابسه ثم يعود أدراجه ، وكان موجود بالقيادة حتى الساعة الثانية ليلا من ليلة فض الاعتصام .
وبعد وقوع مجزرة فض الاعتصام طلب منا الا نقوم بتوزيع الحلوى في يوم العيد وقام برمي الشيالة وقال ( لنا لدينا اخوان فقدناهم وبعد ذلك انضم إلى لجان المقاومة وكان على استعداد ليقوم باي عمل من أجل البلد ويخرج باستمرار للتظاهرات وحتى لو بدأ اي مشروع يقوم بإيقافه لأجل مواصلة الثورة لإيمانه بالقضية وكان يرغب في تحسين الأوضاع المعيشية ويكره العنصرية والناس متساويين عنده ).
كان يكره أن يسئل في من اين انت؟
واردفت ليلة سقوط نظام الإنقاذ خرج الشهيد مسرعا ولم تكن الفرحة تسعه وكان يتطلع إلى حقن الدماء وأن يأتي الثوار بحق الشهداء واذكر انني عندما علمت باستشهاد شقيق زميلتي (بيبو) عندما جاء ووجدني أبكي قال لي لاتبكي نحنا حانجيب حق بيبو وكل الشهداء وكان يكره الأحزاب ويدين بالولاء للوطن وكان يطبق حرفيا مقولة لا للجهوية أو الحزبية أو القبلية.
قلق ماقبل الوداع :
وعادت شقيقة الشهيد حسن بذاكرتها إلى يوم السابع عشر الذي استشهد فيه وقالت عندما صحوت في ذلك اليوم وجدته وهو مغتبط كعادته قبل كل موكب ويقوم بتجهيز نفسه للخروج وكانت والدتي دائما تودعه وهي تردد استودعك الله الذي لاتضيع ودائعه وتقرا له ايات لتحصينه سبعة مرات وتعطيه ورقة ليحملها معه لتحصينه في الموكب وكان يحمل قناع في يده ومازحني قائلا ستقومين بتنظيف هذا القناع يوميا وبعد أن ودع امي في المطبخ وصادفه اخي الذي أخبرني فيما بعد أنه لم يستطع أن ينظر له في وجهه في ذلك اليوم قبل ساعات من استشهاده .
وتضيف في ذلك اليوم كان شقيقي ذاهبا بسيارته إلى الصحافة شرق وشعر لأول مرة بانقباض قلبه وهاتف الشهيد وطلب منه أن يأتي ليعود معه لأنه شعر بالخوف على حياته وبدوره طلب حسن منه إلا يقترب من مكان تواجده وقال له عد لأننا محاصرين ونواجه ضربا شديدا ولحظتها شعر شقيقي بأن أعصابه تجمدت ولم يستطع قيادة سيارته الا بعد مرور وقت طويل من آخر مكالمة بينه وبين الشهيد، وتضيف وفي تلك اللحظة انتقل احساس الضيق لي في المنزل وشعرت بأن ثمة شئ غير طبيعي قد حدث واستيقظت من النوم وأصيت بالفزع عندما علمت بنبأ سقوط سبعة شهداء وأخبرت امي بذلك فقابلت ذلك بالصمت وهاتفني شقيقي ايمن وأبلغني بأن حسن استشهد وحين علمت امي بذلك سجدت وأخذت تردد الحمد لله لله لله ما أعطى ولله ماأخذ.
