المبررات والشروط في تأسيس حكم الطاغوت ودولة الجبروت
فيصل بسمة
30 March, 2023
30 March, 2023
بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
و لكيما تزاح السلطة المدنية عن طريق الإنقلاب العسكري و من ثم يأتي تمكين حكم الطاغوت و دولة الجبروت فلابد من إيجاد مبررات و مسببات حتى يتم سردها للملأ في البيان الأول الذي يبث عبر الإذاعة و شاشة التلڨاز و ذلك عقب فاصل طويل من المارشات العسكرية و الجلالات ، و غالباً ما تكون المبررات و المسببات من جنس الأزمات التي ربما تكون حقيقية أو في الغالب/الأرجح هي أزمات مختلقة و مدبرة بفعل فاعل مثل إفتعال الإحتراب و الإقتتال و عدم الإستقرار الأمني أو إختلاق الندرة و الغلآء و شظف العيش في بلاد تذخر بالموارد الهآئلة و الإمكانيات ثم رمي اللوم كله على السلطة المدنية القآئمة و إتهامها بالضعف و العجز و التسبب في التردي الإقتصادي و في كل المجالات و كذلك الإرتهان للأجنبي و التفريط في وحدة البلاد و تهديد الأمن القومي...
و حتى ينجح الإنقلاب و تكون دولة الجبروت و حكم الطاغوت فلا بد من وجود العسكر المغامرين الذين يمتلكون رصيد مقدر/هآئل من التهور و الأطماع و الطموحات الشخصية ، و الذين قد تملكتهم تماماً الكثير من الأوهام و التخيلات و الرؤيا و الأحلام على خلفية بعضٍ/كثيرٍ من العقد و العلل النفسية...
و قد جآء في كتاب مرشد الأحزاب إلى الإنقلاب أن جميع الجماعات السياسية المنتفعة من الإنقلابات العسكرية تزعم/تدعي أنها تختار من العسكريين المغامرين الطامعين في السلطة (المغفل النافع) ممن تعتقد/تظن أنهم يسهل السيطرة عليهم و قيادتهم و توجيههم بواسطة قيادات التنظيم في مقبل الأيام ، لكن تجارب ما بعد الإنقلابات العسكرية أثبتت غير/عكس ذلك ، فقد أفلح جميع قادة الإنقلابات العسكرية في بلاد السودان في إستغلال/إخضاع جميع الأحزاب السياسية العاملة/العابثة في الساحة السياسية و اللعب/العبث بهم بما يخدم أهدافهم و مصالحهم...
و قد تلاحظ أن أغلب الإنقلابات العسكرية ”الناجحة“ تلجأ في مراحل مختلفة إلى تأجير/تشغيل/إستخدام/إستغلال أرتال من الأرزقية و الطفيلية السياسية و السواقط الحزبية و المطبلاتية من الإعلاميين الفاسدين أصحاب الأقلام المأجورة الذين مردوا على ممارسة القوادة السياسية في خدمة الطواغيت و أذنابهم من الحاشية و العيش على فتات/زبالة موآئدهم ، و قد درج الطواغيت المتمرسون في ممارسة الجبروت في تعاملهم مع جماعات الأرزقية الإعلامية على إتباع نهج/سياسات: الإبدال و الإحلال و الركن و الإيداع حتى يضمنوا الإستمرارية و التجديد و المواكبة و جودة التلميع الإعلامي بما يناسب المقامات و الأحوال و الأزمان...
و الشاهد هو أن جميع الأنظمة الديكتاتورية تستخدم الإعلام الضوضآئي في إبلاغ رسالات حكم الطاغوت و دولة الجبروت ، كما أنها تجند أرتال من الفواقد التربوية و المجتمعية في جميع مراحل حكمها خصوصاً في الساعات و الأيام الأولى من الإنقلابات و توظفها/تستغلها في: الترويج لها و تجميل صورتها و تهدئة الجماهير و تحريك الشارع الموالي و في تشكيل الرأي العام لصالحها...
و من العوامل المساعدة على نجاح الإنقلابات و تثبيت حكم الطاغوت و دولة الجبروت وجود السلطة العاجزة و الغير فاعلة في الدولة المختلة الأركان ، فالسلطة الغآئبة في الدولة الخآئبة تسهل كثيراً على مدبري الإنقلابات التخطيط و التدبير و التحرك و التنفيذ من داخل: القيادة العامة للقوات المسلحة و البرلمان و المجلس السيادي (اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة {الكيزان}) و القصر الجمهوري و ساحة القصر و مينآء بورتسودان و إقليم دارفور و النيل الأزرق و بقية الأقاليم و خور عمر و بعض من السفارات...
