المؤتمر الوطنى ومحاصرة الرابح! …. بقلم: تاج السر حسين

 


 

 

royalprince33@yahoo.com

خرج المؤتمر الوطنى رابحا بحسب ظن كوادره ومن لا يقومون الأمور جيدا فى الأنتخابات السودانيه الأخيره رغم ما صاحبها من تزوير وعدم نزاهه وخروقات لوجستيه وفنيه تحدث عنها المجتمع الدولى قبل أن تتحدث عنها الأحزاب السودانيه التى واصلت المضى فى ذلك الرهان الخاسر للنهايه أو المنسحبه منذ البدايه أو فى مرحله لاحقه وأكد ذلك التجاوز والتزوير عدد من المراقبين الدوليين والأعلاميين المحائدين، ونتيجة لذلك لم نشاهد مراسل الحره أكرم خزام يتحدث من الخرطوم بعد شهادته المبثوثه على الهواء والتى قال فيها انه شاهد 7 نسوه جئ بهن لأحد مراكز الأنتخابات برفقة أحد كوادر المؤتمر الوطنى وصوتن وخرجن دون ابراز اى هويه.

خرج المؤتمر الوطنى رابحا بحسب ظن كوادره لكنه تحول الى خانة المحاصر من جميع الجوانب حتى كاد أن يصرخ بأعلى صوت أنى أغرق .. أغرق!

ويقينى كامل ان اشقى الناس بهذه الأنتخابات هم العقلاء فى المؤتمر الوطنى لأنه اول حزب فى العالم يربح الأنتخابات لكنه يشعر بالكسوف والخساره والمحاصره.

فهو محاصر بعدم رضاء شريكه الحركه الشعبيه التى كانت تنتظر فوز حزب يجعل من الوحده جاذبه وممكنه، ولذلك اصبحت تتعامل مع شريكها على نهج فقه الضروره، وعلى قدر من التشاكس اسوأ من الأول مهما صدرت من تصريحات من قادة الحركه تؤكد وجود نوع من العلاقات الطيبه، وكلما فى الأمر كما هو بائن أن الحركه الشعبيه ومن خلال قراءة حقيقيه لمشاعر المواطن الجنوبى بعد اصرار المؤتمر الوطنى على التشبث بكراسى الحكم والتى تؤكد أن الأنفصال سوف يكون الخيار الغالب، ولذلك فأن الحركه لا تريد أن تدخل فى صراعات جانبيه مع المؤتمر الوطنى رغم المشاكسه من وقت لآخر ولا تريد ان تواجه استفزازاته باستفزاز مضاد، وكلما يهمها أن يأتى يوم 9/1/2011 ليعلن ميلاد دوله جديده فى جنوب السودان، سوف تنعم بالهدوء والسكينه والاستقرار والسلام والديمقراطيه وسوف تصبح من أغنى الدول الأفريقيه على عكس ما يظن أنصار المؤتمر الوطنى فى السودان أو من الدول الأخرى.

فالدوله الجديده  سوف لا تلتزم بسداد ديون ثقليه أرهقت كاهل السودان لفترة من الزمن وسوف تستفيد من اخطاء الدوله القديمه التى اضاعت موراد الوطن وثرواته فى حروب أهليه وصراعات داخليه فى جميع الجهات.

والجنوب غنى بالبترول المكتشف الآن وبماهو مخزون فى باطن الأرض وغنى بالعديد من الثروات وبامكانات سياحيه هائله تجعله منافسا للكثير من الدول المنطقه فى هذا المجال مستقبلا، اضافة الى ذلك فسوف يجد الجنوب دعما غير محدود كما اتوقع من الولايات المتحده الأمريكيه ومن غالبية الدول الأوربيه وروسيا والصين وحتى من الدول العربيه الغنيه فى زمن تبادل (المصالح) التى تعلو على العلاقات الأخويه والعاطفيه.

والمؤتمر الوطنى محاصر الآن بعدم اعتراف الأحزاب التاريخيه بنتيجة هذه الأنتخابات ولذلك ترفض الدخول معه فى اى اتفاق لتشكيل حكومه جديده فالمؤتمر الوطنى اصر على اذلال تلك الأحزاب بتحقيق الأنتصار عليها عن طريق التزوير بل وصلت بهم البجاحة درجة أن يحققوا الأنتصار بذات الاسلوب لصالح شحصيات ضعيفه انشقت من تلك الأحزاب لا يتوفر لها اى سند شعبى حقيقى يمكنها من تحقيق ذلك الأنتصار.

والمؤتمر الوطنى محاصر بعدم حماس المجمتع الدولى للنتيجة التى أفرزتها تلك الأنتخابات فاقدة الشفافيه والنزاهة بل لم نسمع أو نشاهد فى الأجهزه الأعلاميه  دولة عربيه واحده تظهر فرحا وسرورا بتلك النتيجه وأنحصر الأمر فى ترديد عبارات المجامله والتهنئيه العاديه التى يتم تبادلها فى مثل هذه الظروف حتى بين الدول الرأسماليه التى تهنئ حزبا شيوعيا فاز بنتيجة انتخابات مهما كانت غير نزيهه وغير حره.

والمؤتمر الوطنى محاصر بالأسلوب الذكي الذى تعاملت بها معه حركة العدل والمساواة بعد أن جمدت مفاوضاتها معه فى الدوحه وأتجهت نحو مصر وأظهرت نفسها كحركه قوميه تدعو للسلام وللوحده، ومهما قيل فقد حققت حركة العدل والمساواة مكاسب عديده من خلال تلك الزياره وأثبتت بأنها تتمتع بتاييد كبير وسط الجماهير السودانيه من أهل دارفور ومن غيرهم.

وأكد استقبال الجاليه السودانيه الحار فى مصر لخليل ابراهيم ورفاقه وبصوره جليه بأن السلام لو تحقق فى أقليم دارفور قبل الأنتخابات وحسب ما كان يرى تجمع أحزاب جوبا، فأن سيطرة حركة العدل والمساواة ومن يتفق معها من حركات سوف يكون واضحا ومؤثرا فى نتيجة  تلك الأنتخابات مثلما حدث فى الجنوب والتى سيطرت عليها الحركه الشعبيه، أى أن المؤتمر الوطنى لا يحقق فوزا الا فى المناطق التى يبسط سيطرته عليها بالكامل.

المؤتمر الوطنى محاصر ويشعر بالضيق والدليل على ذلك ظهر واضحا على خطاب ومفردات احد قادته وهو الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل الذى عرف من قبل بالهدوء والأتزان وقد فقد كل ذلك بعد زيارة د. خليل ابراهيم لمصر، وظهر من خلال خطاب أمين حسن عمر الممثل للمؤتمر الوطنى فى المفاوضات مع حركة العدل والمساواة والحركات التى اتوا بها مكائده لتلك الحركه ولأضعاف موقفها التفاوضى لكن على العكس من ذلك تماما انقلب السحر على الساحر وسحبت الحركه البساط من تحت اقدامهم وجعلتهم يتجهون نحو الأنتربول والقانون الدولى بعد أن ظهرت الفرحه خلال خطابات مرشح المؤتمر الوطنى لرئاسة الجمهوريه بذلك الأتفاق الأطارى وبعد (الجمه) فى انجمينا !!

 

 

 

آراء