المؤتمر الوطني..حزب من الماضي
حيدر المكاشفي
12 April, 2022
12 April, 2022
بشفافية -
يبدو أن بعض سدنة وسنيدة حزب المؤتمر الوطني المحلول، مثل آل البربون لم ينسوا شيئا ولم يتعلموا شيئا، والمؤسف أن يكون غندور منهم، فالرجل بعد خروجه من المكان الذي كان فيه، وهو مكان لايمكن بأي حال ان يطلق عليه سجن حتى لو كان داخل سجن، عاد الرجل للتحدث باسم المؤتمر الوطني بل بوصفه رئيسه المكلف، فهذا الحزب الذي ارتبط اسمه بالفساد والظلم والقهر، لم يعد له مكان ولن يكون، فقد صار من الماضي وحتى لو لم يتم حله فقد نبذته وعافته عمليا الجماهير، بل ان بعض عقلائه بدأوا التبرؤ منه والحديث عن تيار اسلامي وطني عريض، والبعض الآخر يتحدث عن رؤية جديدة مستلهمة من خيبات الحزب وفشله وفساده ينتج منها حزب جديد بمسمى جديد، فأوضاع ما بعد ثورة ديسمبر ليس فيها موضع قدم لهذا الحزب، فالثورة العظيمة المدهشة والملهمة لم تندلع الا رفضا ومقتا لهذا الحزب وقياداته، فكيف له ان يعود ويرجع في مسماه، كما يقال عند ارجاع الزوجة المطلقة (مرجوعة في مسماها)، فالراجح ان المؤتمر الوطني المدحور ولو لم يكن محلول لن يكن بمقدوره اقامة أي نشاط بذات مسماه وذات شخوصه بعد اليوم، ولهذا المتوقع ان يتحرك خلال هذه الفترة تحت لافتات وواجهات أخرى، قد تكون منظمات طوعية أو مؤسسات مجتمع مدني، وهو ذات التكتيك الذي اتبعه خلال عهد مايو، ففي ذاك العهد كانت الاحزاب محظورة ولم يكن مسموح لأي كيان سياسي أو حزب بالوجود، فيما عدا حزب مايو الواحد الأوحد الاتحاد الاشتراكي، وللالتفاف على هذا الحظر السياسي ورغم ان الاخوان المسلمون كانوا قد دخلوا في شراكة مع النظام المايوي وانتظموا في حزبه الاوحد ومؤسساته الاخرى، لبسوا جلودا أخرى فأسسوا منظمات ومؤسسات تبدو في ظاهرها أنها منظمات طوعية وثقافية وخدمية، نذكر منها على سبيل المثال (منظمة شباب البناء) و(رائدات النهضة) وغيرها، بينما كانت في باطنها وحقيقتها تمارس عمل سياسي وحزبي تنظيمي بامتياز، وهذا هو التكتيك المتوقع ان يعمل به سدنة ورموز وقيادات حزب المؤتمر الوطني المحلول خلال هذه الفترة، بل المؤكد انه بدأ العمل عبرها فعليا..
مشكلة حزب المؤتمر الوطني المحلول الكبرى، انه حزب سلطة خرج من رحم سلطة انقلاب الكيزان في يونيو 1989، ومن طبيعة الأحزاب السلطوية الشمولية أينما وجدت، أنها شديدة الارتباط بالسلطة، لا تقوى على العيش الا في كنفها وتتغذى من مواردها، حيث تتماهى السلطة في الحزب ويتمدد الحزب في السلطة، ويتم وضع الدولة في خدمة الحزب، فرئيس الدولة هو رئيس الحزب، ومساعد الرئيس في القصر هو نائب الرئيس في الحزب، والوالي هو رئيس الحزب في الولاية، ووزير الوزارة الفلانية هو أمين القطاع العلاني في الحزب والمعتمد هو رئيس الحزب في المحلية (البرهان كان رئيس الحزب في نيرتتي) وهكذا دواليك، كل الدولة في جوف الحزب، وبزوال السلطة تذوب هذه الاحزاب وتتلاشى وكأن لم تكن، والامثلة على هذا في كل العالم بعدد الحصى..
