الكونفدراليه أو الشراكه بين السودان ومصر .. نعم ولا ! … بقلم: تاج السر حسين
royalprince33@yahoo.com
الكونفدراليه .. التى دعا لها نفر من السودانيين الذين تسببوا فى شق احزابهم وأضعافها بايعاز ودعم وتمويل من المؤتمر الوطنى، وكانت النتيجه ما عليه الأن السودان من حال لا يسر صديق أو عدو، دعوة حق أريد بها باطل، تزامنت مع دعوه مشابهه تحت مسمى (الشراكه الأستراتيجيه بين السودان ومصر).
وكلا الرؤيتين لا يمكن ان يرفضهما (وحدوى) عاقل اذا كان الزمن غير الزمن واذا كان من يدعون لهما غير الشخصيات الداعيه والمروجه، واذا كان السودان فى وضع يسمح له بالدخول فى شراكات أو كونفدراليات، فكيف تدخل دوله عجزت من ان تتوحد مع بنيها أن تتوسع وتدخل فى (شراكة) أكبر وأوسع مع جهة مستقره واقوى منها عسكريا واقتصاديا؟
الا تكون مثل شراكة السيد مع (عبدالمأمور)؟
كونفدراليه أو (شراكه) فى هذا الوقت بالتحديد لا تعدو أكثر من انها دعوات مشبوهة نرصدها يروج لها خلال هذه الأيام التى يتوقع فيها استفتاء يفصل السودان الى جزئين وربما أكثر من ذلك، والأصوات الداعيه فى السودان تنتمى للمؤتمر الوطنى أو من (ارزقيته) أو من بين الذين يعيشون تحت (ظله) من منطلق شعورهم بضعف ووهن الدوله السودانيه - شاركوا فيه - بعد الأنفصال ويريدون من مصر أن تحميهم من اثيوبيا وأرتريا وتشاد (تخيل)!!
ومثلما يقال عندنا فى السودان الجواب يكفيك عنوانه.
فالداعى الرئيس (للكونفدراليه) فى السودان شخصية اجهضت الأنتفاضه، وأرتضت ان تساند نظام المؤتمر الوطنى وتدعم (البشير) مرشحا لرئاسة الجمهوريه، وبذلك عملت على الأنفصال.
و(الشراكه) يقودها باحث مصرى يسعى لدور أكبر من حجمه وهو غير محبوب من السودانيين جميعهم لا يستثنى منهم غير كوادر المؤتمر الوطنى حيث اشتهر على الدوام بمساندة الباطل ومجافاة الحق ودعمه اللا محدود للأنقاذ وللمؤتمر الوطنى، مع انه وبحكم المركز الذى يعمل فيه كان يمكن ان يقدم خدمة جليله للسودان لا تنسى وأن ينصح اصدقاءه فى المؤتمر الوطنى بأن الطريق الذى يسيرون فيه لن يحقق وحدة السودان وأمنه واستقراره.
فوحدة السودان بحكم تعددده الدينى وتنوعه الثقافى لا يمكن أن تتحقق الا فى ظل دوله مدنيه وديمقراطيه وفدارليه وهو بلد فيه أكثر من 100 لغة ولهجة وأكثر من 500 قبيله.
الآن وبعد أن اصبح الأنفصال واقعا اعترف به (البشير) و(نافع) اللذان كانا يراهنان على الوحده من خلال تزوير الأستفتاء كما حدث فى الأنتخابات، خرج صاحبنا متبنيا فكرة (الكونفدراليه) تحت غطاء اسمه (الشراكه)، وداعيا مجموعه من السودانيين اما منتمية للمؤتمر الوطنى أو هى من النوعية التى لا يفرق معها الجلوس مع المؤتمر الوطنى والأتفاق معه حتى لو كانت النهايه ضياع وطن وتفككه.
فالشراكه مع مصر مطلوبه ونسعى لها فى جميع المجالات، سياسيه واقتصاديه وفنيه ورياضيه، لكن متى تؤسس تلك الشراكه؟
وهل يعقل أن تدخل شركه مفككه ومشتته، مع شريك اقوى منها وأفضل حالا؟
وما هى نقاط التلاقي بين هذين الشريكين، هل الحياة المدنيه والديمقراطيه على قدر معقول ومناسب تعيش فيه مصر أم القوانين الظلاميه التى تجلد النساء بسبب الزى فى قلب عاصمة السودان؟
وهل يرضى المواطن المصرى ان تشارك حكومته مع نظام يجلد النساء المصريات فى شوارع الخرطوم كما حدث لتلك الفتاة السودانيه؟
فالماده 152 من القانون الجنائى لسنو 1991 فى السودان تقول (يعاقب بجريمة الفعل الفاضح كل من ارتدى زيا يخالف تعاليم دينه أو عرف البلد الذى ارتكبت فيه الجريمه).
ان هذه الدعوه فى هذا الوقت تأتى من جهات غير واعية ولا تقدر نتيجة دعواهم وهدفها المصالح الذاتيه أكثر من الوطنيه والقوميه.
فالسودان الآن ضعيف ومنهك ومن تهمه مصلحته يجب أن يعمل على ازالة هذا النظام الذى يؤمر فيطيع، حتى يعود قويا ومتماسكا وموحدا يمكن ان يقيم شراكه مع مصر ومع غيرها من دول المنطقه.
أن هذه الدعوه فى هذا الوقت تعطى انطباع للأخوه الجنوبيين بأن هذا التكتل (حلف) مقصود به (دولة الجنوب) الجديده، ومن الخير لمصر ولمصلحة شمال السودان مسنقبلا ان تكون لمصر علاقات طيبه ومميزه مع (الجنوب) مثلما هى مع (الشمال) خاصة فى هذا الوقت الحرج حتى تفيد فى حالة اشتعال صراع غير مستبعد بين الشطرين بدلا من ان تصبح مصر فى نظر الجنوبيين حليفه لدوله الشمال، فيجد الجنوبيين أنفسهم مضطرين عند النزاعات والخلافات أن يلجاءوا الى دول أخرى.
مرة أخرى نحن مع شراكه سودانيه مصريه فى وقت ملائم يقودها نفر من مصر والسودان يثق فيهم أهل السودان ولا يشعرون تجاههم بالغبن وفى وقت يصبح فيه السودان نديدا لمصر وقادرا على المساهمه فى تلك الشراكه بصوره ايجابيه وفاعله.
ولذلك فلا نظام المؤتمر الوطنى يحقق هذا الشرط، ولا الباحث (المصرى) الذى يسعى لدور أكبر من حكمه ظل منحازا للأنقاذ وكارها لأنسان الجنوب وانسان دارفور، بل كل من يعارض نظام الأنقاذ يتوفر فيه هذا الشرط.
وختاما نسأل اين هم المثقفين والأعلاميين المصريين الذين يحبون السودان ويحبهم شعب السودان من ذلك التجمع، اليس هذا وحده ما يثير الشك ويدعو للريبه فى نوايا ذلك التجمع الذى شارك فيه بعض آخر بحسن نيه ولا يدرون ما هى الخبئيه؟