و من خصآئص تلك الدولة المؤسسات الضعيفة المتردية/المنهارة ناقصة التأهيل و الكفآءة و الخبرة و التي تسود و تنتشر فيها ثقافات: الفوضى و التسيب و المحسوبية و الفساد و الرشا و الغلول...
أما غياب القانون و إنعدام العدالة و توفر أدوات الفوضى و العبث السياسي/المجتمعي فتلك من الشروط الأساسية لنجاح حكم الطاغوت و دولة الجبروت ، و يكون ذلك على خلفية من عمليات و ممارسات ممنهجة و مخططة تهدد الأمن و الإستقرار و تساعد على نمو و تمدد الفساد و الإفساد المنظم ، إلى جانب سيادة أجوآء تحفز و تشجع كل الممارسات الفاسدة المدمرة للإقتصاد القومي و المنشطة للإقتصاد الطفيلي و التهريب و التهرب من الضرآئب...
و لقد توافق كثيرون على أن هنالك متطلبات لا يكتمل حكم الطاغوت و دولة الجبروت بدونها و في مقدمتها مرجعية الفكر العقآئدي الآحادي (لا أريكم إلا ما أرى) ، و هو فكر لا يقوى على الصمود في أجوآء: التعدد و التمحيص و الإختبار و التحدي و التنافس السياسي الشريف في مجتمعات حرية: التعبير و الرأي و المعتقد...
و من شروط ”النجاح و الفلاح“ التي تساعد حكم الطاغوت و دولة الجبروت على فرض آحادية الفكر و المعتقد وجود أفراد/جماعات الهوس و دعاة/ببغاوات التطرف العقآئدي/العنصري/الجهوي الذين يمتلكون قدرات و مقدرات هآئلة على: ممارسة النفاق و الكذب و الخداع و التآمر و يحسنون التمثيل و القول و الخطابة الحماسية (الحلقوم في إبلاغ العلوم) التي تلهب/تهيج أحاسيس الجماهير و تدغدغ مشاعرهم و تطلعاتهم العقآئدية/العنصرية/الجهوية...
و حتى يحكم حكم الطاغوت و دولة الجبروت قبضته على السلطة و الدولة فلا بد من ممارسة و إجادة فنون العنف و البطش و الإرهاب و القتل ، و حتى يتم العنف بطريقة علمية مدروسة و ممنهجة تخدم الأهداف و تثبت أركان حكم الطاغوت و دولة الجبروت فلا بد من وجود مؤسسات القمع الرسمية المؤهلة و المدربة و كذلك أدوات و آليات العنف و البطش المناسبة الفاعلة التي تخدم أغراض الفكر العقآئدي ، و قد أثبتت تجارب الحكم الديكتاتورية/القمعية في بلاد السودان و في أنحآء أخرى من الإقليم و العالم أن لا غنى عن أجهزة التخابر و التجسس التي تتدخل في أدق خصوصيات الناس و التي تمارس بإنتظام عمليات: التوقيف و الإعتقال و الحبس و القمع و الإرهاب و التعذيب و القتل بصورة روتينية/طبيعية...
و مما يسهل السيطرة و التمكين لحكم الطاغوت و دولة الجبروت وجود الجماعات و الأقوام و الشعوب الخانعة الضعيفة القابلة للإنقياد/الإنسياق القطيعي و كذلك التشكيل ، و التي يمكن خداعها/سوقها و التحكم فيها بسهولة عن طريق الخطاب العقآئدي/العنصري/الجهوي/العاطفي ، و قد أثبتت التجارب أن الشعوب القابلة/المتقبلة للكبت و القمع عن طريق العنف و الخوف و الإرهاب تسهل كثيراً مهمة السيطرة و التمكين لحكم الطاغوت و دولة الجبروت ، كما تلاحظ أن هذه الشعوب تجنح إلى الإستسلام و الخنوع السريع بحجة الأقدار المكتوبة و القضآء (الله داير كده!!!) ، كما أنها تستخدم إستراتيجيات الحلول الفردية المتمثلة في: الهروب و النزوح و الإغتراب و الهجرة عوضاً عن البقآء و الصمود و الكفاح و التضحيات من أجل إيجاد حلول للمصاعب و المشاكل التي تعترض مسيراتها...
