المعاشيون من القوات المسلحة السودانية
طرح الدكتور سليمان محمد أحمد سليمان الخبير الاقتصادي و علوم المياه في صحيفة سودا نايل 5/7/2019 أهمية تمثيل الضباط والجنود المفصولين في مجلس السيادة القادم وتضمنت اطروحته اشراقات من المهنية العالية والعمق التي اتصفت به كتاباته في شتى الموضوعات في الشأن السوداني وهو أكثر الناس حرصاً على مصالح السودان الاقتصادية خاصةً التي تتعلق باستغلال فائض المياه سواء في الانهار أو البحر الأحمر لتوليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه وبالتالي وفرة المياه من ملتقي النيلين الأبيض والأزرق والكميات الضائعة من نصيب السودان عبر العقود الماضية مما يجعله الأجدر لقيادة هذا المرفق الهام وصاحب المشورة والعطاء ، نشرت كتاباً عن سد النهضة الاثيوبي وكانت اشراقات الدكتور سليمان خير معبناً لي ومرجعا ثراً. وهي بشرى أزفها للمهنيين بأنه سيكون اضافة للمرحلة القادمة.
واليوم يتقدم باطروجته هذه عن المعاشيين من ضباط وجنود القوات المسلحة السودانية بتاريخها الطويل العامر بالبطولات فكانت قوة دفاع السودان ومع بداية الاستقلال كانت باكورة جيش السودان بقيادة رجال أبهروا العالم بجبروتهم ( أحمد محمد وسليمان الخليفة وابراهيم عبود ) ولولا الانقلابات العسكرية الجباتة لعرف أبناء هذا الجيل السيرة الطيبة لقواتهم المسلحة وقد أعاد لها انضباطها نخبة من الضباط وعلى رأسهم عبد الماجد حامد خليل ويا للحسرة فبجانب مرض العصر بالانقلابات العسكرية وضع قادة الانقاذ الوهم والاسلام السياسي النفاق والسرقة أياديهم النجسة في قدسية القوات المسلحة السودانية من أشخاص هم في ترتيب الناس في الدرك الأسفل أمثال عوض الجاز وعلي عثمان فكانت الاغتيالات والتشريد والاحالة حتى لصغار الضباط والجنود ليس هذا فحسب بل أوصدوا أبواب الرزق أمامهم لاحقوهم باسالبهم الخسيسة بالتجسس من قوى مأجورة فاقدة الخلق في الأمن والمخابرات وليسمح القارئ الكريم لأعرض بعد النقاط
1-اقسم بالله العظيم ذهبنا لزيارة أحد ضباط القوات المسلحة يوم احالته للتقاعد وهو صديق عزيز واثناء جلوسنا حضر وزير الدفاع آنذاك وكان في زيارة زميل له مريض ( ثكنة سكنية عسكرية ) فاستفره بعض هؤلاء المفصولين من شرفاء القوات المسلحة وكانت دهشة الجميع حين قال أنه لا يعلم عن هذه الاحالات وسمعها الآن والقرار كان من الجبناء بالطبع .
2- أعداد من الضباط والجنود من القوات المسلحة استشهدوا في ساحات الشرف ويأتي اخطار أهلهم بعد شهور وشاهدنا بالعين المجردة رصاصة غدر من أحد الضباط وكان الحارس الخاص للزبير محمد صالح في ظهره لتموت الحقيقة بموته.
3- بطولات ضباط وجنود القوات المسلحة تحتاج لمجلدات بعد أن أدخلتهم الانقاذ في حروب أهلية ولا قى الكثيرون منهم الاهمال عتادا وعلاجاً وهم الذين حملوا لواء النصر في حروب الكويت والعراق أيام عبد الكريم فاسم وفي لبنان والجبهات القتالية مع حدود الكيان الصهيوني في حرب 1967 و1973.
4- قامت محاولة انقلابية ضد الكيزان وعرفت ب 28 رمضان فقامت قوى الغدر باعدامهم ودفنهم والى اليوم لا يعرف ذويهم مكان دفنهم وهم شهداء عند ربهم يرزقون.
5- محاولة كانت من بعض الطائشين الفلسطينيين في الخرطوم باقتحام السفارة الأماراتية وقتلو البعض وهو ما يسمى اليوم بالارهاب وتُجيش له الجيوش والاستخبارات فأقتحم الضباط والجنود البواسل بقياد أالفريق أحمد بادنين أبن الشرق وانهي العملية في ساعات .
