المجمَّر و”سنة أولى” معارضة !!
ركن نقاش
كتب عثمان الطاهر المجمر طه (باريس – كاتب صحفي – سودانايل – السابع من أكتوبر 2020 - محمود محمد طه حلاج السودان الذى قال انا الله !): " فى أوائل الثمانيات (الصحيح الثمانينيات)، ذهبت الى كلية التربية بجامعة الخرطوم يومذاك التى كانت من قبل معهد المعلمين العالى هنالك لفت نظرى الجمهوريون الذين نصبوا خيمة مستشهدين فيها بالاية القرآنية (الصحيح ألا يقول المجمَّر أنها آية قرآنية، لأنها آية محرَّفة، وإنما يقول: ما ادعاه الجمهوريون أنها آية قرآنية) :(هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى به شهيدا)، (ما كان للمجمَّر أن يضع الآية المدعاة بين قوسين، وإنما يضعها بين – كما جرى في علامات الترقيم – وهو طالب لغة عربية كما قال – معكوفتين هكذا: ""، لأن الأقواس الكبيرة في علامات الترقيم مخصصة للجمل الاعتراضية والتفسيرية) وبجوار الخيمة القراى ادار ركنا للنقاش وقال القراى يومها من اراد ان يحاورنا ما يقول لينا الاستاذ قال، لعن الله قيل وقالا يقول لينا في كتابكم الفلانى في الصفحة الفلانيه ذكر الاستاذ كذا هكذا يكون النقاش علميا وموضوعيا طلبت مداخله وقلت للقراى فى كتابكم الموالد الثلاث ذكرتم الجملة الآتية :لا يعرف الله الا الله يمكن ان تقول انا الله ... بالله ارجوكم كفوا عن مس المقدسات القران قدس الاقداس ارفعوا ايديكم عن اللعب بالقران وتحريفه الان فى خيمتكم حرفتم الايه القرانيه الواردة في سورة الفتح الاية ٢٨ كتبتموها كالاتي :(هو الذى ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى به شهيدا) وانا طالب لغة عربية بجامعة القاهرة الفرع الضمير في به يعود للاستاذ محمود محمد طه كانما قصدتم كفى بمحمود شهيدا يعنى محمود صار الله لان الصحيح في الايه كفى بالله شهيدا وليس به هاكم القراءة الصحيحة للاية :(هو الذى ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا ) الايه 28 من سورة الفتح .وهنا ضج الحاضرون وقال القراى هذا ما صحيح قلت هذه مكتوبه بالخط العريض في خيمتكم وذهبنا وجميعا (الصحيح: جميعاً من غير واو، والسؤال: هل معكم القراي؟!) ووجدناها مكتوبه وكفى به شهيدا بدلا من وكفى بالله شهيدا وهنا انفض السامر"، (انتهى النقل من المجمَّر – والتعليقات بين الأقواس الكبيرة من تعليقاتي)..
من أخطاء المجمر الفاضحة له:
قوله: "الضمير في به يعود للاستاذ محمود محمد طه كانما قصدتم كفى بمحمود شهيدا يعنى محمود صار الله لان الصحيح في الايه كفى بالله شهيدا وليس به"، ونكتشف أن محمود محمد طه ليس مذكوراً في النص الذي أورده المجمَّر، فكيف يعود الضمير لمن هو غير مذكور يا طالب اللغة العربية بجامعة القاهرة فرع الخرطوم؟!، والضمير لغة يعود إلى آخر الأعلام المذكورة في الجملة، ومحمود غير مذكور في الآية فكيف بالله عليك يعود الضمير إلى شخص غير مذكور البتة، هذا جهل باللغة نعيذك بالله منه، ثم يقفز الصحفي المجمَّر ليقول: "يعنى محمود صار الله"، "كاس كو سي – ما هذا - يا مجمَّر"، كما يقولها أهل باريس الذي يساكنهم هذا الصحفي المجمَّر!!..
ما طالب به القراي يا مجمَّر علمي وحاسم:
كتب المجمَّر: "وقال القراى يومها من اراد ان يحاورنا ما يقول لينا الاستاذ قال، لعن الله قيل وقالا يقول لينا في كتابكم الفلانى في الصفحة الفلانيه ذكر الاستاذ كذا هكذا يكون النقاش علميا وموضوعيا"، وهو طلب علمي وحاسم في ما هو جدلي، فماذا تأخذ عليه؟!، وأنت الآن أوردت آية مدعاة من قبلك في معرض داخل خيمة مضت عليه السنون متجاوزة الأربعين عاماً الآن؛ فهل لديك تسجيل "فوتوغرافي" لما تقول تحجنا به أم هو كلام والسلام؟!..
المجمَّر وكتاب الموالد الثلاثة:
يقول المجمَّر في مداخلته مع القراي: "وقلت للقراى فى كتابكم الموالد الثلاث ذكرتم الجملة الآتية: لا يعرف الله الا الله يمكن ان تقول انا الله"، لم يذكر الصحفي المجمَّر الصفحة المعنية في الكتاب الذي ذكره، وبرجوعنا إلى الكتاب المذكور وجدنا النص الآتي ضمن عنوان في الكتاب: " ما هي ولاية محمد (الحقيقة المحمدية)": " ولذلك حق القول (لا يعرف الله الا الله)، أي لا يعرف الله، في إطلاق ذاته، إلاّ الله في إطلاق ذاته.. ولقد تنزلت الذات العلية، بمحض الفضل، من صرافتها، حتى تقع معرفتها "وما خلقت الجن، والانس، إلا ليعبدون" أي (الاّ ليعرفون) فإنّ العبادة، والعبودية سبيلهما المعرفة بالله"، وليس من ضمنها ما أورده المجمَّر: " يمكن ان تقول انا الله"!، وهذا بالطبع تشويه متعمَّد يوضع عند عتبة الصحفي المجمَّر....
