المسلم الحق هو المنسجم مع من حوله من مخلوقات
الشيخ/ احمد التجاني أحمد البدوي
4 April, 2013
4 April, 2013
يعيش العالم في هذه الايام فوضى وهرج ومرج اجتاح كل العالم وقد ورد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر من فتنة الجهل والفوضى والطمع فقال:(يتقارب الزمان ويقبض العلم وتظهر الفتن وينتشر الشح ويكثر الهرج قالوا وما الهرج يارسول الله قال:القتل) ان كل الكون كان ولا زال مسلم ومنسجم وملتزم بالنظام منذ ان استوى الله عزوجل الى السماء وهي دخان وقال لها وللارض ائتيا طوعا اوكرها قالتا اتينا طائعين فمنذ ذلك الوقت كل شيء يقول بالنظام والانسجام (الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان) لا تفاوت ولا فطور وفي الارض من همسات البحار الى حفيف الاشجار الى سكون التلال الى رسو الجبال كل شيء بمقدار (لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون) كل قد علم صلاته وتسبيحه فاستمر الحال الا ان ظهر الانسان فكان الانسان اكثر شيء جدلا فلم ينسجم مع من حوله ولم يسلم لربه فبدأ الاختلال والاعتلال فالانسان رغباته مفتوحة وشهواته مطلقة وثرواته مهملة لا تقارن بالمخلوقات الاخرى فهو حريص حاقد وكاره حاسد وعنيف غاضب يميل الى نزعات التخريب والعبث والفوضى والاعتداء فبدأ يسفك الدماء واحل الحرام وارتكب الآثام ودمر البيئة فقطع الاشجار واباد الحيوان حتى الذين اوكل اليهم حماية البيئة كانوا اكثر تدميرا لها وذلك باهتمامهم بالرسوم والجبايات اكثر من حماية الغابات والحيوانات وقيل ان حراس الصيد اكثر صيدا له من غيرهم ونلفت نظر المسئولين في كل مواقعهم ان يهتموا بموضوع البيئة هذا وحمايتها ومن حمايتها ان يعالج موضوع الافران التي تعمل بالحطب ليتحول الى كهرباء وغاز وكذلك تشجيع المواطنين ان يتعاملوا بالغاز وذلك بتوفيره وتخفيض سعره ولا ننسى اكياس البلاستيك وضررها الواقع على البيئة هذا هو الانسان يتعامل تعاملا عنيفا مع كل ما خلق لاجله فاهلك الحرث والنسل واشاع الفساد وتفشى الجوع وساد الخوف من المستقبل ونشبت الحروب فالانسان لا يضبط رغباته السيئة تلك الا بتربية حسنة او قانون رادع فيسموا باحاسيسه الانسانية ويستجيب للنظام ويعمل على الانسجام مع من حوله من المخلوقات حتى يحصل الائتلاف ويزول الخلاف لا بد ان تكون التربية التي تسموا به ليعرف حقوقه وواجباته ذات افق ديني فلا مناص ان السبيل الموصل الى الانسانية الحقيقية هذه القيم الدينية فمهما كانت ظنون نفر منا فليس اليوم امام الانسان المعاصر الذي حمل اثقالا مختلفة من الازمات الاجتماعية وواجه مصاعب شتى اقتصادية وسياسية وثقافية فانه لا سبيل ينقذه من الضيق والشدائد المتوالية والمصائب المتلاحقة الا سبيل العودة الى الدين ولن يتحقق هذا الا على ايدي ربانيين لا يولون اهمية لانفسهم ولا يرون خلاصهم الا في خلاص الآخرين ويكون قدوتهم هذا النبي صلى الله عليه وسلم والذي كان همه امته حيا وميتا ويوم يقوم الناس لرب العالمين نحتاج الى اناس تكون الامة همهم الاول والاخير شبعهم في شبع الآخرين وحياتهم ليحيا الآخرون نريد الانسان المخلص المتوازن الذي يحركه الشعور والادراك والمسئولية الانسان الملتزم بالنظام في كل وقت المصلح المتصالح مع من حوله من بني جنسه والمخلوقات الاخرى لا يحابِ في نصيحة ولا يجامل في الحق الانسان الذي مقصده في الحياة ان يبلغ آفاق الانسان المثالي الذي يسابق ويباري الاولياء والصالحين وذلك بتحقيق العبودية لله في كل شيء(قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين)انسان المحاسبة والمراقبة الذي لا يمنعه الخوف ولا يستهويه الغرض ان يقول لمن احسن احسنت ولمن اساء اسأت الانسان الذي يعجز التعبير عن سماحة معاملته للناس وخوفه من الله مستذكرا ان عفته غنى وتواضعه رفعة وخدمته للآخرين راحة وصبره على ما يلقاه منهم من اذى متعة وبحبه لهم ما يحبه لنفسه يكمل ايمانه واذا دعا داعي الفزع اول من يشد فرسه واذا نادى منادي السخاء والبزل اول من يمد يده هذا هو الانسان الذي نريد والذي يكون اثره كبيرا وخيره وفيرا منداح اذا تقمص صفات شخصيته الحكام قبل المحكومين والخاصة قبل العامة والاغنياء قبل