تضاعف الأحزان :
وعادت الكنداكة مياسة لتؤكد مرارة فقد الشهداء الاصدقاء وقالت عندما فقدنا قاسم تأثرنا كثيرا وأثر فينا فقده لفترة من الزمن ثم تضاعفت أحزاننا باستشهاد حسن ولم نستطع حتى هذه اللحظة أن نخرج من حالة الحزن التي ظللنا نشعر بها وقبل أن نتماسك استشهد عاصم والانقلابيين يحاولون أن يكسرونا حتى نشعر بالهزيمة ونهجر الشوارع ونختبئ في منازلنا ولكن هيهات مرارة فقد الشهداء الاصدقاء تجعلنا نتمسك بالسير في طريقهم طريق النضال ولن نهجر الشارع ونعمل على التواصل مع أسر الشهداء لأننا اصبحنا كابنائهم فنحن نمنح أنفسنا ونمنحهم قوة إيجابية من خلال مشاركتهم في كل مناسباتهم ولن يكسرونا بقتل الرفاق وفي كل مرة نفقد أحدهم نزداد تمسكا بالقضية ونتذكر من كانوا معنا في الشارع ونفكر في بذرة احلامنا التي زرعناها سويا فإما أن نحققها لهم أو نلحق بهم ولن نستسلم.
الجريدة
//////////////////////////
* الكنداكة مياسة لن يكسرونا بقتل الرفاق ولن نستسلم والشهيد مصعب اصيب في رأسه فخرج مخه!!
* شقيقة الشهيد حسن ابراهيم: رفض توزيع حلوى العيد بعد فض الاعتصام وطلب مني ألا أبكي على الشهيد بيبو وقال حانجيب حقو!!
* والدة الشهيد عاصم: يوم استشهاد ابني عندما رأيت العساكر مدججين بالأسلحة قلت في سري هل سيستطيع الثوار مواجهتهم ؟
* شقيق الشهيد قاسم : شعرت والدتي بالانكسار حين لحق صديقه حسن بابنها !!
الجريدة : سعاد الخضر
قدمت تنسيقية مقاومة جنوب الحزام أربعة شهداء منذ صبيحة انقلاب25 أكتوبر ثلاثة منهم اصدقاء وقادة ميدانيين جمعتهم ساحات النضال ولم يفرقهم حتى الموت وهم الشهيد قاسم الصادق الذي استشهد في صبيحة انقلاب ، والشهيد حسن ابراهيم الذي استشهد في مجزرة17 يناير واخيرا الشهيد عاصم حسبو الذي استشهد في موكب 31 من مارس الماضي (الجريدة) تفرد مساحتها مجددا لشهداء الثورة ، ولكن هذه المرة عبر تسليط الضوء على الشهداء الذين ربطت بينهم ميادين النضال واواصر المحبة والصداقة واليقين الذي حفزهم على التمسك بقضية رفاقهم حتى لحقوا بهم.
أصدقاء النضال :
يقول شقيق الشهيد (قاسم ) الصادق احمد.. كان الشهداء قاسم وعاصم وحسن اصدقاء في النضال والعمل ، وكان قاسم وعاصم يعملان كفنيين كهربائيين وكما جمعتهما ساحات النضال في تنسيقية جنوب الحزام جمعتهم الرياضة أيضا، وكان بينهما احترام كبير وجمعهما كذلك الاحساس بأنهما مشاريع شهداء، فقد كان شقيقي الشهيد قاسم يردد دائما لو لم امت فإن السودان لن ينصلح ، وكان الشهيد عاصم يردد لابد من أن نثور حتى نغير رغم أنه كان يؤكد أن خروجهم للشارع ليس كي يموتوا, وكان الشهيد حسن بعد استشهاد قاسم يوصيني بأن اواصل طريق النضال الذي بدأه شقيقي وقال لي كنت أمده بالالهام حتى يخرج للشارع وبعد استشهاده انا مازلت مواصلا في طريقه .
لحظات الانكسار :
وأوضح أن علاقة الشهيدين كانت قوية على المستوى الاجتماعي واردف وكنت في أغلب المناسبات اصادفهم سويا وعاصم كان صديق كل الأسرة وبعد استشهاد قاسم كان يزورنا باستمرار وكانت اهتماماتهم مشتركة وكان يجمعهم الحراك ، وبعد توقيع الوثيقة الدستورية سافر الشهيد قاسم إلى القاهرة وبعد عودته منها التقيا مجددا في التنسيقية وأشار إلى تميز علاقات الشباب فيها وارتباطهم الوثيق ، ويضيف شقيق الشهيد قاسم بعد استشهاد اخي ظل عاصم يداوم على زيارتنا ولو لم يستطع كان يهاتفنا وعندما اسشهد شعرت امي بالانكسار مجددا فهي كانت تعتبره كابنها تماما .