وحدة الوجود عند الأستاذ محمود محمد طه:
يقول المجمر: "الحلاج صاحب الاتحاد والحلول احلال اللاهوت فى الناسوت"، "الجمهوريون يقتفون اثار التصوف الفلسفى الذى من رموزه بن عربى صاحب وحدة الوجود"، ونقول للمجمَّر: يقول الصوفية: "تحدثوا تعرفوا"، وتحدث المجمَّر فعرفنا أنه لم يقرأ للأستاذ محمود، فقراء الأستاذ محمود يعرفون أن وحدة الوجود – حسب تعريف محمود - تعني الوجود الحادث لا المطلق إذ من البداهة أن المطلق لا يحل في القيد لأنه مطلق، وأنه – للسبب نفسه – لا يتحد مع المقيد!!..
الصلاة لا تسقط وإن سقط التقليد:
يقول المجمَّر: "هذه البدعة – يعني الصلة بالله - ترى أن السالك الذى وصل الى درجة معينة من المعرفة تسقط عنه التكاليف الشرعية"، وهذا دليل كاف لـ"صفرية" عداد المعرفة عند هذا المجمَّر، إذ أن معرفة احاطة بالمطلق منتفية سرمداً، لذا فوسيلة المعرفة هي التكاليف التي لا تسقط؛ الصلاة الصلة لا تسقط، وانما يتحول السالك من مقلد إلى أصيل في صلاته يأخذها بواسطة المعصوم من ربه!، أما قول المجمَّر: " الصلاة صلاتان صلاة حركية وصلاة روحية "، فهو خلل منه في النقل فالصلاة صلاتان؛ صلاة تقليد وصلاة أصالة، أما قوله "صلاة حركية وصلاة روحية"، " وانت حينما تتقن الصلاة الحركية...تسمو بك الى مرحلة الصلاة الروحية وحينها...تسقط عنك الصلاة الحركية لانك فى صلة دائمه مع ربك"، فهي محض خيال جاهل ومريض، إذ الشكل والمضمون صلاة واحدة الحركة هي الشكل والروحية هي المضمون؛ هي حضورك في صلاتك؛ ومعلوم من الحديث النبوي: "ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها"!!، تبرير المجمَّر: "لانك فى صلة دائمه مع ربك"، يقول الأستاذ محمود: "الحضور في اللحظة الحاضرة هي حظ الذات القديمة لا الحادثة"، "وعندها ينادي منادي الطبيعة البشرية: يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا"، وهنا يعود السالك إلى زمنه ثلاثي الأبعاد ماضي وحاضر ومستقبل!!..
استحالة تحقيق مقولة "أنا الله":
تحدث الأستاذ محمود عن وسيلتين للمعرفة؛ الشفعية وهي للعقل الذي يعرف الأشياء بأضدادها؛ "ومن كل شيئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون"، والوترية وهي للقلب؛ وعين القلب هي الفؤاد، والقلب هو موضع الذكر في الانسان، لأنه صاحب تجربة مخزونة في شهود الذات، "وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا..."، وهذا مطمح الانسان في الذكر، عند الأستاذ محمود أن كل حرف في القرآن وكل كلمة وكل جملة لها معنيان؛ معنى قريب يعني الوجود الحادث ومعنى بعيد يعني الوجود القديم، فكلمة الله لها معنى بعيد هو الذات الالهية ومعنى قريب ويعني الذات الحادثة، وأسماء الله الحسنى هي اسم علم على الذات الحادثة، والذات الحادثة في تقييدها للكمالات الالهية هي مجرد اشارة ساذجة للذات القديمة، فالذات القديمة هي الربوبية، والذات الحادثة هي العبودية، والذات القديمة فاعلة والذات الحديثة منفعلة، ففي أي الجانبين قال الأستاذ محمود: – كما ادعى المجمَّر – "أنا الله"، فإن قال: يعني جانب الذات القديمة، واجهناه بالآية الكريمة: "ولم يكن له كفواً أحد"، ومعلوم أن الاحاطة بالذات القديمة – سرمداً – ممتنعة، فلم يبق له إلا جانب الذات الحادثة، يقول الأستاذ محمود: "العبودية كالربوبية لا تتناهى"، فلا أحد بمستطيع أن يقول "أنا الله"، حتى في مستوى العبودية، وهنا يسقط أمر المجمَّر وينزوي حتى في مستوى العبودية لا الربوبية، عمري في معرفة الفكرة الجمهورية تجاوز ثلاثة وخمسين عاماً، وعمري في التزامها تجاوز خمسة وأربعين عاماً وأنا تلميذ للأستاذ محمود محمد طه، وسمعته كثيراً يردد: "عبدُ رقٍ ما حَنَّ يوماً لعتق لو تَخَلَّيتَ عنه ما خلَّاكا"!!..
eisay1947@gmail.co