المرحوم الفنان عبدالعزيز محمد داود – من هو ومن أين هو؟ (2) تتمة ما سبق

 


 

 

على الغراء سودانايل وفي يوم التاسع عشر من هذا الشهر كتبت على عجل عن المرحوم الفنان عبدالعزيز محمد داود مقالاً قصيراً قبل ذهابي للعمل. السبب كان بدافع نخوة الإنتماء للوطن ولتاريخه وحضارته والتوثيق الصحيح لذوي الشأن والإعتبار من ناسه الموقرين "بالجد وليس محاباة " وثانياً أسفت لماذا نكون نحن دائماً فى ضعف ونعتمد على جمع المعلومات عن وطننا ومشهوريننا من مصادر اخرى أجنبية ( مثلاً كالجزيرة وغيرها ) ونحن المفروض نكون المصدر الأول الموثوق به أولا وآخرا فى ذلك المجال. لماذا نركض وحتى من يحكموننا إلى خارج حدود الوطن نبحث عن حيطة قصيرة "ننطها" ونعود بطاناً بالأفكار الهدامة التي أبداً ليست فى مصلحتنا ناسين أننا نحن أهل العقول والمعرفة التي تكفينا لنتفوق بها على ما يدعون أنهم مستشارين او خبراء اجانب؟؟. يا أحباب عقدة الشعور بالنقص أو الدونية وعقدة الخواجة …..وإلخ مصيبة كبيرة ومرض نفسي مدمر يعاني منه مجتمعنا فلابد من علاجه والتخلص منه. أيضاً الوصية: المدرسة الأولية تبدأ من المنزل، وذلك ليس واجب الأب وحده بل حتى الأم إذا أعددناها خير إعداد

عودة لسيرة الراحل "ابوداود" إبن السودان أولا وآخراً وابن بربر " موطناً أصغراً".إتصل بي عدة أشخاص مشكورين معلقين إما بمداخلات أو أسئلة. اختصر إختيارا منها الآتي: سؤال القارئ الموقر (سامر حليم) يسألني: " قرات تعليقك علي سودان نايل بتاريخ ١٩ يوليو فيما يخص بنسب ابوداود الي قبيله الهوسا . في سردك للمكون الاثني في بربر ذكرت الفلاته وسؤالي ما الذي يمنع ان يكون ابو داود من الهوسا ما دام الفلاته من سكان تلك المدينه العريقه؟" . الدكتور أحمد علي سالم من الإمارات "شكرًا د عبد المنعم على المعلومات والتوثيق عن العملاق الراحل عبد العزيز محمد داود وأصالة مدينة بربر وهي فعلا مثال حي للتعايش بين كل الاثنيات وتعبير عن الأعراف والتقاليد الاجتماعية السودانية الاصيلة"
الدبلوماسي المرموق رقيق المشاعر عبدالقادر أحمد الشيخ من المهاجر البعيدة والوطن حباً فى حدقات عينيه لا يغيب لحظة " يقول:" شكرًا لك علي هذا التقرير الضافي عن بربر وبالحق ما أمتعني أنني اعرف جميع الذين ذكرتهم في هذه المقالة التصحيحية الصافية، وأنا كما تعلم من أبناء معينيفة ودرست الخلوة عند الشيخ المرحوم عبدالصادق.
إلا إن بربر مدينة مظلومة علي الدوام ومنذ مد خط السكة الحديد الي قرية الداخلة وذالك نكاية في أهل بربر المقاومون للاستعمار. كان عبدالعزيز داوؤد صديق لأخوالي وعندما يأتون الى بربر يزورنا في المنزل ويغني لهم بالكبريت ، وأذكر ذالك جيدًا"