وصايا يومية :
(نحن غير مكترثين بالحياة) بهذه الكلمات الصادمة أجاب عضو لجان تنسيقية جنوب الحزام نصر حسن وقال لـ(الجريدة): الموت لم يعد شيئا كبيرا بالنسبة إلينا حتى نتفاجأ به ، ويوميا نوصي اصدقاءنا لأننا ندرك أن طريق النضال ثمنه سيكون حياتنا لذلك عندما نكون مع رفاقنا البعض منا يدفغ بوصيته بطريقة رسمية اي يبلغها رفاقه شفاهة أو يدونها، واردف في البقعة الجغرافية الواحدة في التنسيقية منذ بداية الانقلاب فقط احتسبنا أربعة شهداء وهم قاسم ؛حسن ؛ عاصم وباسم بالإضافة إلى الشهيد الرابع من حي النهضة ،الذي اصيب بطلقة طائشة ونحن خسرنا رفاقنا في الشارع ولانحتاج للتراجع خطوة للوراء وحق رفاقنا يكمن في أن نستمر في الخروج للشارع حتى يتم التحول الديمقراطي حتى لو كان الثمن حياتنا).
مبادرات انسانية :
واوضح أن علاقته بالشهيد عاصم بدأت منذ العام ٢٠١٩ وقال عملنا سويا في مبادرات إنسانية وشاركنا في تسيير قوافل للولايات للدمازين وعطبرة والتقينا في كثير من المواكب وحتى عندما سقط امامي في موكب ٣١ كنت من الثوار الذين قام الشهيد بارجاعهم للخلف، وعاد بذاكرته للحظة استشهاد عاصم ، وقال:" قبل استشهاده بلحظات بالقرب من معمل استاك بعد أن تحركنا من السكة حديد في اتجاه القصر وقامت القوات الأمنية بضربنا بالبمبان ورشنا بمياه الصرف الصحي وعندما انتهى مخزونهم من الغاز ومياه الصرف الصحي أطلقوا الرصاص مما أدى إلى إصابة الشهيد في صدره وكان ذلك بعد الساعة الثالثة ظهرا وحاولنا إسعافه وحاول الأطباء إنقاذه لمدة نصف ساعة الا أن حالته كانت خطرة وفاضت روحه الطاهرة إلى بارئها".
رفض التسوية
وفي رده على سؤال حول التسوية التي اتضحت معالمها خلال اليومين الماضيين قال (حسن ) كل رفاقنا ضد التسوية ويجب أن تتوحد كل القوى التي تنادي بالسودان الجديد والتي تضم الأحزاب أو الكفاح المسلح لتحقيق وحدة البلاد وقطع بأن البلاد لن تنهض مالم تنجح الدولة في العراق إدارة التنوع .
تجاوز الخلافات :
وقلل من الخلافات حول ميثاق سلطة الشعب بين لجان المقاومة وقال نحن مؤسسين للميثاق ونحن جزء لا يتجزأ منه وسنتجاوز الخلافات ونتفق على مصلحة الوطن.
أحداث مصنوعة :
وفي رده على سؤال حول الانفلات الأمني ومحاولات عسكرة الثورة تساءل كيف يكون هناك انفلات والدولة بها وزير الداخلية وقواته تشارك في قمع الشعب والانفلات عمل ممنهج ومدروس وأحداثه مصنوعة.
ابتكار وسائل جديدة :
وفيما يتعلق بسيناريو عسكرة الثورة قال نصر كلما تطورت أساليب القمع ستتطور وسائل الثوار في مقاومتها وليس من الضروري الخروج للشارع فلدينا وسائل أخرى كالتتريس والعصيان المدني وكما ذكرت كلما تتطور القمع كلما ابتكر الثوار وابتدعوا وسائل مقاومة جديدة.
