kelsafi@hotmail.com
في تحقيق أجرته صحيفة حكايات عن لبس الصبيان هذه الأيام والذي صار شبيهاً بلبس الصبايا، واستخدامهم للكريمات وطريقة تصفيف الشعر مما يصب في خانة السالب من وجهة نظر المستطلعين من قراء الصحيفة من الجنسين، كما لم يقبل الصحفي طريقة لبس البعض من الشباب.
جدِّي فضل الأول الحميدي كان – عليه الرحمة- شيخاً حكيماً لا تخرج من فيه إلا درر الكلام وحكمه. قال ذات ليلة مقمرة دافئة في خريف منعش في بادية دار أولاد حميد عندما غنّى الهداي مادحاً الجميع بالكرم والشهامة لإكرامهم له ولتقديمهم الحليب الطازج، فاستدار الهداي وسأل الجميع – على طريقة البقارة- كُتاب الله جاكوا يا الناس القاعدين أحلى اللبن ولا المريسة؟ رد الشيخ فضل قائلاً: كل زولاً على طلبا. فبدهي من يحب اللبن لا يحب المريسة والعكس صحيح.
في ستينيات القرن الماضي ونحن طلاباً بالمرحلة الثانوية كنت الوحيد الذي يرتدي البنطلون والقميص في قرى وبوادي دار أولاد حميد – ما عدا موظفي الحكومة بالطبع. وكان عامة الناس ينظرون لمرتدي البنطلون من الموظفين نظرة استغراب ودهشة، ومن يرتديه من غير المتعلمين – إذا حدث- نظرة استنكار. بل كان الجميع يتصايحون فيه إيك إيك .. إذا جاء لحلبة النقارة وهو يرتدي البنطلون، مما يضطره للرجوع لمنزله وتغييرلبسته بجلابية. وكان هنالك مثل يقول: (كارب صليبو نار الله حارقة قليبو). تغيّر الوضع اليوم، فتجد من بصمته تقلب التركتر يرتدي البنطلون والتي شيرت وضارب سستم بل ويرقص به في النقارة ويصارع به اقرانه في حلبة المصارعة المشهور ولا أحد يستنكر فعلته التي كانت ذات يوم نكراء. وأبناء النيل يقولون: (كل حد ينام على الجنب البريحو). ونقول اليوم عكس ما كان سائداً ومتعارف عليه: (كُل ما تجده وألبس ما يعجبك) لا فرق بين جناح أم جكو أو ضارب سستم.
هل كانت هنالك بنت أو سيدة من سكان أم درمان تجرؤ على السيرمن منزلهم لمنزل جيرانهم بدون ثوب في ستينيات القرن الماضي؟ الآن صار الأمر عادياً ولا غبار عليه. في عام دخولنا جامعة الخرطوم في بداية السبعينيات من القرن الماضي، كانت في دفعتنا في كلية العلوم طالبة واحدة لا ترتدي الثوب الأبيض، ما عدا الطالبات القبطيات.. هذه سنة التطوُّر والتغيير خاصة بعد دخول الفضائيات غرف نوم الجميع رغم أنفهم. ما قلنا لا ينفي إيماننا بالقول: (لعن الله المتشبهات بالرجال من النساء والمتشبهين بالنساء من الرجال). لا نقبل فكرة محمد ولد (Tom Boy). ولا العكس. وبالطبع لا نعرف ماذا يخبئ لنا قدر الموضة والفضائيات التي تتعامل مع ذوات الثدي من مصائب قادمات. أو كما قال الممثل المصري عادل إمام لزميلته التي أتته تلبس فستان بدون كم. قال لها: النهار دا جيتيني بفستان بدون كم، بكره حتجي لابسة كُم من غير فستان. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها
http://www.youtube.com/user/KabbashiSudan