بسم الله الرحمن الرحيم
استفهامات
istifhamat@yahoo.com
بعد القضاء على المؤسسات الاقتصادية الكبيرة جاء دور القضاء على المؤسسات العلمية العريقة. ولا أدري هل التحرك للقضاء على المجلس الطبي الذي كان مضرب المثل في عراقة وقوة المجالس المتخصصة وعمره فوق الستين سنة ( تأسس في سنة 1955م). ليس المجلس الطبي وحده ومعه مجلس التخصصات الطبية ومجلس المهن الصحية. يبدو أن جهة قرأت هذا الخبر.
نشرت صحيفة المدينة من ” اكبر الصحف السعودية” بالمملكة ” التقرير السنوي للأخطاء الطبية، والقضايا المفتوحة في هذا الشأن ، وقد غاب عن تقرير الاخطاء السنوي المنشور الاطباء السودانيون بسجل مهني نظيف خالي من الاخطاء الطبية،
فيما تصدر الاطباء المصريون سجل الاخطاء بأكبر نسبة أخطاء طبية تشهدها المملكة العربية السعودية بنسبة ” 44%” وبعدهم الاطباء السعوديين بنسبة أخطاء بلغت ” 15%” ومن ثم السوريون بنسبة بلغت “9%” والهنود بسبة ” 6%” .وتنوعت الاخطاء ما بين الباطنية والجراحة العامة والنساء والتوليد حسب التقرير المنشور).
ثم أخبرني صديقي د.إمام صديق الامين العام للمجلس الطبي السابق أنهم في زيارة للمجلس الطبي الايرلندي وجد إشادة منقطعة النظير بالطبيب السوداني وأنهم في ايرلندا يضعونه على رأس قائمة الأطباء الاجانب والطبيب السوداني ليس أقل الأطباء أخطاء طبية فحسب بل أقلهم في سجل جميع الجرائم وانهم يعولون عليهم كثيرا في ايرلندا.
لذا إضافة لما أخذه الأستاذ حسين خوجلي من زمن طويل في فلفلة هذا القرار الذي استغرب له كل من سمعه في برنامجه ذائع الصيت وعلل ذلك بأن أولاد المصارين البيض لم يجز المجلس شهاداتهم ولم يعترف بها، ربما يكون هذا واحد من الأسباب ، وسمعت سبباً آخر بأن هذه المجالس التي كانت تتبع لمجلس الوزراء، وحولت قبل سنوات الى وزارة تنمية الموارد البشرية. اصبحت عبئا على الوزارة وهذا غير صحيح إذ موارد هذه المجالس تكفيها وتزيد.
قرار ضم مجلس من هذه المجالس لوزارة الصحة يعني القضاء عليها بالضربة القاضية وإزالتها للابد إذ لا يقبل عقل ان تكون الوزارة خصم وحكم. علاوة على علل كثيرة ذكرها أ حسين من مهام المجالس.
ولو اتسع صدركم لمقارنة قال لي د.إمام صديق أن المجلس الطبي البريطاني يتبع للملكة رأساً لضمان استقلاله عن كل الجهات مثله مثل الكنيسة. وهؤلاء كل مرة يحطون من مقامه درجة ، من مجلس الوزراء لوزارة الموارد البشرية ومضحك جداً الأخير أن يتبع لوزارة الصحة وربما يأتي يوم يتبعونه لمستشفى الخرطوم (هذا إن نجا مستشفى الخرطوم من مستهدفيه. كدت أن أكتب من العصابة).
بالله من يجر هذا السودان الى الوراء؟ ما من بقية إشراق الا وتكالبت عليه عصبة لتطفئه . ولكن الانكأ كيف تتخذ هذه القرارات الخطيرة بهذه السهولة؟ وصل بنا اليأس أن لا نسأل عن تطور، فقط الوقوف في مكاننا والمحافظة على ما بقي من مؤسسات راسخة، مؤسسة عمرها فوق الستين عاماً تقوم بدورها خير قيام وبمنتهى المهنية والتجويد وكل من جاء بعدها يتمنى ان يصل لما وصلت اليه.
تأتي ورقت A4 وعليها ملجرام حبر وختم يهدها الى أبد الآبدين!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!