والدة الشهيد عاصم
على الرغم من ان والدة الشهيد عاصم بدت وهي تحاول أن تعالي حزنها أن تخفي احساسها بهزيمة فقد ابنها إلا أن دموعها ما أن بدأت الحديث عن الشهيد حتى غالبتها وانهمرت مدرارا ، وقالت لـ(الجريدة) ابني الشهيد كان اخا وصديقا وبذل حياته لأجل الآخرين وكان يتمنى الخير للجميع أكثر من نفسه لكن الحمد لله تقبلت استشهاده ليقيني بأنه مشيئة الرحمن .
وعادت للوراء لحظة علمها باستشهاده وقالت كنت أعمل في بيع الشاي بالسوق العربي بالقرب من فندق المريديان سابقا اي بالقرب من موقع استشهاده وفي ذلك اليوم تحديدا عندما رايت القوات المشتركة بأعداد كبيرة حيث كانوا يتمركزون في الشارع وهم مدجيين بأسلحتهم قلت بيني وبين نفسي هل سيستطيع الثوار مجابهة هذه القوات؟ ولم أكن أدري حينها أنها ستقوم بقتل ابني واردفت أتمنى أن ينصلح حال البلاد ويجد السودانيين الأمان الذي يستحقونه.
حساب الآخرة :
وفي ردها على سؤال حول مطالب الأسرة وهل هي متمسكة بالقصاص قالت والدة الشهيد في ثبات ويقين من جنى على ابني ربنا سيحاسبه وهو ادرى بخلقه.
توكأ على عصا الحزن :
وحينما علم والد الشهيد عاصم بقدوم (الجريدة) إلى منزله جاء يتوكأ على عصا حزنه و جلس إلى جواري وكانت الدموع تنهار على خديه فيقوم بمسحها تارة بيده واخرى بجلبابه وكان يتأوه بين الفينة والاخرى ويقول قتلوا ابني وفقدت ابنا بارا وعن اي قصاص تتحدثون وهل الحكومة التي تقتل يمكن أن تجلب لنا العدل ؟ واردف هذه حكومة تاجرة فالسلع يزداد سعرها يوميا.
استهداف القادة الميدانيين :
وفي السياق أوضحت الكنداكة مياسة احمد أن الشهداء الثلاثة قاسم وحسن وعاصم كان ثلاثتهم قادة ميدانيين وأصدقاء جمعهم ميادين النضال ولم يفرقهم حتى الموت فكان مصيرهم الاستشهاد في ساحات المعركة.
وقالت مياسة (بدأت معرفتي بالشهيد عاصم قبل السادس من أبريل منذ ايام بداية الحراك الثوري ، حتى وصلنا السادس من أبريل واعتصمنا أمام القيادة العامة للقوات المسلحة وكان عاصم صديق الثائر صلاح الصياد الذي مازال يتلقى العلاج بالهند واستمرينا في الشارع بعد فض الاعتصام وكان الشهيد يحب عمل الخير ووهب نفسه له للوطن ورفض اكمال العودة إلى مقاعد الجامعة لاكمال دراسته بكلية الهندسة وكان يقول لنا لن اعود للدراسة الا بعد أن أجيب حق الشهداء ولو لم يصبح الوطن معافى لن أستطيع العودة للجامعة).
وذكرت مازالت اتذكر الشهيد عاصم حينما رأيته اخر مرة في الموكب الذي استشهد فيه وهو يحمل في يده ورقة وكنا نقف إلى جواره وفجأة سمعنا أن هناك مصاب ولم نعلم أنه عاصم حتى رفيقنا فخامة الذي حمله بين يديه لاسعافه لم يكن يعلم أن المصاب هو عاصم .
