المؤتمر الوطنى يسعى لتوريط السودان مرة أخرى ا؟! … بقلم: تاج السر حسين

 


 

 

 royalprince33@yahoo.com

مثلما ورطنا من قبل (بشلاقته) واستضافته لمباراة مصر والجزائر من أجل الشوفونيه والدعايه الأنتخابيه واظهار البلد وكأنه يعيش فى أمن وأمان وقادرعلى تنظيم تلك المباراة التى كانت سببا فى زيادة الشرخ بين دولتين عربيتين تربطهما كثير من الوشائج، هما مصر والجزائر أضيفت لهما دوله ثالثه افريقيه/ عربيه هى  السودان.

فالعقلاء يدركون بأن امكانات السودان وبنيته التحتيه ما كانت تسمح له بأن يستوعب 10 الاف مشجع من الجانبين خلال ثلاثة أيام من بينهم ممثلين وفنانين ورجال سياسه اعتادوا على الحياة المرفهة السهله  المنعمه والترويح عن انفسهم فى مدن العالم الأول مثل باريس ولندن وهوليود.

وكان على النظام ان يعتذر عن تنظيم تلك المباراة أو ان يوافق بشرط عدم حضور جمهور من الطرفين والأكتفاء بالجمهور السودانى وحده.

حيث لا تتوفر فنادق خمسه نجوم أو حتى 4 نجوم على نحو كاف فى السودان مثلما هو متوفر فى مصر أو المغرب، وحيث لا تتوفر شوارع كبيره يمكن ان تسمح لجماهير البلدين المشحونين والمتربصين ببعضهما البعض بالخروج  فى أمن وامان ودون اصطدام أو تحرش.

ولولا عناية الله لجرت تلك المباراة كارثة على السودان لا يحمد عقباها، خاصة بعد ما خرج عدد من اؤلئك الممثلين والفنانين المدللين على الفضائيات يصرخون ويتباكون على الهواء بصورة جعلت عدد من الأعلاميين المصريين يخرجون عن طورهم ويسئيون للسودان وشعبه بصورة لم تحدث من قبل، ولم يندمل ذلك الجرح حتى الآن الا فى داخل افئدة من تسببوا فى ذلك الحدث بقبولهم استضافة تلك المباراة الكبيره على امكانات السودان وقدراته.

وفى الوقت الذى خرج فيه عدد كبير من الجماهير السودانيه فرحين مسرورين لأنتصار المنتخب المصرى الأخير على غانا وحصوله على كأس الأمم الأفريقيه تلقى قبلها عدد من السودانيين طعنات وضربات من خلال حوارات عاديه بسب ما حدث فى ام درمان بعد نهاية تلك المباراة.

الشاهد فى الأمر ان المؤتمر الوطنى كدأبه دائما وابدا واهتمامه بالأعلام والخداع يريد أن يعيد التجربه مرة أخرى بقبوله لأستضافة اجتماع مجلس الجامعه العربيه فى دافور حتى يؤكد للعالم بأن ارض دارفور آمنه ولا يوجد فيها نزاع، فى نفس الوقت الذى يفاوض فيه عدد من الحركات الدارفوريه فى الدوحه!

ودون شك سوف تصرف من اجل اسضافة ذلك الجمع فى دارفور اموالا باهظه فى الأمن والحمايه والتحسب لأى هجمات يمكن ان تقوم بها الحركات، وهنالك جهات جاهزه دائما وتعرف من اين تؤكل الكتف وكيف تستفيد من تنظيم مثل هذا الأجتماع.

وهذه الأموال التى سوف تصرف، أحق بها انسان دارفور اللاجئ والمشرد والجائع والفاقد لأدنى مقومات الحياة والذى عوقب بطرد المنظمات التى كانت تقدم له يد العون بسبب مساعدتها للمحكمه الجنائيه ومدها بالمعلومات كما اشيع.

لا أدرى ما هى الفائده التى يمكن ان يجنيها انسان دارفور أو المواطن السودانى فى اى مكان من انتقال الجامعه لعقد اجتماعها فى دارفور؟

وما يحتاجه السودان من اى حادب مخلص على مصالحه كلمة حق ونصائح تقدم للمؤتمر الوطنى يقال له فيها أن هذه المرحله ليست مرحلتك فشعب السودان كله ضدك وأهل دارفور غير قادرين نفسيا للتصالح معك.

وما يحتاجه السودان أن يقال للمؤتمر الوطنى ان بداية حل المشكل السودانى تتمثل فى دوله مدنيه دولة المواطنه التى لا تستغل الدين من اجل السياسه ومن اجل اذلال الرجال والنساء.

وما يحتاجه انسان السودان من الجامعه العربيه ان تراجع ميزانيه 2010 التى تصرف على الأمن والدفاع والشرطه 77% وعلى باقى القطاعات المدنيه بما فيها من الصحه والتعليم 23% فقط !

ما يحتاجه المواطن السودانى فى اى مكان ان يقال للمؤتمر الوطنى كفايه 20 سنه حكم تراجع فيها السودان للوراء واصبح مصنفا ضمن افشل الدول فى العالم ولا يتقدم سوى الصومال وأفغانستان.

آخر كلام:-

أبيات من قصيدة الشاعر "محمد عثمان عبد الرحيم".

"انا سوداني انا"

كلُ أجزائه لنا وطنٌ

إذ نباهي به و نفتتنُ

نتغني بحسنه أبداً

و دونَه لا يروقنا حسَنُ

لو هجرناهُ فالقلوبُ به

و لها في ربوعِه سكنُ

حيث كنا حدتْ بنا ِذكرٌ

ملؤها الشوقُ كلنا أمِنُ

نتملّي جماله لنري

هل لترفيهِ عيشه ثمنُ

غير هذي الدماء نبذلها

كالفدائي حين ُيمتحن

بسخاءٍ بجرأةٍ بقوي

لا يني جُهدُها و لا تهن

تستهين الخطوبُ في جَلدٍ

تلك تنهالُ و هي تتّزن

أيها الناسُ نحن من نفرٍ

عمّروا الأرض حيثما قطنوا

ُيذكر المجد كلما ذُكروا

و هو يعتز حين يقترن

حكّموا العدل في الوري زمناً

أتُري هل يعود ذا الزمن

ردد الدهر حسن سيرتهم

ما بها حِطّة و لا درن

نزحوا لا ليظلموا أحداً

لا و لا لإضطهادِ من أمِنوا

و كثيرون في صدورهمو

تتنزّي الأحقاد و الإحن

 

 

آراء