و من مستلزمات نجاح و إستمرار و دوام حكم الطاغوت و دولة الجبروت وجود القوانين المناسبة/المفصلة التي تخدم الأهداف و تقيد الحريات و تكبت و تكبل المعارضين ، و قد دلت التجارب على أن الساحات السياسية تعج بالسياسيين و القانونيين المتخصصين في صناعة/حياكة/صياغة القوانين القمعية و الدساتير الديكتاتورية و اللوآئح و كل ما هو قانوني مما يكرس سلطات الفرد و يبرر البطش و القمع و الحبس و القتل و يساعد على فساد الحاشيات و أفراد الجماعة و التنظيم تحت مظلة ”القانون“ و على طريقة:
أنت قايلني أنا كِيشَة...
و من أساسيات و متطلبات حكم الطاغوت و دولة الجبروت إعادة تعريف القيم و الأعراف و الموروث بما يلآئم فكر و أهداف الجماعة/التنظيم ، و كذلك إعادة صياغة القوانين و الدساتير و اللوآئح حتى تختفي الفواصل ما بين السلطة و الدولة و النظام و التنظيم و العقيدة ، و بما يناسب الحاكم الطاغية الديكتاتور و القآئمون على أمر السلطة و إدارة الدولة من أفراد التنظيم ، و بما يضمن تمكن و سيطرة الجماعة/التنظيم الحاكمة على جميع مفاصل و كل موارد الدولة بحيث يصبح الحاكم الديكتاتور إله أو على أقل تقدير سلطة/ظل الله في الأرض بينما يصير التنظيم و الجماعة هم السلطة و الدولة...
أما العمالة و الإرتزاق و الإرتهان إلى قوى أجنبية فإنها خطوات عملية و إستراتيجيات ضرورية لا غنى لأي ديكتاتور/طاغية/طفيلي/مرتزق/فاقد/ساقط حزبي عنها ، فالدول و الدوآئر الأجنبية هي التي تقدم العون و المعلومات و المشورة و العملات الصعبة و خدمات السفر و السياحة و رحلات التسوق العآئلى و كذلك تسهيلات الحج و العمرة ، و هي الملاذ الآمن و مكان السكن و الإقامة (و قِرَايَة الأولاد) عند الفرار من البلاد عقب نجاح الإنتفاضات الشعبية...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com
و لكيما تزاح السلطة المدنية عن طريق الإنقلاب العسكري و من ثم يأتي تمكين حكم الطاغوت و دولة الجبروت فلابد من إيجاد مبررات و مسببات حتى يتم سردها للملأ في البيان الأول الذي يبث عبر الإذاعة و شاشة التلڨاز و ذلك عقب فاصل طويل من المارشات العسكرية و الجلالات ، و غالباً ما تكون المبررات و المسببات من جنس الأزمات التي ربما تكون حقيقية أو في الغالب/الأرجح هي أزمات مختلقة و مدبرة بفعل فاعل مثل إفتعال الإحتراب و الإقتتال و عدم الإستقرار الأمني أو إختلاق الندرة و الغلآء و شظف العيش في بلاد تذخر بالموارد الهآئلة و الإمكانيات ثم رمي اللوم كله على السلطة المدنية القآئمة و إتهامها بالضعف و العجز و التسبب في التردي الإقتصادي و في كل المجالات و كذلك الإرتهان للأجنبي و التفريط في وحدة البلاد و تهديد الأمن القومي...
و حتى ينجح الإنقلاب و تكون دولة الجبروت و حكم الطاغوت فلا بد من وجود العسكر المغامرين الذين يمتلكون رصيد مقدر/هآئل من التهور و الأطماع و الطموحات الشخصية ، و الذين قد تملكتهم تماماً الكثير من الأوهام و التخيلات و الرؤيا و الأحلام على خلفية بعضٍ/كثيرٍ من العقد و العلل النفسية...
و قد جآء في كتاب مرشد الأحزاب إلى الإنقلاب أن جميع الجماعات السياسية المنتفعة من الإنقلابات العسكرية تزعم/تدعي أنها تختار من العسكريين المغامرين الطامعين في السلطة (المغفل النافع) ممن تعتقد/تظن أنهم يسهل السيطرة عليهم و قيادتهم و توجيههم بواسطة قيادات التنظيم في مقبل الأيام ، لكن تجارب ما بعد الإنقلابات العسكرية أثبتت غير/عكس ذلك ، فقد أفلح جميع قادة الإنقلابات العسكرية في بلاد السودان في إستغلال/إخضاع جميع الأحزاب السياسية العاملة/العابثة في الساحة السياسية و اللعب/العبث بهم بما يخدم أهدافهم و مصالحهم...
