المبادرة السودانية المصرية التونسية لعقلنة نظام البشير ؟ ثروت قاسم
ثروت قاسم
7 July, 2012
7 July, 2012
Tharwat20042004@yahoo.com
1 - توثيق !
اليوم السبت 7 يوليو 2012 ، يدخل مشوار الإطاحة بنظام البشير يومه ال 22 ! فقد بدأ بمظاهرة طالبات الجامعة مساء السبت 16 يونيو 2012 ، ولا تزال المظاهرات والوقفات الاحتجاجية والاعتصامات مستدامة !
كانت جمعة 22 يونيو 2012 جمعة الكتاحة !
وكانت جمعة 29 يونيو 2012 جمعة لحس الكوع !
وكانت جمعة 6 يوليو 2012 جمعة شذاذ الأفاق !
وسوف تتوالي الجمع حتي سقوط النظام ، ورغم الأعتقالات التي تجاوزت حاجز ال 2000 معتقل !
14 مدينة حول العالم شاركت في المظاهرات والوقفات الأحتجاجية !
الوضع الأقتصادي يتدحرج كل يوم من الأسوأ الي ما دون الأسوأ !
بحلول أغسطس 2012 سوف تتضاعف أسعار البضائع المستوردة ، لان النظام قد رفع سعر الدولار الجمركي من 250 قرش الي 440 قرش ! وتوقفت الصادرات الريعية ( البترول ) ، والحيوانية ، والصناعية ، وشبه توقف في الصادرات الزراعية ! لا قروض ولا هبات ، ويحول المغتربون تحويلاتهم من خلال السوق الأسود !
وضع أقتصادي مأساوي ، يزداد سؤأ صبيحة كل يوم ، لتوقف الصادرات ومصادر الدخل الخارجي الأخري !
أعتمد تحالف كاودا الثوري البرنامج الديمقراطي البديل الذي وقعت عليه مكونات تحالف قوي الأجماع الوطني في يوم الأربعاء 4 يوليو 2012 !
توقفت محادثات أديس أبابا دون الوصول الي أي أتفاق ، ومن المتوقع أستئناف المفاوضات يوم الخميس 12 يوليو 2012 ! وعندها تبقي 3 أسابيع علي موعد الخميس 2 أغسطس 2012 ، الذي حدده مجلس الأمن لوصول دولتي السودان الي أتفاق حول كل المسائل العالقة ، والأ فسوط العقوبات سوف يجلد الخرخار من دولتي السودان ! ويقول المراقبون ان دولة الجنوب لن تصل الي أي أتفاق ، وعينها علي مظاهرات الخرطوم ضد نظام البشير ، مما ينذر بحرب ساخنة بين الدولتين !
كل الملفات مشتعلة !
2 - أبو القدح !
أبو القدح أفضل من يعرف نقاط ضعف أخيه وكعب أخيله ، لينتصرعليه في أي معركة بينهما !
يجند السيد الإمام إبو القدح الإسلامي المصري ، والآخر التونسي ، ليساعدا الشعب السوداني في الإطاحة بأبو القدح الإسلاموي السوداني ، لأنهما بمرجعيتيهما الإسلامية ، وثورتيهما الظافرتين ضد الإستبداد والفساد ، أفضل من يعرف كيفية مساعدة الشعب السوداني في الخلاص من أخيهما ، بأقل الخسائر !
لا يستطيع مكابر أن يزايد على الشعب السوداني الذي فجر ثورتين للتحرر من الإحتلال الأجنبي : الأولى خشنة في عام 1881 والثانية ناعمة من داخل البرلمان في عام 1955 !
وفجر ثورتين للتحرر من الإحتلال الداخلي : الأولى ناعمة في اكتوبر 1964 ، والثانية ناعمة في أبريل 1985 !
هذا شعب مبدع ، مؤهل وقادر على أن يتحرر من الإحتلال الداخلي الحالي دون مساعدة أجنبية ، وله في تاريخه المجيد آيات للناس لعلهم يتفكرون !
الشعب السوداني ، بقيادة تحالف قوى الإجماع الوطني ، سوف يقوم ب 99% من عملية الخلاص الوطني ، من خلال المظاهرات ، والإضرابات ، والإعتصامات المستدامة ، والوقفات الإحتجاجية ، يتبعها عصيان مدني شامل كامل ! ويبقى على أبوالقدح المصري والتونسي أن يتما ال 1 % المتبقية بأن يقنعا زميلهما السوداني ، بالإستجابة لمطالب الشعب السوداني ، وتجنب حمامات الدماء ، كما في الموديل السوري !
أدخل السيد الإمام هذه ال 1% فقط لضمان التحرر الناعم من الإحتلال الإنقاذي بأقل الخسائر ، ولتجنب إراقة دماء سودانية ذكية !
السيد الإمام يحاكي سيد الرايحة ، الذي يفتح خشم البقرة !
