فجر ميشال كولومب رئيس وكالة الإستخبارات والأمن الكندية قضية في غاية الحساسية بنشره لمقال في صحيفة الغلوب آند ميل تناول فيه خطر الإرهابيين الكنديين كما سماهم في الجيوش الإرهابية وخاصة في الشرق الأوسط وتحديدا " داعش " ،لدرجة أن عدد الصحيفة الذي نشر به المقال نفذ في ألأسواق .
وقبل أن أستعرض معكم ما جاء في المقال أقدم موجزا مختصرا عن الصحيفة ذات نفسها .
الغلوب آندميل صحيفة كنديّة واسعة الانتشار تصدر في مدينة تورونتو.
بدأت الغلوب بالصدور عام 1843 مع وصول الاسكتلندي جورج براون من ادنبره إلى اميركا الشماليّة.
فقد وصل الشاب مع والده إلى نيويورك عام 1837 وساعد في نشر صحيفة بريتيش كرونيكل المناهضة للعبوديّة ، ،وكانت تتوجّه للمهاجرين البريطانيين.
وخلال تلك الفترة، قام بزيارة لتورونتو واجتذبته المدينة فأقنع والده بالانتقال إليها والتخلي عن الصحيفة النيويوركيّة.
وفي عام 1843، وضع الرجلان عنوان الجريدة المؤلّفة من 4 صفحات والتي بدأت تصدر مرّة واحدة في الأسبوع للترويج للكنيسة المشيخيّة.
لكن الشاب الطموح بدأ في العام التالي بإصدار صحيفة سياسيّة كما أرادها أن تكون.
وكان يصدر منها 300 نسخة أسبوعيا حتى عام 1853 حيث أصبحت الصحيفة تصدر بصورة يوميّة بمعدّل 6000 نسخة في اليوم.
وفي عام 1880 أطلق موظف ساخط النار على براون الذي توفي متأثرا بجراحه في غضون أسابيع قليلة.
في عام 1888 اشترت نقابة تضم في صفوفها السناتور روبرت جافري الصحيفة لتشتريها فيما بعد عائلة جافري وتحافظ على ملكيّتها حتى عام 1936.
وتوسّع انتشار الصحيفة شيئا فشيئا فأطلقت على نفسها في تلك السنة شعار "صحيفة كندا الوطنيّة".
وفي عام 1936،اشترى صاحب الأعمال الشاب جورج ماكولاغ الصحيفة التي كان يصدر منها يوميا 78 ألف نسخة.
واشترى ايضا صحيفة امباير التي كان يصدر منها 118 ألف نسخة يوميا.
وضمّ الصحيفتين في واحدة أصبح اسمها "الغلوب اند ميل".
وبعد 3 اعوام على وفاته، أي عام 1952، باع منفذو وصيّته الصحيفة لصاحب الأعمال هوارد وبستير من مونتريال.
وفي عام 1962، بدأت الغلوب اند ميل بإصدار ملحق اقتصادي وبتوزيعه خارج مقاطعة اونتاريو.
وفي عام 1967أصبح الملحق الاقتصادي يوميا لتكون الغلوب اند ميل بذلك أول صحيفة كنديّة تصدر ملحقا اقتصاديا بصورة يوميّة.
وفي عام 1979 أصبحت أول صحيفة في العالم تصدر قاعدة بيانات تجاريّة بالنص الكامل والأولى التي تصدر بنسختين الكترونيّة وورقيّة في اليوم الواحد.
واستمرّت الصحيفة في مواكبة التطوّر الالكتروني . وفي عام 1980،أصبحت أول صحيفة كنديّة تستخدم الأقمار الصناعيّة للطباعة، من خلال إصدار نسخة مطبوعة في مونتريال .
وكانت الأخبار تصل عبر القمر الصناعي انيك من مقرّ الصحيفة الرئيسي في تورونتو.
وفي مطلع التسعينات قامت الغلوب اند ميل بإعادة تصميم في العمق على صعيدي الشكل والتحرير ، كما كانت الأولى في إصدار الدليل ذات النمط المرئي.
واستمرّت مسيرة التطوّر الالكتروني، و في عام 1998أصبحت الغلوب اند ميل تعتمد التصوير الفوتوغرافي الملوّن في إصدار افتتاحيّاتها.
