الكيزان وإنكار ضوء الشمس وهي ساطعة في كبد السماء

 


 

 

الكيزان من الكائنات الغريبة التي لا تجد لها مثيلا بين كل مخلوقات الله علي الارض، فهي لا تشبه البشر او الحجر ولا تنتمي لفصائل الأنعام والهوام من الزواحف والحشر .. اكثر ما يميزها هو النفاق والكذب وإنكار الحقيقة التي لا تحتاج الي برهان او عناء دليل، ينكرون الحقيقة حتي لو كانت ماثلة للعيان ولا يختلف عليها إثنان في صحتها. الأمثلة كثيرة في إنكار الحقائق عند الكيزان وهي تثير الدهشة والحيرة خاصة عندما يصاحب الإنكار ذلك الإصرار العجيب في التمادي بالتذاكي علي عقول الناس والاستخفاف بها كأنهم يخاطبون عقول الذباب ..

الجميع متفقون ما عدا الفاسدين من الكيزان أن فترة حكمهم التي امتدت لثلاثة عقود متوالية كان نتيجتها الدمار الشامل لكل الموارد الإقتصادية الي ترتكز عليها الدولة في النماء والاستقرار وذلك بالأدلة الدامغة التي نبدأها بمثال تدمير مشروع الجزيرة الذي كان مشروعا كامل الدسم بأصوله المعروفة من بيارات وطلمبات وآليات متنوعة تستخدم في الزراعة واعمال الحفريات وتطهير الترع وتعبيد الطرق اضافة لآلاف المنازل والمباني الحكومية المخصصة للموظفين والعمال والسرايا الفخمة المفتشين الزراعيين، فضلا أن المشروع كان يمتلك محالج للقطن وسكك حديد داخلية لنقل الاقطان والمحاصيل الاخري وهناك أيضا مصانع لأعلاف الحيوانات كانت تستفيد من كل مخلفات الحصاد .. كل هذا الارث الضخم للمشروع قامت بهدمه طغمة كيزان الإنقاذ الفاسدة بحقد متعمد عندما طبقت سياسة الإهمال التي بدأتها بالحجب الكلي او الجزئي بتاخير التقاوي المحسنة عن المزارعين مع اهمال الري وتعمد عدم تطهير الترع من الحشائش في الوقت المناسب إضافة للمماطلة في مواقيت التمويل وتاخيره حتي يطيع الموسم الزراعي باكمله. وصل الفساد ذروته في التخريب عندما شمل تسريح الخبراء والمرشدين الزراعيبن بالمشروع ثم تلاه الاستغناء عن الأبحاث الزراعية التي كانت تهتم بتطوير الإنتاج الزراعي والحيواني، بعدها تمدد الفساد وأصبح يعمل جهارا نهارا الي بيع كل أصول المشروع الثابتة من مباني حكومية ومحالج ومصانع وآليات زراعية لمنسوبي الحركة الإسلامية من الكيزان الفاسدين. لقد وصل الطمع والجشع الي درجة خلع وبيع قضبان خطوط السكك الحديدية في المشروع من اجل صهرها لأصحاب مصانع الحديد الصلب الخاصة .. كل هذا الدمار والتخريب الممنهج موثق ومعروف لكافة أهل السودان والمشروع إلا ان جماعة الكيزان الفاسدة تنكره بقوة عين وبدون حياء بالإصرار علي أن دمار المشروع كان بأيدي إتحاد المزارعين أنفسهم!!! ..

المثال الثاني لإنكار التخريب هو هيئة السكة حديد التي كانت الناقل الوطني الرئيسي والهام للبضائع والركاب، كانت الهيئة من المؤسسات الحكومية الناجحة التي تمتد خطوطها الحديدية لآلاف الكيلومترات شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، ترفد منه خزينة الدولة سنويا بدخل مقدر من المال .. لقد تسلطتت عليها أيضا عصابة من الفاسدين وعملت علي تدميرها بعد الحصول علي تصديقات معفية من الرسوم الجمركية لاستجلاب شاحنات خاصة كي تحل مكان السكة حديد .. كانت خطة الفساد الرئيسيه هي إهمال السكة حديد التي بدات بحجب الاسبيرات الضرورية للتشغيل ثم التشريد المنظم للعمال الأكفاء ومن بعده اغلاق الورش المتخصصة في الصيانة والتحديث حتي وصل الحال بالهيئة ان تتوقف تماما عن عملها فاصبحت من الآثار البالية ينعق البوم علي انقاض محطاتها المتناثرة في معظم أرجاء البلاد، .. يحدث كل ذلك الخراب الفظيع وينكر بعدها كيزان العهد البائد صلتهم بدمار وضياع السكة حديد التي اضحت اليوم أثر بعد عين وذكري من الماضي يتحسر علي ضياعها أبنائها الأوفياء ..

هناك أيضا الكثير من الامثلة التي دمرها الكيزان وينكروها عنوة مثل الخطوط البحرية السودانية التي بيعت كل سفنها بتراب الفلوس كخردة رغم أنها كانت تعمل وبحالة جيدة والخطوط الجوية السودانية (سودانير) التي كانت من طلائع الشركات الناقلة في أفريقيا والشرق الأوسط لم يتبقي منها غير طائرة واحدة يتيمة .. امتد الخراب أيضا للمشاريع الزراعية الهامة مثل مشروع الرهد، دلتا طوكر، حلفا الزراعي، السوكي، جبال النوبة و .. الخ. كل هذه المؤسسات الناجحة والمشاريع الزراعية الرائدة التي كانت في أوج ازدهارها اندثرت وتلاشت وأصبحت في خبر كان بفعل فساد كيزان الحركة الإسلامية الذين يصرون بتعنت أن الأسباب وراء كل هذا الدمار هم الشيوعيين وكل من كان يعارض حكم الإنقاذ الفاشي ونهجها الديكتاتوري المتسلط الذي كان يستغل الدين كستار للفساد المقنن.

الآن وبعد اقتلاع نظام الانقاذ البائد المستبد مازال الكيزان ينكرون الدمار الذي حدث خلال الثلاثين عام الماضية من حكمهم ويصرون أن الخراب الذي حل بالبلاد هو من صنع حكومة الفترة الانتقالية بقيادة الدكتور عبدالله حمدوك وحاضنته السياسية الممثلة في قوي الحرية والتغيير التي لم تستمر فترتها لأكثر من عامين تمكنت فيها من شطب إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب واستجلاب العديد من القروض الإنسانية وإعادة العلاقات مع دول العالم بعد عزلة دامت لأكثر من خمسة وعشرون عاما .. وهي أمور فشلت فيها طغمة الكيزان الفاسدة في تحقيقها دهرا من الزمان ..

بعد كل هذا .. أليس من الغريب وجود كائنات بيننا بهذه الجينات النادرة، تظل علي الدوام تتعمد إنكار اي حقيقة ماثلة للعيان حتي لو كانت ضؤ الشمس وهي ساطعة في كبد السماء؟ .. للأسف هذه الكائنات الشاذة تعيش بيننا ونعرفها بإسم الكيزان وتجار الدين .. إنهم أخطر من وباء السرطان علي البلاد والعباد .. الله لا كسبهم ...

د. عبدالله سيد احمد
abdallasudan@hotmail.com

//////////////////////////

 

آراء