المؤتمر الوطنى مستعجل على الأنتخابات لأنه مستعجل على الأنفصال !!

 


 

 

royalprince33@yahoo.com

هل تنتظر الأحزاب والفعاليات السياسيه السودانيه من تنظيم انقلب على نظام ديمقراطى أنتخبه الشعب، فاستولى على السلطه عن طريق القوه أن يعيد تلك السلطه عن طريق ديمقراطيه نزيهه وشفافه؟

واهمون من يظنون ذلك، فجميع الشواهد تؤكد عكس ذلك تماما، فالقنوات الفضائيه والأعلام لا زال يمنح البشير وحزبه وأهله مساحه تزيد عن الحد المتاح للأخرين وما ورد من معلومات تؤكد بأن التوجيهات تصل للعاملين والموظفين فى جميع مجالات الحياة لتسهيل فوز البشير باى صورة من الصور، وكل من له قضيه قديمه ضد الأنقاذ ويملك عدد من الناخبين فهذه فرصه لحل مشكلته مع اى جهة رسميه أو تنفيذيه وهناك متطوعون كثر يساعدون المؤتمر الوطنى لحل تلك القضايا  حتى لو لم تكن لهم علاقه سابقه بالمؤتمر الوطنى من قريب أو بعيد!

 

ولقد ذكرت فى أكثر من سانحه أن ما يرضى عنه المؤتمر الوطنى من مواقف وتتهامس به كوادره سرا يتكفل بالجهر به واعلانه بكل جرأة خال الرئيس (الطيب مصطفى) الذى يردد دائما عبارات مثل الأختشوا ماتوا أو فلان لا يستحى وهو لم يعرف الحياء فى حياته والدليل على ذلك انه يعتز ويتفاخر بانفصال جنوب السودان عن شماله بل يحرض الجنوبيين على الأنفصال، وأهل الجنوب من ضمن السودانيون الأصلاء الذين جاء الناس من هنا وهناك ووجدوهم داخل بلدهم (السودان) يعيشون فى أمن وامان بدون تمييز دينى، ومنهم الآن مسيحيون ومسلمون ووثنيون ولا دينيون.

 

والمؤتمر الوطنى هو التنظيم السياسى الوحيد الذى يتلهف للأنتخابات ويستعجلها من أجل أن تعجل بالأستفتاء الذى يؤدى الى الأنفصال اذا فاز مرشحهم أو حتى اذا فاز مرشح اى حزب آخر دون تحضير جيد لذلك الأستفتاء يجعل الوحده جاذبه فى نظر الأنسان الجنوبى البسيط الذى لا يفهم تعقيدات السياسه وكلما يفهمه انه ظل يعانى من الذل والأضطهاد والتهميش من الشمال لفترة طويله من الزمن وحينما اتت فئة مخادعه وقالت بأنها قادره للحل السلمى سريعا، بدلا عن ذلك جيشت الجيوش وأعلنت حربا جهاديه ضروس أستمرت لعدد من السنوات راح ضحية لها 2 مليون و500 الف مواطن وبعد أن فشلوا فى تحقيق اهدافهم ومشروعهم الحضارى جاءوا صاغرين لطاولة السلام، وكعادتهم اصبحوا الآن يرددون بأنهم من جاءوا بالسلام للسودان وباتفاقية زرعوا داخلها بند حق تقرير المصير الذى فشل فى زرعه المستعمر حينما خرج من السودان!

والمؤتمر الوطنى يروج الى أن الأحزاب تتطلب التأجيل لأنها غير واثقه من قدراتها ولأنها تعرف بأنها سوف تفشل فى الأنتخابات، وهم أعنى (الأنقاذيين) يضمرون فى دواخلهم ما يتمنونه ويعملون له بشده وهو الأنفصال الذى يتيح لهم الأستمرار فى الحكم ومواصلة تطبيق القوانين الدينيه التى تجعل من شمال السودان دوله (عروبيه اسلامويه) لا مكان فيها للأفارقه وأصحاب الديانات والثقافات الأخرى.

وهم لا يدرون بأن أحتمال فشلهم اكبر من نجاحهم فى هذه الأنتخابات فى كل الظروف وحتى لو زوروها بنسبة 30 %، لكن شرفاء الوطن المدركين للخاطر التى تحيق به والذين يسعون لوحدته وسلامته لأنهم ما عرفوا الحقد والكراهية وغير مصابين بعقد نفسيه لذلك يسعون للتأجيل لترتيب الأوضاع على نحو جيد  يساهم فى توحيد البلد أو الأنفصال بصورة سلميه.

لكن هذا لا يمكن أن يحدث الا اذا تم أستبدال النظام القائم الذى اتى عن طريق انقلاب عسكرى، بحكومه قوميه تشرف على الأنتخابات حتى تخرج بصوره ديمقراطيه ونزيهه وحتى تعمل باخلاص من أجل تحقيق السلام فى دارفور ومن أجل أن تصبح الوحده ممكنه جاذبه.

اما الأقتراح العملى بديلا لما ذكرناه اعلاه وبعد تعنت البشير وتهديده  العنيف للمنظمات الدوليه التى وافقوا على مراقبتها للأنتخابات بسبب مساندتها ودعمها للنداءات المطالبه بالتأجيل، تهديدا يشبه الذى أدلى به صلاح قوش من قبل، هو أن تعود السلطه فى السودان للحكومه المنتخبه ديمقراطيا التى كانت قائمه قبل وصول الأنقاذ للسلطه وأن تمثل فيها الأحزاب بنفس نسبتهم فى ذلك البرلمان مع الأحتفاظ بنسبة الجنوب حسب ما نصت عليه اتفاقية نيفاشا.

وهذه حق قانونى لا أدرى حتى اللحظه السبب الذى جعل السيد الصادق المهدى يتنازل عنه فى جميع مفاوضاته مع النظام لفئة لا تهمها مصالح الوطن بل تعمل على انفصاله وتشرزمه وأدخاله فى نفق مظلم جديد وأحتمالات حرب اهليه لا تبقى على الأخضر أو اليابس.

كما هو واضح فأن الأنتخابات والديمقراطيه تعنى عند الأنقاذيين فوز البشير بالرئاسه وفوز المؤتمر الوطنى بأغلبيه كاسحه فالمحاسبه الداخليه امامهم والمحكمه الجنائيه من خلفهم.

 

 

آراء