المال الملوث، او اعلان الآيس راعيا رسميا للتعليم العالي

 


 

وجدي كامل
14 January, 2023

 

في خطوة صادمة وغير مسبوقة اصدر رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان قرارا يعتبر بمثابة الصدمة والوصمة الاستثنائية لكامل تاريخ مؤسسة التعليم العالي بتعيين عدد من اسماء لا حظ لها او صيت في النبوغ العلمي او التميز ومنها على سبيل المثال لا الحصر صديقه ومقربه ( بعد ان كان الصديق والمقرب والشريك في الاعمال الاستثمارية للمخلوع وزوجته) اشرف سيد احمد الشهير بالكاردينال رئيسا لمجلس ادارة جامعة بحري.
البرهان وبتعيينه المشين هذا يكون قد ضرب بعرض الحائط كل تاريخ المؤسسة بربطها برجل يعرفه الراى العام كصاحب سيرة مشبوهة في علاقته بالتعليم عامة والمعرفة العلمية دعك من التعليم العالي والحصول على درجة الدكتوراة (المزعومة)، بالإضافة الى ما يكتنف السيرة نفسها من اتهامات اخرى معلومة للجميع.
الكاردينال وبهذا التعيين يكون قد ذهب خطوات اضافية وحاسمة في سبيل غسيل اسمه وسيرته بعد تراسه سابقا نادي الهلال وتاسيس قناته الفضائية وقناة البلد موخرا في تحد سافر للمؤسسات العدلية الدولية التي جمدت عدد من حساباته ومنعت زيارته لبلدانها.
السؤال الذي يطرح نفسه بصفة حارة ومباشرة هو سؤال هل لما جرى علاقة اخلاقية بالاتفاق الاطاري الذي يتزامن تسويقه مع القرار المعيب؟ وهل هو قرار يتسق مع زعم اقتراب ذهاب العسكر والحاكم العسكري (مصدر القرار) للثكنات؟ او هل يساعد ذلك في تحقيق الذهاب المريب المشكوك في امره بقرائن الأحوال؟ ان من يجمع اغراضه وبقجه بنية الذهاب إلى الثكنات لا بد من مقدمات ومستحقات اخلاقية تسبق خطوته تلك بدعمه مؤسسات الدولة بجرعات من الاستقامة والطهرانية او قل حسن النوايا وليس بالمزيد من التلويث والتوسيخ لسمعتها.
ان ما جرى ليس له تفسير سوى اصرار السيد البرهان على اغراق الصورة اكثر في لجة بحر لا ساحل له من انحطاط تتسع مساحته كلما يوم ويتعمق قراره دون وضع حساب لاي وازع وطني اخلاقي فيما يصدره من قرارات.
التعليم العالي الذي يشهد اشد اختناقاته هذه الايام بدنو اضراب الاساتذة بعدد من الجامعات لعدم صرف المرتبات وقرارت وزير المالية بزيادة رسوم الالتحاق للطلاب بالكليات الجامعية، وانهيار الخدمات وشيوع وذيوع ظاهرة تسويق المخدرات وخاصة مخدر الايس يتلقى الضربة القاضية اليوم يا يشيع جنازته اليوم بمثل هذه تعيينات وقرارات ليس من تفسير لها كذلك سوى استخفاف اولى الامر بحاله واحواله. سؤال المليون هنا ماذا لو ادانت لجنة التفكيك في مقبل اعمالها ( في حال تقديم حسن النية بانها عائدة اقوى مما كانت حسب تصريح محمد الفكي) اذا ما ظهر اسم الكاردينال او تمت ادانته في عدد من القضايا ذات الارتباط بفساد المخلوع وزوجته او أعيد احياء عدد من القضايا (المقتولة سياسيا) بحقه اثناء الانقاذ وهل ستغطي عورات الادانة كل تلك الملكيات والتعيينات المفخخة، وعلى اي وجهة سيشيح التعليم العالي وجهه وقتها؟
الله يكضب الشينة.

wagdik@yahoo.com

 

آراء