واليوم، وبعد ما يزيد على قرن ونصف من الزمن، ما زالت الغلوب اند ميل وفيّة لشعارها الذي يعود إلى تاريخ تأسيسها والقائل بأن الخبر الصادق لا يرضخ أبدا للمساومات.
يشيركولومب إلى حملات التعبئة التي يقوم بها تنظيم الدولة الاسلاميّة ودعواته للشباب في الغرب للتوجّه إلى الشرق الأوسط ومتابعة التدريب على الحرب المقدّسة.
ويتناول صورة مقزّزة نشرها التنظيم لطفل في السابعة من العمر يحمل رأسا مقطوعا لمقاتل خصم.
ويضيف قائلا إن التنظيم يسعى على غرار كل حملات البروباغندا، لإعطاء صورة رومانسيّة عن عمليّة تحوّل الشباب إلى مقاتلين جهاديين.
و يقول لحسن الحظّ يرى الكثيرون أن القتل والموت من أجل قضيّة ما هو بعيد كلّ البعد عن الرومانسيّة.
و يؤكد أن وكالة الاستخبارات الكنديّة على تواصل مع الجاليات الثقافيّة ويشير إلى أن الخطاب المتشدّد القائل بأن الغرب في حرب مع الإسلام هو خطاب مرفوض من اغلبيّة المسلمين في كندا. ولكنّ الايديولوجيات العنيفة تجد صدى لها في نفوس العديد من الشباب في اميركا الشماليّة واستراليا وبريطانيا وفي مجمل اوروبا والشرق الأوسط ، ولكن الأيدولوجيات العنيفة تجد صدى لها في نفوس العديد من الشباب في أميركا الشمالية وأستراليا وبريطانيا وفي مجمل أوروبا والشرق الأوسط كما يقول .
يشير كولومب إلى أن هنالك نحو من مئة كندي غادروا كندا وتوجّهوا للانضمام إلى تنظيمات متشدّدة خارج البلاد.
وقال : لقي البعض منهم حتفهم خلال المشاركة في عمليّات في الخارج من بينهم شابان من لندن في مقاطعة اونتاريو شاركا في الهجوم على منشأة الغاز في أين اميناس في الجزائر وآخرون سواهما من مدينة كالغاري لقوا حتفهم في سوريا والعراق.
ويرى كولومب أن الخطر الأكبر متمثّل في المتشدّدين الذين يعودون إلى البلاد.
ويتساءل عن عدد الذين عادوا وما إذا أصبحوا أكثر تشدّدا وعمّا إذا كانوا ينشطون لتعبئة شباب آخرين وإن كانوا سيستخدمون علاقاتهم في الخارج لإقامة شبكات في كندا لتسهيل تحرّك المقاتلين وتسهيل حركة نقل العتاد والمال من كندا وإلى الخارج.
ويضيف أن السؤال الأهم هو حول ما إذا كانوا سيستخدمون تجربتهم للقيام بأعمال عنف في كندا.
ويرى أنهم يطرحون مشكلة لكندا حتى إن لم يعودوا لأن تصدير الإرهاب يسيء إلى صورة البلد حتى لو كان عن غير قصد.
ويثني على قانون مكافحة الارهاب الصادر عام 2013 والبند المتعلّق بالسفر لأهداف إرهابيّة ويضيف أنه من الصعب كشف مخطّطات هؤلاء الأشخاص.
ويتابع فيؤكّد أن طبيعة الإرهاب الدوليّة تحتّم التعاون الدولي لأنه يستحيل أن تعالج دولة او وكالة المشكلة بمفردها.
ويرى أن أفضل شريك للحكومة في مواجهة المشكلة هو الجمهور الكندي الذي تؤكّد وكالة الاستخبارات على أهميّة تعاونه معها.
ويضيف مشيرا إلى أنه تمّ توقيف العديد من الأشخاص في كندا خلال السنوات الأخيرة لعلاقتهم بالإرهاب ما يعني أن ما من أحد في مأمن من خطر وقوع عمليّات إرهابيّة.
ويختم ميشال كولومب رئيس وكالة الاستخبارات الكنديّة تعليقه في الغلوب اند ميل فيؤكّد أن الوكالة تعمل منذ 30 سنة على حماية مصالح الأمن الكندي أن سلامة الكنديين هي في اولويّاتها.