و قد تلاحظ أن أغلب الإنقلابات العسكرية ”الناجحة“ تلجأ في مراحل مختلفة إلى تأجير/تشغيل/إستخدام/إستغلال أرتال من الأرزقية و الطفيلية السياسية و السواقط الحزبية و المطبلاتية من الإعلاميين الفاسدين أصحاب الأقلام المأجورة الذين مردوا على ممارسة القوادة السياسية في خدمة الطواغيت و أذنابهم من الحاشية و العيش على فتات/زبالة موآئدهم ، و قد درج الطواغيت المتمرسون في ممارسة الجبروت في تعاملهم مع جماعات الأرزقية الإعلامية على إتباع نهج/سياسات: الإبدال و الإحلال و الركن و الإيداع حتى يضمنوا الإستمرارية و التجديد و المواكبة و جودة التلميع الإعلامي بما يناسب المقامات و الأحوال و الأزمان...
و الشاهد هو أن جميع الأنظمة الديكتاتورية تستخدم الإعلام الضوضآئي في إبلاغ رسالات حكم الطاغوت و دولة الجبروت ، كما أنها تجند أرتال من الفواقد التربوية و المجتمعية في جميع مراحل حكمها خصوصاً في الساعات و الأيام الأولى من الإنقلابات و توظفها/تستغلها في: الترويج لها و تجميل صورتها و تهدئة الجماهير و تحريك الشارع الموالي و في تشكيل الرأي العام لصالحها...
و من العوامل المساعدة على نجاح الإنقلابات و تثبيت حكم الطاغوت و دولة الجبروت وجود السلطة العاجزة و الغير فاعلة في الدولة المختلة الأركان ، فالسلطة الغآئبة في الدولة الخآئبة تسهل كثيراً على مدبري الإنقلابات التخطيط و التدبير و التحرك و التنفيذ من داخل: القيادة العامة للقوات المسلحة و البرلمان و المجلس السيادي (اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة {الكيزان}) و القصر الجمهوري و ساحة القصر و مينآء بورتسودان و إقليم دارفور و النيل الأزرق و بقية الأقاليم و خور عمر و بعض من السفارات...
و من خصآئص تلك الدولة المؤسسات الضعيفة المتردية/المنهارة ناقصة التأهيل و الكفآءة و الخبرة و التي تسود و تنتشر فيها ثقافات: الفوضى و التسيب و المحسوبية و الفساد و الرشا و الغلول...
أما غياب القانون و إنعدام العدالة و توفر أدوات الفوضى و العبث السياسي/المجتمعي فتلك من الشروط الأساسية لنجاح حكم الطاغوت و دولة الجبروت ، و يكون ذلك على خلفية من عمليات و ممارسات ممنهجة و مخططة تهدد الأمن و الإستقرار و تساعد على نمو و تمدد الفساد و الإفساد المنظم ، إلى جانب سيادة أجوآء تحفز و تشجع كل الممارسات الفاسدة المدمرة للإقتصاد القومي و المنشطة للإقتصاد الطفيلي و التهريب و التهرب من الضرآئب...
و لقد توافق كثيرون على أن هنالك متطلبات لا يكتمل حكم الطاغوت و دولة الجبروت بدونها و في مقدمتها مرجعية الفكر العقآئدي الآحادي (لا أريكم إلا ما أرى) ، و هو فكر لا يقوى على الصمود في أجوآء: التعدد و التمحيص و الإختبار و التحدي و التنافس السياسي الشريف في مجتمعات حرية: التعبير و الرأي و المعتقد...
و من شروط ”النجاح و الفلاح“ التي تساعد حكم الطاغوت و دولة الجبروت على فرض آحادية الفكر و المعتقد وجود أفراد/جماعات الهوس و دعاة/ببغاوات التطرف العقآئدي/العنصري/الجهوي الذين يمتلكون قدرات و مقدرات هآئلة على: ممارسة النفاق و الكذب و الخداع و التآمر و يحسنون التمثيل و القول و الخطابة الحماسية (الحلقوم في إبلاغ العلوم) التي تلهب/تهيج أحاسيس الجماهير و تدغدغ مشاعرهم و تطلعاتهم العقآئدية/العنصرية/الجهوية...