الجريدة
يبدو أن بعض سدنة وسنيدة حزب المؤتمر الوطني المحلول، مثل آل البربون لم ينسوا شيئا ولم يتعلموا شيئا، والمؤسف أن يكون غندور منهم، فالرجل بعد خروجه من المكان الذي كان فيه، وهو مكان لايمكن بأي حال ان يطلق عليه سجن حتى لو كان داخل سجن، عاد الرجل للتحدث باسم المؤتمر الوطني بل بوصفه رئيسه المكلف، فهذا الحزب الذي ارتبط اسمه بالفساد والظلم والقهر، لم يعد له مكان ولن يكون، فقد صار من الماضي وحتى لو لم يتم حله فقد نبذته وعافته عمليا الجماهير، بل ان بعض عقلائه بدأوا التبرؤ منه والحديث عن تيار اسلامي وطني عريض، والبعض الآخر يتحدث عن رؤية جديدة مستلهمة من خيبات الحزب وفشله وفساده ينتج منها حزب جديد بمسمى جديد، فأوضاع ما بعد ثورة ديسمبر ليس فيها موضع قدم لهذا الحزب، فالثورة العظيمة المدهشة والملهمة لم تندلع الا رفضا ومقتا لهذا الحزب وقياداته، فكيف له ان يعود ويرجع في مسماه، كما يقال عند ارجاع الزوجة المطلقة (مرجوعة في مسماها)، فالراجح ان المؤتمر الوطني المدحور ولو لم يكن محلول لن يكن بمقدوره اقامة أي نشاط بذات مسماه وذات شخوصه بعد اليوم، ولهذا المتوقع ان يتحرك خلال هذه الفترة تحت لافتات وواجهات أخرى، قد تكون منظمات طوعية أو مؤسسات مجتمع مدني، وهو ذات التكتيك الذي اتبعه خلال عهد مايو، ففي ذاك العهد كانت الاحزاب محظورة ولم يكن مسموح لأي كيان سياسي أو حزب بالوجود، فيما عدا حزب مايو الواحد الأوحد الاتحاد الاشتراكي، وللالتفاف على هذا الحظر السياسي ورغم ان الاخوان المسلمون كانوا قد دخلوا في شراكة مع النظام المايوي وانتظموا في حزبه الاوحد ومؤسساته الاخرى، لبسوا جلودا أخرى فأسسوا منظمات ومؤسسات تبدو في ظاهرها أنها منظمات طوعية وثقافية وخدمية، نذكر منها على سبيل المثال (منظمة شباب البناء) و(رائدات النهضة) وغيرها، بينما كانت في باطنها وحقيقتها تمارس عمل سياسي وحزبي تنظيمي بامتياز، وهذا هو التكتيك المتوقع ان يعمل به سدنة ورموز وقيادات حزب المؤتمر الوطني المحلول خلال هذه الفترة، بل المؤكد انه بدأ العمل عبرها فعليا..
مشكلة حزب المؤتمر الوطني المحلول الكبرى، انه حزب سلطة خرج من رحم سلطة انقلاب الكيزان في يونيو 1989، ومن طبيعة الأحزاب السلطوية الشمولية أينما وجدت، أنها شديدة الارتباط بالسلطة، لا تقوى على العيش الا في كنفها وتتغذى من مواردها، حيث تتماهى السلطة في الحزب ويتمدد الحزب في السلطة، ويتم وضع الدولة في خدمة الحزب، فرئيس الدولة هو رئيس الحزب، ومساعد الرئيس في القصر هو نائب الرئيس في الحزب، والوالي هو رئيس الحزب في الولاية، ووزير الوزارة الفلانية هو أمين القطاع العلاني في الحزب والمعتمد هو رئيس الحزب في المحلية (البرهان كان رئيس الحزب في نيرتتي) وهكذا دواليك، كل الدولة في جوف الحزب، وبزوال السلطة تذوب هذه الاحزاب وتتلاشى وكأن لم تكن، والامثلة على هذا في كل العالم بعدد الحصى..
الجريدة