الكوز ماسوداني وللسودان مابحكم تاني

 


 

 

 

فليكن هذا شعار المرحلة لضمان نجاح الثورة ومستقبل مشرق للسودان 


كدة بالواضح ومابدس نقولها جليا يجب اجتثاث هذا الشيطان الذي يمشي علي قدمين ويعيث فسادا في الارض٠
وتصدق نبوة الاستاذ محمود محمد طه عندها وذلك حين قال عن الاخوان المسلمين " من الأفضل للشعب السوداني ان يمر بتجربة حكم الهوس الديني. وسوف تكون تجربة مفيدة للغاية.اذ انها بلا شك ستبين لابناء هذا الشعب مدي زيف شعارات هذه الجماعة.وسوف تسيطر هذه الجماعة علي السودان سياسيا و اقتصاديا حتي ولو بالوسائل العسكرية.وسوف يذيقون الشعب الأمريين.
وسوف يدخلون البلاد في فتنة تحيل نهارها الي ليل. وسوف تنتهي فيما بينهم.وسوف يقتلعون من ارض السودان اقتلاعا".
هذا ماتنبا به شهيد الفكر وسيد شهداء الثورة السودانية الرجل الذي قدم روحه الطاهرة فداء للوطن في سبيل تعربه زيف ودجل فكر الاخوان المسلمين المبني علي الهوس الديني والمتاجرة باسم الدين . كرس الاستاذ محمود محمد طه جل وقته في الكتابة عن خطورة فكر وسياسة الاخوان المسلمين فحقدوا. عليه وكفروه واتهمهوه بالردة والزندقة اكثر من مرة وكانوا يترصدونه ويتحينون الفرص للخلاص منه وتصفيته جسديا بعد ان فشلوا في مقارعته فكريا وكانت فرصتهم الذهبيبةدفي نهايات حكم جعفر النميري الذي مكنهم من تنفيذ جريمة العصر وإعدام الاستاذ ومضي شهيدا للحرية والديمقراطية .
مازالت روحه الطاهرة تنادي من ضرورة الحذر ثم الحذر من فكر تيارات الهوس الديني المتمثّلة في جماعة الاخوان المسلمين . والمقولة انفة الذكر كان الاستاذ يدعونا فيها من الاستفادة من تجربة حكم الاخوان وكان متأكدا كل التاكيد انهم سوف يحكمون وبكل الطرق حتي ولو عن طريق الأنقلاب العسكري ولكنه كان يؤكد ان تجربتهم تحمل بذور فنائها في داخلها وذلك بقصورها ومحدودية فكرها الإرهابي الذي لا يمكن ان يحقق نجاحا في إدارة اَي دولة حديثة ناهيك عن دولة متعددة الثقافات والديانات والمذاهب مثل السودان٠
ويقول الكاتب مرصد مينا في دراسة رصينة عن فكر الاخوان المسلمين في سوريا بعنوان "هل الاخوان المسلمون حركة وطنية؟"
"لم تكن البنية الفكرية للإخوان المسلمين في سوريا بنيةً وطنية البتة، وهذا يعود إلى اعتبار الأولوية لمفهوم الأيديولوجية لديهم “الدين”. فالقومية أو الوطنية هي مفهومات غريبة على أيديولوجيتهم التي تقول بمفهوم “الأمة الإسلامية”. هذا الشرخ الفكري ما يزال يفعل فعله في السلوك السياسي لجماعة الإخوان التي عجزت عن رؤية “طبيعة المجتمع السوري المؤلف من عدد من الأديان (الطوائف والعرقيات) التي أعطت قوةً وأفضليةً للمفهومات والكلمات التي تحمل معنى الوحدة “مفهومات قومية – مفهومات ديمقراطية، على حساب الشعارات"
ويمتد هذا الفهم اللاوطني في تفكير الاخوان المسلمين في كل الدول ففي مصر عقب الثورة وقبل فترة تولي محمد مرسي الاخواني الحكم في العام 2011 صرح مهدي عاكف، مرشد جماعة الإخوان تصريحا يلخص عقلية الاخوان وعدم انتمائهم لاي وطن حين قال "طظ في مصر وأبو مصر واللي في مصر"، والتي كانت في إحدى لقاءاته التلفزيونية.
وفي مقولة اخري صرح المرشد إن أنصار الإخوان سيضربون بالجزمة من يهاجمهم إذا وصلوا للحكم٠
ومن تصريحات المرشد الغريبة قوله «أقبل أن يحكمني ماليزي أو إندونيسي مسلم ولا أقبل مسيحي مصري أو امرأة»...!
«لو الأقباط مش عاجبهم يمشوا»...!تخيلوا محدوديه هذا النوع من التفكير.