القتل الممنهج :
واكدت أن القتل الذي مورس ضد الشهداء الثلاثة لم يكن عشوائيا بل كان ممنهجا واردفت ( عندما سقط الشهيد حسن أبلغني من كانوا يقفون إلى جواره سمعوا أحد ضباط القوات المشتركة وهو يشير بيده اليه ويأمر جنوده پان يوجهوا سلاحهم لضرب الشهيد حسن قال لهم ( اضربوا ابو شعر دا ) ، وذكرت أما الشهيد قاسم فقد عرفته بعد فض الاعتصام وعندما يكون موجودا فذلك يعني أن الترس قائم فقد كان يترس الشارع حتى لو كان بمفرده واكدت انه تم استهدافه.
الترس قاسم :
وقالت في ذلك اليوم كنت أعمل بمستشفى بشائر وعندما علمت بالانقلاب خرجت إلى الشارع فوجدت قاسم وبمعيته ثلاثة ثوار آخرين فانضممت لموكبهم و منذ مرورنا الاول امام اامستشفى اشتبك العساكر مع معه عقب اعتقال أحد الثوار أمام الصهريج حيث مررنا بإحدى نقاط الارتكاز وأصر الشهيد على إطلاق سراح الثائر وخاطب العساكر قائلا لن نتحرك من هنا فرفضوا ذلك وعندما هدده العسكري بأنه سيضربه قال له انا مستعد للموت من اجل الوطن فتم إطلاق سراح الثائر.
ومنذ تلك اللحظة أدركت القوات أن قاسم بصلابته التي واجههم بها أدركت أنه قائد ميداني وعندما وصلنا شارع المطار قام بتريس الشارع وكنت مبهورة بع وطلب منا عدم الاشتباك مع العساكر وكان يقوم بإعادتنا للخلف وقال لنا ماعايزين نخسر زول والعساكر ماعندهم امان، ووصلنا إلى شارع المطار واعادنا للخلف لكن فجأة هجمت علينا قوة عسكرية وعلمنا أن أحد الثوار تمت إصابته وعندما اتصلنا بهاتفه رد علينا شخص وابلغنا بأن قاسم هو من اصيب وجاء وسلمنا هاتفه وبحثنا عنه في كل المستشفيات واتصل بنا الرفاق بأن جثمانه الطاهر وصل إلى مستشفى بشائر.
استشهاد القائد :
أما الشهيد حسن فقد كان قائدا ميدانيا لا يشق له غبار وقالت مياسة عرفته منذ فترة طويلة وكنا نلتقي في كل المواكب، وكان عضوا بلجنة الميدان وكان يحرص على أن يجمع كل الثوار بكل تفاصيل نشاط التنسيقية، وحتى عندما تمت إصابته في عنقه طلب الا يلمس جرحه اي كادر طبي آخر غيري ، وعادت مياسة بذاكرتها للحظة استشهاد رفيقها حسن قبل يوم من إصابته ذهبنا لتقديم واجب العزاء في شهيد بحري الريح محمد، وكان صديقه المقرب وكنا حزينين وانخرطنا في موجة بكاء عميقة إلا أن الشهيد حسن قال لنا لا تبكوا والريح لم يمت وهو موجود بيننا وكلنا سائرين في طريقه.
لحظات موجعة :
وكان أول موكب بعد استشهاد الريح بعد يومين وفي اليوم الذي اصيب فيه الشهيد التقينا في باشدار واوصانا بالحيطة والحذر وفجأة علمنا بإصابة صديق الشهيد باسل وطلبنا منه أن يرافقه الى مستشفى الجودة لرؤيته، إلا أنه أصر على أن نذهب ليلحق بنا ، وكان باسل مفزوعا وعندما رآني أخذ يلح علي بالسؤال حسن كيف؟ وطمأنته أنه بخير لكنه ظل يكرر ذلك السؤال ثلاثة مرات ولم يكن مكترث بإصابته حتى جاءني اتصال، وسألت المتصل دون ذكر اسم الشهيد حسن ، وبعد أن انهيت المكالمة قلت له حسن اصيب بعلبة بمبان فنهض مذعورا .. ونسى إصابته بعد أن تيقن باستشهاد صديقه ، وقال لا حسن اصيب برصاصة في رأسه وليس ببمبان وأخذ يلومني الم تؤكدي لي أن حسن بخير، فأخبرته أنه اصيب قبل عشرة دقائق فقط ، وأصبت بدوري بحالة هيسترية ثم تمالكنا أنفسنا وركضنا نحو مستشفى الجودة وكانت هناك محاولات لإنقاذه واجراء عملية له ولكن بعد ساعتين لفظ الشهيد أنفاسه.
