الكُتَّاب والكَلِمة صدق أم نفاق!!

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

Elfatih eidris [eidris2008@gmail.com]
الكاتب حين يمسك قلمه ليكتب ويستعد للكتابة ماذا ننتظر منه ؟ هل نريده أن يسلب عقولنا أم نريده أن يجاملنا في أمر يريده أم نريده أن يخدعنا برؤيته وفكرته التي كتبها . ثم من هو الكاتب الذي نريده ؟؟ هنالك من الكُتاب من يسجل عبارات وأفكار وأخبار كثيرة على الورق ولكنها فارغة خالية من الفكر وهذا النوع من الكُتاب كثير يملك مساحات للكتابة دون غيره امتهن المهنة طلباً لرزق أو شهرة يكتب لنفسه .الكاتب الذي أريده واقصده هو الذي عنده فكر يريد أن يبلغه الناس عامتهم وخاصتهم مؤمن بمن حوله عارف لحياتهم مدرك أبعاد الكلمة التي يأمل أن يوصلها للقراء . هذا النوع من الكُتاب تحركه وتوجهه طاقة فكرية كامنة أصيله في نفسه يحمل رؤى عظيمة يريد أن يخدم بها مجتمعة ، الساحة الإعلامية تحتاج لأصحاب الأرواح الكبيرة والرؤى المبدعة تحتاج لمفكرين في السياسة والإدارة والاقتصاد لينيروا طرق المعرفة هؤلاء المفكرين نريدهم أن يظهروا الحقيقة حتى نخرج جميعاً من نفق الفوضى التي شملت كل أوجه حياتنا . نريد كُتاباً يحملون أقلامهم إظهاراً للحق ونبذاً للباطل ومحاربة للفساد يكتبون دون إيحاء من حاكم أو جائر يعرفون قدر الكلمة وقدسيتها وخطورتها يقفون مع آهات شعبهم وقفة الخاشع المؤمن بقضية شعبه ،نريد كُتاباً لهم مقدرات عظيمة كلماتهم يقرؤها الناس فتحيي فيهم كل ما هو حق يحملون الأمانة بجد واهتمام ،فالكاتب الذي لا يقدر مسئولية الكلمة كاتب منافق يكتب لإرضاء السلطة ليس له ولاء للكلمة ولا يعرف التجرد والتضحية ، فهذا كاتب لايفيد القارئ بل يعتبر مؤيد للباطل مدافع عن الفاجر ، واجب الكاتب الصادق الاستقامة والإيمان بفكرة الكلمة التي تدفعه ليكتب وفق إيمانه بفكرته فالكتابة ليست لهو ولعب إنما هي فكرة ورسالة تضحية ومسئولية .الكاتب الأمين يستطيع أن يعبر عن رأيه بالكلمة الحقه فهي تمثل عقله في حاله التعبير عن الحدث أو الخبر ،النزاهة والأمانة والشجاعة وسلامة القصد وحسن المقصد كل هذه الصفات تمثل أخلاق الكاتب وفضائله التي يجب أن يمتلكها قبل أن يحمل قلمه ليكتب ، الكتابات المبتوره الناقصة لا تزيد القراء إلا نقصان والكلمات والمواضيع الفارغة لا تزيد القارئ إلا فراغ  والعبارات المترددة لا تزيد القارئ إلا تردد ووهن وضعف ، فالكاتب الذي لا يملك غير هذه العبارات عليه أن يسكت ويصمت سكوته وصمته أفضل من كلمته . نريد كلمات قوية واضحة يهتدي بها القارئ من ظلمات مشاكله الحياتية .الكاتب الصادق هو الذي يهيئ القارئ لحمل رسالة تزيد فكره معرفياً ولن يكون كذلك إلا إذا كان اميناً مع نفسه صادق مع أهدافه فالكاتب الناجح هو الذي يبتكر ويعطى من أصالة فكره مهمته زيادة المعرفة الإنسانية خصوبة وإيمان ويقين بأهمية القراءة ، هذه صوره للكُتاب الذين نريدهم حتى نخرج من ظلمة النفق مودعين النفاق مستقبلين الحق والعدل والأمانة لذلك علينا أن لا نقيد تفكيرنا باعتبارات السياسة الخاسرة يوم ليك ويوم عليك يجب أن نتخطىء كل هذه الاعتبارات والتسويات والترضيات الفاشلة التي خلقت الفتن والشقاق بين أبناء الوطن الواحد نريد توحيد الكلمة وبها تتوحد امتنا شعباً وحكومة . كفاية نفاق كفاية وهَّم فالمخاطر تحيط بنا من كل جانب انفصال صراع مسلح مطالب واحتياجات . القادم اخطر والطريق وعر وصعب المسير اللعبة السياسية أصبحت مكشوفة واضحة للسياسي وغيره وبها سوف يتغير الوضع بعد الانفصال وكلما يخطر ببالك سوف يحدث والخاسر السودان . لذلك نريد أقلاما تحمل وعياً سياسياً حقيقياً بكل شجاعة فلنفعل كل ما وسعنا من اجل الخير ولنحب الوطن ونجعله فوق الجميع حكومة ومعارضة ولنتجنب خيانة الحقيقة .والله الموفق .

 

آراء