وتعلق الكاتبة سوزان حرفي علي مقولات المرشد العام للاخوان المسلمين بقولها "كلمات رجت مصر عندما قالها «محمد مهدي عاكف» عام 2006، سب وإهانة كبيرة في حق بلد ووطن ينتمي له المرشد العام للإخوان آنذاك، وخروج عن كل حقوق الموطنة، بل وقواعد الدولة المعروفة، لكنها أتت تعبيرًا حقيقيًا وصادق عن رؤية مرشد الجماعة وانتمائه الفكري، فهو لا ينتمي لمصر الوطن أو الدولة الحديثة التي يعيش فيها وباقي أفراد جماعته من المصريين، وإنما ينتمي للدولة الأممية، دولة الخلافة الإسلامية التي تحتل مكانة أستاذية العالم"٠
والفكر الاخواني فكر غير ديمقراطي بطبعه ويمضي الكاتب السوري مرصد مينا في شرح تناقض فكر الجماعة مع الواقع بقوله
" ولعلّ تجربة الإخوان المسلمين في مصر تكشف هذا التناقض، فهم يريدون الديمقراطية وسيلةً للسيطرة والهيمنة الشاملة على الدولة، وتحويل بنى هذه الدولة لتتوافق مع الرؤية الفكرية “السلفية”، يريدون الوصول إلى السلطة لاستعادة الخلافة".
فالفكر الاخواني في جوهره فكرا استئصالي بحت لايؤمن بتلاقح الأفكار وغير ديقراطي بالضرورة ويستند علي أيديلوجية متحجرة ومتجمدة ليس للأوطان فيها اَي اعتبار وتؤمن بفكرة الحاكمية لله ودولة الخلافة الاسلامية العابرة للحدود الدولية المعروفة.
ففي السودان وبعد تجربة الاخوان المسلمين المرة لما يقارب الثلاثين عاما اثبتت هذه التجربة تجزّر اللاوطنية واللا انتماء لتراب هذا الوطن مما يدفعنا ان نقول وبكل سهولة ان الكوز ليس بسوداني بكل تاكيد وهذا الكلام ليس من قبل المبالغة والكراهية ولكن هناك الكثير من الدلائل توكد هذا الادعاء نلخصها في الآتي ؛
اولا، الانقلاب علي النظام الديمقراطي غدرا بذات ليل واستخدام الخدعة والحيلة باسم القوات المسلحة تضليلا وإمعانا في التخفي قاموا بحبس شيخهم وكبيرهم الذي علمهم السحر مع باقي القيادة السياسية آنذاك.
ثانيا. اعلان الجهاد والحرب المقدسة ضد أبناء الوطن في جنوبنا الحبيب بدافع إيجاد المبرر الديني للتعبئة وتسخير كل موارد البلاد في هذه الحرب العبثية التي انتهت بفصل الجنوب عمدا بفعل الاخوان للمتأسلمين للانفراد بحكم الشمال دون ازعاج من دول الغرب الصليبي.
ثالثا.في بداية حكمهم أقاموا مايسمي للمؤتمر الشعبي العربي الاسلامي وهو مؤتمر عالمي جامع تمت فيه استضافة كل الجماعات الإرهابية في العالم مثل حماس وحزب الله وحركة أمل وغيرها كما تمت دعوة عناصر ارهابية معروفة وطاب المقام للعديد منهم واستقروا في السودان ومنحت لهم الجوازات وأقيمت لهم الزواجات من مسلمات بلاد السودان وكُلُوا من اجل نصرة الفكرة.
رابعا. خططوا لاغتيال الرئيس المصري حسني مبارك عند زيارته لاثيوبيا وبالفعل تمت المحاولة الفاشلة واثبتت التحريات ان جهاز الامن السوداني ضالع في المحاولة الاجرامية بتوفير الدمع اللوجستي للمجرمين وايضاً أكد زعيمهم الترابي ضلوع علي عثمان شخصيا في في تلك الجريمة .
خامسا. نتيجة لفشل محاولة اغتيال الرئيس المصري تم ابتزاز النظام من قبل المصريين باحتلال حلايب منذ العام ١٩٩٥ وظل النظام صامتا صمتا مريبا عن هذه الخيانة الوطنية الكبري والحديث عنها من المحرمات الإعلامية والدبلوماسية . اكثر من ذلك احتلت اثيوبيا منطقة الفشقة أسوة بالمصريين بعد ان عرفت ضعف النظام وعدم غيرته الوطنية علي التراب الوطني فاستباحت أراضي الفشقة نهارا جهارا وسط صمت الحميع.
سادسا..قام النظام ببيع جنوده في سوق الله اكبر مرتزقة عديل في حربا لاناقة لنا فيها ولا جمل واساء لعلاقتنا التاريخية مع شعب اليمن الطيب.