فهو يبحث عن الكرامة ، والحرية ، والعدالة لشعبه ، الذي يحبه حب الحمامة لوليدها ! يريد السيد الإمام كل هذه الخيرات لشعبه ، ولكن بدون تضحيات ! عنده كل نفس سودانية ... عزيزة ، لا يريد أن يفرط فيها ؛ فهو متيم في حبها ، ويعتبرها كما نفوسه البيولوجية العشرة تماما !
عنده كل نفس سودانية كهيعص تدب على الأرض !
وما أدراك ما كهيعص ... ناقة صالح التي لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ، بل قل هرم يمشي بين الناس ؟ ومن يحرز ثمينا يبخل ؟ هذه هي الغلوطية التي يعيش فيها السيد الإمام ، وتفسر فزعه بمشكلته لأبو القدح المصري والآخر التونسي !
3 - لماذا الإستعانة بمصر وتونس ؟
يمكن تلخيص 3 أسباب ، تدعو للإستعانة بمصر وتونس لقفل الدائرة ولتكملة ال 99% الوطنية ، كما يلي :
السبب الأول :
+ في أبريل 2012 ، اعتمد الإتحاد الأفريقي خريطة طريق لحل المشكلة بين دولتي السودان ، وفي ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ! استبعد فيها دارفور والتحول الديمقراطي في عموم السودان من خريطته المقترحة ! واستبعد كذلك تحالف قوى الإجماع الوطني ، وحركات دارفور الحاملة للسلاح !
ومن ثم الحاجة لرافع إسلامي قام بثورة تصحيحية ناجحة ، يمكن لسادة الإنقاذ الإستماع اليه ، والإستئناس برأيه ، وقبول نصائحه !
السبب الثاني :
+ للأسف إدارة اوباما ( المجتمع الدولي ) تدعم الرئيس البشير ، لأنه صار رهينة في أياديها، ويمكن ابتزازه لتمرير الأجندة الأمريكية ، كما فعل في خنوع ، في عملية الإستفتاء والإنفصال السلس للجنوب ! لا يمكن التعويل على إدارة أوباما ( المجتمع الدولي ) ، في حل المشكلة السودانية ، وهي التي استبعدت تحالف قوى الإجماع الوطني ، وحركات دارفور المسلحة من قرار مجلس الأمن 2046 !
وحتى فرنسا الإشتراكية ، التي كانت تنبح أثناء الحملة الإنتخابية الرئاسية في أبريل ومايو 2012 صمتت بعد الإنتخابات صمت القبور ! ناقشت فرنسا الإشتراكية مع القادة مالك عقار وياسر عرمان (باريس – الأربعاء 4 يوليو 2012 ) الوضع الإنساني ( توصيل الإغاثات ) في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ( وليس الوضع السياسي في عموم بلاد السودان ) !
المحصلة النهائية لقرار مجلس الأمن 2046 سوف تكون وصاية دولية كاملة علي بلاد السودان لا تتضمن حل الأزمة السياسية !
السبب الثالث :
+ الضغط النفسي من جانب الرئيس محمد مرسي والشيخ راشد الغنوشي ، وما لهما من خلفية اسلامية ، ربما جلب ال1% اللازمة لسقوط ثمرة الإنقاذ الخبيثة !
في ظل متاهات الفشل التي تعيشها البلاد منذ عقدين ونيف من الزمان ، لا بدّ من البحث عن مبادرات ومخارج جديدة من هذه المتاهة الدموية، ولم يبق أمامنا غير مصر الثورة ، التي ظلت وحتى هذه اللحظة، طرفا مستقلا في الأزمة السودانية !
مصر الثورة ، قد تكون هي الحل، وعجلة الإنقاذ الوحيدة في ظل هذا المحيط الكبير من الفشل على كافة الأصعدة : الوطني والإقليمي والدولي في آن واحد ! لما تتمتع به مصر من مكانة وعلاقات تاريخية استراتيجية مع السودان منذ عصر الفراعنة السود بعانخي وترهاقا ، 7 قرون ونيف قبل ميلاد يسوع الناصرة !
ونفس المعيار يمكن تطبيقه علي تونس الثورة ، وإن كان بدرجة أقل ! فقد كان عراب تونس الحالي ، الشيخ راشد الغنوشي ، يتنقل في أسفاره إبان سنوات التيه بجواز سفر دبلوماسي سوداني ! ويحفظ الشيخ الغنوشي هذا الفضل لأهل السودان ، ولن يتواني في رد الجميل ! سوف يمثل نموذج تونس في الحوكمة المشتركة الناجحة بين التيار الإسلامي والتيارات السياسية العلمانية الأخرى آية لسادة الإنقاذ ، لعلهم يتفكرون !
4 - السيد الإمام !
في مساء الأربعاء 4 يوليو 2012 ، وقع قادة وزعماء المعارضة السياسية وتحالف قوى الإجماع الوطني على البرنامج الديمقراطي البديل لما بعد سقوط نظام البشير !