الفقراء والاقوياء قبل الضعفاء والرجال قبل النساء المتواصي بالحق والصبر المستشعر قول الله تعالى:(ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون)(رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار)(التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين) وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم عما هو حادث اليوم فقال:(بادروا الاعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا) وعليه يجب ان نتقي تلك الفتن المظلمة التي لا نور فيها وكما يجب ان نحذرها ان تهز ايماننا او تزعزع ديننا لقد واجه المسلمون كثيرا من الفتن والحملات المنظمة لإضعاف المسلمين وتشتت كلمتهم وخلق الفتن الطائفية والقبلية فجاءت ردود الافعال من بعض الحادبين على امر الدين بالدعوة الى العودة الى الجذور وبناء الامة من جديد مع ان الزمان قد تغير والمكان قد تبدلت معالمه الا ان الامة لا زالت قادرة على تحقيق ذلك ولديها الطاقة لتحقيق بعثا جديدا بعد الموت وتداركا بعد الفوت وقد بدأت البشائر بقدوم الاسلام وان كثيرا من مشاهير الغربيين بدأوا يدخلون في دين الله افواجا كما عكفوا على دراسة الاقتصاد الاسلامي بعد فشل النظام الرأسمالي وانهياره والامة الاسلامية لديها من المقومات ما يجعلها قادرة على الريادة والقيادة ولذا بدأ المسلمون يتلفتون الى من يوحد كلمتهم ويجمع شملهم وكأنهم يتوقون الى خلافة اسلامية كبرى تواجه هذه التحديات وتعيد للاسلام مجده وان السعي لتحقيق هذا الهدف ضرورة ايمانية وغاية اقتضتها الظروف التي يعيشها العالم اليوم ومن لوازم هذا الهدف ان نراجع ماضينا المجيد باستمرار ونلجأ الى قيمنا التي جعلت امسنا زاخرا بالانجازات ذلك الماضي الذي لم يتكدر صفوه بتعاقب الزمن يجب ان نجتهد لتغيير حالنا المؤلم كما يجب ان نترك الجدل في المسائل الخلافية التي اقعدت الدعوة واضعفت الامة وننفخ في اجسادنا الروح المتشكلة من تعاليم الدين يجب ان نفتح صفحة تاريخية جديدة للامة الاسلامية نستصحب معها عبر الماضي وتحديات المستقبل مع فهم جديد اصله القرآن وهو مصدر مهم للقوة لشخصية الانسان المسلم والقرآن والسنة محوران للطريق الموصل للهدف المنشود والمسلمون في حالهم هذه يرغبون ويبحثون عمن يتقدمهم بعد ان تداعت عليهم الامم وبعد ان فرقتهم الطوائف واضعفهم الحكام فالاسلام بات هو الوحيد في الساحة بعد سقوط الشيوعية وانهيار الرأسمالية وهو بامكانه ان يحل مشاكل الانسانية وينقذها مما هي فيه من اختلال امني وفوضى سياسية وانهيار اقتصادي وضعف حكومات وفساد في البر والبحر ولذا اصبح الاسلام هو صاحب الجولة ورجل المرحلة الذي بيده مفاتيح المغلقات ان لم نكن نحن فالمسلمون قادمون لم تكن هذه امنيات اوآمال انما هي وعود وعدها الله سبحانه وتعالى لعباده وان وعد الله حق وقد بدأت الارهاصات لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد يقول تعالى:(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الزكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)نأمل ان لا تكون التجارب الفاشلة سببا في يأسنا ولو انهم اقاموا المنهج كما اراده الله لفتح الله عليهم بركات من السماء والارض ولاطعمهم من جوع وآمنهم من خوف لكنه الانسان انه كان ظلوما جهولا قال ابوبكر رضي الله عنه(انه لا يحل ان يكون للمسلمين اميران فانه يختلف امرهم واحكامهم وتتفرق جماعتهم ويتنازعوا فيما بينهم هناك تترك السنة وتظهر البدعة وتعظم الفتنة وان ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة وفي الحديث:(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) اوكما قال صلى الله عليه وسلم.
خارج النص:-
اي تدمير للبيئة واي تشريد للمواطنين اكثر من السماح بقطع آلاف الهكتارات من الغابات بعد ان حولت الى فحم وهي في طريقها الى العاصمة وهذا يحدث يوميا لمن يراغب الجرارات القادمة من الغرب ومن جنوب النيل الازرق ولا ندري هل هو للتصدير ام الاستهلاك المحلي وسؤالنا هل هذا هو آخر ما وصلت اليه هيئة الغاباات للحفاظ على البيئة وما هو دور الولاة والمعتمدين لايقاف هذا التدمير المقنن
ahmed altijany [ahmedtijany@hotmail.com]