المفكر الفرنسى جيل كيبيل الذى هزم الإرهاب وفاز بالإعجاب
بسم الله الرحمن الرحيم
( رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحللعقدة من لسانى يفقهوا قولى )
( رب زدنى علما )
فى أوائل الألفية الثانية عندما جئت إلى فرنسا إلتقيت لأول مره بالمفكر الفرنسى الراحل روجيه غارودى الذى إعتنق الإسلام
وصار إسمه رجاء غارودى فى إفتتاح مكتب قناة الجزيرة فى باريس وإتفقت معه لإجراء حوار صحفى فوجئت بتواضع العالم المفكر وبساطته نفس الملامح والشبه كما نقول نحن
فى السودان تكرر معى الأمر عند حوارى للمفكر الإسلامى
البروفيسيور برهان غليون مدير دراسات الشرق الأدنى بجامعة السوربون والذى أجريت حوارا إعلاميا وفكريا معه فى منزله بباريس فى عام 2007م كان فى منتهى الظرف واللطف ونحن نسجل معه .
وأنا أتابع قناة العربية برنامج [ صناعة الموت] هالنى وإستوقفنى العالم والمفكر الفرنسى
البروفيسيور جيل كيبيل الخبير المتخصص فى شؤون العالم العربى والإسلامى حلق بعيدا وهويحلل ظواهر الإرهاب العالمى والتطرف الفكرى وهوم بى فى سماوات عقلانيه وموضوعيه وبحثيه فريدة الأمر الذى جعله قبلة القنوات الفضائيه والصحف والإذاعات المرئيه والغير مرئيه وتابعت السيره الذاتيه للرجل فوجدته الف الكثير المثير من الإصدارات بالعربيه والفرنسيه من أشهر كتبه كتاب [ الغضب فى قلب باريس ] وكتاب{ عن مصر والجماعات الأخوانيه } وكذلك
{ الفتنه الكبرى حرب فى قلب الإسلام } و { النبى والفرعون}
{ ضواحى الإسلام ولادة دين جديد بفرنسا } وحديثه عن شبح
الرعب الذى يهدد فرنسا الرجل عالج قضية الإرهاب بمضع جراح خبير متمكن من أدواته وثقته بنفسه تمكنه من تخصصه
وعلمه ببواطن الأمور لم يجنح أو يسرح علميا ولم يشطح فلسفيا كما يفعل الآخرون وهم يحللون أسباب ومسببات الإرهاب بلقطات تثقيفيه سوسيولوجيه يأبى أن يدارى أو يوارى
عن القنابل الموقوته الموجوده فى الضواحى فى باريس
هذه الأماكن التى تخشى الشرطه الفرنسيه من إقتحامها البيوت بسبب
الهيجان المتراكم والغضب والعنف المكبوت بسبب الظلم
والتهميش العنصرى جيش من الشباب من أبناء المسلمين
حملة الشهادات وهم يعانون ويقاسون من أزمة البطاله
والعطالة ويرون أسرهم تتمزق معيشيا وإجتماعيا بسبب
الحرمان من الوظائف والتوظيف هم يعيشون فى فرنسا
ولكنهم فى جحيم الأبارتيد بالضبط كأبارتيد جنوب إفريقيا
البروفيسيور جيل يطالب بتسوية أمور هؤلاء الشباب ويجب
العناية والرعاية بهم إذا كنا لا نريد هجمات عنفيه وتدميريه
أو إرهابيه لهؤلاء الشباب قضيه فلماذا لا نستمع لهم؟ ولماذا
لا نحاورهم فكريا وعقلانيا وإجتماعيا؟ من أجل كل هذا يكره
اليمنيون المتطرفون البروف جيل لأنه شخص الداء وعرف أسباب الدواء ولكى تستمع أكثر إستمع إليه جيدا وهو يحدثك عن الإسلام فى تركيا وما يجرى فيها من تحولات ومآلات .
البروف جيل كيبيل خبير بمشاكل وقلاقل الأخوان المسلمين
وبالذات أخوان مصر تجد فى تحليله المنطقى كل شئ عن هؤلاء لماذا فشلوا ولماذا تسبب فشلهم فى فشل الربيع العربى
وبخصوص الربيع العربى أحرضك لأجراء الحوار معه حتى
تقف على الخبايا والخفايا بنفسك فى حوار السهل الممتنع
وأنا نفسى فى طريقى إليه حتى أحظى بقبس من نور لم لا ؟
خاصة وأنا رئيس لمنظمة ( لا للإرهاب الأوربية ) فنحن فى أمس الحاجة لعلمه وفهمه فى مكافحة الإرهاب لأن الإرهاب
لا يكافح فقط أمنيا بل الأهم هو محاربته فكريا وحضاريا
وإجتماعيا وإقتصاديا لأن الإرهاب لا دين له ولا هويه ولا تعريف جامع مانع ظلم الإسلام كثيرا وهو يضع فى قفص
الإتهام إلى أن وقع الهجوم الإرهابى العنيف على الكنيس اليهودى بأمريكا فأودى بحياة العشرات على يد رجل أبيض
يمينى متطرف ونحن ندين بشدة هذا الهجوم البربرى اللا إنسانى الذى يهدد البشريه ويضربها فى مقتل ليس هذا فحسب
بل هوخطر على السلم والسلام العالمى كما هو خطر على التعايش الحضارى والتسامح الدينى .
وفى الختام أحيى البرفيسيور جيل كيبيل الذى هزم الإرهاب
هنا وفاز بالإعجاب .
بقلم الكاتب الصحفى
عثمان الطاهر المجمر طه / باريس
31 / 10 / 2018م
elmugamarosman@gmail.com