البرنامج الوطني البديل ، في جوهره ، وربما في كثير من تفاصيله ، صورة طبق الأصل لبرنامج الخلاص الوطني ( برنامج الظل ) ، الذي سطره السيد الإمام ، تأسيسا على الأجندة الوطنية التي كتبها بنفسه من قبل !
والأهم أن الفكرة منبعها السيد الإمام !
والفكرة ، حسب المفهوم الأمريكي ، 99% من أي مشروع !
برنامج الخلاص الوطني وبرنامج البديل الديمقراطي ؟ نفس الشربوت اللذيذ في كنتوش مختلف ! الفرق الوحيد ان الأستاذ فاروق ابو عيسي يكجن مفردات السيد الأمام !
نقول ذلك استجابة للأمر الرباني بأن لا نبخس الناس أشياءهم ، ونعرف لذوي الفضل أفضالهم ، خصوصا الفكرية منها !
وليس ذلك بغريب على السيد الإمام ، فقد سطر في زمن غابر ، بأياديه الكريمة مانفستو ثورة أكتوبر 1964 ، وكتب بقلمه وما يسطرون مانفستو انتفاضة أبريل 1985 ، وفجر جده الأكبر عليه السلام ثورة 1881 ، وشارك جده في ثورة 1955، وبكي من الفرح وهو يراها تدب على الأرض ، بعد انزال العلم المصري ، والعلم البريطاني من على سارية القصر الجمهوري !
السيد الإمام ؟ ابن وأبو الثورات السودانية ، معطون فيها من أخمص قدمه الى أعلى رأسه ... رضى البعض ، أم ولوا مدبرين !
ويبقى أن بعض المعدات السودانية ليست مهيأة بعد لهضم قامة وقيمة ببذاخة واستقامة وهرمية السيد الامام ، بعد أن اعتادت طويلا علي مسرطنات الأنقاذ الملوثة ؟
ينوي السيد الإمام السفر ، في مقبل الأيام ، الى القاهرة ، لمقابلة الرئيس محمد مرسي ، وبعدها الى تونس لمقابلة الشيخ راشد الغنوشي !
( الشيخ الغنوشي على علاقة حميمة مع الرئيس مرسي ، وشارك في تنصيب الرئيس مرسي في القاهرة ، وهرول إبن الرئيس مرسي خلف الشيخ في مطار القاهرة ليسلمه هدية من والده ، رمزا للمحبة ... تهادوا تحابوا ) !
نتمنى من السيد الإمام الآتي :
+ أن يتكرم السيد الإمام بالشرح المسبب للرئيس مرسي وللشيخ الغنوشي خريطة طريق برنامج البديل الديمقراطي ، التي اعتمدتها مكونات تحالف قوى الإجماع الوطني في يوم الأربعاء 4 يوليو 2012 !
+ أن يطلب من الرئيس مرسي ومن الشيخ الغنوشي التكرم بالمشاركة في مبادرة سودانية - مصرية – تونسية ، لمساعدة الشعب السوداني في إيجاد حل سلمي للمسألة السودانية ، تأسيسا على خريطة طريق برنامج البديل الديمقراطي !
نكرر أن 99 % من المهام القبلية اللازمة لنجاح خريطة الطريق ( مظاهرات ، اضرابات ، وقفات احتجاجية ، اعتصامات ، عصيان مدني ) سوف يقوم بها الشعب السوداني ، بقيادة تحالف قوى الإجماع الوطني !
5 - أمنيات ؟
هل ينجح الرئيس محمد مرسي والشيخ راشد الغنوشي في نزع سادة الإنقاذ من الماضي ، وجلبهم الى العصر ، نزعهم من الأيدلوجيا المنغلقة الى رحاب الديمقراطية المنفتحة !
اخراجهم من الشعار الحزبي الضيق إلى وساع المسؤولية الوطنية والقومية !
هل نأمل أن يطلب الرئيس مرسي والشيخ الغنوشي من سادة الإنقاذ أن يتخففوا من الشبق للسلطة ، وأن يغيروا ما بنفوسهم ، ويتغيروا ، فيمدوا أيديهم إلى أخوانهم في المعارضة ، ليقيموا حكماً بالشراكة لدولة كانت الرائدة في الثورات الشعبية في منطقتها!
نتمنى أن يقنع الرئيس مرسي والشيخ الغنوشي سادة الإنقاذ بأن يقبلوا البرنامج الديمقراطي البديل حقنا للدماء ، وأن يتمثلوا النموذج التونسي والنموذج المصري في الحوكمة الراشدة الرشيدة ، خصوصا بعد الفشل المدوي لمشروعهم الحضاري !
6 – العقبات ؟
ربما اعتذر الرئيس مرسي عن القيام بأي مبادرة للمساعدة في الإطاحة بنظام البشير ، إذا طلب السيد الإمام منه ذلك ! وكذلك بالنسبة للشيخ الغنوشي !
هناك عقبات كثيرة تواجه هذه المبادرة نستعرضها في حلقة قادمة .