و حتى يحكم حكم الطاغوت و دولة الجبروت قبضته على السلطة و الدولة فلا بد من ممارسة و إجادة فنون العنف و البطش و الإرهاب و القتل ، و حتى يتم العنف بطريقة علمية مدروسة و ممنهجة تخدم الأهداف و تثبت أركان حكم الطاغوت و دولة الجبروت فلا بد من وجود مؤسسات القمع الرسمية المؤهلة و المدربة و كذلك أدوات و آليات العنف و البطش المناسبة الفاعلة التي تخدم أغراض الفكر العقآئدي ، و قد أثبتت تجارب الحكم الديكتاتورية/القمعية في بلاد السودان و في أنحآء أخرى من الإقليم و العالم أن لا غنى عن أجهزة التخابر و التجسس التي تتدخل في أدق خصوصيات الناس و التي تمارس بإنتظام عمليات: التوقيف و الإعتقال و الحبس و القمع و الإرهاب و التعذيب و القتل بصورة روتينية/طبيعية...
و مما يسهل السيطرة و التمكين لحكم الطاغوت و دولة الجبروت وجود الجماعات و الأقوام و الشعوب الخانعة الضعيفة القابلة للإنقياد/الإنسياق القطيعي و كذلك التشكيل ، و التي يمكن خداعها/سوقها و التحكم فيها بسهولة عن طريق الخطاب العقآئدي/العنصري/الجهوي/العاطفي ، و قد أثبتت التجارب أن الشعوب القابلة/المتقبلة للكبت و القمع عن طريق العنف و الخوف و الإرهاب تسهل كثيراً مهمة السيطرة و التمكين لحكم الطاغوت و دولة الجبروت ، كما تلاحظ أن هذه الشعوب تجنح إلى الإستسلام و الخنوع السريع بحجة الأقدار المكتوبة و القضآء (الله داير كده!!!) ، كما أنها تستخدم إستراتيجيات الحلول الفردية المتمثلة في: الهروب و النزوح و الإغتراب و الهجرة عوضاً عن البقآء و الصمود و الكفاح و التضحيات من أجل إيجاد حلول للمصاعب و المشاكل التي تعترض مسيراتها...
و من مستلزمات نجاح و إستمرار و دوام حكم الطاغوت و دولة الجبروت وجود القوانين المناسبة/المفصلة التي تخدم الأهداف و تقيد الحريات و تكبت و تكبل المعارضين ، و قد دلت التجارب على أن الساحات السياسية تعج بالسياسيين و القانونيين المتخصصين في صناعة/حياكة/صياغة القوانين القمعية و الدساتير الديكتاتورية و اللوآئح و كل ما هو قانوني مما يكرس سلطات الفرد و يبرر البطش و القمع و الحبس و القتل و يساعد على فساد الحاشيات و أفراد الجماعة و التنظيم تحت مظلة ”القانون“ و على طريقة:
أنت قايلني أنا كِيشَة...
و من أساسيات و متطلبات حكم الطاغوت و دولة الجبروت إعادة تعريف القيم و الأعراف و الموروث بما يلآئم فكر و أهداف الجماعة/التنظيم ، و كذلك إعادة صياغة القوانين و الدساتير و اللوآئح حتى تختفي الفواصل ما بين السلطة و الدولة و النظام و التنظيم و العقيدة ، و بما يناسب الحاكم الطاغية الديكتاتور و القآئمون على أمر السلطة و إدارة الدولة من أفراد التنظيم ، و بما يضمن تمكن و سيطرة الجماعة/التنظيم الحاكمة على جميع مفاصل و كل موارد الدولة بحيث يصبح الحاكم الديكتاتور إله أو على أقل تقدير سلطة/ظل الله في الأرض بينما يصير التنظيم و الجماعة هم السلطة و الدولة...
أما العمالة و الإرتزاق و الإرتهان إلى قوى أجنبية فإنها خطوات عملية و إستراتيجيات ضرورية لا غنى لأي ديكتاتور/طاغية/طفيلي/مرتزق/فاقد/ساقط حزبي عنها ، فالدول و الدوآئر الأجنبية هي التي تقدم العون و المعلومات و المشورة و العملات الصعبة و خدمات السفر و السياحة و رحلات التسوق العآئلى و كذلك تسهيلات الحج و العمرة ، و هي الملاذ الآمن و مكان السكن و الإقامة (و قِرَايَة الأولاد) عند الفرار من البلاد عقب نجاح الإنتفاضات الشعبية...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com