وقطعت بأن الشهيد حسن تم استهدافه بصورة ممنهجة وقالت كان الشهيد في مقدمة موكبنا وقام بإعادة رفيقتنا مودة وخدعها بأن رفيقتنا الأخرى سلافة تريدها في أمر ما وعندما عادت واكتشفت ذلك زاد إصرارهن على اللحاق بالشهيد و(تابعت) عندما تم ضرب الشهيد حسن لم يكن مشتبكا بالعكس قال لنا الموكب انتهى وحان وقت العودة وبعد أن إطمأن علينا ، لكنه بعد أن تأكد أن بعض رفاقنا لم يرهم عاد ، فهو إذا لم يتأكد أن كل الرفاق في التنسيقية رجعوا لا يغادر ساحة المعركة.
مأساة الشهيد مصعب :
وروت مياسة مأساة الشهيد مصعب الذي اخترقت الدوشكا رأسه وقالت في اليوم الثاني لاستشهاد قاسم ابلغوني بوجود جثتين بمشرحة بشائر ذهبت للتعرف عليهما وكانت الجثة الاولى لشهيد ذكروا لي أنه من منطقة بري فلم اتعرف عليه وعندما رأيت الجثة الثانية صدمت من بشاعة المشهد فقد كان مضروبا في رأسه وخرج مخه وكان ماتبقى منه عبارة عن فتحة في الرأس شعرت بأن ملامح الشهيد ليست غريبة علي فاتصلت بالتنسيقية وعندما جاءوا شعرت بأن مرتضى خرج وهو مذهولا فأدركت أنه تعرف على الشهيد وأبلغنا أنه درس معه بالجامعة وأن أصوله تعود إلى مدينة الفاشر واتفقنا على أن يقوم بالاتصالات اللازمة للتأكد وقام بالاتصال بشقيق الشهيد الذي كان يسكن معه . وحضرت أسرته للتأكد وبعد ذلك استلمت الجثمان وتمت موارته في الثرى.
افطار ثوري :
وامام ساحة منزل الشهيد حسن احتشد العشرات من الثوار عقب الافطار وهم يحيون ذكراه التي استهلوها بتلاوة القرآن الكريم لروحه الطاهرة ورفعوا الإعلام البيضاء التي تحمل صورته كانوا يلتفون في دائرة كبيرة وهم منتشين بشعاراتهم الثورية التي هزت اركان الحي.
معتكف في محراب الثورة :
وحول بداية علاقة الشهيد حسن بالحراك الثوري قالت شقيقة الشهيد لـ(الجريدة) بدأت علاقة الشهيد بالحراك منذ العام ٢٠١٣ بداية ثورة ديسمبر عندما سقط شهيد السلمة أيمن ومنذ تلك اللحظة أصبح لديه اهتمام بالحراك وكان اساسا يحب وطنه السودان بشدة، وكان مشاركا وملتزما بكل المواكب وكان يذهب يوميا إلى ساحة الاعتصام ، وكان يأتي فقط ليغير ملابسه ثم يعود أدراجه ، وكان موجود بالقيادة حتى الساعة الثانية ليلا من ليلة فض الاعتصام .
وبعد وقوع مجزرة فض الاعتصام طلب منا الا نقوم بتوزيع الحلوى في يوم العيد وقام برمي الشيالة وقال ( لنا لدينا اخوان فقدناهم وبعد ذلك انضم إلى لجان المقاومة وكان على استعداد ليقوم باي عمل من أجل البلد ويخرج باستمرار للتظاهرات وحتى لو بدأ اي مشروع يقوم بإيقافه لأجل مواصلة الثورة لإيمانه بالقضية وكان يرغب في تحسين الأوضاع المعيشية ويكره العنصرية والناس متساويين عنده ).
