المنطق الحق والبناء السياسي والحكومة

 


 

 



كثيرة هى المحاولات الكتابية والندوات والمحاضرات التى دأبت على طرح مسائل البناء السياسى المرتقب وقد تنوعت التوجهات بتنوع  التيارات السياسية ، لكن الحزب الحاكم كان يتجاهل الأفكار والأطروحات والكتابات التى تقدم  بحجة أن لديه كوادر مؤهلة  ولا يريد الاستفادة من تلك الأفكار  الواقعية والمنطقية . وبعد مرور أكثر من عشرين سنة قدمت لنا كوادره المؤهلة  بالولاء حصيلة حتمية الوقوع  تمثلت فى انفصال الجنوب - وحروب فى دارفور  وجنوب كردفان و النيل الأزرق --الأنعزال الدولى  والانتقاص من شخصية رئيس الدولة  و الازدراء به فى المؤسسات الدولية . ولعل هذا الاهمال عائد الى حالة الركود  و الادعاء المعرفى التى سادت  النسبة الكبرى من  أوساط  ساسة المؤتمر فأنعدم  الوعى الوطنى الجماعى و الانفتاح الثقافى وما يجرى من تحولات اجتماغية دولية وما تبعها من مستجدات فى التفكير السياسي فأنتصب  بين غليان التناقضات  فى المجتمع وبين الحلول الرؤيوية  المنية أساسا على مفهوم وطنى ومعيشة طيبة وحياة مجتمعية  ، حاجز صلب من جمود الذهن تمثل فى تصريحات بعض الساسة المكرورة والممجوجة والمكروهة  . ان الاستكانة الى المفاهيم والأنظمة  و الممارسات  القديمة يعنى استنقاع البلاد  فى رتابة مميتة و قرارات لا جدوى منها قادت البلاد الى منعطف سحيق  . وهذا فى اعتقادى ضد الحقوق التى تنادى بالتغيير  الشامل  الذى يضحح الأخطاء ويبدل الحياة السياسية العامة  . كنا نتوقع  قرار  جمهورى بحل الحجكومة  وتشكيل حكومة انتقالية  وانتخابات حرة لكن يبدو  أن الساعين  الى ايقاف عجلة التغيير  نجحوا فى اقناع المؤتمر  بالترقيع  من أجل مصلحتهم الخاصة  ويعتبر هذا مؤشرا خطيرا واضحا ربما يؤدى الى انفجار  . وما فتئت  بعض الجهات  غريقة المستنقع مشبوهة الغايات تتلطى خلف  حاجز الجمود  هذا ترفض دينامية الفكر وتسعى الى تجهيله غافلة ضرورة تعاطيه مع دفق الحياة الاجتماعية المتحولة  ورياح الربيع العربى المدمرة . وهى بذلك تسهم فى  كتابة قدر مظلم لشعب  جريح . ان الموقف من هذه الدينامية الفكرية فى تعاطيها التطلغى مع كل شأن  عام مسألة محورية تشرع باب الاصلاح وتنادى بالتغيير ، فمن غير المنطقى أن يظل المستسشار أو الوزير  لأكثر من عشرين سنة  حتى  ولو كان نابغة زمانه السياسي   الأمر الذى يوحى بعدم وجود  كوادر  أو ان فى الأمر نزعة خفية  (جرثومية ) تسعى لتحدير المجتمع بمشاركة أحزاب ستدور فى  فلك المؤتمر الوطنى المتمسك بوزارات السيادة . لقد جربنا هذا النوع من الحكومة وعشنا تجربته الفاشلة وشعاراته الزائفة  وعندما التفتنا وجدنا  وحدتنا انفصال و الشريك هو العدو  . كنا نريد حكومة   ذات نظرة مستقبلية فكرية شاملة عميقة التعليل هندسية التركيب  تعليلية النهج رؤيوية  التطلع  ولا يكون هذا فى واقع وطنى ممزق لكنه يكون عبر النخب الوطنية الملتزمة التى ترى  السودان دون قطرة حساسية  . شاهدت الاستطلاعات التى جرت  جميعها أوضحت معاناة هذا الشعب  الذى أحكم عقاله وتورمت قدماه وأوصاله  فمن حقه أن ينادى بالتغيير وتقليل عدد الوزارات  ولا ندرى ما  الحكمة  من عددية  المستشارين . نريد الحكومة التى تؤمن بحق الآخر بالحياة  والوجود لا  تعتمد نفى الآخر  لها نظام سياسى تعليمى ثقافى مؤسس  على محاربة الظلم والقهر والفساد والتخلف والجهل     وفى ضوء ذلك ندرك أهمية الدستور الجديد والعمل على رسم الخطوط الأصلية لنهضة الأمة و ادراك حريتها بكل أطيافها  . من حق هذا الشعب  كله أن يعيش بكرامة وأن يمتلك حقه فى بناء وطنه ومستقبله بكل حرية  وفق ما هو كائن و ليس وفق ما هو متخيل مكذوب وكذلك ليس  وفق الرؤى المفروضة من قبل .  ... من المؤسف والمحزن معا أن تصمت أفواه الساسة الذين ر يقفهمون ويتكلم الذين  لا يفهمون
أ . د / صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان ........ امدرمان   
salah osman [prof.salah@yahoo.com]

 

آراء