المؤتمر الوطنى .. ويا فيها يا أطفيها! … بقلم: تاج السر حسين
royalprince33@yahoo.com
لا أدرى هل لا زال الخبراء فى الشوؤن السودانيه – بزعمهم - يراهنون على ان بقاء المؤتمر الوطنى فى السلطه يعنى الحفاظ على شكل الدوله السودانيه من الأنهيار حتى لا تصبح كحال الدوله الصوماليه، أم اتضح لهم بأنهم يساندون نظاما غير مسوؤل لا يهمه انفصال وطنه وتمزقه ودخوله فى حرب، بعد أن صدرت من قياداته كثير من التصريحات المنفلته وغير المنضبطه مثل تصريح وزير الأعلام الذى قال فيه ان الجنوبيين لا مكان لهم فى شمال السودان بعد الأستفتاء اذا كان خيار الجنوب الأنفصال، دون أن يراجع نفسه ويتذكر بأن المواطنين السودانيين ومن بينهم الذين يحملون جنسيات كنديه وأمريكيه وبريطانيه وسعوديه وبحرينيه وأماراتيه ومصريه، من حقهم ان يحتفظوا بهذه الجنسيه الى جانب جنسيتهم السودانيه مهما وصلت درجة العداء والقطيعه بين احدى تلك الدول ووطنهم الأصلى السودان.
الأمور كلها واضحه وضوح الشمس وألأتفاقات والبروتكولات لا تحتاج الى كل هذه الوساطات والأجتماعات داخل السودان وخارجه ، والترويج للأنفصال مهما كان مرا لكنه حق اعطته اتفاقية نيفاشا لأهل الجنوب مثل الترويج للوحده تماما.
وبرتكول ابيى وضح القبائل التى لها حق المشاركه فى التصويت وهى مشايخة دينكا نقوك التسعه والسودانيين المقيمين فى تلك المنطقه منذ عام 1956 دون تحديد لأسم تلك القبائل التى احتفظ لها بحقها فى الرعى، والمؤتمر الوطنى لم يزج بالمسريه الا من اجل التنصل على ما اتفق عليه مع الحركه الشعبيه.
وتوثيت ألأستفتاء نفسه معلوم منذ عام 2005 بأنه سوف يقام فى 9 يناير 2011 ، والتباطوء والتأخير السبب فيه المؤتمر الوطنى الذى كان يعد كوادره للتعامل مع الأستفتاء مثلما تعاملت مع (الأنتخابات) لذلك لم يكن مهتما للزمن، وهو المسيطر على اللجان ومعروف انه ظل يراوغ كثيرا ولم يجاز قانون الأمن الوطنى بكلما فيه من عيوب الا قبل الأنتخابات بفتره قليله.
لا أدرى لماذا يتعامل المؤتمر الوطنى مع المجتمع الدولى (كطفل) مدلل، (طبعو شين) كلما ارضوه بقطعة حلوى أو لعبه رماها وسعى لأخذ قطعة أخرى بأى ثمن، واذا لم يوفق بكى وصرخ وولول.
والمجتمع الدولى نفسه وتحت قيادة الولايات المتحده امره غريب ومريب، فكيف يعرض على المؤتمر الوطنى حافزا ورشوه لكى يسمح للأستفتاء أن يتم فى وقته ودون عراقيل؟
ولماذ تكون تلك الرشوه رفع اسم نظام الأنقاذ لا (السودان) بالطبع من قائمة الأرهاب مقابل ذلك الفعل المفروض ان يتم فى سلاسه اذا كان النظام الحاكم مسوؤلا ورشيدا؟
والحق يقول اما أن يكون النظام راعيا للأرهاب حقيقة وفى هذه الحاله يبقى اسمه فى تلك القائمه سمح للأستفتاء أن يتم بكل هدوء أم لم يسمح، أو هو نظام غير ارهابى ولا يرعى الأرهاب فيرفع اسمه دون مساومه أو ربط بالأستفتاء.
واذا عذرنا الدول العربيه التى لا تريد للسودان خيرا لذلك تبذل غاية جهدها للحفاظ على نظام المؤتمر حاكما للسودان، فما هذا التساهل الذى نلحظه من المجتمع الدولى وفى مقدمته أمريكا الذى تتشدق بالديمقراطيه وحقوق الأنسان؟
واذا كانوا يشكون من الأرهاب والتطرف وصرفوا من اجل مقاومة ذلك الأرهاب مليارات الدولارات فلماذا لا يبداءوا بتجفيف منابع ذلك الأرهاب بحظر سفر قادة الأنظمه الشموليه والديكتاتوريه التى تهقر شعبها وتفرض عليهم انظمه دينيه، تساعد فى نمو ذلك الأرهاب والتطرف وأن يتم تجميد حسابات اؤلئك القاده بدلا من ان تعاقب الشعوب دون ذنب جنته.
للأسف المؤتمر الوطنى يدرك الحقائق جيدا ويعرف أن الأستفتاء لابد أن يقام فى موعده ويعرف بأنه المتسبب الرئيس فى اختيار الجنوبيين للأنفصال بدفعهم اليه باصراره على الدوله الدينيه التى يتأذى منها المسلم قبل المسيحى، ويعرف بأن (ابيى) حسب البرتكول وحسب الواقع وبناء على حكم المحكمه الدوليه فى لاهاى، من هم السودانيين الذين يحق لهم التصويت، لكنه يجادل من اجل الحصول على جزء من (الكيكه) .. ولذلك يتعامل على طريقة (يا فيها يا اطفيها) أو عباره أخرى أكثر قبحا يستخدمها الأطفال الأشقياء الذين لا يمكن ان يعيشوا بدون مشاكل!