المواطن عمر البشير !! .. بقم: عبد الباقي الظافر

 


 

 

تراسيم


 

رحم الله شاعرنا أبو أمنة حامد .. الذى  كان صاحب (سبع صنايع) ..فهو شرطي ودبلوماسي وشاعر وسياسي .. رغم ذلك مات فقيرا حزينا.. أبو أمنة  في السياسة كان ناصريا الهوى والهوية ..تعلق قلبه بالزعيم جمال عبد الناصر حتى أسمى أحد أنجاله جمال عبد الناصر حسين ( حتة واحدة).. لا أدرى ان كان شاعرنا قد ندم على هذا الاختيار الثلاثي  بعد (خيبات)  الزعيم الكبير.

قبل نحو عشر سنوات وفى بادية كردفان رزقت أسرة صغيرة ابنا ذكرا.. ووقتها كانت البلاد تعيش عبق الثورة ..فاختارت الأسرة اسم قائد الإنقاذ لوليدها ..أصبح الطفل عمر أحمد البشير يمثل رمزية الرغبة في التغيير والأمل فى التنمية لسكان تلك البوادي الحزينة الفقيرة .

 

عندما كان نائب رئيس الجمهورية يزور مستشفى سوبا الجامعي أمس الاول لافتتاح مركز لجراحة الكلى..لفت نظري طفل نحيل و بائس ..والده يدفعه على كرس متحرك ..يحاول ان يجعله في الصفوف الأمامية ..ولكن أهل السلطان يمنعونه ..لا يريدون ان يعكروا صفاء رحلة نائب الرئيس بمثل هذه المأسى

اقتربت منه ..التقطت له صورة جعلتها التيار على صدر الصفحة الأولى ..سألته عن اسمه ..لم يتمكن الصغير من الإجابة ..تولى والده المهمة ..تركت أسرة الطفل عمر البشير الزرع والضرع ..لأنهم لم يتمكنوا من إدراك العلاج بولاية شمال كردفان ..مستشفى الأبيض لا يوجد به جهاز رنين مغنطيسي حسب إفادة والد الطفل المريض ..جاءوا إلى الخرطوم في رحلة البحث عن علاج ..عليهم ان يدفعوا من جيبهم ..لأنهم فقراء مهشمون لا يملكون تأمينا صحيا.

شمال كردفان مثلها وكل ولاية أخرى ..تملك برلمانا ومجلس وزراء وجامعة ..وربما إذاعة وتلفزيون ..ولكنها تفشل وتعجز في توفير العلاج لمواطن مسكين ..فتضطره لقطع آلاف الأميال ..الصغيرعمر البشير يصرخ ويقول دعوني أعيش.. ولكن هل يسمعه الرئيس عمر البشير ؟.

أآمل ان تقرأ السيدة الأولى مأساة هذا المواطن .. تزوره بمشفى سوبا ..وتجتهد منظمتها الخيرية فى توفير جهاز رنين مغنطيسي لكل ولاية ..ونعشم ان نسمع ردا من وزارة الصحة بشمال كردفان .

لا فائدة من تنمية لا تجعل الإنسان فى صدارة اهتماماتها .. ليس الخبر ان يفتتح نائب الرئيس مؤسسة طبية جديدة ..ولكن الخبر ان تكون هنالك ولاية بلا مستشفى في كامل التأهيل .

Abdulbagi Alzafir [alzafir@hotmail.com]

 

آراء