سابعا.قام النظام ببيع الوطن وموارده في سوق الله اكبر فرهن الاراضي الزراعية الممتازة علي ضفاف النيل بعقود تمتد لمئات السنين وامتد هذا البيع ليشمل الموانئ والسفن التجارية والسكك الحديدية وشركة سودانيز وخط مطار هيثرو وبيع بيت السودان في قلب مدينة لندن وبيوت السودان في عدة مدن أوروبية كما تمت جريمة العصر في بيع أصول مشروع الجزيرة عماد الاقتصاد الرطني لأكثر من نصف قرن كما تم بيع البنوك التجارية وشركات الاتصال والمدبغة الحكومية كما تم بيع البترول السوداني لصالح عصابات مافيا النظام وكذلك الذهب وكانت حصيلة ذلك مايقارب ٣٠٠ مليار دولار لم بستفيد الوطن باي حال ولَم بسمع بها المواطن الا في شكل فلل وعمارات وقصور وفنادق في دول الخليج وبعض الحزر في الكاريبي والقارة السمراء .
ووصلت حمي البيع هذه الي مداها ببيع إناث المواشي وبذور المحاصيل النادرة كالصمغ العربي والكركدي. وللمبالغة في البيع المحموم هذه اطلق احد الظرفاء لقب "ابو الرقيع الجنو بيع " علي احد المسؤولين الكيزان لشراهته في بيع اَي شي. يقع تحت يده.
ثامنا . كل مؤسسات النظام واجهزته غير وطنية البتة فجيش النظام ولائه للتظام ويدافع عن النظام ويقتل المواطن السوداني ويقصف المواطنين الأبرياء في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق بطائرات الانتونوف الروسية وتحت إشراف خبراء روس بدلا من توجيه نيرانه لاستعادة أراضي مغتصبة في حلايب والفشقة واكتملت خيانة هذا الجيش اللاوطني اخيراً في هذه الثورة عندما أعلنت قيادته ولائها التام للتظام ووصفت قيادة الجيش الثوار بالمندسين وشذاذ الافاق. اما جهاز الامن ومليشيات علي عثمان وكتائب الظل تجردوا من كل خلق سوداني اصيل فكان القتل العمد عن طريق القناصة وكان التعذيب والسحل وضرب النساء والتحرش بالبنات وضرب الأطفال والمسنين واقتحام البيوت وإطلاق البنمبان داخل المنازل والمساجد والحامعات وسرادق العزاء وصالات الافراح ووصل هذا التشفي البربري قمته في حادثة الاستاذ احمد الخير "خاشقجي السودان".
تاسعا.تم بيع الجواز السوداني والجنسية وكان سمسار هذه التجارة شقيق البشير شخصيا فأصبح السودان وطنا للسوري والفلسطيني والإريتري والمصري الاخو المسلم بينما يعيش السودان الأصيل في كل بقاع الارض لاجئا مكرها علي ذلك في ظل هذا النظام البغيض.
عاشرا. رئيس البلاد والذي صار كذلك في غفلة من الزمن كل تصرفاته تدل علي عدم الوطنية وتدني المسؤولية لديه فشخص يرمي العلم والرمز الوطني في اقرب سلة زبالة من المخجل ان يكون سودانيا ناهيك عن رئيس للبلاد وقائدا عاما للقوات المسلحة والتي يفترض ان يموت الجندي فيها ليظل العلم عاليا خفافا . هذا الرئيس اضاعة هيبة البلاد بتسوله المعتاد وإطلالته السمجة كضيف ثقيل وغير. مرغوب فيه خاصة لدي دول الخليج والذي اثقل في رمي جتته عليهم لدرجة ان السعوديين اعلنوها داويه في سابقة غريبة علي الاعراف الدبلوماسية موخرا عندما زار وفد سعودي الخرطوم وأعلنوا للملا انهم دفعوا مبالغ طائلة في السنوات الاخيرة وغير مستعدين للدفع مرة اخري اَي احراج وإهانة اكثر من هذا ومازال هذا الرئيس الراقص غير مكترثا وغير مبالي إطلاقا وذلك لثقل دمه وتخن جلده وعدم شعوره بالإحراج إطلاقا وهي صفات غير سودانية البتة.
خلاصة القول هؤلاء الاوغاد او مايسمي بالاسلاميين الكيران غير سودانيين إطلاقا من ناحية الولاء والانتماء والغيرة علي التراب اكثر من ذلك لايتسمون بالخلق والسمت السوداني الأصيل والذي اصبح يميز الزول السوداني في كل بقاع الارض من تسامح وطيبة وحسن معشر وشهامة ونبل وطيب خلق وشجاعة وامانة ورجولة ونبل لذلك كان تساؤل أديبنا الكبير الطيب صالح صيحة داوية وكان ذلك في بداية عهدهم حين قال " من أين جاء هؤلاء " وستظل مقولة شهيد الفكر نبراسا يضئ لنا الطريق في كشف سر هؤلاء حقا"انهم يفيقون سوء الظن العريض".


محمد محمود الطيب
واشنطون
فبراير ٢٠١٩

wesamm56@gmail.com
//////////////

 

آراء