شكرت كل من تداخل ومن ضمنهم السيد عادل بابكر وهنا ردي على سؤال السيد سامر "
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته الأخ سامر
شكرًا على سؤالك الكريم
الويكيبيديا لم تقصر في تعريف المرحوم، وأولاده أيضاً موجودون بيننا
أنا فقط صححت معلومة لاحظتها على مقال نشر بالراكوبة فى نفس اليوم "بأن الراحل أبوداود لم يولد بالشرق ولم يكن من منطقة الدامر". باحث الجزيرة هو الذي ذكر أن أسرته من الشرق ونزحت بمنطقة الدامر، وعائشة وشرحبيل ينتمون الي الهوسا وأنا لم أحقق في ذلك لأنه لا يفرق عندي، لكن معلوم للجميع في بربر أنه في الأصل أصوله "فلاتة" ومنهم الفولانيين وغيرهم، ولم أتعرض لذلك بالتفصيل
في بربر كل الأصول من نيجريا يعرفون فقط بالفلاتة أو التكارين وتداخلوا مع الناس وتصاهروا وكانوا من المعلمين والموظفين ونحمد الله لا توجد عندنا هناك وقتها نعرات أو خلافات. ما يحدث الآن في النيل الازرق والشرق تصادف مع نشر مقالي صدفة وليس لكتابي علاقة بالأحداث المؤسفة جدا . أما إذا أعلق لشخصك الكريم عليها "أعتقد جازما أننا رجعنا مائة وخمسون سنة إلي الوارء تخلفا وجهلاً والسبب يرجع إلي فشل ساسة اليوم". ربنا سيسألهم يوم الحساب والله يرحم السودان كله ويتولى أهله
أرجوك إعادة مطالعة المقال
تحياتي
عبدالمنعم
أيضاً شكرت ومعتذراً فى نفس الوقت لأخي الحبيب الدبلوماسي عبدالقادر :
"المقال كتبته على عجل والسبب ورود ذكر المرحوم أبوداود في مقدمة مقال عن الهوسا وجدته منشوراً صباح نفس اليوم على صحيفة الراكوبة الموقرة . لذلك نسيت تضمينكم كلكم آل حي معينيفة ومنهم آل خضر وإل حاج موسى وآل خضر ( السعران) وآل برنوس وآل حاج حمد والأستاذ عبدالرحمن حاج أحمد وكمال التيجاني سعد وآل وراق وآل الوهباني وأحمد شيخ المدينة.. إلخ رحم الله من غادر منهم هذه الفانية والتحية للأحفاد

عزيزي القارئ ، الصورة المرفقة من إرشيف البروفيسور أحمد شبرين رحمه الله عندما كان طالباً بكلية الفنون الملكية (سنترال) بلندن. كان الفنانون السودانيون يسافرون يخففون غربة المبعوثين خارج الوطن . نشاهد فى مقدمة اللقطة شبرين شاباً صغيراً يجلس على الأرض وأبوداو جالساً يحمل كوب القهوة ( أو الشاي). اللقطة فى بيت السودان فى حي روتلاند قيت الذي بيع غدراً وجوراً فى عهد الإنقاذ البائد بأيدي لصوص سودانيين "للأسف الشديد"، وإلي يومنا هذا خطوط الجريمة البشعة قد تم التستر عليها ( كالعادة) لكن للديان رب العباد شأن آخر فى الحكم العدل يا أولي الألباب ويا كل الغافلين من يوم الحساب ويوم توزيع الكتب التي تحصي كل صغيرة وكبيرة. لا أقول هنا غير "لا إله إلا الله سبحان الله والله أكبر". والله عيب وعار يا جماعة واحد يبيع عرضه ووطنه وينسى يوم يكون جسده تحت الأرض يأكله الدود ويوم العرض هناك واقفاً ذليلاً مقهوراً، ماذا سيكون موقفه؟؟؟؟؟

صحيح أولا وآخرا إن أبوداود رحمة الله عليه سوداني بالميلاد (في الفترة 1927-1930 ) وبالدين والأخلاق وحسن المعشر وكان مواطناً صالحاً غنى للوطن وللتراث وللحب والصحبة . شاهدناه فى طفولتنا يحي حفل أعراس كبار ناس بربر. وأول مرة ونحن اطفالاً ولم ندخل بعد المدرسة الأولية حضر تصحبه الفنانة منى الخير وغنوا وغنوا وطربت لهم كل المدينة حتى بزوغ تباشير الصباح " زواج المرحوم حسن مختار حاج أحمد التاي بالقدواب " . وأبو داود رحمه الله (توفى في أغسطس 1984 حسب ويكبيديا ) قد أكرمه الله فوق كل ذلك بالدين والتدين وحسن الخلق والمعشر وحنجرة فريدة زمانها وأكرمه كذلك بتجويد وترتيل القرآن وفي أدب المدائح كان الكنار الصداح فى زمن كان الطرب فيه عفويا والقلوب تنضح حبا وصدقاً وحسن نيات ديدنها وأصلها العفاف والعفاء وكان الطرب مباحاً وكان الناس أحرارا فى وطن جامع ولقمة مباركة كانت تكفيهم مع بعضهم لا يجوعون بعدها والمياه العذب فراتها حولهم ينابيعها ايضاً تكفيهم فيرتون ، أبداً لا يعطشون. رحمة الله عليك يا عبدالعزيز محمد داؤد وكل الراحلين من أبنائك البررة يا سودان الجميع. قاتل الله القبلية والجهوية وظلم الإدارات الأهلية واللعنة يا رب وآياتك الكبرى شهباً تقع على رأس كل ذي عقل خرب يسعى لتدمير وطن كامل من غير تورع ولا خجل

aa76@me.com
///////////////////////////////

 

آراء