6- الترهل الدبلوماسي والعنفوان للشرف العسكري السوداني في شخص اللواء طارق عمر أحمد الحارس الأمين لمنطقة حلايب وشلاتين في عهد الكيزان ، فمن خلال هذا الخضم الهائل من مهاترات وتصرفات السياسيين تلوح في الأفق بشارة خير للعسكرية السودانية من نجم متألق هو من مدينة شمبات من الخرطوم بحري هذه المدينة الي كانت المُبادرة باحياء نار القرآن الكريم والفاتحة للخلاوي ومراكز الذكر للذاكرين صباح مساء وهذه المدينة التي تواصل خيرها كل صباح على العاصمة المثلثة بحري والخرطوم وأمدرمان بالخضروات والفواكه وتفيض للسودان كله بالشعراء والأدباء والفنانين والرياضيين.
فينطلق النجم الذي أمنته بلادنا حامياً لمدينة حلايب رافعا راية اللواء الأبيض ويردد بقوة العسكر ( في الفؤاد ترعاه العناية من ضلوعي الوطن العزيز ) هو اللواء طارق عمر أحمد أطال الله عمره وولاه وأسرته بالصحة والعافية الذي رفض الانصياع لأوامر القيادة بالانسحاب من حلايب بعد احتلالها عام 1992 وظل متمسكاً بالارض وقال قولة مشهوره للقادة انذاك بانكم لاتاخذو التعليمات من الملكيه ويقصد بذلك مصطفي عثمان اسماعيل وكان وزيراً للخارجيه الذي باع القضيه.
ولهذه الوقفة الشجاعة تم ابعاده الي السلاح الطبي مريض بالقرحه واخيرا اُبعد ملحق عسكري للعراق ولم يمكث كثيرا وابعد من القوات المسلحة التي زادها شرفاً وعزة. ألا يستحق هذا البطل التكريم منا اليوم وأن يكتب اسمه في لوحة من نور في مداخل مدينة حلايب السودانية بعد تحريرها وهذا موقف قليل من كثير من ضباط القوات المسلحة السودانية.
وليسطر اللواء طارق بأحرف من نور الشرف العسكري السوداني ، ويكشف المرض الذي أصاب الدبلوماسية السودانية في عهد الانقاذ في الترهل والتفريط في مقدرات البلاد واعتلاء ذوي الولاء لمراكز أحالوها للتفكك والانهيار كغيرها من مؤسسات الدولة الأخرى ، وفي نفس الوقت يعيد لشعب السودان مجده وتاريخه العسكري الشريف من قوة دفاع السودان وحتى القوات المسلحة السودانية وينادي بالرحمة لشهداء القوات المسلحة الذين بنوا ركائزها قبل وبعد خروج الاستعمار سليمان الخليفة وأحمد محمد وابراهيم عبود ، وكذلك الذين كانوا نجوما ساطعة في الحرب العالمية الثانية أمثال طلعت فريد وأحمد عبد الوهاب وزملائهم البررة ، وأولئك الذين أعادوا لها سيرتها الانضباطية العسكرية أمثال عبد الماجد حامد خليل وصطفى عثمان (جيش ) والذين سطروا بأحرف من نور بطولات بهزيمة ما يسمى بالارهاب اليوم في قلب الخرطوم العاصمة أمثال أحمد بادنين والذين شرفوا السودان بدمائهم وأرواحهم من جنود وضباط سودانيين هم جميعهم أحياء عند ربهم يُرزقون. فبشرى للقائد طارق بولائه لشعبه الصابر .
7- ما سمعناه واطلعنا عليه عن بطولات ضباط وجنود القوات المسلحة يحتاج لرصد وتجميع أما ما لاقوه من معاناة في معايشهم بعد الاحالة فهي صورة تحكي عن أخلاق أعداء الاسلام من الجبناء الذين حكموا البلاد ثلاثين عاماً من خلال المؤتمر الوطني والشريك المؤتمر الشعبي .وربما ينبرى بعضاً من هذه الفئة الشريفة بالكتابة عن بطولات أبناء القوات المسلحة لتكون مرجعية للجيل الحالي والأجيال القادمة.
لذا كما طرح الدكتور سليمان هو مطلب من واقع متطلبات الثورة العملاقة ونبض الثوار لتكريم قواتنا المسلحة بعد أن بللها الكيزان بالنفاق وحتى مجلسهم الذي سار فب نهجهم الخائب ومعه مليشات متفلتة قامت بأبشعع صور الضلال في القتل ومئات الاصابات وأدمنت نشر المخدرات والرذيلة فمن واجب تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير بعد أن قامت بدورها كاملاً بتكريم شرفاء القوات المسلحة من المعاشيين بالمشاركة في مجلس السيادة القادم وهم معنا ومع نبض الثوار ليس هذا فحسب بأن تتمسك القوى الوطنية الشريفة بنسبة المجلس التشريغي 67% لقوى الحرية والتغيير و33% للمعاشيين نت القوات المسلحة والشرفاء منهم يشار اليهم بالبنان اليوم وبالله التوفيق.
ismail.shamseldin99@gmail.com
0097450161416