كان يكره أن يسئل في من اين انت؟
واردفت ليلة سقوط نظام الإنقاذ خرج الشهيد مسرعا ولم تكن الفرحة تسعه وكان يتطلع إلى حقن الدماء وأن يأتي الثوار بحق الشهداء واذكر انني عندما علمت باستشهاد شقيق زميلتي (بيبو) عندما جاء ووجدني أبكي قال لي لاتبكي نحنا حانجيب حق بيبو وكل الشهداء وكان يكره الأحزاب ويدين بالولاء للوطن وكان يطبق حرفيا مقولة لا للجهوية أو الحزبية أو القبلية.
قلق ماقبل الوداع :
وعادت شقيقة الشهيد حسن بذاكرتها إلى يوم السابع عشر الذي استشهد فيه وقالت عندما صحوت في ذلك اليوم وجدته وهو مغتبط كعادته قبل كل موكب ويقوم بتجهيز نفسه للخروج وكانت والدتي دائما تودعه وهي تردد استودعك الله الذي لاتضيع ودائعه وتقرا له ايات لتحصينه سبعة مرات وتعطيه ورقة ليحملها معه لتحصينه في الموكب وكان يحمل قناع في يده ومازحني قائلا ستقومين بتنظيف هذا القناع يوميا وبعد أن ودع امي في المطبخ وصادفه اخي الذي أخبرني فيما بعد أنه لم يستطع أن ينظر له في وجهه في ذلك اليوم قبل ساعات من استشهاده .
وتضيف في ذلك اليوم كان شقيقي ذاهبا بسيارته إلى الصحافة شرق وشعر لأول مرة بانقباض قلبه وهاتف الشهيد وطلب منه أن يأتي ليعود معه لأنه شعر بالخوف على حياته وبدوره طلب حسن منه إلا يقترب من مكان تواجده وقال له عد لأننا محاصرين ونواجه ضربا شديدا ولحظتها شعر شقيقي بأن أعصابه تجمدت ولم يستطع قيادة سيارته الا بعد مرور وقت طويل من آخر مكالمة بينه وبين الشهيد، وتضيف وفي تلك اللحظة انتقل احساس الضيق لي في المنزل وشعرت بأن ثمة شئ غير طبيعي قد حدث واستيقظت من النوم وأصيت بالفزع عندما علمت بنبأ سقوط سبعة شهداء وأخبرت امي بذلك فقابلت ذلك بالصمت وهاتفني شقيقي ايمن وأبلغني بأن حسن استشهد وحين علمت امي بذلك سجدت وأخذت تردد الحمد لله لله لله ما أعطى ولله ماأخذ.
تضاعف الأحزان :
وعادت الكنداكة مياسة لتؤكد مرارة فقد الشهداء الاصدقاء وقالت عندما فقدنا قاسم تأثرنا كثيرا وأثر فينا فقده لفترة من الزمن ثم تضاعفت أحزاننا باستشهاد حسن ولم نستطع حتى هذه اللحظة أن نخرج من حالة الحزن التي ظللنا نشعر بها وقبل أن نتماسك استشهد عاصم والانقلابيين يحاولون أن يكسرونا حتى نشعر بالهزيمة ونهجر الشوارع ونختبئ في منازلنا ولكن هيهات مرارة فقد الشهداء الاصدقاء تجعلنا نتمسك بالسير في طريقهم طريق النضال ولن نهجر الشارع ونعمل على التواصل مع أسر الشهداء لأننا اصبحنا كابنائهم فنحن نمنح أنفسنا ونمنحهم قوة إيجابية من خلال مشاركتهم في كل مناسباتهم ولن يكسرونا بقتل الرفاق وفي كل مرة نفقد أحدهم نزداد تمسكا بالقضية ونتذكر من كانوا معنا في الشارع ونفكر في بذرة احلامنا التي زرعناها سويا فإما أن نحققها لهم أو نلحق بهم ولن نستسلم.
الجريدة
//////////////////////////